Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق "يويفا" على مباريات الخارج يفتح آفاقا واسعة لمستقبل كرة القدم

وافقت الهيئة الحاكمة على طلبين "استثنائيين" محذرة في الوقت نفسه من أن يشكل ذلك سابقة لكن خرق القواعد يفتح الباب أمام كل من يسعى إلى كسر النمط لاحقاً

جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وألكساندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (أ ف ب)

ملخص

في سابقة تتم بالدهشة والغموض، وافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على إقامة مباريات دوري محلي خارج حدود القارة على رغم إعلان معارضته، مما يعكس ازدواجية القرار ويؤسس لتحولات قانونية وتجارية جذرية في كرة القدم العالمية.

في عالم كرة القدم الجديد فحسب، حيث تسود "مرحلة ما بعد الحقيقة"، يمكن لهيئة كبرى أن تعلن معارضتها لأمر ما من خلال السماح به. لقد تم تجاوز خط آخر، وهذا الخط تحديداً يضيف كثيراً من الضباب إلى الأفق.

ففي مساء أمس الإثنين، صدر بيان رسمي بعنوان، "يويفا يؤكد معارضته إقامة مباريات الدوري المحلي خارج البلاد"، لكن البيان نفسه أكد في الوقت ذاته أنه وافق على قرارات من الدوريين الإسباني والإيطالي لإقامة مثل هذه المباريات.

مبررات تنظيمية غامضة تفتح باب السوابق

وجاء في البيان، "نظراً إلى أن الإطار التنظيمي المعتمد من (فيفا)، الذي يخضع حالياً للمراجعة، ليس واضحاً ولا مفصلاً بما فيه الكفاية، فقد قررت اللجنة التنفيذية لـ(يويفا)، على مضض، الموافقة على الطلبين المحالين إليها بشكل استثنائي".

حتى بمقاييس كرة القدم، يعد هذا مثالاً لافتاً على التملص من المسؤولية، والتلاعب في الطرح، والكلام الفارغ تماماً.

ويمكن للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تكرار ما يشاء من عبارات مثل "على مضض"، و"مؤسف"، وأن جميع الاتحادات الوطنية التابعة له "أكدت التزامها بالتنسيق مع (يويفا) قبل تقديم أي طلبات مستقبلية". لكن على المدى البعيد، لا يعني أي من ذلك شيئاً.

تحولات القيادة والسباق نحو المصالح الجديدة

القيادات تتغير والطموحات تتغير والسياقات كذلك تتغير. وما يوصف اليوم بالتردد يمكن أن يتحول بسرعة إلى حماسة، بخاصة عند انطلاق سباق ما.

وهذا السباق قد انطلق الآن. وهذا ما فعله (يويفا) في الواقع، بغض النظر عما يقوله في شأن المدى المتوسط.

إن ما يحفظ هيكل كرة القدم قائماً هو الإطار القانوني. والآن، منح (يويفا) كل مزعزع أو معطل للنظام سابقة قانونية. وهذا هو كل ما يهم في الأمر. وما عداه مجرد ضجيج.

أحد الادعاءات التي خرجت من داخل بنية كرة القدم هو أن هناك تهديداً بهزيمة أمام محكمة العدل الأوروبية في هذه القضية، وهو ما كان من شأنه أن يفجر كل شيء. أما ما حدث الآن، فهو مجرد مفجر محتمل في المستقبل.

قرار "يويفا" يتجاهل سابقة قانونية صريحة

لقد كان القرار، بكل صراحة، خطوة مفاجئة من قيادة تدعي حرصها على صحة اللعبة بشكل عام، لا سيما أن من يقودها محام متمرس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما يزيد من دهشة هذا القرار أن (يويفا) كان يملك بالفعل سابقة قانونية في متناوله. ففي 1999، حكمت المفوضية الأوروبية بأن من حق الهيئة تماماً منع نادي إكسيلسيور موسكرون البلجيكي من خوض مباراة على أرضه في كأس الاتحاد الأوروبي بمدينة ليل الفرنسية. والقرار الحالي يتعارض بشكل مباشر مع تلك السابقة.

التناقض في مسار تشيفيرين... من المقاومة إلى التمكين

خطوة بعد خطوة، ومن خلال تطورات أخرى مثل توسيع دوري أبطال أوروبا، يسهم رئيس (يويفا) ألكسندر تشيفيرين، من موقعه القيادي، في خلق عالم كرة القدم ذاته الذي كان يفتخر بمقاومته إبان أزمة دوري السوبر الأوروبي. فهكذا تحدث التغييرات الحقيقية. تدريجاً وبهدوء متعمد.

كيف لا يرون المآزق الواضحة هنا؟ فبعض أصحاب المصالح في ذهول. والبعض الآخر يرى الأمر في سياق أصحاب المصالح الجدد في اللعبة، من وكالات مثل "ريليفنت"، وصولاً إلى قوى أكبر تسعى بشكل مباشر لتغيير ملامح اللعبة بمن في ذلك قادة عالميون.

يتعرض (يويفا) لضغوط في هذا الاتجاه، ويطرح عليه مراراً أسئلة صعبة. وهذا ما يجعل الدعم المؤسسي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

غموض الموقف الأوروبي الرسمي

ومن القوى التي تدفع في الاتجاه المعاكس، تأتي مؤسسات الاتحاد الأوروبي، التي أصبحت تولي اهتماماً متزايداً لحوكمة كرة القدم. لذا فإن ما يثير الاستغراب أكثر هو أن المفوض الأوروبي لشؤون الرياضة غلين ميكاليف يعقب على هذا التطور بمنشور يرحب فيه بـ"موقف يويفا الواضح" وبـ"الوضوح الذي أظهره تشيفيرين".

من الصعب فهم كيف يمكن وصف أي من هذا بـ"الموقف الواضح"، في وقت يقوم فيه (يويفا) بمنح الموافقة الفعلية على أمر يقول إنه لا يريده، بينما يدخل في شراكة مع وكالة "ريليفنت" التي كانت السبب المباشر في فتح هذا الباب، من خلال إرغام (فيفا) على التراجع القانوني في شأن هذه القضية بالذات.

وليس في هذا أي انتقاد لـ"ريليفنت" التي تعلن صراحة أن طموحها هو خلق فرص تجارية جديدة. إذ إنهم هم واضحون تماماً في ذلك.

ازدواجية الخطاب تشرعن التفكيك القانوني المقبل

الانتقاد موجه لـ"يويفا"، الذي يتحدث عن حماية اللعبة، وفي الوقت ذاته يعين وكالة تمثل النقيض الكامل لبعض ما يدعي الدفاع عنه.

هذا لا يمكن وصفه بـ"الوضوح"، بل يجعل كل ما يجري يبدو صفقة مبهمة، باستثناء أمر محوري واحد، هو أن كل من يسعى إلى زعزعة النظام في المستقبل سيكون بوسعه الاستشهاد بهذه السابقة. فقد تم تجاوز الخط.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة