ملخص
قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار إن النقاط الـ 20 التي أعلنها ترمب ضمن خطته بشأن غزة، هذا الأسبوع، لا تتوافق مع المسودة التي اقترحتها مجموعة من الدول ذات الغالبية المسلمة، وأكد دار لنواب باكستانيين أنه تم إدخال تعديلات على الخطة.
أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب "حماس" حتى مساء بعد غد الأحد للتوصل إلى اتفاق في شأن خطته لمستقبل قطاع غزة، واصفاً إياها بالفرصة الأخيرة للحركة.
وكتب ترمب اليوم الجمعة على منصة "تروث سوشيال"، "يجب التوصل إلى اتفاق مع ’حماس‘ بحلول الساعة السادسة مساء بتوقيت واشنطن (22:00 بتوقيت غرينيتش) يوم الأحد المقبل... لقد وافقت جميع الدول! إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، فسيندلع جحيم لم يشهده أحد من قبل ضد الحركة".
وقال ترمب الثلاثاء الماضي إنه سيمهل "حماس" ثلاثة أو أربعة أيام لقبول وثيقة مؤلفة من 20 نقطة تدعو الحركة لإلقاء السلاح وهو مطلب رفضته الحركة من قبل.
وخلال اليوم التالي، أكد مصدر مقرب من "حماس" أن الحركة تنظر في أمر الاقتراح.
مزيد من الوقت
أفاد قيادي في "حماس" بأن الحركة الفلسطينية "تحتاج بعض الوقت" لدرس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، وقال القيادي إن "حماس ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترمب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء بأن المشاورات مستمرة وتحتاج بعض الوقت".
وكان ترمب أمهل الحركة "ثلاثة إلى أربعة أيام" للقبول بالخطة التي قال إنها تهدف إلى إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني المدمر.
من جانبه أعلن عضو المكتب السياسي في "حماس" محمد نزال في تصريح صحافي صدر عن مكتب الحركة "بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات" مضيفاً "سوف نعلن موقفنا من الخطة قريباً"، وتابع "نتواصل مع الوسطاء والأطراف العربية والإسلامية" وقال "نحن جادون في الوصول إلى تفاهمات"، وأضاف "قررنا مناقشة الخطة الأميركية من منطلق الحرص على وقف حرب الإبادة ووقف المجازر الإسرائيلية المستمرة".
إدخال تعديلات
في الأثناء، قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار إن النقاط الـ 20 التي أعلنها ترمب ضمن خطته بشأن غزة، هذا الأسبوع، لا تتوافق مع المسودة التي اقترحتها مجموعة من الدول ذات الغالبية المسلمة، وأكد دار لنواب باكستانيين أنه تم إدخال تعديلات على الخطة.
"الصحة العالمية"
في الأثناء، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس أن نحو 42 ألف شخص في غزة، ربعهم أطفال، يعانون "إصابات مسببة لإعاقات" بسبب النزاع الجاري وسيحتاجون إلى رعاية صحية طوال أعوام. وكشفت المنظمة الأممية في تقرير أن ربع المصابين الذين تم إحصاؤهم منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بنحو 167376، يعانون إصابات دائمة، وبينهم أكثر من 5 آلاف بتر أحد أطرافهم. ومن الإصابات الخطرة الأخرى التي تعرض لها الفلسطينيون منذ اندلاع الحرب في غزة، أكثر من 22 ألف إصابة في الأطراف وأكثر من 2000 في النخاع الشوكي ونحو 1300 رضة دماغية وأكثر من 3300 حرق خطر.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن "هذه الإصابات تؤدي إلى طلب كبير على خدمات الجراحة المتخصصة وإعادة التأهيل، لكنها تقلب أيضاً حياة المرضى وعائلاتهم"، مشيرة إلى أن "مصاباً واحداً من كل أربعة هو طفل". وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن خلال مؤتمر صحافي إن "إعادة تأهيل مدى الحياة ستكون ضرورية".
نظام صحي متهالك
واستنفدت قدرات نظام الصحة في غزة الذي يتعذر عليه تلبية الحاجات الملحة الهائلة التي تولدها الأزمة، ولم يبق سوى 14 مستشفى من أصل 36 يعمل بصورة جزئية وتقلصت خدمات إعادة التأهيل إلى ثلث ما كانت عليه قبل الحرب، وما من خدمة "تعمل بطاقة كاملة على رغم الجهود المبذولة من الطواقم الطبية والشركاء"، وفق ما أفاد التقرير. كما تقلص بشدة عدد أفراد الطواقم المتخصصة، وكانت "غزة تضم قبل الحرب نحو 1300 متخصص تدليك و400 متخصص علاج وظيفي، لكن كثراً منهم اضطروا إلى النزوح وقتل 42 منهم في الأقل"، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أنه "لم يبق اليوم سوى ثمانية متخصصي أطراف اصطناعية لتلبية عدد هائل من عمليات البتر".
الدعم النفسي
وشدد بيبركورن على "الدور الحيوي لإعادة التأهيل، ليس لمصابي النزاع فحسب بل أيضاً لأصحاب الأمراض المزمنة والإعاقات". ولفت إلى أن "الإصابات المرتبطة بالنزاع تترك أيضاً أثراً نفسياً بالغاً لأن المصابين يتعاملون مع إصابات وفقدان (الأقارب) ومشقات الحياة اليومية، فيما تبقى خدمات الدعم النفسي نادرة".
وطالبت منظمة الصحة العالمية بدعم فوري لصون خدمات الرعاية الصحية، وشددت على "ضرورة حماية المنشآت الصحية وضمان وصول بلا عراقيل إلى الوقود والمستلزمات الطبية ورفع القيود على دخول المواد الأساسية"، وقبل كل شيء "تدعو المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار، فشعب غزة يستحق السلام والحق في الصحة وفرصة للتعافي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عشرات القتلى
ميدانياً قتل 52 فلسطينياً في الأقل أمس الخميس بينهم موظف في منظمة "أطباء بلا حدود" بقصف إسرائيلي في مناطق عدة من غزة، بحسب الدفاع المدني في القطاع ومصادر طبية. وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية أن من بين القتلى 28 شخصاً وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع، فيما سجلت مستشفيات وسط القطاع 14 قتيلاً، أما مستشفيات مدينة غزة فأحصت 10 قتلى.
وفي خان يونس قتل 14 شخصاً من منتظري المساعدات قرب مركزي مساعدات الطينة وموراج جنوب غربي المدينة جنوب القطاع، وفق ما أفاد مستشفى ناصر. وأكد المستشفى ذاته سقوط 10 أشخاص بينهم أب وأبناؤه الأربعة في استهداف لمطبخ خيري في منطقة القرارة في مواصي خان يونس.
استهداف "أطباء بلا حدود"
ومن بين القتلى وسط مدينة دير البلح، عمر الحايك (42 سنة) الذي يعمل في منظمة "أطباء بلا حدود" والذي قتل في غارة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين، بحسب المستشفى وعائلة الحايك.
وقالت المنظمة في بيان "وقع الهجوم في شارع كان فريقنا فيه بانتظار الحافلة التي ستقلهم إلى المستشفى الميداني التابع لـ’أطباء بلا حدود‘ في دير البلح، وأضافت "جميع الموظفين كانوا يرتدون سترات تحمل شعار المنظمة، وتعرف عنهم بوضوح كعاملين طبيين إنسانيين"، مشيرة إلى أن أربعة آخرين أصيبوا في الهجوم، أحدهم في حال حرجة.
وقالت رئيسة الفريق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية كارين هوستر "تلقينا اتصالاً بأن بعض أفراد طاقمنا أصيبوا ونقلوا إلى مستشفى ’شهداء الأقصى‘، حين وصلنا اكتشفنا أن أحد زملائنا قتل، وأصيب أربعة آخرون"، وتابعت "ستكون العواقب مأسوية لأسرهم ولفريقنا، كفى قتلاً، سواء كانوا مستهدفين أم لا، فهذا أمر غير مقبول".
يذكر أنه قتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على القطاع رداً على هجوم السابع من أكتوبر 2023، 66225 فلسطينياً غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة "حماس" التي تعدها الأمم المتحدة موثوقة.