تباطؤ النمو الاقتصادي في بريطانيا خلال الربع الثاني

أظهرت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء أن الاقتصاد البريطاني تباطأ خلال الربع الثاني من عام 2025 بعد بداية قوية للعام، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه وزيرة المالية ريتشل ريفز خلال استعدادها لوضع الموازنة السنوية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطاني إلى 0.3 في المئة خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) من العام الحالي بعد تسجيل 0.7 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، من دون تعديل عن التقديرات الأولية لمكتب الإحصاءات الوطنية، وبما يتماشى مع توقعات خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته "رويترز".

ولم يعدل النمو السنوي لعام 2024 البالغ 1.1 في المئة على رغم أن التغييرات في مسار النمو الفصلي تعني أن نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال عام حتى نهاية يونيو 2025 جرى تعديله إلى 1.4 في المئة من 1.2 في المئة.

وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 0.9 في المئة خلال عام حتى نهاية يونيو 2025، بعد أن ظل ثابتاً لعام 2024، ويأتي الارتفاع بعد تعديل بما يتماشى مع زيادة عدد السكان المدفوعة إلى حد كبير بمستويات الهجرة العالية.

أسهم أوروبا تتراجع

وفي أسواق الأسهم انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء مع تراجع أسهم شركات الطاقة والرعاية الصحية ذات الثقل، وذلك في وقت يقيم فيه المستثمرون التأثير المحتمل لإغلاق الحكومة الأميركية الذي قد يؤخر إصدار بيانات الوظائف الشهرية التي تحظى بمتابعة وثيقة، وتراجع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.2 في المئة إلى 554.7 نقطة على رغم أنه يتجه إلى تحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، والصعود بنسبة تزيد على اثنين في المئة خلال الربع الماضي.

وانخفضت أسهم شركات النفط والغاز ذات الثقل 0.8 في المئة على خلفية هبوط أسعار النفط، وتراجع سهما "توتال إنرجيز" الفرنسية و"بي بي" البريطانية بأكثر من واحد في المئة لكل منهما، ونزلت أسهم الرعاية الصحية 0.3 في المئة بعدما انخفض سهما "نوفو نورديسك" الدنماركية و"أسترازينيكا" البريطانية بنحو واحد في المئة لكل منهما.
وقال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أمس الإثنين إن إغلاق الحكومة صار أمراً مرجحاً بعد تعثر محادثات مالية مع الديمقراطيين، ومن شأن الإغلاق أن يؤخر بيانات الوظائف، وهي مؤشر رئيس على قوة الاقتصاد ومن المفترض أن تصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع.

الذهب يتراجع

وانخفض الذهب اليوم الثلاثاء مع جني المستثمرين للأرباح بعد أن سجلت الأسعار مستوى قياسياً مرتفعاً في وقت سابق من الجلسة، فيما حدت المخاوف في شأن الإغلاق الوشيك المحتمل للحكومة الأميركية، إضافة إلى تنامي رهانات خفض مجلس الاحتياط الأميركي الفيدرالي لأسعار الفائدة من الخسائر.

وتراجع الذهب خلال التعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 3805.99 دولار للأوقية (الأونصة) بعد صعوده واحداً في المئة إلى مستوى قياسي مرتفع عند 3871.45 دولار خلال ساعات التداول الآسيوية، وقفز الذهب 10.5 في المئة حتى الآن في سبتمبر (أيلول) الجاري، ويجه نحو تحقيق أكبر مكسب شهري من حيث النسبة المئوية منذ يوليو (تموز) 2020.

وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل 0.6 في المئة إلى 3833.40 دولار، وقال المحلل الخارجي في "سويسكوت" كارلو ألبرتو دي كاسا إن الذهب قلص مكاسبه بسبب جني الأرباح بعد ارتفاعه واحداً في المئة خلال التداولات الآسيوية، مضيفاً "حتى الآن هذا مجرد تصحيح فني ولا نتحدث عن انعكاس".

ولم يحرز الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ما يبدو أي تقدم خلال اجتماعه بالديمقراطيين لتجنب إغلاق الحكومة الذي قد يعطل مجموعة واسعة من الخدمات بدءاً من غد الأربعاء.

وأضاف دي كاسا أن "خطر الإغلاق بالنسبة إلى الذهب يعد أمراً إيجابياً لأنه يعني حالاً من عدم اليقين وألا يكون لدى مجلس الاحتياط الاتحادي بيانات واضحة لأنها قد تصل متأخرة".

ويرى المتعاملون فرصة تزيد على 91 في المئة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل للفيدرالي الأميركي خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك وفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي".

ويترقب المستثمرون بيانات أميركية من بينها تقرير الوظائف غير الزراعية الذي يصدر الجمعة المقبل للحصول على مزيد من المؤشرات حول قوة الاقتصاد.

وأكدت وزارة العمل الأميركية أمس الإثنين أن هيئة الإحصاء التابعة لها ستعلق نشر البيانات، بما في ذلك تقرير التوظيف الشهري لسبتمبر الجاري، والذي يحظى بمتابعة وثيقة، في حال حدوث إغلاق جزئي للحكومة.

ويزدهر الذهب الذي غالباً ما يستخدم كمخزن آمن للقيمة في أوقات عدم اليقين السياسي والمالي، في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وقفزت أسهم شركة "زيغين جولد إنترناشيونال" الصينية 66 في المئة في أول يوم تداول لها في بورصة "هونغ كونغ" بعد أن جمعت الشركة 3.2 مليار دولار في طرح عام أولي وهو أكبر طرح من نوعه عالمياً خلال عام 2025.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى فقد انخفضت أسعار الفضة خلال التعاملات الفورية 1.7 في المئة إلى 46.14 دولار للأوقية، ولكنها ارتفعت 16.3 منذ بداية الشهر، وتراجع البلاتين 3.1 في المئة إلى 1551.80 دولار، فيما هوى البلاديوم ثلاثة في المئة إلى 1230.19 دولار.