Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتدام الصراع في سماء الفاشر وأكثر من 20 قتيلا في قصف مستشفى بالمدينة

الجيش ينفذ إسقاطاً جوياً ثانياً ويسيطر على مواقع دفاعية وتحذير من اغتيالات في المدينة

أصدرت التنسيقية بياناً تحذيرياً للمدنيين داخل الأحياء القريبة من مناطق الاشتباكات (أ ف ب)

ملخص

قتل ثمانية أشخاص في الأقل، أمس الثلاثاء، بقصف لقوات "الدعم السريع" على مستشفى بمدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، بحسب ما أفاد مصدر طبي وكالة "الصحافة الفرنسية"، اليوم الأربعاء، وقال المصدر، "أصيب قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر بقصف مسيرة أطلقها ’الدعم السريع‘، وأدى ذلك لسقوط ثمانية قتلى وسبعة أصيبوا" بجروح، مشيراً إلى أن الضربة أدت الى "تضرر المباني والمعدات".

قُتل 20 مدنياً على الأقلّ في خلال 24 ساعة بقصف لقوات الدعم السريع على مستشفى هو من بين آخر المنشآت الصحية قيد الخدمة في مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان، وفق ما أفادت مصادر

وهذا الهجوم هو الثاني على المستشفى في أقل من 24 ساعة، إذ أدى قصف على قسم الولادة أمس الثلاثاء إلى مقتل ثمانية أشخاص في الأقل.

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ أبريل (نيسان) عام 2023 بين الجيش وقوات "الدعم السريع" عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفعت الملايين إلى النزوح، فيما بات نحو 25 مليون شخص يعانون الجوع الحاد.

ويفيد ناشطون بأن الفاشر، آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرة قوات "الدعم السريع"، باتت "مشرحة مفتوحة تنزف من كل الجهات".

وقال المصدر الطبي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته "أصيب قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر بقصف مسيّرة أطلقتها الدعم السريع، وأدى ذلك إلى سقوط ثمانية قتلى، وسبعة أصيبوا" بجروح، مشيراً إلى أن الضربة أدت إلى "تضرر المباني والمعدات".

ويعد المستشفى من بين آخر المنشآت الطبية والصحية التي ما زالت تعمل في المدينة مع تعرض معظمها لقصف متكرر أجبرها على الإغلاق.

ونجح الجيش السوداني أمس الثلاثاء وللمرة الثانية خلال أسبوع واحد في تنفيذ عملية إسقاط جوي كبيرة للمؤن الغذائية والتشوين العسكري، للفرقة السادسة بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، خلال وقت لم تتوقف فيه المواجهات والقصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات "الدعم السريع" داخل المدينة.

وأكدت مصادر عسكرية أن طائرات الجيش الحربية نفذت أمس عملية إسقاط جوي ناجحة داخل الفاشر، تمكنت خلالها طائرتا شحن عسكريتين من إسقاط مظلي لحمولتهما من الذخائر والتشوين الحربي والسلع والمواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية الأساس، في محيط فرقة الجيش، من دون أن تتعرض لها الدفاعات الجوية لـ"الدعم السريع".

وقُتل ثمانية أشخاص في الأقل، أمس الثلاثاء، بقصف لقوات "الدعم السريع" على مستشفى بمدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، بحسب ما أفاد مصدر طبي وكالة "الصحافة الفرنسية"، اليوم الأربعاء.

وقال المصدر، "أصيب قسم النساء والتوليد في مستشفى الفاشر بقصف مسيرة أطلقها ’الدعم السريع‘، وأدى ذلك لسقوط ثمانية قتلى وسبعة أصيبوا" بجروح، مشيراً إلى أن الضربة أدت الى "تضرر المباني والمعدات".

اطمئنان وتكرار

وقبل أسبوع، نجح الجيش السوداني في تنفيذ عملية إسقاط جوي داخل مدينة الفاشر، وذلك بعد توقف عن الإمداد دام لأكثر من خمسة أشهر منذ أبريل (نيسان) الماضي، عقب إسقاط الدفاعات الجوية لـ"الدعم السريع" إحدى طائرات الشحن التابعة له فوق سماء المدينة. وأفادت المصادر بأن تكرار الجيش لعملية الإمداد بالإسقاط الجوي يشير إلى تأكده من تدمير منظومة الدفاع الجوي، التي كانت قوات "الدعم السريع" نصبتها في أطراف الفاشر.

وشهدت الأيام الماضية تصعيداً جوياً مكثفاً، شنت خلاله مسيرات الجيش سلسلة غارات على مواقع انتشار قوات "الدعم السريع" ومنصاتها الجوية شمال وجنوب دارفور.

ومنذ نحو عامين، تحاصر قوات "الدعم السريع" مدينة الفاشر وتمنع وصول السلع الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية إليها، مما تسبب في شح السلع الغذائية وارتفاع أسعار المتاح منها، وبات السكان على أعتاب المجاعة الكاملة.

مواقع متقدمة

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة للجيش أمس تحقيق سلسلة من الانتصارات النوعية، وتمكن وحداتها من تطهير عدد من المواقع الدفاعية المتقدمة في محيط مدينة الفاشر التي دنسها العدو خلال الفترة الأخيرة.

ولفت بيان للفرقة إلى أن الانتصارات المتلاحقة تكللت بضربات نوعية حققت أهدافاً استراتيجية مهمة، واختتمت أمس بإسقاط جوي ناجح سُلم بالكامل، مما يؤكد قدرة الجيش على السيطرة على مجريات المعارك بروح معنوية مرتفعة.

جسر جوي

من جانبها كشفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن عملية الإسقاط الجوي التي نفذها طيران الجيش أمس تمت على مرحلتين عبر سلاح المظلات، بهدف تأمين إمداد الفرقة السادسة واستجابة للوضع الإنساني بالفاشر.

وأطلقت التنسيقية نداء عاجلاً لإنشاء جسر جوي شعبي يضمن إيصال المساعدات الطارئة إلى المدنيين المحاصرين داخل المدينة، مطالبة القوى والمنظمات المدنية كافة في السودان بدعم مبادرة الجسر الشعبي، والتنسيق معاً لضمان تنظيم عمليات نقل وإسقاط الإمدادات بصورة منتظمة وآمنة.

وناشد بيان للتنسيقية المنظمات الإنسانية والدولية والإقليمية والمحلية وقيادة الدولة بضرورة تنفيذ عمليات مماثلة لقطاع المساعدات الإنسانية بالفاشر، لإنهاء معاناة آلاف المدنيين العالقين وسط القتال والحصار.

اغتيالات وتحذيرات

على صعيد آخر أصدرت التنسيقية بياناً تحذيرياً للمدنيين داخل الأحياء القريبة من مناطق الاشتباكات، وذلك عقب ما وصفته بتصاعد الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات ضد السكان، وتكرر حالات قتل لعدد من المدنيين داخل أحياء المدينة خلال الأيام الماضية في هجمات نفذتها عناصر من الميليشيات على المنازل.

ودعا تحذير التنسيقية المواطنين إلى مغادرة مناطق التماس فوراً نحو أحياء أكثر أماناً، وتجنب التحركات غير الضرورية في حال تعذرت مغادرتهم، مناشداً الجهات الإنسانية والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين.

آخر المنظومات

وأعلن قائد فيلق البراء بن مالك المقاتل إلى جانب الجيش، المصباح طلحة، أن قوات الجيش نجحت عبر عملية نوعية نفذتها الوحدات المشتركة في تدمير المنظومة الدفاعية الأخيرة لميليشيات "الدعم السريع" حول مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، ومقر حكومة تحالف "تأسيس" الموازية.

وأوضح طلحة ضمن منشور على صفحته عبر "فيسبوك" أن العملية استهدفت مواقع محصنة تضم منظومات تشويش ودفاع جوي، كانت الميليشيات تعتمد عليها لحماية خطوطها الخلفية جنوب دارفور، مشيراً إلى أن تدمير هذه المنظومة يمثل انهيار القدرات الدفاعية المتبقية لـ"الدعم السريع" في المنطقة.

إسقاط مسيرة

من جانبها قالت قوات "الدعم السريع" إنها تمكنت أمس من إسقاط طائرة مسيرة من طراز "أكانجي" في سماء مدينة الفاشر.

وأوضح بيان للناطق الرسمي باسم تلك القوات، الفاتح قرشي، أن الطائرة التي أُسقطت كانت شنت قبل أيام هجمات عدة على منطقة "بلبل تمبسكو" غرب مدينة نيالا جنوب دارفور، وأودت بحياة أكثر من 80 شخصاً وجُرح العشرات.

ودعا قرشي المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة ما وصفتها بـ"المجازر الشنيعة" التي ترتكب ضد الأبرياء في دارفور، فيما لم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني حتى الآن في شأن إسقاط الطائرة المسيرة، والاتهامات المصاحبة له.

مسيرات ومواجهات

وفي محور كردفان استهدفت مسيرات تابعة للجيش رتلاً من العربات القتالية لقوات "الدعم السريع" جنوب منطقة أبو حراز بولاية شمال كردفان، وقتل في الهجوم العشرات من جنود المليشيات، وفق مصادر ميدانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت المصادر وصول تعزيزات كبيرة للجيش وبدء تقدمه نحو استرداد مدينة الخوي غرب كردفان، في ظل مواجهات متجددة من عمليات الكر والفر بين الجانبين داخل مناطق أبو قعود وأم صميمة المتاخمة للحدود الغربية لمدينة الأبيض.

ومن جانبها، قالت قوات "الدعم السريع" على منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي إن قواتها أحرزت أمس تقدماً باتجاه منطقة أم صميمة، وأن مفاجآت كبيرة منتظر الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة في هذا المحور.

تنسيق دولي

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس أهمية التنسيق مع الأجهزة والمنظمات الدولية من أجل تنفيذ الخطة الكلية والاستراتيجية الشاملة للقطاع الصحي التي ينشدها الجميع.

وأوضح إدريس لدى مخاطبته أمس المنتدى القومي لشركاء القطاع الصحي أن المنصة الصحية تمثل انطلاقة كلية للقطاع الصحي عبر المتابعة والتنسيق داخل الدولة السودانية، مشيراً إلى أن "الجيش الأبيض" من الكوادر الصحية هو عماد التنمية الصحية المنشودة.

من جانبه، أشار وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت لاستعادة الخدمات الصحية عقب الحرب التي شنتها الميليشيات، والانتقال من خطة الاستجابة إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار والتطوير.

ولفت إبراهيم إلى أن الوزارة وضعت خطة لإعادة الإعمار عبر مشاريع مرحلية مع الشركاء ووكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد لتحقيق الصحة والتغطية الشاملة بالخدمات الصحية.

انخفاض التفشي

على ذات الصعيد أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم انخفاضاً ملحوظاً في معدلات تفشي حمى الضنك والملاريا داخل الولاية، وذلك عقب تنفيذ حملة التفتيش المنزلي واسعة النطاق بمشاركة نحو 7 آلاف معزز صحي، لتجفيفها من البعوض وتوعية الأسر بأهمية القضاء على النواقل.

وتوقعت الوزارة أن يتوالى انخفاض حالات الإصابة بحمى الضنك مع تقدم حملات التفتيش المنزلي، وصولاً إلى إعلان خلو ولاية الخرطوم من حمى الضنك، مشيرة إلى انخفاض كبير في معدلات التردد على المستشفيات لحالات الإصابة بالمرض.

وشهدت ولاية الخرطوم خلال الأسابيع الماضية تفشياً واسعاً لحميي الضنك والملاريا، مع نقص حاد في العلاج والمحاليل الوريدية وتكدس المرضى أمام الصيدليات وفي المرافق الصحية المحدودة بحثاً عن العلاج المعدوم.

تحضيرات سياسية

سياسياً اختتمت الكتلة الديمقراطية مشاوراتها التحضيرية للحوار السوداني - السوداني المؤجل الذي يرتب له الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة الكتل والكيانات السياسية السودانية.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن الكتلة الديمقراطية ليست على خلاف مع الكتل السياسية الأخرى، مشيراً إلى أن عملية التوافق السياسي تحتاج إلى رؤية واضحة تُوضع على منضدة الآخرين لمناقشتها والاتفاق على الحد الأدنى من التوافق.

ولفت مناوي، إلى ضرورة أن يستصحب الحراك الدولي الخارجي في شأن الأزمة السودانية للرؤية السودانية بالداخل، من خلال التواصل مع المنظمات الإقليمية ومنها الاتحاد الأفريقي، الذي ينتظر تحديد أن يحدد موعداً جديداً لانطلاق المشاورات المؤجلة.

أصداء "كوشيب"

في سياق أصداء الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية على علي كوشيب وصف مكتب المدعي العام للمحكمة الإدانة بالتاريخية، مشيراً إلى أن هذا الحكم يعد أول إدانة بالنسبة إلى الوضع في دارفور السودان، كما أنه الأول على الإطلاق في قضية أحالها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى المحكمة، والقضية الأولى في المحكمة التي تحكم تحت تهمة الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي.

جرائم تتكرر

ووصفت نائبة المدعي العام نزهت شميم خان إدانة كوشيب بأنها خطوة حاسمة في مكافحة الإفلات من العقاب في دارفور، وتبعث خلال الوقت نفسه برسالة واضحة إلى مرتكبي الفظائع الحالية والماضية في السودان.

ورحب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس بإدانة المحكمة الجنائية الدولية لعلي كوشيب، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، مشيراً إلى أن الحكم يأتي خلال وقت تتكرر فيه جرائم فظيعة مماثلة مرة أخرى في دارفور وأماكن أخرى داخل السودان، في ظل الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

ترحيب محلي

على الصعيد المحلي رحبت كل من حركتي "العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم وزير المالية، و"جيش تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور بالحكم على كوشيب، واعتبر بيان للناطق الرسمي لحركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور الحكم انتصاراً للعدالة الدولية ورسالة قوية للمجرمين الآخرين.

وعدت هيئة محامي دارفور إدانة علي كوشيب من قبل المحكمة الجنائية الدولية انتصاراً كبيراً لضحايا النزاع والمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أول من أمس الإثنين حكمها في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبدالرحمن، المعروف بـ"علي كوشيب"، وأدانته بارتكاب 27 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وقعت خلال النزاع داخل إقليم دارفور بين عامي 2003 و2004.

ودين كوشيب، وهو أحد القادة في ميليشيات "الجنجويد" بولاية غرب دارفور، من قبل هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة في لاهاي، بتهم تشمل الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، والاضطهاد على أسس سياسية وعرقية وجنسية كجريمة ضد الإنسانية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات