Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا تدرس استخدام أموال روسيا المجمدة لإقراض أوكرانيا

الجدار المضاد للمسيرات يتصدر قمة الدنمارك ومطالبات بـ"رد قوي جدا" على موسكو

تريد بروكسل إعطاء الأولوية لأربعة مشاريع رئيسة في الدفاع أهمها الجدار المضاد للمسيرات (أ ف ب)

ملخص

تحاط هذه القمة بتدابير أمنية مشددة، فنشر آلاف من عناصر الشرطة، وحظرت المسيرات المدنية وأرسلت دول من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن خارجه تعزيزات، مع توجه قادة القارة إلى كوبنهاغن للمشاركة في المحادثات المقررة منذ فترة طويلة التي يليها تجمع أوسع للقادة الأوروبيين غداً الخميس.

عبّر زعماء أوروبيون اليوم الأربعاء عن دعمهم استخدام الأصول الروسية المجمدة في دول الغرب لتقديم قرض حجمه 140 مليار يورو إلى أوكرانيا، لكنهم قالوا إن بعض الجوانب القانونية للعملية لا بد من توضيحها أولاً.

واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام الاتحاد الأوروبي الأرصدة النقدية المجمدة لدى البنك المركزي الروسي لدعم كييف خلال عامي 2026 و2027، بعد اقتراب التمويل العسكري الأميركي لكييف من الانتهاء، وفي خضم الصعوبات المالية التي تواجه عدداً من حكومات التكتل.

ولن تسدد أوكرانيا القرض إلا بعد أن تدفع روسيا تعويضات لها عما لحق بها من أضرار منذ غزوها عام 2022، ومن شأن هذا الاقتراح أن يسمح لكييف باستخدام الأموال الآن بدلاً من انتظار سداد موسكو.

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن لدى توجهها إلى كوبنهاغن لحضور محادثات قادة الاتحاد الأوروبي، "أعتقد أن فكرة استخدام الأصول المجمدة فكرة جيدة، وبالطبع هناك مسائل قانونية يتعين درسها".

القانون الدولي يعقد القضية

يكمن القلق القانوني الرئيس في أنه لا يمكن مصادرة الأصول السيادية بموجب القانون الدولي، وبالتالي سيتعين على الاتحاد الأوروبي عند ترتيب القرض إيجاد طريقة تكفل حق موسكو في المطالبة بأصول بنكها المركزي.

وتؤكد بلجيكا، حيث توجد معظم الأصول المجمدة، أنها لن توافق على الخطة قبل أن يقدم الاتحاد الأوروبي ضمانات قوية، على أنه لن يتركها بمفردها للتعامل مع موسكو إذا ما اضطرت إلى إعادة الأصول الروسية فجأة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين إنه "في وقت يجري فيه تجميد الأصول فلا بد من احترام القانون الدولي، وهذا ما أشار إليه أيضاً رئيس الوزراء البلجيكي".

وندد الكرملين باقتراح استخدام أصوله المجمدة لمنح قرض لأوكرانيا، ووصفه بأنه "سرقة واضحة".

مجموعة الدول السبع تناقش المشاركة

وقال مسؤول حكومي فرنسي إن باريس منفتحة تماماً على فكرة القرض، لكن يتعين على دول "مجموعة السبع" الأخرى، ومن بينها الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا، المشاركة أيضاً في ضمان القرض، كما تريد فرنسا أيضاً ألا تشتري أوكرانيا أسلحة من الولايات المتحدة فقط، بل من أوروبا أيضاً.

رد قوي جدا

دعت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن الأربعاء إلى "رد قوي جداً" من أوروبا على "الحرب الهجينة" التي تشنها روسيا، لدى افتتاحها قمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن.

وقالت فريدريكسن "هناك بلد واحد على استعداد لتهديدنا، وهو روسيا، ونحن في حاجة إذاً إلى رد قوي جداً"، بعد أن حلقت مسيرات مجهولة المصدر مراراً فوق بلادها في الأيام الأخيرة.

وتابعت متحدثة أمام الصحافيين "آمل بأن يكون الجميع يقر الآن بأن هناك حرباً هجينة. في بولندا يوماً، وفي الدنمارك يوماً آخر، والأسبوع التالي سنرى على الأرجح في مكان آخر عمليات تخريب أو مسيرات تحلق".

وقالت "حين أنظر إلى أوروبا اليوم، أعتقد أننا نعيش أصعب وأخطر وضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، داعية الأوروبيين إلى إعادة التسلح والابتكار في مجال الدفاع.

ويجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن اليوم الأربعاء لتعزيز دفاعات القارة ضد التهديد الروسي، فيما تسبب رصد مسيرات مجهولة المصدر في سماء الدنمارك إلى ارتفاع منسوب التوتر في الأيام الأخيرة.

وتحاط هذه القمة بتدابير أمنية مشددة، فنشر آلاف من عناصر الشرطة، وحظرت المسيرات المدنية وأرسلت دول من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومن خارجه تعزيزات مع توجه قادة القارة إلى كوبنهاغن، للمشاركة في المحادثات المقررة منذ فترة طويلة، التي يليها تجمع أوسع للقادة الأوروبيين غداً الخميس.

وتسببت التقارير الأخيرة التي تفيد بتحليق مسيرات مجهولة المصدر في سماء الدنمارك بإغلاق موقت لعدد من المطارات، بما فيها مطار كوبنهاغن، وهو الأكبر في شمال أوروبا.

وما زال مصدر هذه المسيرات غير معروف، لكن السلطات الدنماركية سارعت إلى اتهام روسيا التي اتهمت مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي بإرسال طائرات من دون طيار إلى الأجواء البولندية وثلاث مقاتلات إلى المجال الجوي الإستوني بعد أيام قليلة.

واعتبر رئيس الوزراء الإستوني كريستن ميشال أن هذه التوغلات تكتيك روسي لتشتيت انتباه الأوروبيين، وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "يريدنا الرئيس الروسي فلاديمير أن نكون منشغلين بأنفسنا"، بدلاً من العمل على مساعدة أوكرانيا.

وفي هذا السياق، ستناقش الدول الـ27 سبل تعزيز دفاعات أوروبا، وتريد بروكسل إعطاء الأولوية لأربعة مشاريع رئيسة، الدفاع الجوي، وتعزيز خاصرتها الشرقية، والدفاع الصاروخي، والجدار المضاد للمسيرات".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس الثلاثاء، "يجب على أوروبا أن تقدم رداً قوياً وموحداً على توغلات المسيرات الروسية إلى حدودنا".

ووضعت المفوضية الأوروبية تحت تصرف الدول الأعضاء 150 مليار يورو (176.13 مليار دولار)، في صورة قروض للمساعدة في إعادة التسلح في مواجهة روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد يكون هناك مزيد من التمويل لاحقاً، لكن الأمر الأهم في هذه المرحلة هو معرفة أفضل السبل للتنظيم، وفق ما أوضح دبلوماسي في بروكسل.

وسيناقش القادة الأوروبيون هذه المسألة، قبل أن تعود لهم المفوضية الأوروبية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بخريطة طريق.

تجميد الأصول الروسية

وسيكون اجتماع كوبنهاغن أيضاً فرصة لإيجاد مصادر تمويل مستدامة لأوكرانيا، في وقت تتلاشى فيه على ما يبدو احتمالات السلام، فيما يتراجع الدعم المالي الأميركي.

وفي ظل الصعوبات المالية التي يواجهها كثير من الدول الأعضاء في موازناتها، عادت فكرة استخدام أفضل لأصول روسية مجمدة في أوروبا للواجهة.

فهناك نحو 210 مليارات يورو (246.59 مليار دولار) من أصول البنك المركزي الروسي لدى يوروكلير، وهي مؤسسة مالية مقرها في بروكسل، مجمدة منذ حرب روسيا في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وخوفاً من حدوث اضطرابات في الأسواق، يرفض كثير من الدول السماح بوضع اليد على هذه الأموال، لكنها في الوقت نفسه لا تعارض استخدامها لتمويل قرض لأوكرانيا قدرته المفوضية الأوروبية بـ140 مليار يورو (164.39 مليار دولار).

لكن إذا حصل ذلك، سيصبح الاتحاد الأوروبي مديناً ليوروكلير، ولن تسدد كييف هذه الأموال إلا إذا وافقت روسيا على دفع تعويضات الحرب، وإذا رفضت موسكو، ستبقى العقوبات سارية عليها، وبالتالي ستبقى هذه الأصول مجمدة.

وتسعى بروكسل أيضاً إلى تشجيع أوكرانيا في مساعيها إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تعرقلها المجر حالياً.

وسيقترح رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا الالتفاف على الفيتو المجري بطرح فكرة التصويت بغالبية مؤهلة لفتح كل مرحلة من مراحل مفاوضات العضوية، لكن الإجماع سيبقى لازماً لإنهاء كل من تلك المراحل، وبالتالي سيكون الأمر صعباً.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار