ملخص
تقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الأرقام التي تعلنها السلطات الفلسطينية ربما تكون أقل من الواقع. وأكدت المفوضية أن الوفيات التي تحققت منها حتى 20 يوليو (تموز) باستخدام طريقتها الخاصة تظهر أن 40 في المئة منها أطفال و22 في المئة من النساء.
تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة البرية والجوية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ عامين أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، تقل أعمار نحو ثلثهم عن 18 سنة.
واندلعت الحرب عقب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتتركز على مدينة غزة منذ الشهر الماضي.
واستمر الهجوم على الرغم من المحادثات بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة المكونة من 20 نقطة لإنهاء الصراع.
كيف تحسب السلطات الصحية في غزة عدد القتلى؟
كشف أحدث إحصاء تفصيلي أصدرته وزارة الصحة الفلسطينية في السابع من أكتوبر مقتل 20179 طفلاً، أي ما يعادل 30 في المئة من إجمالي العدد الذي بلغ 67173 قتيلاً.
وتشير بيانات مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) إلى أن عدد القتلى الرسمي الذي أعلنته الوزارة أكبر بكثير من العدد الذي سقط في كل جولات القتال السابقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة منذ عام 2005.
وفي الأشهر الأولى من الحرب، كان يجري حساب أعداد القتلى بالكامل من خلال إحصاء الجثث التي تصل إلى المستشفيات. وكانت البيانات تتضمن أسماء معظم من لقوا حتفهم وأرقام بطاقات الهوية الخاصة بهم.
وبداية من أوائل مايو (أيار) 2024، حدّثت وزارة الصحة بياناتها لإجمالي حصيلة الوفيات لتشمل الجثث مجهولة الهوية، والتي تمثل نحو ثلث العدد الإجمالي للقتلى. لكن منذ أكتوبر 2024، لم تشمل الحصيلة سوى الجثث التي تسنى التعرف عليها.
وأظهر فحص أجرته "رويترز" لقائمة سابقة أصدرتها وزارة الصحة في غزة لعدد القتلى أن أكثر من 1200 أسرة قتل جميع أفرادها، إحداها تتكون من 14 فرداً.
هل حصر القتلى في غزة شامل؟
تقول وزارة الصحة الفلسطينية، إن الأعداد لا تعكس بالضرورة جميع من لقوا حتفهم، وتشير تقديراتها لوجود عدة آلاف من الجثث تحت الأنقاض. ولا تتضمن هذه الأعداد أيضاً الوفيات المرتبطة بسوء التغذية، التي بلغت 460 حالة جرى تسجيلها في ظل المجاعة التي يشهدها شمال غزة.
وتشير دراسة خضعت لمراجعة النظراء ونُشرت في دورية "ذا لانسيت" في يناير (كانون الثاني) إلى أن من المرجح أن تكون الإحصاءات الفلسطينية الرسمية للوفيات المباشرة في حرب غزة أقل من عدد الضحايا بنحو 40 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من الحرب وسط تدهور البنية التحتية لمرافق الرعاية الصحية في القطاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن الأرقام التي تعلنها السلطات الفلسطينية ربما تكون أقل من الواقع.
وأكدت المفوضية أن الوفيات التي تحققت منها حتى 20 يوليو (تموز) باستخدام طريقتها الخاصة تظهر أن 40 في المئة منها أطفال و22 في المئة من النساء.
وخلص تحقيق للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة، واستشهد المحققون بنطاق عمليات القتل الواسع باعتباره أحد الأدلة التي تدعم ما توصلوا إليه. ووصفت إسرائيل هذه النتائج بأنها متحيزة ومحض "افتراء وكذب".
ما مدى مصداقية عدد القتلى في غزة؟
قال خبراء في مجال الصحة العامة، إن غزة قبل الحرب كانت تتمتع بإحصاءات سكانية قوية ونظم معلومات صحية أفضل من تلك الموجودة في أغلب دول الشرق الأوسط.
وتعتمد الأمم المتحدة غالباً على أعداد حصيلة القتلى الصادرة عن وزارة الصحة وعبرت منظمة الصحة العالمية عن ثقتها الكاملة بهذه الأعداد.
هل تتحكم "حماس" في الأرقام؟
على الرغم من أن "حماس" تدير غزة منذ عام 2007، فإن وزارة الصحة في القطاع تقع تحت إدارة وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية.
وتدفع حكومة "حماس" في غزة رواتب جميع الموظفين المُعينين في الدوائر الحكومية، ومن بينها وزارة الصحة، منذ 2007. ولا تزال السلطة الفلسطينية تدفع رواتب الموظفين المُعينين قبل ذلك التاريخ.
ماذا تقول إسرائيل؟
قال مسؤولون إسرائيليون في السابق، إن هذه الأرقام مشكوك فيها بسبب سيطرة "حماس" على الحكومة في غزة، وإنها تخضع للتلاعب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 466 من جنوده لقوا حتفهم خلال الأعمال القتالية، وإن 2951 آخرين أصيبوا منذ بدء عمليته البرية في غزة في 27 أكتوبر 2023.
ويشير إلى أنه بذل قصارى جهده لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين. ويقول إن "حماس" تستخدم المدنيين في غزة دروعاً بشرية من خلال العمل داخل المناطق المكتظة بالسكان والمناطق الإنسانية والمدارس والمستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة.
واندلع الصراع في السابع من أكتوبر 2023 عندما اقتحم مسلحون من "حماس" الحدود إلى بلدات إسرائيلية. وتقول إسرائيل إنهم قتلوا 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا 251 رهينة، ويُعتقد أن نحو 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة.
كم عدد القتلى من المسلحين؟
لا تفرق وزارة الصحة في إحصاء أرقام القتلى بين المدنيين ومقاتلي "حماس"، الذين لا يرتدون زياً رسمياً أو يحملون بطاقات هوية مختلفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في يناير 2025، إنه قتل نحو 20 ألفاً من مقاتلي "حماس". ولم يقدم تحديثاً منذ ذلك الحين. ويقول مسؤولون إسرائيليون، إنه تسنى التوصل إلى مثل هذه التقديرات من خلال مزيج من إحصاء الجثث في ساحة المعركة واعتراض اتصالات "حماس" وتقييمات الاستخبارات للأفراد الذين كانوا موجودين داخل الأهداف التي تم تدميرها.
وتقول "حماس"، إن التقديرات الإسرائيلية لخسائرها مبالغ فيها، لكنها لم تذكر عدد القتلى في صفوف مقاتليها.