ملخص
تسيطر القوى الأمنية على حلب منذ أطاحت فصائل معارضة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر عام 2024، إلا أن قوات كردية محلية مرتبطة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" وقوى الأمن الداخلي التابعة لها "الأسايش" تسيطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، على رغم أن "قسد" انسحبت رسمياً من هذين الحيين في أبريل الماضي في إطار اتفاق أبرمته مع دمشق.
أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، اليوم الثلاثاء عن "وقف شامل لإطلاق النار" مع الأكراد في شمال وشمال شرق البلاد، عقب لقائه قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في دمشق.
وكتب أبو قصرة في منشور على "إكس"، "التقيت قبل قليل بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً".
ويأتي ذلك عقب مواجهات بين قوات مرتبطة بالطرفين في مدينة حلب ليل الإثنين، أسفرت عن مقتل شخصين.
وعلمت "اندبندنت عربية" أن اجتماعاً عقد، اليوم، بين الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وكل من القائد العام لـ "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية إلهام أحمد، وقائدة وحدات حماية المرأة YPJ روهلات عفرين.
أتى هذا الاجتماع وسط هدوء يسود، منذ صباح اليوم الثلاثاء، مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد إعلان السلطات التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار عقب تصعيد بين قواتها و"قوات سوريا الديموقراطية" التي يقودها الأكراد، قتل خلاله شخصان. وقال المرصد "هدوء يسود حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بعد إعلان وقف إطلاق نار".
اتفاق لوقف النار
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان وكالة الأنباء الرسمية السورية أنه تم "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية". وأعلن التلفزيون الرسمي، فجراً، أن الاشتباكات توقفت بعد إعلان وقف النار.
وكانت القناة الرسمية أفادت بأن التصعيد، ليلاً، في هذين الحيين أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن ومدني. وأشارت إلى سقوط قتيل وثلاث إصابات من قوى الأمن الداخلي خلال استهداف "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) حواجز الأمن في محيط حي الشيخ مقصود، ومدني في قصف نسبه إلى القوات الكردية. وتحدثت عن "نزوح عشرات" العائلات من الحيين "جراء استهداف قسد للمنطقة بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون".
وأفادت "سانا" بسقوط "عدد من الجرحى المدنيين" جراء قصف قالت، إن "قوات سوريا الديمقراطية" نفذته "بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة" في مناطق محيطة بالشيخ مقصود والأشرفية.
طائرات مسيرة انتحارية
وقال المرصد، إن قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية نفذت، بدورها، "قصفاً بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة على مناطق متفرقة من الحيين" اللذين تقطنهما غالبية كردية، وأنها استخدمت كذلك "طائرات مسيرة انتحارية لاستهداف مواقع في عمق الشيخ مقصود، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة".
وتسيطر القوى الأمنية على حلب منذ أطاحت فصائل معارضة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، إلا أن قوات كردية محلية مرتبطة بـ"قوات سوريا الديمقراطية" وقوى الأمن الداخلي التابعة لها "الأسايش" تسيطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، على رغم أن "قسد" انسحبت رسمياً من هذين الحيين في أبريل (نيسان) الماضي في إطار اتفاق أبرمته مع دمشق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استفزازات
ونفت "قوات سوريا الديمقراطية"، في بيان، شن أي هجوم على قوات الأمن الحكومية، مشيرة إلى أن "ما يجري في حلب هو نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة الموقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات"، وقالت إن "الأهالي يدافعون عن أنفسهم، إلى جانب قوى الأمن الداخلي في الحيين، التي تقوم بواجبها في حماية المدنيين وحفظ الأمن والاستقرار".
بدورها، أكدت "الأسايش"، في بيان، أنها "تصدت لهجوم شنته القوات التابعة للحكومة الموقتة على محاور عدة في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب".
"محادثات مهمة"
وأعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك عن لقاء جمعه مع قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي تخللته "محادثات مهمة"، وقال عبدي إنهما ناقشا "عدداً من القضايا التي تهدف إلى دعم التكامل السياسي في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضي البلاد، وخلق بيئة آمنة لكل مكونات الشعب السوري، إضافة إلى ضمان استمرار الجهود لمكافحة تنظيم داعش في المنطقة".
وتعد "قوات سوريا الديمقراطية" الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا وشمالها الشرقي.
وفي مارس (آذار) أبرمت السلطات الجديدة والقوات الكردية اتفاقاً لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية، لكن خلافات كبيرة بين الطرفين أخرت تنفيذ هذا الاتفاق.