Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفائيل كوهين يثير الجدل بعد اختياره لتحكيم "جائزة نجيب محفوظ"

مترجم بريطاني يقيم مع عائلته في مصر تعرض لبعض المواقف النقدية سابقا

رفائيل كوهين عضو لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ (موقع الجائزة)

ملخص

 ما إن راج إعلان الجامعة الأميركية في القاهرة أن لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ" لدورة عام 2026 تضم المترجم البريطاني المقيم في مصر رفائيل كوهين، حتى اشتعل جدل في الوسط الثقافي المصري بين من يتهمه بأنه صهيوني، ومن يصفه بأنه ناشط سياسي يؤيد الحق الفلسطيني.

سبق أن ثار في شأن رفائيل كوهين الذي يبلغ الـ 60، جدل مماثل عام 1996، عندما اتهمه عدد من المثقفين المصريين في مقالات نشرتها لهم صحف عدة بأنه "مارس أنشطة مشبوهة دفعت السلطات المصرية إلى ترحيله من مصر"، وحدث هذا عقب الإعلان عن أن كوهين ترجم ديوان "إنها تومئ لي" للشاعر المصري رفعت سلام إلى الإنجليزية، لكن كوهين أقام دعوى ضد إحدى هذه الصحف أمام القضاء البريطاني أثبت من خلالها عدم صحة ذلك الاتهام، وقدم للمحكمة ما يثبت أنه غادر القاهرة إلى لندن لظرف صحي طارئ ألمّ بوالده قبل أن يؤدي إلى وفاته، ومما نشر في ذلك الحين هو أن كوهين "جاء الى القاهرة أواخر عام 1991 ومعه توصية للملحق الثقافي البريطاني لمساعدته في الالتحاق بالعمل في مؤسسة صحافية"، وكُتب أيضاً أنه كان "يعيش بين شيكاغو والقاهرة وإسرائيل ويتردد على لندن حيث كان يعيش والده"، وقيل كذلك إن والده من أصل بولندي وأمه سويسرية.  

وعقب اشتعال الجدل حول اختياره عضواً في لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ"، أصدرت الجامعة الأميركية في القاهرة بياناً رسمياً ورد فيه أنه "نظراً إلى ما تداولته كثير من المواقع الصحافية والصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في شأن أحد أعضاء لجنة التحكيم بـ 'جائزة نجيب محفوظ' للأدب لعام 2026، نود توضيح الأمر: رفائيل كوهين مواطن بريطاني ولا يحمل أي جنسية أخرى، وهو ناشط في مجال السلام العالمي وكان عضواً في حركة التضامن العالمية International Solidarity Movement، وهي منظمة سلمية تدعم القضية الفلسطينية".

وإذا جاز القول في هذا المقام إن الشيء بالشيء يذكر فإن نجيب محفوظ نفسه اُتهم جزافاً ولا يزال بأنه ما حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988 إلا لأنه كان "يؤيد التطبيع مع إسرائيل". 

ماذا قدّم؟

إلا أن البيان لم يوقف الجدل، إذ تساءل الشاعر عبدالوهاب داود عبر صفحته على "فيسبوك"، "ماذا قدّم السيد كوهين للثقافة العربية؟ ما مصادر دخله غير الترجمة في مجلة 'بانيبال'؟ أما مسألة عضويته في منظمة سلمية تدعم القضية الفلسطينية، فهي لا تشفع له ليكون عضواً في لجنة تحكيم 'جائزة الجامعة الأميركية' في القاهرة، وعموماً أنا لا أراه فوق مستوى الشبهات".

وذهب بعضهم نحو الدعوة إلى مقاطعة "جائزة الجامعة الأميركية" في القاهرة والتي من المقرر إعلان اسم الفائز بها للعام الحالي في الـ 11 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل الذي يوافق الاحتفال بعيد ميلاد نجيب محفوظ، ثم أصدرت لجنة التحكيم أمس الأحد بياناً آخر جاء فيه: "تابع أعضاء وعضوات لجنة تحكيم 'جائزة نجيب محفوظ' ما أثير حول هوية عضو من أعضاء اللجنة الخمس في الصحف المصرية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن إذ نتفهم اعتراضات وتساؤلات بعضهم ضمن سياق حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وبناء على حرصنا على استمرار 'جائزة نجيب محفوظ' ودعم دورها في تقديم الرواية العربية المعاصرة عبر الترجمة إلى اللغة الإنجليزية من خلال قسم النشر في الجامعة الأمريكية، وهو الجهة الراعية للجائزة والمسؤولة عن اختيار أعضاء وعضوات اللجنة، نعلن أننا مستمرون في عملنا التطوعي كأعضاء باللجنة استناداً إلى المبادئ التالية: أولاً أننا جميعا وبلا استثناء ندعم الحق الفلسطيني في الحياة وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ثانياً أننا جميعاً ندعم حركة المقاطعة الفلسطينية ولا نقبل التعاون مع جهات أو أفراد من دولة الاحتلال تؤيد سياسات الإبادة والفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل"، وذكر البيان نفسه "ثالثاً، أننا نثمن موقف المصريين والعرب الرافض لكل سياسات التطبيع مع إسرائيل ومن يؤيدها، كما نثمن الحركات العالمية والأصوات الداعمة للحق الفلسطيني والمناهضة لسياسات الاحتلال الجائرة في كل دول العالم، ورابعاً أننا نربأ بأنفسنا عن ترديد خطاب الاحتلال الذي يتعمد الخلط بين الديانة اليهودية والأيديولوجية الصهيونية العنصرية".

وعلّق الكاتب العراقي المقيم في مصر صلاح النصراوي على البيان بالقول إنه "في الأحوال الاعتيادية من المفترض أن يحسم البيان الذي وقعه رفائيل كوهين العضو في لجنة 'جائزة نجيب محفوظ' الجدل الذي أثير حوله، فالرجل وقّع على بيان يقول أشياء لا يقول بها كثير من العرب من الخواص والعوام، إلا أن الفضيحة في رأيي هي أن واحداً قضى نحو 30 عاماً يعمل في الوسط الثقافي العربي وتُرجم كثير من أدبه، ظهر أنه غير معروف من هذا الوسط، في حين سيجلس هو لكي يحكم لمن سيفوز بجائزة تحمل اسم كبير روائي العرب".بيان الجامعة الأ

وكتبت دينا سمك في موقع "المنصة" أنه "قبل أيام أعلنت الجامعة الأميركية بالقاهرة اختيار المترجم والمحرر رفائيل كوهين عضواً في لجنة 'جائزة نجيب محفوظ' للأدب، فاندلعت حملة صحافة صفراء تتهمه بالصهيونية والتجسس، وكانت المفارقة عبثية: رجل خاطر بحياته في غزة والضفة من أجل الفلسطينيين يُتهم بأنه عدوهم، وكانت مفارقة أخرى أن يواجه اتهامات بالصهيونية من قبل مصريين بغير دليل، مثلما اتهمه صهاينة بدعم فدائيين فلسطينيين قبل أعوام". وكتب الصحافي الفلسطيني يوسف الشايب عبر صفحته على "فيسبوك" أن "كوهين ناشط وعضو في حركة التضامن الدولية ISM وهي منظمة بارزة تكرس جهودها لدعم القضية الفلسطينية، وكان موجوداً مع الناشط البريطاني توم هورندال في رفح عندما أطلق عليه قناص إسرائيلي النار في أبريل (نيسان) 2003، وفي عام 2009 ربح قضية تشهير ضد صحيفة 'غويش كرونيكل' التي اتهمته زوراً بإيواء انتحاريين بريطانيين، وتبرع بجزء من التعويض المالي الذي حصل عليه لمصلحة حركة التضامن الدولية".

سياق الجدل

وكوهين الذي اكتفى بالتوقيع على هذا البيان رفض الإدلاء بتصريحات صحافية حول ذلك الجدل، وهو النهج الذي سبق أن اتبعه خلال الحملة الصحافية التي استهدفته عام 1996، وفي سياق الجدل الراهن ذكر الكاتب مصطفى الطيب في منشور على صفحته في "فيسبوك" أن "رفائيل كوهين ليس صهيونياً، فأبوه يهودي فلسطيني من الذين رفضوا التعاون مع الكيان وقت نهب الأراضي الفلسطينية ورحّلوه، فذهب إلى بريطانيا وهناك ولد رفائيل، وهو مكروه في تل أبيب وممنوع من دخولها بسبب دعمه للفلسطينيين ونشاطه في ما يخص السلام العالمي"، مضيفاً أن ملاحظة هامشية، بحسب تعبيره، تضمنت أن "الرجل أسلم وزوجته مسلمة ويعيشان هما وأولادهما في مصر منذ زمن طويل، وأدبياً فهو مترجم قدير وناقد وقارئ نهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبادرت الكاتبة هند جعفر بالاعتذار "لتسرعي في نشر منشور عن رفائيل كوهين، بناء على ما نشرته صحيفتان من بيانات تشكك في جدارته، فاتضح أن الرجل يهودي بريطاني يعيش في مصر"، وكان الكاتب سيد محمود قد بادر، بوصفه عضو اللجنة نفسها التي تضم رفائيل كوهين، إلى نفي أنه صهيوني، ورحب ببيان "الجامعة الأميركية" في القاهرة في هذا الصدد ضمن منشور على "فيسبوك" جاء فيه، "شكراً لمن خاف على اسم نجيب محفوظ من التشويه، أقدر مخاوف الجميع بمن في ذلك من شتمنا بالأب والأم، وموقفي وموقف زملائي في لجنة التحكيم واضح وهو دعم الحق الفلسطيني ومناهضة إسرائيل ككيان عنصري، والعمل مع كل المناهضين لها بغض النظر عن الجنسية والديانة، وشخصياً عملتُ على تراث محمود درويش وفي كل سطر هناك تنديد بوحشية إسرائيل، وإيماني بالحق الفلسطيني لا يحتمل أي شك، وأنا فخور بالمشاركة في تحكيم الجائزة مع لجنة ترأسها أكاديمية محترمة وناشطة في مقاطعة اسرائيل أكاديمياً (هدى الصدّة)، وفخور بمواقف أسرتي لأن ابنتي كانت أول من طالبتني بموقف واضح وهذا أمر أسعدني جداً، ومطمئن تماماً لمواقف زملائي في اللجنة من دعم فلسطين ومناصرة قضيتها، فوجود داعمين لفلسطين وقضيتها من جنسيات مختلفة يتطلب منا التفرقة الواعية بين من هو يهودي ومن هو صهيوني، وهناك جانب متعلق بمهنة الصحافة التي يمارسها بعضهم بكسل ولا يؤدي واجبه في البحث والتقصي، ونحن أحوج ما نكون إلى مواقف تضامنية تنفر من العنصرية وتندد بها، فوجود شركاء هو أمر ضروري لأن عدالة القضية الفلسطينية ستنتصر على رغم كل شيء".

لجنة التحكيم

وإضافة إلى كوهين وسيد محمود تضم لجنة تحكیم "جائزة نجیب محفوظ" للأدب لعام 2026 كلاً من ھدى الصدّة (رئیسة) وهي باحثة نسویة مصریة وأكادیمیة، تشغل منصب أستاذة الأدب الإنجليزي والمقارن في جامعة القاھرة، وھي أیضاً من المؤسِسات لـ "منتدى المرأة والذاكرة"، ومي التلمساني؛ الروائية وأستاذة الدراسات السينمائية بقسم الإعلام في جامعة أوتاوا – كندا، وقد نشرت خمس روایات وثلاث مجموعات قصصیة وكتابین من الیومیات، إضافة إلى كثير من المنشورات الأكادیمیة وغیر الأكادیمیة، وتُرجمت روایتھا "دنیا زاد" الحائزة جوائز محلیة ودولیة إلى ثماني لغات من بینھا الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانیة، وفي عام 2021 منحتھا فرنسا وسام فارس في الفنون والآداب تقدیراً لإنجازاتھا الأدبیة والأكادیمیة.

كذلك حمور زیادة، وهو كاتب وروائي سوداني سبق له الفوز بجائزة نجيب محفوظ (الجامعة الأميركية في القاهرة) عن روايته "شوق الدرويش"، وجاء في تعريف قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة لرفائيل كوهين أنه "مترجم أدبي ومحرر بریطاني یحمل بكالوريوس من جامعة أوكسفورد، وشھادة الماجستیر من جامعة شیكاغو، وكان ناشطاً في مجال السلام العالمي وعضواً في حركة التضامن العالمیة، وسافر مرتین إلى الأراضي الفلسطینیة المحتلة، ومن ترجماته "حارس الموتى" لجورج یرق، و"جنون الیأس" لـ ف. ت. آل سعید، و"زھور تأكلھا النار" لأمیر تاج السر، و"طیور النبعة" لعبدالله ولد محمدي، و"بین الإسكندریة ونیویورك" لأحمد مرسي.

وسبق أن منحت الجامعة الأميركية في القاهرة "جائزة نجيب محفوظ" منذ انطلاقها عام 1996 لثلاثة كتاب فلسطينيين هم مريد البرغوثي عن رواية "رأيت رام الله" عام 1997، وسحر خليفة عن روايتها "صورة وأيقونة وعهد قديم" عام 2006، وحزامة حبايب عن روايتها "مخمل" عام 2017.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة