ملخص
لجأ بشار الأسد إلى موسكو قبل أشهر إثر وصول معارضيه إلى السلطة في دمشق بعد معارك ضارية، ومنذ فراره إلى العاصمة الروسية يعزل الأسد، إذ منح الحماية واللجوء الموقت، وأفادت التقارير بأن الكرملين يشرف على جميع اتصالات الرئيس السابق بالعالم الخارجي.
أصبح الوضع الصحي لبشار الأسد في الساعات الأخيرة موضع تساؤل بعد تقارير غير مؤكدة عن تعرض الرئيس السوري السابق للتسمم في روسيا، استدعى نقله إلى المستشفى وهو في حال حرجة.
وراجت في الساعات الأخيرة أنباء عن احتمال تعرض الرئيس السوري السابق بشار الأسد للتسمم في موسكو، إلا أنه لا توجد معلومات رسمية بهذا الشأن حتى الآن.
ولجأ بشار الأسد إلى موسكو قبل أشهر إثر وصول معارضيه إلى السلطة في دمشق بعد معارك ضارية، ومنذ فراره إلى العاصمة الروسية يعزل الأسد حيث منح الحماية واللجوء الموقت، وأفادت التقارير بأن الكرملين يشرف على جميع اتصالات الرئيس السابق بالعالم الخارجي.
ولا تزال تفاصيل مصيره مجهولة حتى الآن، ولم تدل أية مصادر رسمية في روسيا وسوريا بتصريحات في شأن حالته الصحية.
إشاعات واتهامات وغموض
التقارير الواردة اليوم عن دخوله المستشفى تعزز الإشاعات، وتلتزم المصادر الرسمية في روسيا وسوريا الصمت، لذا تبقى جميع المعلومات غير مؤكدة وتخمينية.
وأثار المرصد السوري لحقوق الإنسان جدلاً في موسكو، بعد مطالبته السلطات الروسية بتقديم تفسير رسمي للتقارير التي تفيد نقل الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى مستشفى في إحدى ضواحي موسكو في حال حرجة بعد تعرضه للتسمم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب وسائل إعلام روسية وغربية، لم تعلق السلطات الروسية رسمياً على هذه التقارير حتى الآن، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الادعاءات المثيرة للجدل حول صحة بشار الأسد في موسكو.
يشار إلى أن الأسد فر من سوريا إلى روسيا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 بعد سقوط نظامه إثر انهيار الجيش السوري أمام هجمات المتمردين المعارضين، الذين انطلقوا من محافظة إدلب واستولوا بداية على مدينة حلب ثاني مدن البلاد، وتابعوا شن هجمات سريعة ومكثفة على بقية المدن وصولاً إلى العاصمة دمشق.
وفي يناير (كانون الثاني) 2025، ظهر ادعاء مماثل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن ذكر مستخدم لتطبيق "تيليغرام" يدعى الجنرال "إس في آر" أن الرئيس السوري السابق أصيب بمرض خطر بعد أن حاول شخص ما تسميمه في محاولة اغتيال، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية آنذاك.
ومنذ الـ21 من سبتمبر (أيلول) الماضي، نشرت مواقع إلكترونية ناطقة باللغة الإنجليزية، منها موقع "جوردان ديلي"، تقارير عن محاولة تسميم الرئيس السوري السابق بشار الأسد في موسكو، نقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن بشار الأسد نقل إلى المستشفى وحاله خطرة، فيما لم يؤكد أي مصدر روسي رسمي هذه المعلومة.
من يملك الحقائق؟
في الـ31 من ديسمبر (كانون الأول)، أفادت قناة "الجنرال إس في آر" (التي يديرها عالم السياسة الروسي فاليري سولوفي) على "تيليغرام" بمحاولة اغتيال مزعومة للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وقالت القناة إنه "بعد ظهر يوم الأحد، اشتكى الأسد لحراسه من شعوره بالإعياء وصعوبة في التنفس، وطلب المساعدة الطبية، وفور طلبه أصيب بسعال شديد وبدأ يعاني صعوبة في التنفس. أعطي ماء مما خفف النوبة بعض الشيء، لكن تنفسه لم يكن طبيعياً، وشعر بصداع وألم في المعدة، وعند وصول المسعفين كانت حال الرئيس السوري السابق تتدهور.
بينما كان المسعفون يقدمون الإسعافات الأولية للأسد، صدرت أوامر بعلاجه في المنزل إن أمكن، وعدم إدخال "المريض" إلى المرافق الطبية. بعد تقديم الإسعافات الأولية وصلت "التعزيزات" للانضمام إلى المسعفين، وتم تجهيز غرفة علاج في شقة الأسد، بحسب ما كتبت القناة، موضحة أن الاختبارات التي أجريت للأسد أظهرت وجود آثار تعرض لمواد سامة في جسده.
وظهرت منشورات مماثلة في أوائل يناير 2025 على قنوات "تيليغرام" مجهولة المصدر وصحيفة "ذا صن" البريطانية، وذكرت منافذ التحقق من الحقائق أنها غير قادرة على تأكيد هذه المعلومات.
وجاءت هذه الأخبار المتداولة على خلفية إصدار محكمة في دمشق مذكرة توقيف في حق بشار الأسد، بتهم تتعلق بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في محافظة درعا عام 2011 بالقوة.
وكانت تلك الاحتجاجات أشعلت صراعاً دموياً تطور إلى حرب شاملة شاركت فيها دول أخرى، بما فيها روسيا. وقد فر الأسد نفسه في ديسمبر الماضي بعد وصول المتمردين إلى السلطة، ويقيم هو وعائلته حالياً في روسيا، حيث منح حق اللجوء.
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، رفع أقارب ضحايا القمع العنيف للاحتجاجات في درعا دعوى قضائية، ويتهم الأسد فيها بالقتل العمد والتعذيب والاحتجاز غير القانوني.
وأشارت المحكمة العليا السورية إلى أن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة السورية تجعل من الممكن وضع الأسد على لائحة المطلوبين الدوليين، بما في ذلك من خلال الإنتربول.
اندلعت احتجاجات درعا في مارس (آذار) 2011، وفي أواخر أبريل (نيسان) تم إدخال وحدات من الجيش ومركبات مدرعة إلى المدينة لقمع الاحتجاجات. ثم أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين لوقف الاحتجاجات، وأفاد ناشطون بمقتل مئات المتظاهرين خلال الأسابيع الستة الأولى للأحداث.
عاصمة الإفلات من العقاب
في يوليو (تموز)، ألغت محكمة النقض الفرنسية مذكرة التوقيف الصادرة في حق الرئيس السوري السابق. وقضت المحكمة بأن بشار الأسد، بصفته كان رئيساً لسوريا، يتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية، حتى في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وصدرت مذكرة التوقيف في فرنسا أثناء وجود الأسد في السلطة في سوريا - نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 - كجزء من قضية جنائية تتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية عام 2013. وبعد ذلك طعنت النيابة العامة في قانونية مذكرة التوقيف، مشيرة إلى حصانة الأسد باعتباره رئيساً للدولة.
في يناير 2025، وبعد سقوط النظام وفرار الأسد من سوريا، أصدرت فرنسا مذكرة توقيف أخرى في حق الرئيس السوري السابق بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتتعلق هذه التهم بقصف دوما عام 2017، الذي أودى بحياة رجل يحمل الجنسيتين السورية والفرنسية.
طوال الحرب الأهلية السورية، التي بدأت عام 2011، احتجزت السلطات مئات الآلاف من الأشخاص في معسكرات تقول جماعات حقوق الإنسان إن التعذيب كان شائعاً فيها.
وبحسب "جمعية السجناء والمفقودين في سجن صيدنايا"، ومقرها تركيا، تم إعدام أكثر من 30 ألف سجين أو وفاتهم في السجن نتيجة التعذيب أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع بين عامي 2011 و2018.
وعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إصدار المحكمة السورية مذكرة اعتقال في حق الرئيس السوري المخلوع، وكتب على قناته في "تيليغرام"، "ندعم جميع الجهود المبذولة لتقديمه للعدالة. منذ ديسمبر من العام الماضي يختبئ في موسكو مع قادة أوكرانيين سابقين، وزعماء إجراميين آخرين".
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه "من اللافت للنظر أن جميع القتلة والمجرمين الأكثر شهرة في العالم يختبئون من العدالة في عاصمة الإفلات من العقاب، روسيا تخفي جرائمها وجرائم الآخرين".