ملخص
رغم أن نصائح الحفاظ على الشباب قد تختلف بعض الشيء من طبيب إلى آخر، فإنها تشترك في عوامل عدة أبرزها ضرورة البدء مبكراً في رحلة الاهتمام بالنظام الحياتي السليم، وكذلك تضمين الرياضة والأغذية الصديقة للجسد ضمن الروتين الشخصي للحصول على أفضل النتائج وكذلك عدم إهمال الصحة العقلية.
يعكس أطباء التجميل عقارب الساعة ظاهرياً وينجحون بصورة ملحوظة في إخفاء علامات الشيخوخة، مع التقدم الحاصل في هذا المجال، أصبح من الصعب اكتشاف النطاق العمري للأشخاص الذين خضعوا لتلك الإجراءات سواء كانت جراحية أو تدخل في إطار الحقن الموضعي للتجاعيد، لكن ماذا عن مكافحة آثار الشيخوخة الصحية التي قد لا تظهر على هيئة بشرة مشدودة وجسم مصقول بشكل مبالغ فيه؟
هذا النوع من المكافحة وإن كان له مردود مظهري، لكن فاعليته القوية تتمثل في أعضاء جسدية سليمة، وقدرات جيدة على الحركة بحرية واستقلالية، وحالة ذهنية ونفسية متقدة وشابة، هنا يأتي دور آخر للأطباء حيث يحافظون على شباب الجسد والعقل بطرق أخرى من دون اتخاذ قرارات جراحية مؤلمة. كما أن كثيراً من أطباء مكافحة الشيخوخة كشفوا عن عاداتهم لتجديد الشباب والحفاظ على الجسد بأفضل حال ممكن.
اللافت أنه على رغم وجود اختلاف في بعض النصائح بين طبيب وآخر، فإنهم أجمعوا على قيمة أساسية، وهي البدء مبكراً، فعلى الشخص ألا ينتظر الشيخوخة، بل يقاومها قبل أن تأتي، وإن لم يتمكن من الانتظام في نظام حياتي صحي منذ الصغر، فالثلاثينيات توقيت مثالي لتأخير الشيخوخة والتمتع بعمر بيولوجي أصغر ربما بأكثر من 10 أعوام.
قاوم الشيخوخة قبل أن تأتي
بينهم الطبيب كورت هونغ أستاذ طب الشيخوخة والباحث في علوم التغذية، حيث يشير موقع "بيزنس إنسايدر" إلى بعض من عاداته التي جعلته يعكس عمره البيولوجي 11 عاماً في الأقل، وفقاً لمقياس فينو إيدج الشهير، وعلى رغم أنه لا يوجد إجماع شامل على طريقة معينة لحساب مقاييس العمر البيولوجي، لكن هناك مؤشرات حيوية مثل التمثيل الغذائي ومستوى الالتهابات في الجسم لحسم مدى تدهور الصحة من عدمه.
من أبرز النصائح التي أدلى بها للموقع الشهر الماضي، هي الاستعداد مسبقاً، وليس انتظار التقدم في العمر للانطلاق بخطة المواجهة، حيث يعتمد حمية غذائية متوسطية تعتمد على المأكولات الطازجة، كما أنه يواظب على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق لما لها من فوائد على الأوعية الدموية، بالتالي مكافحة أمراض القلب، لافتاً إلى أن الصحة الجيدة مرتبطة عادة بما يدخل المعدة وبمدى المواظبة على الحركة البدنية المفيدة.
كما نصح الموقع بالحفاظ على معدلات فيتامين "د" في الدم، لتأثيراته الإيجابية في صحة العظام وكثافتها، وكذلك دعم الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض، حيث يشير إلى أن هذا الفيتامين يضعف مع التقدم في العمر، ولفت طبيب الشيخوخة، إلى أنه يلجأ إلى المكملات الغذائية إذا اقتضت الحاجة الطبية ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الماء الساحر
أما إريكا هوتز، المتخصصة في طب الشيخوخة أيضاً بمستشفى إنديفور هيلث، بخلاف تأكيدها أن الالتزام طويل المدى بالنمط الصحي سواء في التغذية أو الرياضة أو حتى الرياضات الذهنية التي تحسن الأداء العقلي والانتباه يؤتي ثماره ويحارب الشيخوخة بصورة ملحوظة، لكنها أيضاً شاركت روتيناً يبدو بسيطاً ولكنها تجده فعالاً وهو ترطيب الجسم باستمرار من طريق شرب المياه صباحاً وقبل بدء أي تمرينات حتى لو كان مجرد إحماء، حيث تعد المياه أفضل بداية ليوم منظم ومثمر ونشيط، مع الحفاظ على معدلات منتظمة لشرب المياه طوال اليوم.
وقد أجريت بالفعل دراسة قبل عامين ونشرت في مجلة eBioMedicine تقول إن الأشخاص الأقل شرباً للمياه تزحف الشيخوخة لديهم بصورة أسرع، كما أنهم أكثر عرضة للأمراض المزمنة.
التثقيف الطبي والرياضة والغذاء
كذلك شارك عدد من الأطباء المتخصصين في الشيخوخة والباطنة والنفسية وطب النساء، عبر منصة الجمعية الأميركية للأطباء عديداً من النصائح للتقدم في العمر بصورة جيدة أكثر صحة وشباباً، أبرزها البحث عن طرق الوقاية والانتباه جيداً لما يقوله الجسم، وعدم إهمال الفحوص الدورية، وتلقي اللقاحات الضرورية وفقاً لما يرى الطبيب، مشيرين إلى أن هذه الأمور حتى في ظل وجود أمراض مزمنة ستجعل من السهل وضعها في نطاق يمكن التعايش معه بصورة طبيعية.
وأشار مجموعة الأطباء إلى ضرورة التثقيف الصحي في كل مراحل العمر، لأنه بداية الطريقة للتعامل الجيد مع أي حال تطرأ وعدم تركها لتتفاقم، كما يشيرون إلى أن الأوان لا يفوت أبداً للتخلص من العادات الصحية السيئة، مطالبين المدخنين بالتوقف تدريجاً عن تلك العادة وتقليل عدد السجائر يومياً، ثم جعلها عادة أسبوعية فحسب، حتى يتم التخلص منها نهائياً لتحسين جودة الحياة والصحة العامة. لافتين إلى أن كل الأمور مرتبطة ببعضها، فالاهتمام بالغذاء من الأفضل أن يرافقه اهتمام بالرياضة والصحة النفسية والراحة البدنية كذلك، للحصول على أفضل النتائج، التي تدعم الذاكرة والحواس مثل السمع والنظر.