ملخص
حثت إيطاليا أعضاء الأسطول على قبول اقتراح تسوية يقضي بتسليم المساعدات في ميناء بقبرص وتجنب المواجهة مع القوات الإسرائيلية، ورفض ممثلو الأسطول هذا العرض مراراً.
هاجمت البحرية الإسرائيلية أسطول "الصمود العالمي" المتجه إلى غزة وأمرته بالتوجه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
وقال منظمو الأسطول إن أفراداً عسكريين اعترضوا الأسطول الدولي الذي يحاول إيصال أدوية وأغذية إلى غزة واعتلوا قواربه عند اقترابه من القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.
وقال العديد من الأشخاص على متن الأسطول إنهم شاهدوا نحو 20 سفينة مجهولة تقترب منه مساء اليوم الأربعاء، وإن المشاركين في الأسطول ارتدوا سترات النجاة وتأهبوا لسيطرة إسرائيل على السفن.
أضاف منظمو الأسطول في منشور على منصة "إكس" "يجري اعتراض سفننا بشكل غير قانوني. الكاميرات متوقفة عن العمل واعتلى أفراد عسكريون السفن. نعمل بجد لتأكيد سلامة جميع المشاركين وحالتهم".
ميناء إسرائيلي
وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن إسرائيل أوقفت تقدّم سفن تابعة لأسطول "الصمود العالمي" المتجه إلى غزة، وجاء في منشور للوزارة على منصة "إكس" "سفن عدة من الأسطول تم إيقافها ويتم نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي. غريتا وأصدقاؤها بأمان وبصحة جيدة"، في إشارة إلى الناشطة السويدية غريتا تونبرغ المشاركة في التحرّك.
وكان ناشطو أسطول المساعدات لغزة أفادوا، مساء اليوم، بأنهم محاصرون بسفن حربية إسرائيلية وتجرى عملية اعتراض السفن الرئيسة، وفق بيانات عدة وتصريحات على "إنستغرام". وقال "أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة" في بيان إن "السفن الحربية تحاصر وتتقدّم لاعتراض الأسطول، والأسطول يواصل تقدّمه بثبات نحو غزة".
وأعلنت كل من النائبة الفرنسية ماري ميسمير والنائبة الأوروبية الفرنسية - الفلسطينية ريما حسن اعتراض قواربهما التي تعتبر من بين القوارب الرئيسة للأسطول.
تعليمات إلى أسطول الصمود بتغيير مساره
ووجه سلاح البحرية الإسرائيلي تعليمات لأسطول الصمود العالمي الذي يقل ناشطين ومساعدات الى قطاع غزة، بتغيير مساره لاقترابه من "منطقة قتال نشطة"، وفق ما أفادت وزارة الخارجية مضيفة، في بيان أن سلاح البحرية الإسرائيلي تواصل مع الأسطول وطلب منه تغيير مساره.
وأبلغت إسرائيل الأسطول بأنه يقترب من منطقة قتال نشطة، "وينتهك حصاراً بحرياً قانونياً".
من جهته، أكد الأسطول عبر حسابه على منصة "إكس" "اعتراض أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية"، وأكد في منشور لاحق أن "البث المباشر لمعظم سفن أسطول الصمود العالمي قد انقطع".
ضمان سلامة المشاركين
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن "السلطات الإسرائيلية بصدد اعتراض" سفن أسطول الصمود العالمي المتجه الى غزة والتي كانت، مساء الأربعاء، قبالة الساحل المصري. وقال بارو عبر منصة "إكس" إن "فرنسا تدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين وأن تكفل لهم حق الحماية القنصلية وتسمح بعودتهم إلى فرنسا في أقرب وقت".
"مناورات خطرة وترهيبية"
وقال أسطول الصمود العالمي الذي يحاول إيصال مساعدات إلى غزة إن سفينتين إسرائيليتين اقتربتا اليوم من بعض قواربه، وأجرتا "مناورات خطرة وترهيبية" مع اقتراب الأسطول من القطاع.
وقال منظمو الأسطول إن سفينتين "حربيتين" إسرائيليتين اقتربتا بسرعة وحاصرتا اثنين من قوارب الأسطول، هما "ألما" و"سيرياس". وتعطلت جميع أجهزة الملاحة والاتصالات في ما وصفه تشياغو آفيلا، وهو أحد المنظمين الموجودين على متن الأسطول، ضمن مؤتمر صحافي بأنه "هجوم إلكتروني".
واستعاد الأسطول بعض الاتصالات على ما يبدو. ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون بعد على طلب التعليق.
ويتألف أسطول الصمود من أكثر من 40 قارباً مدنياً ويقل نحو 500 شخص، بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء مثل الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ.
مناورات خطرة وهجوم مسيرات
يعد أسطول الصمود أحدث محاولة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفلسطيني وإيصال الغذاء والدواء إليه. والأسطول موجود حالياً على بعد 120 ميلاً بحرياً من سواحل غزة، داخل منطقة تفرض إسرائيل رقابة عليها لمنع اقتراب أية قوارب.
وقال الأسطول ضمن بيان "هذه الأعمال العدائية تعرض مدنيين عزل من أكثر من 40 دولة لخطر جسيم"، مضيفاً أنه سيواصل مساره نحو غزة.
ولم تتضح بعد الجهة التي تدير السفينتين اللتين اقتربتا من الأسطول. وأظهر مقطع مصور على صفحة الأسطول عبر "إنستغرام" ما يبدو أنه ظل سفينة حربية مزودة بمنصة متحركة لإطلاق النار على مقربة من السفن المدنية.
وأكدت "رويترز" أن المقطع صور من السفينة سيرياس لأن معداتها وحبالها تتطابق مع صورها الأرشيفية. ولم تستطع "رويترز" تأكيد هوية السفينة الأخرى التي تظهر في المقطع، أو متى تسنى التقاطه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الأسطول أثار توتراً دولياً خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تعرض لهجوم من طائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقاً مثيراً للحكة على السفن، مما تسبب في أضرار من دون وقوع إصابات.
ولم تعلق إسرائيل على الهجوم، لكنها قالت إنها ستستخدم أية وسيلة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، مشيرة إلى أن حصارها البحري لغزة قانوني خلال وقت تقاتل فيه مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) داخل القطاع الساحلي.
ونشرت إيطاليا وإسبانيا سفناً من سلاحي البحرية لمرافقة الأسطول، وذلك للمساعدة في أية عملية إنقاذ أو حاجات إنسانية، لكنهما قالتا إنهما لن تتدخلا عسكرياً. وتتابع طائرات تركية مسيرة أيضاً السفن.
ومع ذلك، قالت إيطاليا وإسبانيا إن سفنهما ستتوقف عن متابعة الأسطول بمجرد أن يصبح على بعد 150 ميلاً بحرياً من غزة، وعزتا ذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.
محاولات سابقة لإيصال المساعدات
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده المنظمون اليوم، قالت فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إن أي اعتراض للأسطول "سيشكل انتهاكاً جديداً للقانون الدولي وقانون البحار"، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك ولاية قانونية على المياه قبالة غزة.
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً على غزة منذ سيطرة "حماس" على القطاع الساحلي عام 2007، وحاول ناشطون مرات عدة إيصال مساعدات إلى غزة عبر البحر، سواء خلال الصراع الحالي أو في مرات أخرى. فخلال عام 2010، قتل تسعة نشطاء بعدما صعد جنود إسرائيليون على متن أسطول مكون من ست سفن كانت تقل نحو 700 ناشط مؤيد للفلسطينيين من 50 دولة.
وخلال يونيو (حزيران) من العام الحالي، احتجزت القوات البحرية الإسرائيلية جريتا تونبري و11 شخصاً من أفراد الطاقم على متن سفينة صغيرة أرسلتها مجموعة مؤيدة للفلسطينيين تعرف باسم تحالف أسطول الحرية، أثناء اقترابهم من غزة.
ودعت إيطاليا واليونان اليوم إسرائيل إلى عدم إيذاء الناشطين على متن السفينة، ودعت الأسطول إلى تسليم المساعدات إلى الكنيسة الكاثوليكية لتسليمها بصورة غير مباشرة إلى غزة، وهو اقتراح سبق أن رفضه الأسطول.
ناشطون يتأهبون للاعتراض
قالت المتحدثة الإيطالية باسم الأسطول ماريا إيلينا ديليا إن النشطاء يتوقعون التعرض لهجوم آخر في الساعات المقبلة، وأضافت في مقطع مصور على "إنستغرام"، "من المرجح أن تشن إسرائيل هجوماً علينا الليلة، لأن جميع المؤشرات تشير إلى ذلك".
وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إنه يتوقع أن يجري اعتراض قوارب الأسطول في المياه المفتوحة، وأن يجري إلقاء القبض على النشطاء.
ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسطول إلى التوقف، وقالت إن مهمة الإغاثة قد تقوض آمال تحقيق السلام، بناء على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب المكون من 20 نقطة.
وعبر بابا الفاتيكان لاوون الـ14 عن قلقه حيال سلامة أفراد الأسطول.
وقال البابا للصحافيين لدى مغادرته مقر إقامته في الفاتيكان خارج روما "يقول الناس من جميع الأطراف: دعونا نأمل ألا يكون هناك عنف، وأن يعامل الناس باحترام، هذا أمر مهم للغاية".
"عمل إرهابي"
واتّهمت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بارتكاب "عمل إرهابي" باعتراضها أسطول الناشطين المتجه إلى غزة والمحمل مساعدات إنسانية. وقالت الوزارة في بيان إن "الهجوم الذي شنته قوات إسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول الصمود العالمي الذي كان في طريقه لإيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة، هو عمل إرهابي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".