Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحيفة المرشد الإيراني: الحرب مع إسرائيل محتملة

زعمت "كيهان" في تقرير جديد أن المواجهة مرجحة للغاية وقد تكون لها تبعات على المستوى العالمي

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال اجتماع مع رئيس السلطة القضائية ومسؤولين آخرين في طهران، 16 يوليو 2025 (أ ف ب)

ملخص

تزامناً مع التصريحات المتضاربة التي يدلي بها المسؤولون الإيرانيون في شأن احتمال وقوع مواجهة جديدة مع إسرائيل من عدمه، يرى عدد من الخبراء أن الطرفين باتا على مسار تصعيدي يقود إلى حرب أشد عنفاً وأوسع نطاقاً من حرب الأيام الـ12، كما تشير التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من شن ضربات جديدة في حال استمرت طهران بمحاولاتها لإعادة بناء قدراتها، ولا سيما في المجال النووي، إلى مستوى متزايد من الجدية.

تزامناً مع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي وجهت ضربة جديدة للنظام الإيراني، يحاول كبار مسؤولي النظام التستر على مخاوفهم من احتمال تعرضهم لهجوم آخر من قبل إسرائيل، عبر إطلاق تهديدات وتحذيرات متكررة.

فضمن تقرير جديد، زعمت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب المرشد علي خامنئي، أن مواجهة محتملة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، مرجحة للغاية وقد تكون لها تبعات على المستوى العالمي.

وصحيفة "كيهان" التي يشرف عليها حسين شريعت مداري الذي يمثل آراء المرشد الإيراني، عادت لتبرير الأزمة الاقتصادية في البلاد بالإشارة إلى حرب الأيام الـ12 والعقوبات الدولية، مدعية أن التلاحم الداخلي والقدرة العسكرية الإيرانية هما السبب وراء فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أهدافهما.

وفي سياق تبرير عجز الحكومة عن معالجة الأزمات الداخلية، كتبت "كيهان" أنه "يجب اعتبار المواجهة الجديدة مع العدو أمراً مرجحاً، فلو لم تكن كذلك، لما هاجمونا بهذه الصورة الفاضحة عبر العقوبات و’آلية الزناد‘ والإعلام وقنوات ’تيليغرام‘ التي تستهدف معيشة المواطنين".

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، وهددت بالقول إنه "لن يكون الأمر هذه المرة بأن يوجه العدو الضربة الأولى!".

وكان ليبرمان نشر أول من أمس الجمعة، رسالة عبر منصة "إكس"، لفت ضمنها إلى احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، وكتب "من يظنون أن المواجهة مع النظام الإيراني قد انتهت، مخطئون ويضللون الآخرين". وأكد أن "النظام الإيراني يعمل حالياً على تعزيز قدراته الدفاعية والعسكرية"، مضيفاً أن "الإيرانيين ينشطون بسرعة، وقد استؤنفت الأنشطة في المواقع النووية".

كما ذكر ليبرمان تفعيل "آلية الزناد" من قبل الدول الأوروبية، معتبراً أن النظام الإيراني يبدو وكأنه يسعى هذه المرة إلى مفاجأة إسرائيل.

وفي سياق متصل، أوردت صحيفة "إسرائيل هيوم" خلال تقرير جديد أن النظام الإيراني يرى في خطة السلام التي طرحها دونالد ترمب لإنهاء حرب غزة تهديداً مباشراً لها، إذ إن القضاء على حركة "حماس" يعتبر ضرباً لأحد أذرعها الإقليمية، فضلاً عن أزمة "حزب الله" وتراجع الميليشيات العراقية وسقوط نظام الأسد.

وتعتقد صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن هذه التطورات قد تعزز مخاوف طهران من حرب تهدف إلى تغيير النظام، مما يزيد من احتمال وقوع خطأ في الحسابات وربما شن هجوم مباغت على إسرائيل. وأضاف التقرير أن المستشار الأمني البارز للمرشد الإيراني علي خامنئي، يحيى رحيم صفوي، كان دعا في وقت سابق إلى شن هجوم مفاجئ على إسرائيل، وهو مطلب قد يلاحق بجدية أكبر بعد تفعيل "آلية الزناد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق ذاته، نشر نائب القائد السابق للتنسيق في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي مقالة ادعى ضمنها أن "إسرائيل لا تجرؤ على شن عدوان جديد على إيران"، وزعم أن "رد النظام الإيراني سيكون شديداً ومقنعاً"، مشيراً إلى ما وصفه بـرد قوي للمقاومة". وأضاف أيضاً أن "العدو كان يتوسل من اليوم الرابع لحرب الأيام الـ12 لوقف إطلاق النار".

وتأتي هذه التصريحات وغيرها من التهديدات المتكررة التي يطلقها مسؤولو النظام الإيراني حول القدرات الدفاعية والعسكرية في مواجهة حرب الأيام الـ12 أو أية هجمات إسرائيلية محتملة، في وقت تشير الوقائع الميدانية إلى خسائر كبيرة تكبدتها طهران خلال الهجمات السابقة لتل أبيب، حيث قتل أكثر من 300 قائد عسكري رفيع ومتوسط ودمّر جزء كبير من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، مما كشف عن ضعف قدراتها الدفاعية بصورة متزايدة.

وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني الخميس الماضي خلال مقابلة له مع وكالة "دفاع‌ برس" أن عملية "الوعد الصادق-2" جرى الكشف عنها قبل نحو ساعتين من انطلاقها، موضحاً أن القادة القتلى في الحرس الثوري محمد باقري وحسين سلامي وأمير علي حاجي زاده كانوا مسؤولين عن قيادة هذه العملية والتخطيط لها وتوجيهها تكتيكياً.

وتزامناً مع التصريحات المتضاربة التي يدلي بها المسؤولون الإيرانيون في شأن احتمال وقوع مواجهة جديدة مع إسرائيل من عدمه، يرى عدد من الخبراء أن الطرفين باتا على مسار تصعيدي يقود إلى حرب أشد عنفاً وأوسع نطاقاً من حرب الأيام الـ12. وفي هذا السياق، تشير التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من شن ضربات جديدة في حال استمرت طهران بمحاولاتها لإعادة بناء قدراتها، ولا سيما في المجال النووي، إلى مستوى متزايد من الجدية.

وقال الدبلوماسي الإيراني السابق مهرداد خوانساري في تصريح إلى "اندبندنت فارسية" إن المرشد علي خامنئي، بقبوله نهج المتشددين ورفضه التوصل إلى اتفاق، يكون أخذ على عاتقه خطر تعريض إيران لهجوم إسرائيلي جديد.

وخلال تقرير تحليلي حديث، اعتبر "معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية" أن قدرة إسرائيل على اختراق العمق الجوي الإيراني (على رغم مساحته الواسعة ومنظوماته الدفاعية) أظهرت مستوى غير مسبوق من الاستعراض العسكري، وأضاف التقرير أن حرب الأيام الـ12 انتهت من دون اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، وكانت على وشك التدهور الكامل، لو لم يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اللحظات الأخيرة. وبحسب التقرير، لا يوجد وقف إطلاق نار رسمي بين إيران وإسرائيل، ومن دون ضمانات دولية أو قنوات اتصال لتخفيف التوتر، فإن خطر اندلاع مواجهة جديدة نتيجة خطأ في الحسابات من أحد الطرفين يبقى مرتفعاً جداً.

وتابع التحليل أن طهران تسعى إلى تعزيز قدرة الردع لديها من خلال تطوير الدفاعات الجوية وزيادة مخزونها من الصواريخ بدعم من روسيا والصين، إلا أن الطريق أمامها لا يزال معقداً، فيبقى من غير الواضح مدى سرعة إعادة بناء قوتها الردعية التقليدية ومدى استعداد موسكو وبكين للمساعدة، وإن كانت إسرائيل ستبادر بهجوم استباقي جديد، كما لا يعرف بعد إن كانت واشنطن ستسعى إلى التفاوض مع إيران أو ستدفع نحو استسلام كامل.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أخيراً أن الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود، محذرة من أن احتمال اندلاع حرب جديدة، أكثر عنفاً وأشد فتكاً من سابقاتها، بات في ازدياد.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير