ملخص
قال القيادي بحركة "حماس" فوزي برهوم، إن وفد الحركة الموجود حالياً في مصر للمشاركة في محادثات حول خطة أميركية لإنهاء الحرب في غزة "يسعى إلى تذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي طموحات شعبنا".
تكتمل في مدينة شرم الشيخ غداً الأربعاء جميع الوفود المشاركة في محادثات تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة، حيث يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ورئيس وزراء قطر ورئيس الاستخبارات التركية إلى مصر للمشاركة في المفاوضات.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن رئيس الوزراء محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سينضم غداً الأربعاء إلى المحادثات في مصر حول الحرب في غزة.
وقال الأنصاري عبر حسابه على منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء القطري "سيتوجه صباح غد الأربعاء إلى شرم الشيخ المصرية للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية في شأن غزة"، مضيفاً أن "انضمامه إلى الاجتماعات التي شارك فيها الوفد القطري خلال الأيام الماضية يأتي في مرحلة دقيقة من المشاورات، تأكيداً لعزم الوسطاء على التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الكارثية في القطاع".
كما يشارك وفد تركي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين غداً في المحادثات المستمرة في مصر بهدف التوصل الى اتفاق ينهي الحرب في غزة، وفق وسائل إعلام تركية نقلت عن مصادر أمنية أن كالين "أجرى محادثات ثنائية مع مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين ومن حركة 'حماس' قبل المفاوضات".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر اليوم الثلاثاء عن تفاؤله في شأن التقدم المحرز نحو التوصل إلى اتفاق خاص بقطاع غزة، مؤكداً أن فريقا أميركياً غادر للتو للمشاركة في المفاوضات مع استمرار المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" تزامناً مع الذكرى الثانية لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.
وفي حديثه مع الصحافيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب "أعتقد أن هناك احتمالاً لننعم بالسلام في الشرق الأوسط" بما يتجاوز غزة، مؤكداً أنه سيبحث الوضع في القطاع مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني.
"حماس" تريد ضمانات
من جانبه أعلن كبير مفاوضي "حماس" خليل الحية في سياق المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل والتي تستضيفها مصر أن الحركة "تريد ضمانات من الرئيس ترمب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد".
وصرح الحية الثلاثاء لقناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من الاستخبارات المصرية بأن "الاحتلال الاسرائيلي جربناه، لا نضمنه ولا للحظة". وأضاف "الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترمب ومن الدول الراعية (...) ونحن جاهزون بكل إيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب".
تعهد نتنياهو
بدوره تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة وجهها الثلاثاء في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بدءاً بضمان الإفراج عن جميع الرهائن لدى حركة "حماس".
وقال في بيان صادر عن مكتبه "نعيش أياما مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم ’حماس’، وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى".
محادثات الأربعاء
قال القيادي بحركة "حماس" فوزي برهوم، إن وفد الحركة الموجود حالياً في مصر للمشاركة في محادثات حول خطة أميركية لإنهاء الحرب في غزة "يسعى إلى تذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبي طموحات شعبنا".
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الثلاثاء أن الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سينضم الأربعاء إلى المحادثات الجارية في شأن غزة.
وقال عبدالعاطي في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، في القاهرة "المحادثات مستمرة في شرم الشيخ بين الوفد الإسرائيلي ووفد ’حماس‘ بمشاركة إقليمية، وغداً سينضم الجانب الأميركي".
وأشار إلى أنه أجرى ونظيره الألماني حواراً مطولاً مع ويتكوف "الذي يعتزم التوجه إلى مصر في الساعات المقبلة، وتحدثنا عن أهمية أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن لاعتماد الخطة الأميركية، وعن أهمية نشر قوات دولية بما يوفر الحماية للفلسطينيين، والأمن أيضاً للجانب الإسرائيلي".
قطر ومستقبل الحركة
وأفادت وزارة الخارجية القطرية الثلاثاء أنه كان من المفترض أن تتوقف إسرائيل عن إطلاق النار في غزة بموجب خطة ترمب.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماجد الأنصاري، في رد على سؤال خلال مؤتمره الصحافي الدوري في الدوحة، "بالنسبة إلى وقف إطلاق النار هذا سؤال يوجه لحكومة الاحتلال الإسرائيلية التي كان من المفترض أن تتوقف فعلاً عن إطلاق النار، إذا كان الكلام الذي قيل عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن هناك التزاماً بخطة ترمب" صحيحاً.
ويصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية للهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل فتيل حرب مدمرة لا تزال متواصلة في قطاع غزة، في وقت يجري الطرفان مفاوضات غير مباشرة في مصر لوقف إطلاق النار بموجب خطة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأضاف الأنصاري "لا شك لدي أن جميع الأطراف تدعم جولة المفاوضات بقوة للوصول إلى توافق، ولكن هناك كثيراً من التفاصيل للوقوف عندها".
وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية في غزة براً وجواً وبحراً، مما حول القطاع إلى أنقاض، فضلاً عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، والتسبب بأزمة إنسانية كارثية بلغت حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في الشمال خصوصاً.
ومع دخول الحرب في غزة عامها الثالث تواجه كل من إسرائيل و"حماس" ضغوطاً دولية متزايدة، مما دفع الطرفين إلى الموافقة على خطة ترمب المؤلفة من 20 بنداً، تنص خصوصاً على وقف إطلاق نار فوري، وإطلاق "حماس" جميع الرهائن، ونزع سلاح الحركة، وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجاً من غزة.
وأشار الأنصاري إلى أن "كل هذه النقاط هي في حاجة إلى تفسيرات تطبيقية على الأرض".
ورحبت قطر السبت، بإعلان حركة "حماس" موافقتها على مقترح ترمب.
وتعرضت الدوحة لهجوم إسرائيلي غير مسبوق في سبتمبر (أيلول) استهدف مسؤولين من حركة "حماس"، وقتل فيه خمسة من أعضائها، إضافة إلى عنصر في قوات الأمن القطرية.
وتستضيف قطر المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012 بمباركة من واشنطن، وأشار الأنصاري إلى أنه "بالنسبة إلى مستقبل مكتب (حماس) من المبكر الآن الحديث عنه".
مدريد تدعو لوقف "الإبادة"
وندد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بـ"الإرهاب بكل صوره" اليوم الثلاثاء، لمناسبة مرور عامين على هجمات "حماس" على إسرائيل، وحض نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "وضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وكتب رئيس الوزراء الاشتراكي في منشور على "إكس"، "تصادف اليوم الذكرى الثانية للهجمات المروعة التي ارتكبتها ’حماس‘، وهي مناسبة لتأكيد إدانتنا الشديدة للإرهاب بكل صوره، وللمطالبة بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين، ولحض نتنياهو على وضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وفتح ممر إنساني".
وأضاف سانشيز أن "الحوار وتوطيد أسس الدولتين هما الحل الوحيد الممكن لإنهاء النزاع وتحقيق مستقبل يعمه السلم".
وتعد إسبانيا من البلدان الأكثر انتقاداً للعملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة رداً على هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وأصدرت الحكومة الإسبانية التي اعترفت بدولة فلسطين عام 2024، مرسوماً أخيراً ينص على حظر "كامل" للأسلحة المصدرة إلى إسرائيل في إطار مجموعة من التدابير تهدف إلى الضغط لوضع حد "للإبادة الجماعية في غزة"، على حد قول رئيس الوزراء.
ومن المرتقب أن يصوت النواب على هذا الحظر الثلاثاء، ويحظر المشروع كل صادرات المواد الدفاعية والمنتجات والتكنولوجيات التي قد تستخدم في هذا المجال إلى إسرائيل، وكذلك استيرادها إلى إسبانيا.
كارثة تفوق الوصف
وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد مقذوف أطلق من شمال قطاع غزة صباح الثلاثاء، في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي شكل شرارة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني.
وقال الجيش في بيان "عقب صفارات الإنذار التي دوت قبل وقت قصير في نتيف هعسراه (في جنوب إسرائيل قرب الحدود مع القطاع)، تم رصد مقذوف أطلق من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ويرجح أنه سقط في المنطقة"، وأشار إلى أنه "حتى الآن، لم يبلغ عن وقوع إصابات".
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وإنهاء الأعمال العدائية في القطاع وإسرائيل والمنطقة.
وفي كلمته لمناسبة الذكرى الثانية لهجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر، استنكر غوتيريش "كارثة إنسانية تفوق الوصف"، مؤكداً الحاجة الملحة إلى "إطلاق سراح الرهائن، فوراً من دون قيد أو شرط، وإنهاء معاناة الجميع، ووضع حد للأعمال العدائية في غزة وإسرائيل والمنطقة الآن".
وقال في بيان "لقد قلتها مراراً وتكراراً، وأكررها اليوم بإلحاح أكبر: أطلقوا سراح الرهائن، من دون قيد أو شرط وعلى الفور. أوقفوا معاناة الجميع. ضعوا حداً للأعمال العدائية في غزة وإسرائيل والمنطقة الآن. توقفوا عن جعل المدنيين يدفعون الثمن بأرواحهم ومستقبلهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "بعد عامين من المعاناة العميقة، علينا أن نتمسك بالأمل. الآن".
وتجري حالياً مباحثات لتطبيق خطة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالخطة ورأى فيها "فرصة يجب اغتنامها لإنهاء هذا النزاع المأساوي".
وقال "وقف إطلاق النار الدائم والمساعي السياسية الصادقة أمران أساسيان لتجنب إراقة مزيد من الدماء وتمهيد الطريق للسلام". مضيفاً "يجب احترام القانون الدولي".
وقال مصدران مطلعان على سير المفاوضات عبر المباشرة في مصر بين حركة "حماس" وإسرائيل إن المباحثات "إيجابية" وستستأنف اليوم الثلاثاء. وأوضح أحد المصدرين "المباحثات كانت إيجابية الليلة الماضية واستمرت أول جولة أربع ساعات"، مشيراً إلى أن "المباحثات غير المباشرة ستستأنف ظهر اليوم في شرم الشيخ".
محادثة بوتين ونتنياهو
قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بحثا هاتفياً الإثنين الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك خطة ترمب لإنهاء الصراع في غزة.
وعبر بوتين ونتنياهو عن اهتمامهما بإيجاد حلول تفاوضية للوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتعزيز الاستقرار في سوريا.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، طلب نتنياهو من الوفد الإسرائيلي المفاوض في شرم الشيخ، الإثنين، عدم السماح لحركة "حماس" بالخروج عن خطة ترمب في شأن وقف الحرب في غزة أو الخريطة المرفقة بها.
وقالت إن نتنياهو طلب أيضاً من الوفد الإسرائيلي عدم التطرق لأي مواضيع أخرى غير خطة ترمب، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته القتالية في قطاع غزة في حال عدم تحقيق أي تقدم خلال أيام قليلة.
وأضافت أن المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر سيحاولان الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاقات.