ملخص
تبدو سوق النفط عالقة بين عاملين متناقضين، أولهما زيادة المعروض من جانب "أوبك+"، إضافة إلى التقلبات الجيوسياسية والطارئة التي تمنح الأسعار دعماً موقتاً.
لم تفلح الارتفاعات الطفيفة في أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة في محو أثر الخسائر الحادة التي تكبدتها الأسواق على مدى الأسبوع، فبينما صعد خام "برنت" بنحو 0.5 في المئة إلى 64.43 دولار للبرميل، ارتفع خام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي بنسبة 0.53 في المئة مسجلاً 60.80 دولار، غير أن كلا الخامين يتجه نحو تسجيل تراجع أسبوعي يراوح ما بين سبعة وثمانية في المئة، وهو الأسوأ منذ نهاية مايو (أيار) الماضي.
ويعود هذا الأداء المضطرب إلى أنباء عن استعداد تحالف "أوبك+" لإقرار زيادة جديدة في الإنتاج خلال اجتماع مطلع الأسبوع المقبل.
ووفق مصادر تحدثت إلى وكالة "رويترز"، قد توافق ثماني دول داخل التحالف على ضخ كميات إضافية تراوح ما بين 274 ألفاً و411 ألف برميل يومياً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بما يعادل ضعفي أو ثلاثة أمثال الزيادة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مسعى سعودي إلى إعادة تعزيز حصتها السوقية في مواجهة ضغوط المنافسين.
الأجواء السلبية
غير أن الأجواء السلبية لا تقتصر على التوقعات المتعلقة بـ"أوبك+"، إذ يواجه الطلب العالمي ضغوطاً موسمية نتيجة تراجع الاستهلاك بعد ذروة الصيف، إضافة إلى أعمال الصيانة في عدد من المصافي الكبرى حول العالم.
ووفق محللين في "ريستاد إنرجي"، فإن مؤشرات الطلب انخفضت بالفعل في حوض الأطلسي، مما يعكس تباطؤ النشاط التجاري بعد أشهر من الارتفاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، يشير محللون في "جيه بي مورغان" إلى أن سبتمبر (أيلول) الماضي يمثل نقطة تحول هيكلية، إذ تدخل سوق النفط مرحلة فائض كبير في المعروض خلال الربع الرابع من العام الحالي وحتى العام المقبل.
ويعني ذلك أن أي انتعاش في الأسعار سيكون هشاً ما لم تحدث تطورات جيوسياسية مفاجئة تقلب المشهد.
حريق مصفاة "أل سيجوندو" التابعة لـ"شيفرون"
ويذكر أن تحالف "أوبك+" كان قد بدأ العام الحالي بخفض طوعي للإنتاج تجاوز مليوني برميل يومياً، سعياً إلى دعم الأسعار بعد سلسلة خسائر متلاحقة في 2024، لكن مع مرور الوقت، بدأت بعض الدول، إعادة النظر في وتيرة هذه الخفوضات، وسط تزايد القلق من فقدان حصص سوقية لمصلحة الولايات المتحدة ومنتجين مستقلين آخرين.
أما على صعيد الأحداث الطارئة، فقد اندلع حريق في مصفاة "أل سيجوندو" التابعة لشركة "شيفرون" على الساحل الغربي للولايات المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 290 ألف برميل يومياً.
وعلى رغم احتواء النيران سريعاً في منطقة محدودة، فإن محللين يستبعدون أن يكون للحادثة تأثير جوهري في حركة الأسعار العالمية.
في المحصلة، تبدو سوق النفط عالقة بين عاملين متناقضين، أولهما زيادة المعروض من جانب "أوبك+"، إضافة إلى التقلبات الجيوسياسية والطارئة التي تمنح الأسعار دعماً موقتاً.
وبين هذين المسارين تبقى التوقعات أكثر ميلاً نحو استمرار الضغط على الخام خلال الأشهر المقبلة، ما لم يفاجئ التحالف الأسواق بقرار معاكس.