Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليفربول لا يبدو منطقيا والهزيمة الأخيرة تشير إلى شيء أكبر

زاد هدف إستيفاو الرائع من تعقيد بداية موسم الأبطال وبدا فريق آرني سلوت فجأة وكأنه يفتقر إلى الأفكار

سجل إستيفاو هدف فوز تشيلسي على ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز (رويترز)

ملخص

في مواجهة مثيرة بين عملاقين إنجليزيين اعتمد ليفربول على الفوضى في مواجهة توازن تشيلسي، وخطف إستيفاو هدف فوز "البلوز" في اللحظات القاتلة، كاشفاً أزمة حقيقية في تركيبة "الريدز" على رغم مواهبهم الفردية وبذخهم في التعاقدات.

حين بدا المسرح مهيأ تماماً للحظة انطلاقة نجوم ليفربول الجدد، جاء أمل تشيلسي الكبير ليقدم تلك اللحظة. وحين بدا أن أبطال الدوري الإنجليزي قد ينتزعون فوزاً آخر في الوقت المحتسب بدل الضائع، منح إستيفاو تشيلسي ما استحقوه من حصارهم المتأخر.

لقد نال ليفربول ما استحقه، وكانت هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي يخسرون فيها بنتيجة (1 - 2) بهدف متأخر، لتكون الهزيمة الثالثة على التوالي.

احتفال ماريسكا يعكس خروج تشيلسي من الأزمة

يعيش ليفربول الآن أزمة كلاسيكية في الدوري الإنجليزي الممتاز. أما تشيلسي، فقد خرج منها، وهو ما جسده مدربه إنزو ماريسكا تقريباً بركضه على خط التماس على طريقة جوزيه مورينيو احتفالاً بهدف الفوز، وقد أسفر ذلك عن بطاقة حمراء أخرى، وهذه المرة كانت للمدرب نفسه، لكن من الصعب أن يهتم أحد كثيراً بذلك. فكل شيء أصبح الآن أكثر وضوحاً في تشيلسي قبيل فترة التوقف الدولي.

وليس ذلك متعلقاً بالنتائج فقط، بل بكيفية الوصول إليها أيضاً.

تبديلات ماريسكا الذكية تقلب الموازين

فمع دخول المباراة نصف الساعة الأخير، بينما كان ليفربول يجمع بعض الزخم بعد هدف التعادل الذي سجله كودي غاكبو، كان إنزو ماريسكا يعرف تماماً ما عليه فعله من خلال التبديلات. وهذا ما يجعله أكثر إثارة للإعجاب، بخاصة أن مدرب ليفربول آرني سلوت نفسه أشار بعد المباراة إلى أن تشيلسي يعاني من غياب ثمانية لاعبين، وقد اعتبر ذلك "أمراً إيجابياً" بالنسبة لهم.

لكن بدلاً من التراجع، دخل روميو لافيا ليعيد التوازن في خط الوسط ويضمن عودة تشيلسي للهجوم مجدداً. أما جوريل هاتو فقد قدم الثبات المطلوب في الدفاع. ومنذ الدقيقة الـ75 كان إستيفاو مستعداً لانتهاز الفرصة.

تفوق إستيفاو الفردي يربك ليفربول

كانت هناك أكثر من مناسبة نجح فيها الشاب البرازيلي في انتزاع الكرة من أحد لاعبي ليفربول الذين تهاونوا في الاستحواذ، وهو ما شكل سمة بارزة في المباراة.

في المقابل، بدت تغييرات سلوت وكأنها تنازل عن المباراة. فقد أنهى الفريق اللقاء بوجود لاعبي وسط ضمن خط الدفاع الرباعي، وهو أمر لا يمكن أن ينجح في مباراة متكافئة بهذا الشكل.

تركيبة ليفربول تفتقر للمنطق والتوازن

يمكن بالطبع الإشارة إلى الغيابات أو إلى سير المباراة، لكن ربما هناك أمر أكبر بكثير.

فريق ليفربول الحالي لا يبدو منطقياً بنفس الطريقة المعتادة. فعند النظر إلى اللاعبين المتاحين، لا سيما تكلفة المهاجمين الجدد، يصعب فعلاً تحديد أفضل تشكيل واضح للفريق.

فلوريان فيرتز، الذي بدأ اللقاء على دكة البدلاء، يستخدم في مركز متقدم في خط الوسط، لكنه لم يتكيف بدنياً بعد مع متطلبات هذا المركز في الدوري الإنجليزي، أما محمد صلاح، فيبدو أنه يفتقد ترينت ألكسندر أرنولد، ولم ينسجم حتى الآن مع خط الهجوم المتغير من حوله. ومن خلال كل ذلك، يظهر مدى اختلال توازن الفريق، وقدرة الفرق المنافسة على اختراق عمقه بسهولة.

سهولة اختراق دفاع ليفربول تفضح مشكلاته

هذا بالضبط ما حدث في الهدف الافتتاحي الرائع الذي سجله مويسيس كايسيدو، إذ كانت التسديدة مذهلة وتزايدت سرعتها أثناء توجهها نحو الزاوية العليا للمرمى، لكن ذلك كان متناقضاً تماماً مع مدى سهولة الأمور التي وفرها له ليفربول بفتح المساحات. إذ تمكن كايسيدو من تجاوز أليكسيس ماك أليستر بسهولة، بل وأخذ لمسة إضافية للإعداد قبل أن يسدد. وما كان ينبغي لليفربول أن يسمح بذلك.

سلوت يبرر لكن أزمة ليفربول تتزايد

هناك بالطبع عدة تحفظات يجب الإشارة إليها، ولهذا السبب لا يمكننا الحديث عن "أزمة" حقيقية بعد. فإيساك سيستعيد لياقته وسيقدم الأداء المنتظر. ومع الوقت سيتأقلم فيرتز. وسرعان ما سيبدأ ليفربول في الظهور بشكل أفضل، وسيصبح تطبيق خطة سلوت الجديدة أكثر سلاسة. ولا يجب أن ننسى أن هذا الفريق لا يزال يتعامل مع الحزن، بعد مأساة وفاة ديوغو جوتا. وهم لا يبتعدون سوى بنقطة واحدة عن الصدارة.

لكن ذلك يأتي بعد أن كانوا متقدمين بخمس نقاط منذ أسابيع قليلة فقط، وبعد الكثير من الإشارات التحذيرية.

التمريرات الخاطئة تكشف معضلة ليفربول

كان كل هذا قادماً. فهذه هي الحقيقة الأخرى للأهداف المتأخرة، إذ تعكس من جهة روح الفريق، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن ثغراته، وليفربول يعاني الآن من هذا الجانب الآخر، حيث بدأ يستقبل مثل تلك اللحظات القاتلة.

ولهذا يمكن لكل هذه التحفظات أن تتواجد في الوقت نفسه مع حقيقة أن الفريق لا يبدو في وضعه السليم حالياً. ولا يبدو منطقياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويمكن ملاحظة هذا الخلل في عدد التمريرات الخاطئة والبسيطة. فقد ارتكب أكثر من نصف الفريق أخطاءً كهذه، وفي بعض الأحيان مرروا الكرة بعيداً بأمتار من الوجهة المقصودة أو أخرجوها مباشرة إلى خارج الملعب.

هدف غاكبو نتيجة لعشوائية الأداء

ومن المفارقات أن إحدى تلك اللمسات أسهمت في صناعة هدف التعادل لليفربول، حين حاول إيساك السيطرة على الكرة، لكنه بدلاً من ذلك دفعها باتجاه المرمى، فاستغل غاكبو الفرصة وسجل.

وتكمن الأهمية الأكبر في أن الهدف جاء بعشوائية واضحة. ويبدو أن ليفربول كفريق يبحث عن الروابط والانسجام، لا كفريق يعرفها مسبقاً.

ومن هنا تظهر تناقضات أخرى، مثل تمريرة محمد صلاح الرائعة لإيساك، التي قابلتها محاولات تسجيل سيئة عديدة، أو لمسة فيرتز الساحرة التي مهدت الطريق أمام صلاح، قبل أن يختفي تأثيره تقريباً في ما تبقى من المباراة.

سلوت يفتقر للوقت وتكامل الفريق غائب

في الوقت الحالي، وبدلاً من تكامل جماعي، يعتمد الفريق على فطرة فردية. وقد أشار سلوت بالفعل بعد المباراة إلى بعض الأسباب المحتملة لهذا الوضع، موضحاً أن جدول دوري الأبطال لم يمنحه الوقت الكافي للتدريب، وأكد أيضاً أن التعادل كان ليكون نتيجة أكثر عدالة.

ماريسكا يتفوق على رغم عشوائية البناء

ربما كان لماريسكا رأي آخر، لكن البطاقة الحمراء التي تلقاها منعته من الحديث إلى وسائل الإعلام. ومن الإنصاف القول إن تشيلسي، الذي كثيراً ما يقال إن التعاقدات فيه تتسم ببعض "العشوائية"، لا يبدو فريقاً بني وفق رؤية واضحة كما هي الحال في ليفربول.

ومع ذلك، حين دخلت المباراة مراحلها الحاسمة، كان ماريسكا هو من يملك فكرة أوضح عما يجب فعله.

تشيلسي ينهي المواجهة بأداء منظم وفوز مستحق

كان مالو غوستو قد قدم بالفعل لمسة عبقرية مبكرة في خط الوسط. واعتمد تشيلسي على رقابة رجل لرجل عندما كان ليفربول يهاجم، لكن غوستو كان غالباً يؤدي دوراً أكثر من لاعب في آن واحد.

ثم عندما اضطر ماريسكا إلى التبديل، على رغم محدودية الخيارات، امتلك وضوحاً في الرؤية. وكان إستيفاو مركزاً تماماً. وبعد المباراة، توجهت إليه كل الأنظار. فقد كانت انطلاقته نحو هدف الفوز امتداداً طبيعياً لأداء مليء بالطاقة والحيوية.

أما ليفربول، فعلى رغم وفرة خياراته الهجومية وبذخه في سوق الانتقالات الصيفية، بدا وكأنه يفتقر إلى الأفكار. واعتمد في أغلب الأحيان على الاندفاعات واللحظات الفردية.

من المؤكد تقريباً أن مدرباً بمستوى سلوت سيصلح هذا الوضع، لكن الخطر المفاجئ هو أن أرسنال، بعد كل الشكوك التي أحاطت به، قد يشرع في سلسلة انتصارات مشابهة لما فعله ليفربول في الموسم الماضي، وقد يجد سلوت نفسه الآن على الطرف الآخر من تلك المعادلة. فاللحظات الحاسمة لا تسير في مصلحته. والأمور لا تسير كما ينبغي. وبالتالي، كان فوز تشيلسي المتأخر فوضوياً، لكنه كان منطقياً تماماً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة