Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"منتدى أصيلة" يناقش الرؤية المتكاملة لـ"أفريقيا الأطلسية"

باحثون ودبلوماسيون يحاولون رسم الموقع والدور لدول القارة المطلة على الأطلسي في سياق إعادة تشكيل التوازنات الاستراتيجية العالمية

شدد المشاركون في الندوة على أهمية تملك الدول الأفريقية المبادرة الأطلسية (اندبندنت عربية)

ملخص

شهدت ندوة "أفريقيا الأطلسية: نحو رؤية أفريقية متكاملة للفضاء الأطلسي"، المنعقدة ضمن الدورة الخريفية من موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ46، التي شارك فيها نخبة من الباحثين والمتخصصين، نقاشاً حول أهمية التفكير في الفضاء الأطلسي في ظل تحولات استراتيجية متسارعة، بعدما أضحى ملتقى لمصالح متنوعة تشمل الأمن والطاقة والاقتصاد والتنافس الجيوسياسي.

هل هناك أكثر من أفريقيا؟ وهل تختلف مصالح كل أفريقيا ومعطياتها الجغرافية والاقتصادية والاستراتيجية عن أفريقيا الأخرى؟ أم أن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد تنويع جغرافي تقليدي بين شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط؟

أسئلة لم تطرح نفسها على ندوة "أفريقيا الأطلسية: نحو رؤية أفريقية متكاملة للفضاء الأطلسي"، المنعقدة ضمن الدورة الخريفية من موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ46، بالتعاون مع "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، ولكنها تولدت عن مسار النقاشات التي دارت بين المشاركين في الندوة، الذين قصروا اهتمامهم بالحيز الجغرافي للدول الأفريقية المطلة على الأطلسي.
في هذا السياق شدد المشاركون على أهمية تملك الدول الأفريقية المبادرة الأطلسية، مؤكدين أنها تخدم مصالح دول المنطقة بأكملها، مشددين على أن نجاح هذه المبادرة يستوجب تبنيها من الدول المعنية بمسؤولية وقناعة.

وشهد اللقاء، الذي شارك فيه نخبة من الباحثين والمتخصصين، نقاشاً حول أهمية التفكير في الفضاء الأطلسي في ظل تحولات استراتيجية متسارعة، بعدما أضحى ملتقى لمصالح متنوعة تشمل الأمن، والطاقة والاقتصاد والتنافس الجيوسياسي.

وهدفت الندوة إلى طرح تساؤلات حول الأسس والطموحات والتحديات التي ترافق هذه المبادرة، مركزة على الجوانب السياسية والمؤسساتية، إضافة إلى الحوكمة البحرية، والاستفادة من إمكانات الربط بين الموانئ والانتقال الأخضر، للخروج من منطق المبادرات المجزأة، واستكشاف آليات تعاون جنوب – جنوب تعزز الاندماج الأفريقي عبر الأطلسي.

رؤية مشتركة

الأمين العام لـمؤسسة منتدى أصيلة، حاتم البطيوي، قال إن الدول الأفريقية الأطلسية ما زالت تفتقر إلى رؤية مشتركة تعكس إمكاناتها، مؤكداً أن المبادرة الأطلسية للدول الأفريقية، التي أطلقها ملك المغرب محمد السادس، تمثل أكثر من مجرد إعلان، فهي تصور عملي لإنشاء منصة للتشاور والتعاون، بما يسمح بتوحيد المواقف الأفريقية تجاه قضايا الأطلسي.

وأشار البطيوي إلى أن العالم يشهد تحولات كبرى في موازين القوى، سياسياً واقتصادياً، بينما بات الفضاء الأطلسي مجالاً استراتيجياً تتقاطع فيه مصالح حيوية مرتبطة بـالأمن والطاقة والتنمية.

وأكد البطيوي أن هذه المبادرة تنتظم ضمن رؤية أوسع، تتضمن مشاريع استراتيجية مثل خط أنابيب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، ومبادرة الملك محمد السادس لمنح دول الساحل منفذاً استراتيجياً إلى المحيط الأطلسي.


مبادرة مغربية

من جانبها قالت الوزيرة والسفيرة المغربية السابقة، نزهة الشقروني، إن الندوة تنعقد في سياق عالمي يشهد إعادة تشكيل التوازنات الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الفضاء الأطلسي أضحى نقطة التقاء لرهانات أمنية وطاقية وجيو-اقتصادية وسياسية، وشددت على أن الدول الأفريقية لا تزال تواجه صعوبات في بلورة رؤية مشتركة، مقابل وضوح في استراتيجيات الفاعلين غير الأفريقيين.

ورأت الشقروني أن مبادرة الملك محمد السادس بخصوص أفريقيا الأطلسية تسعى إلى تأسيس أرضية للتشاور مبنية على مصالح مشتركة، وتنسجم مع مشاريع كبرى أخرى مثل خط أنابيب الغاز المغرب – نيجيريا، فضلاً عن مبادرة تمكين بلدان الساحل من الولوج الاستراتيجي إلى المحيط الأطلسي.

تصور استراتيجي جديد

وقال الباحث الأول بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الأستاذ بجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية، الدبلوماسي والممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بجنيف ونيويورك سابقاً، محمد لوليشكي، إن المحيط الأطلسي، في التحول الجاري في موقعه داخل الخريطة الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، بات اليوم فضاءً للتفاعل والتعاون، وليس مجرد مجال للربط البحري بين ضفتي الشمال والجنوب.

ورأى لوليشكي أن مفهوم أفريقيا الأطلسية يمثل تصوراً استراتيجياً جديداً، يطمح إلى صياغة رؤية أفريقية متكاملة تؤهل القارة لأداء دور فاعل عالمياً. وتوقف لوليشكي عند مبادرة ملك المغرب كخطوة للانتقال من موقع المتلقي، نحو تمكين أفريقيا من إنشاء منصات إقليمية ودولية تصوغ التوازنات وتحدد التوازنات المستقبلية.
وأكد لوليشكي أن العالم يعيش تحولات عميقة تتسم بتآكل الثقة وتغليب المصالح الضيقة، مما يفرض على أفريقيا إعادة التموضع، وأضاف أن المغرب بفضل موقعه أصبح منصة نشطة لصياغة حلول وإطلاق مبادرات ذات بعد دولي، بحيث يمكن الاستفادة من تجربته لبناء رؤية أفريقية متكاملة للفضاء الأطلسي، وشدد على أن الرؤية المستقبلية بهذا الخصوص يجب أن تركز على تنسيق المبادرات الطاقية، مثل أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، وأشار إلى أن أفريقيا الأطلسية ليست فقط وصفاً أو امتداداً جغرافياً، بل رؤية استراتيجية تهدف إلى منح القارة وزناً حقيقياً في مواجهة تحديات القرن الحالي.

وختم لوليشكي بتأكيد أن نجاح المبادرة الأطلسية يقتضي أن تتبناها الدول الأفريقية المعنية، بمسؤولية وقناعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثلاث ركائز

وأكد الكاتب الدائم لمسار الدول الأفريقية الأطلسية، المستشار الدبلوماسي بوزارة الشؤون الخارجية، المدير المساعد السابق للسياسات والشراكات الاستراتيجية لدى مكتب الأمم المتحدة للتعاون جنوب - جنوب، طارق ازيرارن، على الدور الريادي للمغرب في إطلاق المبادرة الأطلسية، من خلال موقعه في المنطقة وإسهامه في تأكيد ريادة أفريقيا.

وعدد ازيرارن ثلاثة عوامل أساسية تبرر هذا الدور، تتمثل في دفاع المغرب الدائم عن مصالح أفريقيا وسعيه إلى تمكين القارة من صياغة حلول لمشكلاتها بنفسها، وانتظامه القوي في القارة، بدليل حجم استثماراته، خصوصاً غرب أفريقيا، فضلاً عن موقعه كـمنصة للربط بين أفريقيا وباقي قارات ومناطق العالم الأخرى.

وأشار ازيرارن إلى أن المبادرة الأطلسية تقوم على ثلاث ركائز، تشكل الحوار السياسي والأمني والبعد الاقتصادي، فضلاً عن تحقيق التنمية، وشدد على أن هدفها يتمثل أساساً في مساعدة الدول الأفريقية على الاندماج أكثر، في أفق أن تؤدي دورها كفاعل أساس في الحكامة البحرية، خصوصاً على مستوى الحوض الأطلسي.

الأطلسي والساحل

واستعرض الباحث، أستاذ الجامعة، جمال مشروح، مضامين ورقته انطلاقاً من ثلاثة محاور رئيسة، تنطلق من ثلاثة أسئلة: ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟
وأوضح مشروح أن المبادرة تتضمن، في الواقع، مبادرتين، الأولى تشمل 23 دولة أفريقية أطلسية، تمتد من المغرب إلى جنوب أفريقيا، والثانية تخص أربع دول غير مطلة على البحر، وهي تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو.

وأكد مشروح أن مبادرات المغرب ليست معطى جديداً، بل تأتي امتداداً لإرث دبلوماسي مغربي - أفريقي، يضع في صلبه مصلحة القارة.
وفي ما يخص مبادرة تسهيل وصول دول الساحل إلى الأطلسي، أوضح مشروح أنها تتعدى أن تكون مجرد طريق نحو البحر، بل تمثل مشروعاً اقتصادياً وسياسياً مرتبطاً بالبنية التحتية والتنمية والاستقرار.
وشدد مشروح على ثلاث أفكار تؤسس للمبادرة، تركز على أهمية البحر كمجال استراتيجي، وقيمة الاندماج كرافعة للقوة الجماعية، ورأى أنها تتطلب رافعات لتزيلها، تشمل احتضان الدول المعنية لها واقتناعهم بمنفعتها لكامل المنطقة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير