ملخص
اختار ملك بريطانيا تشارلز الثالث امرأة لتقود كنيسة إنجلترا، فتكون سارة مولاي أول رئيسة لأساقفة كانتربري منذ تأسيس الإنجليكية على يد القديس أوغسطين قبل أكثر من 1400 عام.
للمرة الأولى في تاريخ الكنيسية الإنجليكية تصل امرأة إلى القيادة، وتعين بقرار ملكي في منصب رئيس أساقفة كانتربري الذي يمثل أعلى مركز ديني في إنجلترا. وفق بيان رسمي للحكومة البريطانية، قرر الملك تشارلز الثالث اختيار سارة مولاي لتقود الكنيسة الإنجليكية التي تمثل اليوم 85 مليون شخص حول العالم.
قالت مولاي إن تعيينها رئيسة لأساقفة كانتربري مسؤولية كبيرة ستتعامل معها بإحساس بالسلام وثقة في أن الله سيعينها كما فعل دائما، على حد تعبيرها.
وتتطلع مولاي "إلى مشاركة رحلتها مع ملايين الأشخاص الذين يخدمون الله ومجتمعاتهم في الرعايا في أنحاء البلاد وجميع مواطن الطائفة الأنغليكانية عالميا".
مولالي البالغة من العمر 63 عاما، بدأت حياتها ممرضة متخصصة بأمراض السرطان ثم شغلت منصب رئيسة قسم التمريض في إنجلترا قبل التفرغ للعمل الديني. اعتنقت مولاي المسيحية في السادسة عشرة من عمرها ورُسمت كاهنة عام 2002، ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة دينية كانت حكرا على الذكور حتى الأمس القريب.
يعود منصب رئيس أساقفة كانتربري إلى أكثر من 1400 سنة، حيث بدأ عام 597 وأول من جلس على الكرسي كان القديس أوغسطين مؤسس الكنيسة الإنجليكية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يأتي هذا الإعلان التاريخي بعد أشهر من مداولات ما يسمى لجنة "ترشيحات التاج" عقب استقالة جاستن ويلبي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وخدم ويلبي كرئيس لأساقفة كانتربري 12 عاماً قبل أن يستقيل على خلفية اتهامات له بالفشل في مواجهة اعتداءات جنسية بحق الأطفال مرتبطة بالكنيسة.
أصبحت النساء مؤهلات لتولي مناصب دينية عليا في الكنيسة الإنجليكية بإنجلترا بعد تعديلات أجريت على قوانينها وقواعدها خلال فترة ويلبي عام 2014.
بعد التعديلات تولت مولاي في 2018 "رسامة رجال الدين" للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة، وباتت مسؤولة عن إجراء مراسم الزواج وترأس صلوات التناول.
تتكون لجنة "ترشيحات التاج" من 17 عضواً يقودهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي اللورد جوناثان إيفانز منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024. اجتمعت "ترشيحات التاج" 3 مرات في 2025 من أجل اختيار خليفة ويلبي، الأولى كانت في مايو (أيار) ثم يوليو (تموز) وأخيراً خلال سبتمبر(أيلول) الماضي.
تعرضت اللجنة إلى انتقادات إزاء تأخر اختيار المرشح لمنصب رئيس أساقفة كانتربري بين عدة مرشحين، وشبهت تقارير صحافية الأمر بعملية اختيار بابا الفاتيكان. في المحصلة وقع اختيار اللجنة على سارة مولاي لتكون الرئيس رقم 106 على قائمة قادة الكنيسة الإنجليكية، وصادق الملك على الاختيار بقرار تسلمته الحكومة.
رسمياً لم تبدأ ولاية مولاي بعد، حيث لا تزال الكنيسة تنتظر في شهر يناير 2026 صدور تأكيد نهائي لنتائج الانتخابات التي تمت داخل لجنة "ترشيحات التاج".
بعد ذلك التأكيد تجرى مراسم "تقديم الولاء للملك" كما هو متبع في قوانين وتقاليد الكنيسة الإنجليزية، ومن ثم يبدأ عمل أول رئيسة لأساقفة كانتربري وسط تحديات عدة.