ملخص
هذا العام، جاءت ألوان أكتوبر ونصره، وحتى جهود التشويه والتشويش مختلفة. تتلون أجواء الاحتفاء بحرب القطاع، وخطة ترمب للسلام، ورد "حماس" ومصير المنطقة، والدور الجديد لإسرائيل في الخريطة، وأثر كل ما سبق على مصر، لا سيما خلال يوم النصر. وتتلون بجهد شعبي إضافي للاطلاع والاحتفال، وعمل حكومي رسمي للتعريف والتعليم.
مضى عهد احتفال المصريين بذكرى انتصار حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، باعتباره مناسبة وطنية عظيمة للكبار وحدثاً تاريخياً درسه الصغار في المدارس، وكأنه تحصيل حاصل وفرصة لاستضافة من شاركوا في الحرب، لسرد قصصهم العسكرية والشخصية ضمن برامج سياسية واجتماعية، وندوات ثقافية وتوعوية. ومضت مرحلة التعامل مع ذكرى الانتصار باعتبارها عطلة رسمية تحولت إلى ميزة لراحة إضافية.
51 عاماً بالتمام والكمال، أي منذ العام التالي للنصر، واحتفال المصريين بذكرى النصر تتلون بألوان الأجواء السياسية والرؤى الاستراتيجية والألوان الأيديولوجية، والفئات العمرية والمحتوى الإعلامي والدرامي والفني المصنوع بنكهة العام.
أعوام "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"حتى آخر العمر" و"العمر لحظة" بوجباتها الكلاسيكية المتخمة درامياً، وكذلك غنائياً عبر "أوبريت أكتوبر" الذي ظل حدثاً موسيقياً وغنائياً لصيقاً بذكرى النصر طويلاً انتهت، أو بالأحرى لم يعد هذا النوع من الاحتفاء مهيمناً أو مسيطراً. حتى الجيل الثاني من وجبة الدراما مثل "إعدام ميت" و"الصعود إلى الهاوية" و"الطريق إلى إيلات" لم تعد محور المناسبة شعبياً.
مذاقات الاحتفال
نكهات مختلفة لإحياء المناسبة ومذاقات متعددة تأثرت بالأوضاع السياسية حيناً، وتبدّلت بفعل مرور الزمن أحياناً. وهذا العام النكهة مختلفة جداً، والمذاق يكاد لفرط الاختلاف يكون لمناسبة غير المحتفى بها. هذا العام، يشهد تطوراً وتغيراً وتحولاً من نوع مختلف.
تطور وتغير وتحول مذاقات احتفال المصريين بذكرى حرب أكتوبر ظلت حتى عام 2012 في حدود الطبيعي والمتوقع، بحكم مرور الوقت وتغير الأنظمة السياسية وتبدل المجاملات المسيسة من حال إلى حال. إذ ما زال المصريون الأكبر سناً يتذكرون كيف جرى اختزال نصر أكتوبر 1973 على مدار ثلاثة عقود هي مدة حكم الرئيس السابق الراحل محمد حسني مبارك في "الضربة الجوية"، إذ كان مبارك وقت شن الحرب قائد القوات الجوية المصرية. ويتذكرون وأبناؤهم كيف استردت ذكرى النصر بعد أحداث يناير (كانون الثاني) 2011 تسمياتها الأعم وتفاصيلها الأشمل، من بطولات الصاعقة والمشاة والبحرية والمدفعية وغيرها.
لكن التغير الأكبر والأغرب وغير المسبوق في حياة المصريين على مدار ما يقارب نصف قرن كان الكشف عن تيارات وأهواء وأيديولوجيات ناصبت ذكرى النصر نوعاً من الجفاء أو العداء أو الاستخفاف، عقب صعود جماعة "الإخوان المسلمين" لتتصدر المشهد السياسي خلال عامي 2012 و2013.
تحول الجماعة وأبناء عمومها من جماعات الإسلام السياسي من تجاهل ذكرى النصر وقائده الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى مرحلة التسفيه، ثم تنصيب قتلته من إسلاميين أُفرج عنهم بقرار مباشر من الرئيس الإخواني السابق الراحل محمد مرسي "مدعوين رئيسين" في الاحتفال "الرسمي" بذكرى النصر عام 2012، كان بمثابة نوبة صحيان لفتت الانتباه إلى جوانب كانت خفية أصابت قطاعاً من المصريين.
يُشار إلى أن محمد مرسي أصدر قراراً بالعفو عن 572 معتقلاً عام 2012، وشمل القرار 25 قيادياً إسلامياً من جماعتي "الجهاد الإسلامي" و"الجماعة الإسلامية". وكان أبرزهم القيادي في "الجماعة الإسلامية" طارق الزمر والمتورط في اغتيال السادات في أثناء العرض العسكري في ذكرى النصر عام 1981، ومحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ورفاعي طه الذي قُتل في إدلب داخل سوريا جراء غارة أميركية عام 2016 وآخرين، وجميعهم وآخرون حضروا احتفال محمد مرسي في استاد القاهرة الدولي بالانتصار، وغابت قيادات القوات المسلحة المصرية وقادتها ورموزها، وكان هذا الغياب الأول لمن صنع النصر في يوم النصر.
رمزية هذا التغير الكبير والكاشف في الاحتفاء بالسادس من أكتوبر صدمت كثراً. وبعد الصدمة زاد الانكشاف، إذ فئة ممن اعتنقت فكر الجماعة وأبناء عمومها من تيارات الإسلام السياسي كشفت عن وجه صادم لبقية المصريين. وساعدت منصات السوشيال ميديا على مزيد من الانكشاف، إذ دأبت قاعدة الجماعة وغيرها من الحركات والجماعات على التقليل من شأن الانتصار، ومحاولة تشويه انتصار الجيش المصري، وتصوير النصر وكأنه هزيمة.
الغريب أن هذه الجهود تتطابق وتتواءم مع توجهات إسرائيلية وأخرى داعمة لها، دأبت على التشكيك في النصر وطرح مجريات الحرب للتحليل والتفنيد بغرض الخروج بدراسات وبحوث، تتخذ من ادعاء "مصر لم تكسب حرب أكتوبر" عنواناً لها.
سقط حكم الإخوان في مصر وخفُتت حدة الجهود الإسرائيلية للتشكيك في النصر مكتفية بالتشويش فقط على صخب الانتصار، لكن لم تسقط توجهات معتنقي الجماعة. واعتاد كثر ظاهرة اشتعال جبهات السوشيال ميديا في مثل هذا الوقت من كل عام، على مدار ما يزيد على عقد، إذ أفراد وحسابات موجهة تابعة لجماعات تبث تدوينات وتغريدات "الهزيمة"، وقواعد شعبية عريضة ترد بما تيسر من معلومات وحقائق ومشاعر على ما يُروج له من "أكاذيب".
بث الروح في الاحتفالات
هذا العام، جاءت ألوان أكتوبر ونصره، وحتى جهود التشويه والتشويش مختلفة. تتلون أجواء الاحتفاء بحرب القطاع، وخطة ترمب للسلام، ورد "حماس" ومصير المنطقة، والدور الجديد لإسرائيل في الخريطة، وأثر كل ما سبق على مصر، لا سيما خلال يوم النصر. وتتلون بجهد شعبي إضافي للاطلاع والاحتفال، وعمل حكومي رسمي للتعريف والتعليم.
وعلى غير عادة المصريين خلال أعوام "ترحيل الإجازات" الرسمية إلى الخميس لتنضم مع عطلة نهاية الأسبوع، علت بعض الأصوات مطالبة بعدم ترحيل إجازة يوم نصر أكتوبر هذا العام تحديداً. الأسباب التي يسوقها بعض تراوح ما بين الحاجة الماسة إلى شحذ الروح الوطنية والمعنوية في ظل التوترات الملتهبة بفعل حرب غزة، والحتمية الآنية للإصرار على تعريف الأجيال الأصغر سناً بأسباب الحرب ونتائجها التي امتدت إلى استرداد الأرض وضمان السلام لعقود بعدها، والأولوية القصوى لاستنفار الهمم وبث الروح الحماسية والثقة في النفس وقدرات الجيش، بينما الأوضاع على مرمى بعض كيلومترات تنذر بتوسع شرارة الحرب وربما العدوان، وغيرها.
وبدلاً من تنظيم رحلات مدرسية لزيارة أماكن ذات صلة بحرب أكتوبر، وأبرزها "بانوراما حرب أكتوبر" التي أصبحت قبلة الرحلات المدرسية في مثل هذا الوقت من كل عام، لوحظ جهود بث الروح في الاحتفالات. ونظم عدد من المدارس أنشطة احتفالية على مدار الأسبوع الأول من الشهر لتعريف الصغار بالحرب وأجوائها، وانتشرت صور من أفنية مدارس خاصة جرى تجهيزها بألعاب على هيئة مدافع ومتاريس وكثبان، بينما الصغار في المرحلة الابتدائية يرتدون ملابس تشبه الملابس العسكرية، وهو ما أثار نقاشاً محتدماً حول مدى مناسبة السن الصغيرة للحديث عن الحرب والعنف والسلاح.
على أية حال، أجواء الاحتفاء بالنصر هذا العام مختلفة. الميل الشعبي الواضح، والنابع من شعور فطري بالخطر، مع إلمام خبري ومعلوماتي بما يجري داخل المنطقة على مدار عامين، وتصاعد حدة التهديدات التي تطرحها حرب القطاع وتوغل إسرائيل والتلويح بالتهجير صوب سيناء (وإن خفتت حدته خلال الأسابيع القليلة الماضية)، إضافة إلى تعاطف وتعاضد شعبي واسع مع غزة وأهلها تشابكت ونجمت عنها رغبة شعبية غير منظمة أو موجهة لاستدعاء "روح أكتوبر".
استدعاء الروح، واستحضار الذكريات لمن عاصروا الحرب، والمعلومات لمن درسوها في المدارس أو شاهدوها عبر الشاشات سواء عبر الفنان الراحل محمود ياسين في دور المقاتل ضمن أفلام السبعينيات، أو الفنان الشاب أحمد عز في الدور نفسه ضمن أفلام الألفية الثالثة، تقابله عمليات استدعاء واستحضار رسمية مكثفة أيضاً.
صفحات "المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية"، وهي إحدى أكثر الصفحات الرسمية نشاطاً ومتابعة، تبث مقاطع مصورة كثيرة للجيش المصري مزودة بخلفيات تاريخية وسياسية، فبدت أقرب إلى الأفلام الوثائقية الوطنية الحماسية.
وفي ظهور نادر ضمن التوثيق والاحتفاء بنصر أكتوبر، اختارت القوات المسلحة أن تبدأ أحد فيديوهاتها الاحتفائية بالرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وهو يقول "هناك مبدأ أساس نؤمن به، إن ما يؤخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة"، وهي الجملة الشهيرة التي قالها ضمن خطاب ألقاه أمام المصريين في مناسبة ذكرى ثورة الـ23 من يوليو (تموز) 1970.
وجاء ضمن المقطع كذلك، جزء من كلمة للسادات وهو يقول "داخلين معركة حتمية"، أعقبتها كلمات للرئيس عبدالفتاح السيسي يقول فيها "لا يمكن أبداً حد يجيب الأرض (يستردها) إلا بعد ما ذاق ثمن الحرب الحقيقية". وتوالت فيديوهات المتحدث العسكري، التي يجري اختيارها بعناية شديدة، وفيها مقاطع للرئيس الراحل السادات وهو يقول "المهمة لم تنته بعد"، وأخرى للرئيس السيسي مؤكداً "يقظة القوات المسلحة الدائمة" ودورها في حماية أمن مصر وحدودها، وكذلك تنمية القطاعات المختلفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبين الرؤساء عبدالناصر والسادات والسيسي، تغمر فيديوهات عنوانها "إرادة شعب صنعت مجداً" منصات وصفحات الـ"سوشيال ميديا" تشاركاً وتداولاً، وكذلك نقاشاً حول أجواء الاحتفال هذا العام، وهي الأجواء التي تهيمن عليها أجواء حرب ضروس على بعد كيلومترات معدودة، واحتقان يغمر المنطقة وعدوان غير مسبوق على مرمى حجر وتصعيد كلامي ربما مقصود، "تتخوف" أو "تتوجس" فيه إسرائيل مما وصفته بـ"نشر قوات مصرية في سيناء"، وتقارير صحافية تتحدث عن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الأميركي دونالد ترمب "الضغط على مصر لإنهاء هذا الانتشار"، وخطة سلام لم تحدد بعد ملامحها النهائية أو فرصها المستقبلية أو سبل استدامتها بصورة تضمن بقاء شبح الحرب بعيداً.
وإلى أن يحسم شبح الحرب أمره، تهيمن ذكرى الحرب ومناسبة النصر داخل الشارع المصري، سواء الحقيقي حيث تلتقي الملايين يومياً وجهاً لوجه، أو الافتراضي حيث تتواصل الملايين على مدار الساعة.
اللافت أن جهات رسمية عدة تولي اهتماماً أكبر من المعتاد لذكرى النصر هذا العام. وبين هذه الجهات وزارة الأوقاف المصرية التي نشرت قبل أيام قليلة، على موقعها الرسمي مقالة عنوانها "يوم العبور المشهود... ما بين الأكذوبة الإخوانية والإجماع التاريخي"، ذكَّرت فيها بإصرار الجماعة ومحبيها على التعامل مع المناسبات الوطنية، لا سيما نصر أكتوبر، وكأنهم يقفون على الضفة المناهضة لمصر والمصريين.
جاء ضمن المقال تحت عنوان فرعي "حملات التشويه والتسفيه والتقليل" أنه "على رغم الإجماع الوطني التاريخي على عظمة هذا النصر، يظل هذا الإرث العظيم والذكرى الطيبة هدفاً مستمراً لحملات التشويه والتسفيه والتقليل التي تروجها جماعة الإخوان وأبواقها الإعلامية المغرضة، إذ تتعمد بث الأكاذيب الوقحة التي تدعي بأن الضربة الأولى قادت إلى الهزيمة، أو أن وقف إطلاق النار كان تراجعاً مهيناً، متجاهلين حقيقة أن الصمود العسكري والإنجازات الميدانية هي التي أجبرت القوى الكبرى والعدو نفسه على القبول بالتسوية". ووصف أفعال الإخوان وما يصدر عن أبواقهم بـ"محاولات خبيثة ترمي إلى نزع القيمة المعنوية والوطنية عن هذا الإنجاز، بل والأدهى محاولة "أخونة" النصر أو نسبه إلى فصيل واحد بعينه بدلاً من المؤسسة الوطنية العسكرية، التي تضم كل أطياف الشعب بعيداً من النزاعات العرقية والمذهبية والسياسية".
يشار إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين" ومن ينتسب إليها أجمعوا على تثمين عملية السابع من أكتوبر وتأييدها، وطالبت الجماعة ضمن بيان رسمي صدر يوم القيام بالعملية، أي خلال السابع من أكتوبر 2023، "المسلمين في كل بقاع الأرض أن يهبوا بالتظاهر والتفاعل الشعبي لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، وذلك بعدما باركت العملية وثمنت من أهدافها، التي لم تكن "حماس" نفسها أعلنتها بعد.
بين أكتوبر المصري والفلسطيني
24 ساعة فقط تفصل بين الذكرى الـ52 لحرب السادس من أكتوبر 1973، وبين مرور عامين على عملية السابع من أكتوبر التي قامت بها "حماس" عام 2023. صدمة العملية، وعنصر المباغتة، وتفجر المشاعر المتضاربة على ضفتي القضية في ذلك اليوم لم تسمح برفاهية التفكير في سر اختيار التاريخ. وخلال العام التالي، تحديداً في أكتوبر 2024، طرح بعض في الخفاء أو على استحياء أو ربما في غفلة من أتون الحرب الدائرة على رؤوس أهل غزة السؤال، هل اختيار السابع من أكتوبر للقيام بهذه العملية التي قلبت موازين المنطقة، وفي أقوال أخرى العالم، له علاقة بالسادس من أكتوبر؟
هذا العام، تزايدت أعداد طارحي السؤال، والغريب أن أعضاء الفريقين، المؤيد لـ"حماس" وعمليتها والمعارض لها وعمليتها، حائرون يفكرون يتساءلون في سكون، وذلك خلف الأبواب الموصدة وفي الجلسات المقتصرة على الأصدقاء، وعلى "الغروبات" والصفحات العنكبوتية الخاصة المغلقة على أعضائها، هل اختيار اليوم جاء مصادفة، لا سيما أن اليومين كانا يوم السبت، أم بناءً على حسابات تتعلق بالهدف؟
نقاشات كثيرة، وتكهنات أكثر من كونها إجابات يطرحها بعض، وجميعها غارق في قناعات صاحبها. فبين قائل إنها محاولة لسلب مصر إنجازها ونصرها التاريخي بجذب الاهتمام بعيداً من السادس والتركيز على السابع، ومؤكد أن التاريخ عكس رغبة في تعميم البركة، عسى نصر السادس يمتد إلى السابع، وثالث يرجح أن يكون الهدف من العملية ليس سلباً لفرحة انتصار أو أملاً في بركته، فقط حفر اليوم في صفحة من صفحات التاريخ، بغض النظر عن آثاره وانعكاساته وتأثيراته.
وبعيداً من صحة التكهنات ومن عدمها، فإن عملية السابع من أكتوبر ألقت بظلالها على السادس من أكتوبر، بنية مسبقة أو من دون، وبرغبة في النيل منها والتغطية عليها أو إضافة إليها والبناء عليها، سلباً أو إيجاباً.
المؤكد أن أثقال حرب غزة التي تفجّرت في أعقاب السابع من أكتوبر 2023 وتوسعها وتعقداتها وتشابكاتها، ووصولها إلى مرحلة التأثير في خريطة المنطقة الجاري رسمها أو في الأقل تسريع رسمها، أسفرت عن اهتمام شعبي غير مسبوق وصحوة بين الأجيال الصغيرة والشابة بحثاً عن مزيد من تفاصيل ما جرى قبل 52 عاماً، وتحويلها من مناسبة "تحصيل حاصل" وصفحات في كتاب التاريخ، إلى أرض خصبة للدراسة واستخلاص الدروس وربما صفحات تستكمل في الكتاب نفسه ولو بعد حين.