Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة السورية تشطب صفحة "حرب تشرين" من التقويم الرسمي

الرئيس أحمد الشرع أعاد تعريف الأعياد الرسمية والمناهج الدراسية الجديدة تصف الحرب بأنها استعراضية

جنود سوريون خلال حرب تشرين عام 1973 ( صفحة وزارة الداخلية السورية على فيسبوك)

ملخص

الخلاف الذي نشب حول المرسوم السوري وأثار احتجاج المعارضين هوما يتعلق بإلغاء أعياد وطنية وقومية يعتبرها معارضو النظام الجديد بأنها تمسّ جوهر تاريخ سوريا وبنيتها وشكلها بعيداً من شكل أيّ نظام حكم ماضياً، أو سيحكم مستقبلاً، وجاء على رأس الأعياد الملغاة، عيد الجيش الوطني الذي كان يحتفل به مطلع أغسطس من كلّ عام.

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، المرسوم التشريعي الرئاسي رقم 188، والقاضي بتحديد مواعيد العطل في الأعياد الدينية والوطنية، وقد شمل المرسوم إضافة أعياد جديدة، وإلغاء أعياد أخرى، وإبقاء أعياد كما هي، في خطوة لقت ترحيبا من مؤيدي الرئيس السوري بينما عارضها آخرون. 

الأعياد الثابتة والمضافة

أبقت السلطات السورية الاحتفال قائماً وفي مواعيده في كلٍّ من أعياد الفطر السعيد، والأضحى، ورأس السنة الهجرية، والمولد النبوي، وكذلك رأس السنة الميلادية، وميلاد السيّد المسيح، وعيد الأم، وعيد الجلاء (الاستقلال عن الفرنسيين)، إضافة إلى الفصح لدى الطوائف المسيحية الشرقية، والفصح لدى الطوائف المسيحية الغربية، وعيد العمال، وأضيفت إليهم أعياد جديدة، هي: عيد التحرير في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) وهو يوم سقوط نظام بشار الأسد، وكذلك أضيف عيد الثورة السورية، واختير له تاريخ الـ 18 من مارس (آذار) من كل عام، وهو الموعد الذي انطلقت فيه الثورة السورية عام 2011.

ويرى المعارضون للتغييرات، أن الخلاف الأول حول المرسوم بدأ من تحديد يوم الثورة نفسه، فالثورة عملياً بدأت بتظاهرات وتحركات مطلع فبراير (شباط) عام 2011، ولكنّها فعلياً لم تنتظم كحراك مستمر حتّى مارس من العام ذاته، إذ يختلف بعض جمهور الثورة حول موعد انطلاقتها إن كان في يوم 15 أو 18 من ذاك الشهر، وهذا موضع خلافي بين المدن الثائرة وجمهورها نفسها.

ولكنّ الخلاف القديم - الجديد على اليوم الفعلي لبدء الثورة لطالما كان يبتدئ ضمن حدودٍ ضيقة وينتهي في الحدود ذاتها المنطلقة من البحث عن أول تظاهرةٍ حقيقيةٍ جامعة مهّدت الطريقة لثورة شاملة، ولأن كل تلك السنين انقضت على ذلك الحدث، والهدف النهائي تحقق منه، فما عاد الخلاف يغدو أكثر من شكلي ورمزي وعاطفي.

لا عيد للجيش

أما الخلاف الذي نشب بين المعارضين يتعلق بإلغاء أعياد وطنية وقومية يراها المعارضون لقرارات الرئيس بأنها تمسّ جوهر تاريخ سوريا وبنيتها وشكلها بعيداً من شكل أيّ نظام حكم ماضياً، أو سيحكم مستقبلاً، وجاء على رأس الأعياد الملغاة، عيد الجيش الوطني الذي كان يحتفل به مطلع أغسطس (آب) من كل عام.

يذهب رافضو فكرة إلغاء هذه العيد نحو أنه حالة رمزية عميقة تتعلق بالجيش السوري منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1946، وهذا الجيش تاريخياً قاد بطبيعة الأحوال معارك داخلية وخارجية وشارك في حروب مواجهات وإسناد، وبغضّ النظر عن استثماره السياسي تاريخياً لكنّه جيش وطن، وقد قدم الكثير في سبيل القضايا التاريخية المؤمن بها، بدءاً من دوره في صياغة شكل ومستقبل سوريا مع بزوغ نور فجرها الأول بعد الاستقلال، إلى مشاركته في الحياة السياسية ضمن المرحلة الحساسة ما قبل الوحدة المصرية- السورية (1958-1961)، وقبله دوره في تحالف الإنقاذ العربي (1947-1948) في مواجهة إسرائيل في فلسطين، والدور العملياتي المحدود في العدوان الثلاثي على مصر (1956)، والدخول تحت مظلة القوات العربية إلى لبنان (1976)، وضمن التحالف العربي في حرب الخليج الثانية (1991)، والإسهام في مفاصل متعددة بينها ما هو متفقٌ عليه ضمن الدور الوطني، وبين ما هو موضع استفهام في مضمار المصالح التوسعية ذات المكتسبات العالية. 

ولا بد من الذكر هنا، أن الجيش في حقبة الأسدين، قتل مدنيين وساهم في قمع الثوار بأقسى الأشكال، وقاتل إلى جانب ميليشيا "حزب الله"، أبناء بلده. في المقابل، امتنعت الحكومة عن التصريح عن أسباب إلغاء عيد الجيش، ولم يصدر أي تعليق رسمي حول الموضوع، حتى أن المسوم عُمّم بعد صدوره بأيام.

يقول المقدم ناجي أحمد، الذي تقاعد صحياً من الخدمة في فرقة القوات الخاصة في الجيش السوري عام 2009 إن قضية إلغاء الاحتفال باليوم الوطني للجيش والقوات المسلحة تمس الشكل السيادي للدولة نفسها، مضيفاً "مهما تعاقبت حكومات وحكّام على الدول فهذا لا يلغي الدور التاريخي لجيش تلك الدول عبر عقود طويلة، وفي الحالة السورية يمكن فهم إقصاء الجيش الذي حارب الثورة، بل ويمكن فهم استعداء الجيش الذي نشأ تكوينه العقائدي اللاحق مع حقبة البعث في الستينيات، لكن لا يمكن إغفال وجود جيش للبلاد هو المعني في أمنها واستقرارها، كما أن للسلطات الجديدة اليوم جيشها وقواتها المسلحة، وهم عماد ثورتها، وهؤلاء في المنحى التشريعي يستحقون يوماً للاحتفال الوطني".

 

 

ويضيف أحمد "لكل بلد حول العالم طابعه الخاص في الاحتفال بقواته المسلحة، لكن المشترك بين الجميع هو تقديم الاحترام لتضحياتهم التاريخية الراسخة في الفكر الشعبي والعاطفي عبر مراحل زمنية مختلفة، قديمة جداً أو آنية، ويمكن مشاهدة الاحتفالات العسكرية الضخمة سنوياً في عيد الجيش والقوات المسلحة في الصين وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، وكذلك باكستان والهند ومصر وإيرلندا وألبانيا، إضافة إلى فرنسا وإيطاليا وكندا وفنلندا واليونان وبولونيا ومعظم الدول، على رغم تعاقب أزمات وسلطات وحكومات وحروب على كثير من تلك البلدان، لكنّ الراسخ الزمني فيها هو الحفاظ على الثوابت، والتقدير التاريخي لدماء آلاف أو عشرات آلاف الجنود الذين قضوا في مراحل ونزاعات وقضايا متعددة".

حرب تشرين

إلى جانب إلغاء عيد الجيش، جرى إلغاء عيد آخر مرتبط به، إذ تمّ إلغاء عيد ذكرى حرب تشرين التحريرية (1973)، كما تسمى في سوريا، وحرب أكتوبر كما تعرف في مصر، أو حرب الغفران كما يسميها الإسرائيليون، وهي الحرب التي شنها الجيشان السوري والمصري مدعومان بقوات عربية بالتزامن على الجبهات الإسرائيلية من الجهة السورية والمصرية، يوم السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1973، تلك الحرب التي حملت رقم أربعة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، كانت الأقوى والأشد والأكثر ضراوة بين الطرفين، وفي مكان ما كانت الانتصار العربي الأول في سياق المواجهات.

تلك الحرب زلزلت الشرق الأوسط، وتداعى العرب فيها للتحرير مهما كانت الأثمان، إذ قامت السعودية بإرسال 3 آلاف جندي وفوج مدرعات وبطارية مدفعية وفوج المظلات الرابع ومدرعات لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي (3 أفواج) وبطاريات مدفعية ذاتية إضافة لأسلحة دعم أخرى إلى سوريا، وقام الملك السعودي آنذاك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بإعلان حظر بيع النفط للولايات المتحدة الأميركية للضغط على إسرائيل في خطوة ضاغطة.

كذلك شاركت معظم الدول العربية في إسناد جبهات القتال وعلى رأسهم العراق والأردن والجزائر والمغرب ولبنان والبقية، في حرب كان ينظر إليها على أنها مصيرية، وبالفعل قد حصدت معها أرواح آلاف العسكريين المشاركين، وكذلك تلقت جبهتا مصر وسوريا دعماً واسعاً ومفتوحاً من الاتحاد السوفياتي وبعض دول أوروبا الشرقية.

ومع الضربات الموجعة التي تلقتها إسرائيل في أيام الحرب الأولى قامت الولايات المتحدة الأميركية بفتح جسر جوي عسكري يعتبر من الأضخم تاريخياً نحو حليفتها، وهو ما مكنها لاحقاً من إيقاع خسائر فادحة في خصومها واستعادة المبادرة في مرات أخرى.

تلك الحرب كانت منعكساً رئيساً لنكسة 1967 التي مني بها العرب بخسائر فادحة على صعد متعددة أبرزها خسائر مناطق جغرافية واسعة، صحيح أن حرب تشرين لم تتمكن من استعادة ما تمّ فقدانه في النكسة، لكنها حققت مكاسب استراتيجية ثمينة لاحقاً، من أبرزها استعادة سوريا لجزء من مرتفعات الجولان المحتل وضمناً مدينة القنيطرة ورسم خرائط ميدانية جديدة، أما مصر فقد تمكنت من عبور خط قناة السويس، ولاحقاً السيطرة على مجرى القناة الملاحي، وكذلك تدمير خط بارليف، وتحصينات الجيش الإسرائيلي في الضفة الشرقية للقناة، وبعدها بأعوام وقعت مصر اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل واستعادت بموجبها السيطرة على شبه جزيرة سيناء، فيما رفضت سوريا توقيع اتفاقية سلام وظلت متمسكة بموقفها لعقود.

 

 

خلال تلك الحرب قدمت سوريا آلاف الجنود القتلى والضحايا والخسائر الفادحة من المعدات، كما مصر، ودول عربية أخرى، ما جعل تلك الحرب مفخرةً تتخطى سياقها التاريخي لتسكن في الهاجس النضالي المتقدم لدى الوجدان الجماعي، ومن هنا انطلق استنكار إلغاء الاعتراف بذكرى تلك الحرب.

يمكن الفهم أن تلك الحرب كانت بقيادة الرئيس السابق حافظ الأسد، ولكن يرى المعارضون لإلقاء هذه المناسبة من التقويم السوري بأنها حرب تخطت بمفاهيمها البعث نفسه وعبرت فوق الطوائف ونحّت الخلافات العربية جانباً في سبيل استعادة مجدٍ عربي تائه لزمن، ويرى المعارضون أنه يمكن فهم موقف السلطة السورية الجديدة من محاولتها طمس كل شيء يتعلق بالحقبة البعثية، لكنّ المعارضين يقولون إن أحداثاً تاريخية كبرى لا يمكن محوها بقرار وانتزاعها من ذاكرة جمعية تعيش على التفاخر بها والتأكيد الجماهيري المتداول منذ ذاك الوقت بأن تلك المعركة أثبتت إمكانية قهر الجيش الإسرائيلي.

سردية المنتصر

وبالعودة قليلاً إلى الوراء، أشهر قليلة فقط، في مرحلة ما بعد التحرير، فيمكن قراءة بوادر رؤية السلطة لمجريات تلك المرحلة عبر التعديلات التي أدرجتها في المناهج التعليمية، حيث جاء من ضمن التعديلات الدراسية في كتب المدارس أن حافظ الأسد يوم كان وزير دفاعٍ عام 1967 خلال نكسة يونيو (حزيران) هو من قام ببيع الجولان والتنازل عنه، ويستمر الشرح للطلاب بأن الأسد بعد سنوات حين صار رئيساً وليضفي شرعية لحكمه قام بشن حرب استعراضية بالتنسيق مع الرئيس المصري أنور السادات على إسرائيل (حرب تشرين)، وكانت حصيلة تلك الحرب مجرد انتصارات وهمية.

كان يمكن استيعاب صدمة الجيل الأكبر من التعامل مع تلك الذكرى، لكنّ ما يكرس أهميتها هو ردود الجيل الناشئ حولها، والذي بطبيعة الحال لم يعاصرها وغيرها من حروب تلك المرحلة، إذ غزت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ومنشورات معارضة للقرارات ورفض لنزع الشرعية عن واحدٍ من أهم مفاصل التاريخ السوري الحديث، مؤكدين أن الحرب لا ترتبط بشخص حافظ الأسد، ولا رموز نظامه، بل بأهلهم وأجدادهم الذين شاركوا في تلك الحرب الانتحارية انطلاقاً من عقيدة وطنية تحررية خالصة لا تحمل أيديولوجيات مشبوهة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فرح متّى فتاة من دمشق، تشرح لـ "اندبندنت عربية" كيف استشهد جدّها في حرب تشرين، وتقول "جدي كان مسيحياً، خاض المعركة رفقة كل الطوائف السورية، لم يكن حافظ الأسد هو المحور الذي قاتل من أجله الناس، وليس الدافع ليستشهد آلاف آخرون، كانت القضية تحمل بعداً مغرقاً في وطنيته، قائماً على عقيدة قتالية تحررية خالصة ضمن سياق أهداف قومية، جعلت من شهادة جدي مفخرة لعائلتنا طوال عقود، اليوم يريدون أن يمحو ذاكرتنا".

في حين يشير الطبيب أحمد منصور، والذي كان والده أحد ضباط تلك الحرب، بأنه يستغرب تزامن محو تلك الذكرى مع دخول الإسرائيليين مجدداً للقنيطرة التي تحررت في تلك الحرب، بل ورفعهم علمهم ونشيدهم الوطني داخلها، متسائلاً "هل محو تلك الحرب هو غزل سياسي؟ تشرين تكاد تكون الحدث الوحيد المشرف في تاريخ الصراع، لسنا ضد محو سيرة أي قاتل ومجرم من الجيش، لكن جنود تشرين كانوا أبطالاً، سوريين ومصريين وسعوديين وعراقيين وعرباً".

مواقف مصرية

قد يكون الحديث عن ردود أفعال السوريين يحتاج حديثاً طويلاً، فالاعتراضات ملأت المواقع الصحافية ومنصات التواصل الاجتماعي، فيما التزمت شريحة واسعة أخرى بالصمت.

لكنّ اللافت هو امتداد الملف وتمكنه من التأثير في الحالة الشعبية داخل مصر نفسها، إذ سرعان ما اعتبرها المصريون طعنةً كبرى، فتداعت وسائل إعلام مرئية ومواقع صحافية وصحافيون وجمهور للتعليق على الأمر وشجبه واعتباره خروجاً عن السياق الوطني الجامع لحدث تعنى به الأمة العربية بأكملها، مؤكدين أن تبدل السلطات لا يجيز إمكانية إلغاء الاعتراف بالتاريخ، مهما كان سيئاً أو مشرفاً، مستدلين باغتيال أنور السادات وتولي حسني مبارك بعده فثورة مصر وتولي الإخوان الحكم ثم إزاحتهم ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي خضم كل تلك التبدلات والتحالفات لم يجرؤ أحد على المساس بهذا اليوم الوطني، واعتبر المصريون في ما اعتبروه أن سوريا تعمدت إلقاء صفعة قاسية على وجوههم وعلى تاريخ أقوى تحالفٍ عربي منظور بموجبه تحقق ما كان قبله مجرد أحلام.

 

 

يقول الباحث المصري محمد عز في حديثه لـ "اندبندنت عربية"، "قد يبدو الأمر لوهلة شأناً سورياً خالصاً، ولا يحق لأحد إبداء الرأي به، لكنّ القضية ليست كذلك أبداً، فقد تشاركنا الجبهة والدماء والتحرير، الآن نحن نحتفل بحرب أكتوبر وسوريا لم تعد تعترف بها، كيف يحصل ذلك؟ هذا خذلان متعلق بالوفاء لجيوشنا التي حاربت وبذلت، ولا يتعلق الأمر بأنظمة رحلت، فالجيوش كانت هي الشعب وطليعته المقاتلة في وجه الاستبداد، أمس خرجت تظاهرة في دمشق تشتم مصر، واليوم ينكرون حرباً بتلك العظمة، لا ننوي التدخل بشؤون الدولة السورية العزيزة، لكننا نتمنى مراجعتهم للأمر".

غزل سياسي

وكان آخر الأعياد التي ألغي الاحتفال بها هو عيد الشهداء الذي كان يحتفل به كل عام في السادس من مايو (أيار) وهو مناسبة وطنية سورية- لبنانية، وكانت بسبب قيام السلطات العثمانية بإعدام عدد من الوطنيين النضاليين التحرريين في كل من سوريا ولبنان على أيدي والي الشام العثماني وقتها جمال باشا الذي لقب بـ "السفاح"، وكانت ذروة تلك الإعدامات في الساحات العامة عام 1916، وتلك الإعدامات شملت العشرات من الأشخاص الذين حوكموا صورياً بتهمة التحضير لإنهاء التواجد العثماني والدعوة لتدعيم حركات التحرر القومي.

كثيرون  من المعارضين عبروا عن موقفهم الرافض لنكران الاعتراف بجميل أولئك المناضلين، معتبرين أن حادثة إعدامهم حدث مشرف على طريق التحرر العربي، فإلغاء العيد يندرج ضمن إطار محو الذاكرة المرتبطة بالأمة التي تعرف الخونة من العملاء، وهو ما يعني استحالة محوهم من تاريخ الشعبين السوري واللبناني، فيما غمز آخرون لأن إلغاء هذا اليوم هو مغازلة للسلطات التركية، إذ ليس هناك من مبررٍ للمسّ بتاريخ يرجع لأكثر من 100 عام ولا يرتبط بأنظمة قمعية أو وحشية أثرت في مسار التوازنات الحديثة.

بدوره بيّن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الذاكرة الوطنية لا يمكن أن تمحى بقرار فوقي أو مزاج سياسي، واستغرب المرصد من ربط شهداء أيار (1916) بالنظام السابق، وكذلك شهداء تشرين الذين لا يجب ربطهم بأي سلطة، مؤكداً أنهم لا ينتمون لحزب أو نظام، بل ينتمون لسوريا وحدها، "إن تعمد شطبهم من الأعياد الرسمية ليس تحديثاً أو تجديداً، بل إهانة للتاريخ، واستخفاف بالتاريخ الوطني".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير