Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركي آل الشيخ: انتقاد موسم الرياض لا نسمعه إلا من محيطنا

قال المسؤول السعودي إن التطورات السياسية في سوريا تدعونا إلى دعم الفن ببلاد الشام

ملخص

رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية لـ"اندبندنت عربية"، "أستغرب أن الهجوم لا يأتي إلا من محيطنا، ولم أسمع بريطانياً أو أميركياً يقول لمن يأتي أنتم تذهبون لأجل المال أو يقول لنا أنتم تريدون سحب قوتنا الناعمة".

قال رئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ إن التطورات السياسية في سوريا والاستقرار الذي حدث أخيراً أدوا إلى اختيار الفنانين السوريين لدعمهم في موسم الرياض الذي ينطلق في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وبعد نحو ستة مواسم منذ انطلاقته، وعامين على تدشين العلامة التجارية، بلغت القيمة التقديرية للعلامة التجارية لموسم الرياض الترفيهي 3.2 مليار دولار، في وقت رفض فيه رئيس الهيئة العامة للترفيه "تسييس" المهرجان الترفيهي، مؤكداً في رده على أسئلة "اندبندنت عربية" أن السعودية "ترحب بالجميع" وفي الوقت ذاته "لا تحتاج إلى أحد لأن نجاح موسمها جاء بدعم قيادة البلاد".

وتساءل رئيس الهيئة العامة للترفيه عن السبب الذي يدعو البعض إلى مهاجمة الموسم الذي فاق عدد زواره في نسخته الماضية الـ20 مليون سائح، وقال "أستغرب أن الهجوم لا يأتي إلا من محيطنا، ولم أسمع بريطانياً أو أميركياً يقول لمن يأتي أنتم تذهبون لأجل المال أو يقول لنا أنتم تريدون سحب قوتنا الناعمة"، وقال لا أجد تفسيراً لهذا الهجوم ولكن ربما نتيجة "القلق أو التنافس من مشاريعنا الترفيهية والسياحية".

وأحدث الموسم الذي ينطلق في الـ10 من أكتوبر الجاري حالاً من الجدل بعد قرار التركيز على الفنانين السوريين والمحليين، لكن المسؤول السعودي قال في المؤتمر الصحافي الذي أقيم اليوم الأحد، إنه "قرار جاء لإعطاء أبنائنا فرصة لأنهم قادرون على تقديم العروض"، وأضاف "اختيارنا للمحتوى الشامي لأنه مقبول ومحبب لدى الشعب السعودي، وهم إخوان وأهل لنا".

وينطلق موسم الرياض 2025 يوم الجمعة المقبل، بمسيرة كبيرة في منطقة "البوليفارد"، في العاصمة السعودية الرياض، بالتعاون مع شركة "ميسيز" الأميركية، وتتضمن المسيرة 25 بالوناً كبيراً و25 عربة و3000 راقص وراقصة ومؤدي عروض.

 

يشكّل الترفيه، إلى جانب السياحة والرياضة والثقافة، القطاعات الأربعة التي تُعوّل السعودية على تعزيز حضورها في الاقتصاد لتنويع مصادر الدخل بعيداً من النفط، بالشراكة مع القطاع الخاص.

وتستهدف "رؤية المملكة 2030"، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2016، أن تصل نسبة إسهام صناعة الترفيه في الناتج المحلّي الإجمالي إلى 4.2 في المئة بحلول 2030.

وتستهدف الهيئة في موسم الرياض للعام الجاري، تجاوز أرقام الزيارات المحققة العام الماضي البالغة 20 مليون زائر.

وفي لمحة عن أبرز أرقام موسم الرياض 2025 وفق البيان الصحافي، فإن ثمة 2100 شركة تشارك في الموسم، 95 في المئة من الشركات المشاركة محلية، إضافة إلى 7 آلاف فعالية، وأكثر من 22 منطقة ترفيهية، و15 بطولة عالمية، و34 معرضاً ومهرجاناً.

معالم العالم في مدينة واحدة 

حين أرادت السعودية التي تراهن على الترفيه والسياحة، كما تراهن على النفط، دخول ماراثون التحدي لجذب العالم، بدأت أولاً بجلب العالم ومعالمه إلى مدينة واحدة أطلقت عليها "بوليفارد وورلد"، إذ يمكن لمن يسعفه الحظ والقدر السفر عبر السماء أن يزور على الأرض في مكان واحد وبتذكرة واحدة أشهر مدن ومعالم وعواصم العالم مشياً على قدميه. 

 بزيارة واحدة، يمكنك الوقوف على حضارات الفراعنة وتمثايلهم وأهراماتهم، ويمكنك سبر أغوار حضارات التنانين الآسيوية القديمة وتناول أشهى أطباقهم كـ"السوشي" ذائع الطعم والصيت، وبعد خطوات قليلة يمكنك الرقص على أنغام موسيقى السيلياو والتانغو لحضارة المايا على مقربة من جزيرة الدمى، وفي الجوار غير بعيد يستقبلك تمثال قوس النصر الذي ينبئك بدخول بلاد الجنرال شارل ديغول ونابليون بونابرت والحضارة الفرنسية بطراز مقاهيها وتماثيلها حتى برجها العاجي "إيفل" الذي يعانق سماءها.  

 

ما من قارة في العالم إلا ونهلت منها البلاد مدناً بثقافاتها وأكلاتها، حتى المدينة الإيطالية العائمة فينيسيا يمكنك في الرياض أن تستقل قارباً للتجول في أنحائها وأنت تتناول شطيرة بيتزا نابوليتانا من يد طهاتها الإيطاليين. 

إيران هنا 

وإيران التي تنأى بحضاراتها وثقافاتها وزعفرانها عن العالم، جاءت بها الرياض لتصبح واحدة من المدن التي أثارت فضول السياح لاكتشاف مذاق زعفرانها والتطلع لطهرانها التي كثيراً ما كانت ملء السمع والبصر، لكن بعيداً هناك في حقول السياسة وألغامها. 

ولربما أن المملكة الخليجية الطموحة، أرادت بموسمها أن تبرز إيران بتنوع ثقافة الـ88 مليون نسمة، وبجغرافيا جبال "ألبرز" الثلجية، وجزر كيش، وقلاع وحصون "رستم وبزنجرد" وحضارات العصور البرونزية العتيقة، التي لطالما حجبتها عمائم التطرف السوداء.  

 

لم تستثنِ السعودية في طريقها نحو رحلة الانفتاح على العالم، بلداً تختلف معه أو ديناً أو ثقافة، بل شرعت أبوابها وحققت مستهدفاتها حتى قبل موعدها، ومن بينها الوصول إلى 100 مليون سائح في 2023 لترفع الهدف لاحقاً إلى 150 مليون سائح في 2030. 

الهند ببهاراتها، والولايات المتحدة بسكويرها، وبلاد الشام بكنافتها، واليونان بزرقتها وبياضها، والمملكة المتحدة بساعتها بيغ بن، وتايلاند بتوابلها، وتركيا وحلقومها، والصين وتنينها، واليابان و"سوشيها" وأفريقيا ورقصاتها...، والكويت بأبراجها، وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، كلها هنا في مدينة واحدة على مساحة شاسعة تزيد على 4.5 مليون متر مربع. 

أكبر بحيرة في العالم

وتحمل الرياض مع شتائها الترفيهي كثيراً من المتاجر العالمية الراقية والخيارات التسويقية المبتكرة والمناطق الترفيهية الموزعة في غرب العاصمة وشرقها، إضافة إلى التجارب التفاعلية عبر عدد من المعارض الفنية والثقافية والرياضية.   

وللمفارقة أن المدينة الأعجوبة التي تقع في العاصمة التي تتوسد الصحراء تضم أكبر بحيرة في العالم، وهي البحيرة التي تغوص بها غواصات تمنح راكبها تجارب البحر من سواحله إلى سواحله. 

 

وفي وقت سابق، أظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي السعودي أن مبيعات الفنادق ارتفعت بنسبة 19 في المئة خلال الربع الرابع 2024، أي الأشهر الثلاثة الأولى من "موسم الرياض"، مقارنةً بالربع السابق، لتبلغ 4.3 مليار ريال.  

في حين شهد الإنفاق على المطاعم والمقاهي في مناطق فعاليات "موسم الرياض" نمواً بنسبة 60 في المئة، على أساس سنوي، ليصل إلى 25 مليار ريال، بما يمثل أكثر من 40 في المئة من إجمالي الإنفاق بالعاصمة الرياض خلال تلك الفترة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات