ملخص
أمر ترمب في أواخر سبتمبر الماضي بإرسال قوات إلى بورتلاند لحمايتها من "إرهابيين محليين" وسمح للجنود باستخدام القوة الكاملة في تأمين مرافق وكالة الهجرة والجمارك إذا تطلب الأمر
قال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم اليوم الأحد إنه سيقاضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على خلفية نشر 300 من أفراد الحرس الوطني بكاليفورنيا في ولاية أوريغون.
وأضاف نيوسوم عبر منشور على موقع "إكس"، "بعدما منعت محكمة اتحادية محاولته إضفاء الطابع الاتحادي على الحرس الوطني في ولاية أوريغون، ينشر دونالد ترمب 300 من أفراد الحرس الوطني بكاليفورنيا في ولاية أوريغون، هم في طريقهم إلى هناك الآن".
وجاء منشور نيوسوم في أعقاب حكم أصدره قاضٍ اتحادي مساء أمس السبت يمنع ترمب موقتاً من نشر 200 من أفراد الحرس الوطني في أوريغون بمدينة بورتلاند.
ومنع القاضي ترمب من إرسال القوات حتى الـ18 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في الأقل، مستشهداً بعدم وجود أدلة على أن الاحتجاجات التي اندلعت خلال الآونة الأخيرة تستلزم هذه الخطوة.
وقال نيوسوم في بيان منفصل "هذه إساءة استخدام مذهلة للقانون والسلطة. إدارة ترمب تهاجم سيادة القانون نفسها على نحو صارخ".
وأردف أن ترمب وضع 300 جندي من كاليفورنيا تحت السيطرة الاتحادية قبل أشهر لمواجهة الاحتجاجات في لوس أنجليس، معتبراً أن الظروف لم تكن تستدعي هذه الخطوة وقد هدأت الأوضاع منذ ذلك الحين.
نشر الحرس الوطني في شيكاغو
أعطى دونالد ترمب الضوء الأخضر لنشر قوات من الحرس الوطني في شيكاغو حيث أطلق عنصر في قوات إنفاذ القانون الفيدرالية السبت النار على سائقة سيارة يشتبه في أنها كانت مسلحة، بينما عرقلت قاضية مسعى الرئيس الجمهوري إلى إرسال الجيش إلى مدينة بورتلاند الديمقراطية أيضاً.
وتضع الأزمة المتصاعدة في أنحاء البلاد حملة ترمب ضد الجريمة والهجرة التي تزداد عسكرتها، في مواجهة الديمقراطيين الذين يتهمونه بالاستبداد لإحكام قبضته على السلطة.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون "أجاز الرئيس ترمب نشر 300 جندي من الحرس الوطني لحماية الضباط والأصول الفيدرالية" في شيكاغو بعد أسابيع على تهديد الجمهوريين بإرسال قوات إلى المدينة الواقعة في وسط غرب الولايات المتحدة على رغم رفض المسؤولين المحليين، وأضافت "لن يغض الرئيس ترمب النظر عن الفوضى التي تعصف بالمدن الأميركية".
واعتبر السيناتور عن إلينوي ديك دوربن الخطوة بأنها "فصل مخز في تاريخ أمتنا"، مضيفاً أن "الرئيس ليس عازماً على مكافحة الجريمة، إنه عازم على نشر الخوف".
ويأتي تحرك إدارة ترمب حيال شيكاغو وبورتلاند بعد نشر قوات في لوس أنجليس وواشنطن، حيث نفذت مجموعات من العناصر الملثمين والمسلحين الذين يستخدمون مركبات لا تحمل أي علامات وأخرى مصفحة، عمليات دهم استهدفت أحياء سكنية وأعمالاً تجارية، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات.
واعتبر ترمب مراراً أن بورتلاند "دمرتها الحرب" وتعاني انتشار الجرائم العنيفة، لكن في أمر من المحكمة صدر السبت، كتبت القاضية كارين إميرغوت أن "قرار الرئيس كان ببساطة غير مرتبط بالحقائق".
وعلى رغم أن المدينة شهدت هجمات متفرقة على العناصر الفيدراليين والممتلكات الفيدرالية، فإن إدارة ترمب فشلت في إثبات أن "أحداث العنف تلك كانت جزءاً من محاولة منظمة لإطاحة الحكومة ككل"، بحسب ما كتبت إميرغوت التي أصدرت أمراً تقييدياً موقتاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت أن تظاهرات بورتلاند لم تشكل "خطر وقوع تمرد"، مؤكدة أن بإمكان "قوات إنفاذ القانون العادية" التعامل مع حوادث من هذا القبيل.
من جانبه أشاد السيناتور عن أوريغون رون وايدن بالأمر، قائلاً إن هذا "الانتصار يدعم ما يعرفه أهالي أوريغون في الأساس: لا نحتاج أو نرغب في أن يثير دونالد ترمب العنف عبر نشر قوات فيدرالية في ولايتنا".
وأما نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، فأشار عبر الشبكات الاجتماعية إلى أن قرار القاضية هو "تمرد مخالف للقانون" واتهم القادة المحليين في أوريغون بتنفيذ "هجوم إرهابي منظم ضد الحكومة الفيدرالية".
عملية "ميدواي بليتز"
وفي وقت سابق السبت، أطلق عنصر الأمن الفيدرالي في شيكاغو النار على سائقة سيارة بعدما "حاصرت عشر سيارات" عناصر إنفاذ القانون، بحسب ما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.
وقالت مساعدة وزيرة الأمن الداخلي تريشا ماكلوكلين في بيان "لم يتمكن العملاء من تحريك سياراتهم وخرجوا منها، وإحدى السائقات التي صدمت سيارة قوة إنفاذ القانون كانت مسلحة ببندقية نصف آلية"، وأضافت أنهم اضطروا إلى "إطلاق طلقات نارية دفاعية على مواطنة أميركية مسلحة".
ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من رواية وزارة الأمن الداخلي من مصدر مستقل.
وأشارت الوزارة إلى أن السائقة "قادت سيارتها بنفسها إلى المستشفى لمعالجة جروحها"، لكن الناطق باسم قسم الإطفاء في شيكاغو لاري ميريت أفاد صحيفة "سان تايمز" بأنه تم العثور عليها في حال معقولة ونقلها إلى مستشفى محلي.
كما اتهمت ماكلوكلين شرطة شيكاغو بـ"مغادرة موقع إطلاق النار" مع رفض عناصرها "مساعدتنا في تأمين المنطقة".
وأفادت شرطة شيكاغو قناة "فوكس 32" المحلية بأن عناصرها توجهوا إلى الموقع لكن الشرطة المحلية "لا علاقة لها بالحادثة أو التحقيق، تحقق السلطات الفيدرالية في عملية إطلاق النار هذه".
وذكرت "سان تايمز" بأنه بعد إطلاق النار، استخدم الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق محتجين احتشدوا وهم يهتفون "آيس غادروا" في إشارة إلى "إدارة الهجرة والجمارك" التي تعرف اختصاراً بـ"آيس"، قبل أن يعودوا من جديد، وغادر المحتجون لاحقاً بعدما قام العناصر الفيدراليون بإخلاء المنطقة.
أطلقت عملية ترمب "ميدواي بليتز" في شيكاغو الشهر الماضي ولم يكن إطلاق النار السبت الأول من نوعه الذي ينفذه العناصر الفيدراليون.
وأفاد مسؤولو وزارة الأمن الداخلي بأن عناصر "آيس" أطلقوا النار على المهاجر سلفيريو فيلغاس غونزاليس أثناء توقف السير في الـ12 من سبتمبر (أيلول)، متهمين إياه بمحاولة الفرار من الموقع ودهس أحد عناصر "آيس" في الأثناء.