المسيرات تهرب عقاقير إنقاص الوزن إلى السجون البريطانية

كشف مديرو السجون أن حقن "مونجارو" المخصصة لإنقاص الوزن ولصقات تبييض الأسنان أصبحت تصل إلى زنازين السجناء عبر طائرات مسيّرة، وفي زيارة لبرنامج "نيوز نايت" Newsnight الذي يعرض على قناة "بي بي سي"، لسجن إدنبرة، كشف مديرو السجن عن استخدام متكرر للطائرات من دون طيار في تهريب الأسلحة والمخدرات والهواتف النقالة إلى النزلاء،

وبدأ الحراس في اعتراض المواد المهربة، بما في ذلك مستلزمات صيدلانية لا تتوافر بسهولة داخل السجون.

وقالت مديرة سجن إدنبرة، فيونا كرويكشانكس، خلال مقابلة مع البرنامج إن "أغرب المواد التي اعترضناها حديثاً دواء 'مونجارو' لإنقاص الوزن ولصقات تبييض الأسنان"، وتابعت أنه "من الواضح أن هذه المواد لا نراها عادة، مما يؤكد أنها طُلبت بناء على طلب خاص من نزيل محدد"، مضيفة "في اعتقادي أن النزيل يسعى فعلاً إلى إنقاص وزنه، فعقار 'مونجارو' أصبح حديث الناس هذه الأيام بعد النتائج المبهرة التي يحققها، لذا من الطبيعي أن يفكر السجين ويقول لنفسه ’أريد أن أجربه أيضاً‘".

وأكد متحدث لهيئة السجون الاسكتلندية: "نعتمد على جميع الوسائل التكنولوجية والاستخباراتية للتصدي لمحاولات إدخال المواد غير المشروعة إلى السجون"، مضيفاً "نعمل بالتنسيق مع شرطة اسكتلندا وشركائنا الآخرين لملاحقة ومحاسبة كل من يسعى إلى اختراق منظومتنا الأمنية".

وتظهر البيانات أن عدد عمليات التوصيل بالطائرات المسيّرة التي جرى اعتراضها بلغ رقماً قياسياً مقداره 1712 عملية خلال عام واحد حتى شهر مارس (آذار) الماضي، وقد ارتفعت هذه الحوادث 43 في المئة مقارنة بـ 1196 في العام السابق، وبما يقارب خمسة أضعاف عددها المسجل خلال عامي 2021 -2022 والذي بلغ 357 حادثة فقط.

وكشفت مقاطع فيديو صدرت في يونيو (حزيران) الماضي عن لحظة إسقاط طائرة مسيّرة لحزمة مشبوهة في ساحة سجن واندزوورث البريطاني، وأكد رئيس جمعية مديري السجون، توم ويتلي، أن المسيرات أصبحت "تهديداً متصاعداً وخطراً مع تسجيل محاولات تهريب بصورة يومية"، وسبق أن هربت شفرات خطرة وسكاكين قتالية إلى السجون، ويحذر ويتلي من احتمال تهريب أسلحة نارية مستقبلاً.

ويواجه أربعة أشخاص، أحدهم ضابط سابق في شرطة ستافوردشير، صدور أحكام قضائية بحقهم بتهمة تورطهم في شبكة تهريب استخدمت طائرات مسيرة لإيصال المحظورات لداخل السجن بين عامي 2021 و2022.

وكشفت التحقيقات عن أن المحققة كلير دافنبورت (51 سنة) وزوجها بيتر كينغ (52 سنة) أدارا عملية منظمة لجني الأموال من تهريب المخدرات إلى سجون شديدة الحراسة، مستخدمين العائدات لتمويل حياة البذخ.

وتمكنت الشرطة من رصد 25 عملية تهريب نفذتها طائرات مسيّرة في سجون أنحاء ميدلاندز البريطانية، شملت شحنات من الهيروين والحشيش ومخدر "سبايس" تقدر قيمتها بعشرات آلاف الجنيهات الإسترلينية، وكانت بطلب مباشر من نزلاء السجون.

وفي أغسطس (آب) الماضي اعترف كينغ بتورطه في عمليات تهريب المخدرات إلى السجون، بينما أقرت زوجته بارتكابها تهمة بسيطة تتعلق بتسلم مبالغ مالية من سجناء وأسرهم، وفي المحاكمة التي جرت بمحكمة كوفنتري الجنائية، صدرت أيضاً أحكام بالإدانة ضد متواطئين آخرين هما ميرفن فوستر (45 سنة) ومشغّل الطائرات المسيّرة كينت جورج (63 سنة).