Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب شرسة بين الذهب و"بيتكوين" على ساحة الملاذات الآمنة

البنوك المركزية تواصل شراء المعدن النفيس والعملات المشفرة نمت 1000 في المئة خلال 5 أعوام

سجلت "بيتكوين" ارتفاعاً بنسبة 34.4 في المئة منذ بداية 2025 وربحت 31400 دولار (أ ف ب)

ملخص

أضافت البنوك المركزية العالمية 15 طناً من الذهب خلال تعاملات أغسطس الماضي

مع تفاقم حال عدم اليقين الاقتصادي وارتباك الأسواق بسبب تباين التوقعات حول دورة التيسير النقدي يواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية وتاريخية جديدة. وفي المقابل تسجل العملات المشفرة مكاسب ضخمة بقيادة "بيتكوين" التي كسرت مستوى 125 ألف دولار في التعاملات الأخيرة، وسط توقعات بوصولها إلى 140 ألف دولار في المحطة المقبلة.

في سوق الذهب تشير بيانات حديثة لمجلس الذهب العالمي إلى ارتفاع شهية البنوك المركزية لشراء الذهب، إذ أضافت هذه البنوك 15 طناً إلى احتياطاتها خلال أغسطس (آب) الماضي. وأوضح المجلس أن أغسطس مثل الشهر الـ27 الذي شهد زيادة في احتياطات الذهب للبنوك المركزية خلال آخر 28 شهراً، مما يعكس استمرار اتجاه هذه البنوك لتعزيز مخزوناتها من المعدن النفيس.

وتصدرت البنوك المركزية لكل من كازاخستان وبلغاريا وتركيا والصين قائمة أكبر المشترين خلال الشهر الماضي، إذ أضاف البنك الوطني الكازاخستاني 8 أطنان إلى احتياطاته، في واحدة من أكبر عمليات الشراء، ليصل إجمال احتياطاته إلى 316 طناً.

ورفع البنك المركزي التركي احتياطاته بمقدار طنين، ليصل إجمال الاحتياطات منذ بداية عام 2025 إلى 639 طناً بعدما أضاف 21 طناً خلال العام. وسجل البنك الوطني البلغاري أكبر عملية شراء ذهب منذ عام 1997، بإضافة طنين إلى احتياطاته، لترتفع إلى 43 طناً. أما بنك الشعب الصيني فقد أضاف هو الآخر طنين إلى احتياطاته من الذهب، مسجلاً بذلك الزيادة الشهرية الـ10 على التوالي، لتتجاوز الاحتياطات الرسمية للصين 2300 طن للمرة الأولى.

مكاسب الذهب تتجاوز 50 في المئة في 2025

وفق إحصاء أعدته "اندبندنت عربية" سجل المعدن النفيس مكاسب بأكثر من 50 في المئة منذ بداية تعاملات العام الحالي وحتى التعاملات الأخيرة، إذ ارتفع سعر الأونصة من مستوى 2615 دولاراً في جلسة الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) 2024، إلى مستوى 3926 دولاراً في جلسة الإثنين، بمكاسب بلغت نحو 1311 دولاراً.

في المقابل سجلت سوق العملات المشفرة مكاسب ضخمة بقيادة "بيتكوين" التي سجلت ارتفاعاً بنسبة 33.4 في المئة منذ بداية العام وحتى اليوم، إذ ارتفع سعر "بيتكوين" وهي أقوى عملة مشفرة في سوق الـ"كريبتو" من مستوى 93830 دولاراً في بداية العام، إلى نحو 125230 دولاراً في التعاملات الأخيرة بمكاسب بلغت نحو 31400 دولار.

وسجلت القيمة السوقية المجمعة لـ"بيتكوين" زيادة بنسبة 34.8 في المئة بمكاسب بلغت نحو 646 مليار دولار، إذ قفزت من مستوى 1852 مليار دولار في بداية تعاملات 2025، إلى مستوى 2498 مليار دولار في التعاملات الأخيرة.

في سوق المعادن، تجاوز سعر الذهب 3900 دولار للأونصة للمرة الأولى خلال تعاملات الإثنين، مدفوعاً بالطلب على الملاذ الآمن وسط توقف أنشطة الحكومة الأميركية إلى جانب زيادة التوقعات بخفوض إضافية في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الاتحادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزاد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 في المئة إلى مستوى 3900.40 دولار للأونصة، بعدما سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3919.59 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.5 في المئة إلى مستوى 3926.80 دولار.

ويزيد الإقبال على الذهب الذي لا يُدرّ عائداً في ظل انخفاض أسعار الفائدة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وشهد الطلب على الذهب في الهند ارتفاعاً الأسبوع الماضي على رغم الأسعار القياسية، مدفوعاً بموسم مهرجان رئيس في ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم.

العملات المشفرة نمت بنسبة ألف في المئة خلال 5 سنوات

شهدت عملة "بيتكوين" ذروة أدائها القوي في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، فخلال العقد الماضي، كان أكتوبر هو أفضل أشهر العام بالنسبة إلى العملة الرقمية، يليه نوفمبر، وعادة ما ترتفع قيمتها خلال الشهرين بنسبة 90 في المئة و60 في المئة على التوالي. ويدرك متداولو "بيتكوين" هذا النمط جيداً، والذي تحول ليصبح نبوءة شبه أكيدة كل عام، بخاصة بعد الانخفاض المعتاد الذي يصيب العملة في سبتمبر (أيلول).

في الوقت ذاته، يرتفع الذهب بصورة غير طبيعية، إذ سجل أعلى مكسب له في شهرين منذ 2014 بنسبة 17.3 في المئة، وتشير المؤشرات إلى أن الذهب قد يكون في حاجة إلى استراحة وفترة تصحيح مسار وشيكة. وبلغ مؤشر القوة النسبية الأسبوعي للذهب قمته عند 80 تقريباً، وهذه القفزة الكبيرة في قوة المعدن النفيس عادة ما تتطلب فترة من الاستيعاب. ويتوقع المحللون أن يبدأ بعض المستثمرين في البيع لجني الأرباح، بخاصة بعدما حقق الذهب هدفه المتوقع بالفعل.

بالنسبة إلى وجهة المستثمرين والثروات المقبلة، يترقب المحللون ما إذا كانت أموال المستثمرين ستتدفق بعيداً من الذهب إلى "بيتكوين" مع تلاشي زخم المعدن الأصفر، لكن ما يجعل هذه اللحظة مثيرة هو تغير نظرة الجميع إلى "بيتكوين" كاستثمار وملاذ آمن.

يعد الذهب ملاذاً آمناً، إذ يتمتع بسيولة ومكانة قوية بين المعادن، كما يعرف بأنه استثمار مقاوم للأزمات، ولأن ضعف الدولار الأميركي يأتي دائماً لمصلحة الذهب، ومع انخفاض الأول بصورة حادة بنسبة 10 في المئة هذا العام، توجه المؤسسات والبنوك المركزية أموالها إلى الذهب. وتشتري البنوك المركزية الذهب بكميات قياسية، فيما يمتلك عدد هائل من الأفراد الذهب مقارنة بـ"بيتكوين"، بالتالي لا تستطيع العملة الرقمية أن تضاهي المزايا الراسخة التي يتمتع بها الذهب.

وفيما نمت العملات الرقمية بنسبة 1000 في المئة خلال خمسة أعوام فحسب، فقد تضاعف الذهب ببطء منذ عام 2012. وعلى رغم اعتبارها استثماراً محفوفاً بالأخطار، تعد العملات الرقمية ملاذاً آمناً للكثيرين، إذ جعلتها خصائص مثل الندرة واللامركزية والاعتماد التكنولوجي استثماراً أكثر جاذبية في أعين جيل جديد من المستثمرين.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية