Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحة العالمية ردا على ترمب: لا صلة بين الباراسيتامول والتوحد

على رغم ازدياد الحالات في العقود الأخيرة في الولايات المتحدة ينفي عدد من العلماء وجود وباء مسلطين الضوء على تحسن القدرة على التشخيص

يعاني نحو 62 مليون شخص اضطراب طيف التوحد في مختلف أنحاء العالم (أ ف ب)

ملخص

تتعارض نصائح ترمب مع توصيات الهيئات الطبية التي تستند إلى بيانات من دراسات عدة تظهر أن الأسيتامينوفين، المادة الفعالة في عقار تايلينول، تؤدي دوراً آمناً في رعاية الحوامل.

أكدت وكالات صحية في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا سلامة تناول عقار الباراسيتامول أثناء الحمل، نافية تحذيراً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب يربط بين المسكن الشهير والإصابة بالتوحد.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن الأدلة على وجود صلة لا تزال غير متسقة، وحثت على توخي الحذر في استخلاص النتائج.

وربط الرئيس الأميركي أمس الإثنين بين التوحد واستخدام لقاحات الأطفال وتناول النساء لمسكنات تايلينول الشائعة أثناء الحمل، مصدراً ادعاءات غير مدعومة علمياً إلى واجهة سياسات الصحة في الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة الأدوية الأوروبية اليوم أنه لا يوجد دليل جديد يستدعي إجراء تغييرات على التوصيات الحالية المطبقة في المنطقة في شأن استخدام الباراسيتامول، المعروف باسم تايلينول في الولايات المتحدة، أثناء فترة الحمل.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان لوكالة "رويترز"، "لم تجد الأدلة المتاحة أية صلة بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد"، مضيفة أنه يمكن استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل عند الحاجة ولكن بأقل جرعة ووتيرة.

وأمس الإثنين، قالت الهيئة المعنية بتنظيم القطاع الصحي في بريطانيا إن استخدام العقار آمن.

"تنقذ الأرواح"

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في مؤتمر صحافي في جنيف، عندما سئل عن وجود صلة محتملة بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل والتوحد "لا تزال الأدلة غير متسقة".

ولفت إلى دراسات غير محددة أشارت إلى صلة محتملة، لكنه أوضح أن هذا الأمر لم تؤكده أبحاث لاحقة.

وأضاف "غياب القدرة على تكرار النتائج يستدعي حقاً توخي الحذر في استخلاص الاستنتاجات السببية".

وفي مؤتمر صحافي استثنائي في البيت الأبيض أمس الإثنين، قدم ترمب نصائح طبية للحوامل وأهالي الأطفال الصغار، مكرراً دعواته إلى عدم استخدام أو إعطاء هذا المسكن، واقترح عدم أخذ اللقاحات الشائعة في الوقت نفسه أو في مرحلة مبكرة من عمر الأطفال.

ورد المتحدث باسم منظمة الصحة قائلاً "اللقاحات تنقذ الأرواح، نحن نعلم ذلك، اللقاحات لا تسبب التوحد".

وأضاف "لقد أنقذت أرواحاً لا تحصى، هذا أمر أثبته العلم، ولا ينبغي التشكيك فيه"، داعياً القادة إلى اتباع توصيات السلطات الصحية.

وذكر ياساريفيتش بأن "العلم موجود لتقديم الأدلة التي توجه السياسات حول العالم".

وأوضح أن "خطر الإصابة يتزايد بصورة كبيرة، ليس فقط لدى الأطفال بل لدى المجتمع بأكمله، عندما تتأخر جداول التطعيم أو تتعطل أو تتغير من دون التحقق من الأدلة".

ووعدت إدارة ترمب في وقت سابق من هذا العام بالكشف عن أسباب ما سمته "وباء التوحد" في وقت قياسي.

وعلى رغم ازدياد حالات التوحد في العقود الأخيرة في الولايات المتحدة، ينفي عدد من العلماء وجود وباء، مسلطين الضوء على تحسن القدرة على التشخيص.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن نحو "62 مليون شخص يعانون اضطراب طيف التوحد في مختلف أنحاء العالم، وكمجتمع دولي علينا مضاعفة جهودنا لفهم أسبابه".

وتتعارض نصائح ترمب مع توصيات الهيئات الطبية التي تستند إلى بيانات من دراسات عدة تظهر أن الأسيتامينوفين، المادة الفعالة في عقار تايلينول، تؤدي دوراً آمناً في رعاية الحوامل.

وعند سؤاله عن توضيح إضافي لتعليقات ترمب، قال ياساريفيتش إن العقاقير لا تسبب التوحد، مؤكداً أنها تنقذ الأرواح، وقال "هذا أمر أثبته العلم، ولا ينبغي فعلاً التشكيك فيه".

ذكريات كوفيد

يمكن لأي شخص شاهد تصريحات دونالد ترمب في شأن مرض التوحد أن يستعيد مشاهد وذكريات مرتبطة ببداية جائحة "كورونا"، خصوصاً أن نظريات الرئيس الأميركي لا تقتصر على ادعاءات طبية غير مثبتة، بل تتخطاها إلى خبرته الخاصة في أمور صحية.

وقد حملت تصريحات ترمب الأخيرة أصداء قوية لأدائه في مواجهة كوفيد خلال ولايته الأولى، عندما فكر ذات مرة في حقن المطهرات لمكافحة الفيروس.

بعد خمسة أعوام، أدلى الرئيس الجمهوري بادعاءات أثارت القدر نفسه من الذهول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقد حض الحوامل على عدم تناول مسكن الألم تايلينول، مشيراً إلى أن أخطاره عالية كما هو الأمر بالنسبة إلى اللقاحات.

وقال ترمب من البيت الأبيض "هناك إشاعة، ولا أعلم إن كانت صحيحة أم لا، مفادها بأن كوبا لا تملك دواء تايلينول لأنها لا تملك المال اللازم لشرائه، كما أنها شبه خالية من مرض التوحد".

قد تكون هذه الادعاءات الأكثر إثارة للصدمة خلال المؤتمر الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة، لكنها لم تكن الوحيدة.

وأضاف أن "الأميش، على سبيل المثال، لا يعانون مرض التوحد على الإطلاق"، في إشارة إلى الطائفة المعروفة بعرباتها التي تجرها خيول وبرفضها للتكنولوجيا الحديثة.

وفيما استدار الرئيس الأميركي إلى وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور المتشكك في اللقاحات، سائلاً إياه عن صحة هذا الكلام، قال "بوبي يريد أن يكون حذراً للغاية في ما يقوله. أما أنا، فلست حذراً للغاية في ما أقوله".

مع ذلك، اعترف ترمب (79 سنة) بأن نظرياته الشخصية هي مجرد نظريات، حتى عندما وضع نفسه في موقع الطبيب العام لأميركا.

وقال "هذا يعتمد على ما أشعر به"، مكرراً المخاوف التي دحضت قبل فترة طويلة في شأن لقاح أم أم آر (MMR)، الذي يجمع لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.

ودعا إلى زيادة التباعد بين اللقاحات المخصصة للأطفال التي كانت حجر الزاوية في برامج الصحة العامة في كل أنحاء العالم على مدى عقود، وذلك قبل أن يضيف "أنا لست طبيباً لكني أعطي رأيي".

"لا تتناولوه"

صنع الملياردير ونجم تلفزيون الواقع السابق اسمه عبر تحدي المفاهيم التقليدية في السياسة والدبلوماسية، وهو ما أسهم في فوزه في الانتخابات الرئاسية مرتين.

وفي المجال الصحي، كثيراً ما كانت آراؤه غير مقبولة بين المتخصصين.

وخلال جائحة "كورونا"، قاوم ترمب مراراً عمليات الإغلاق وإجراءات وضع الكمامات، بينما ألقى بثقله وراء أدوية غير مثبتة مثل هيدروكسيكلوروكين.

وتعرض للسخرية على نطاق واسع عندما قدم خلال أحد المؤتمرات الصحافية التي خصصت لكوفيد في البيت الأبيض عام 2020، بعض الاقتراحات الغريبة في شأن طرق معالجة المرض.

وأشار حينها إلى إمكان إدخال "الضوء إلى الجسم" والمطهرات.

وقال لأحد الخبراء "أعتقد أن المطهر يقضي عليه (الفيروس) في دقيقة"، متسائلاً "هل هناك طريقة يمكننا من خلالها فعل شيء مماثل عن طريق الحقن بالداخل؟".

خلال ولايته الثانية، أدى اختيار ترمب لكينيدي وزيراً للصحة إلى استحضار أفكار كانت هامشية إلى داخل الحكومة.

وغالباً ما يعرب الرئيس الأميركي عن انشغاله بمرض التوحد، والإثنين أظهر ثقة كبيرة في آرائه في هذا الشأن، حتى عندما عانى لنطق كلمة "أسيتامينوفين" أو باراسيتامول، وقال مكرراً "لا تتناولوه (الدواء)".

وحض الحوامل اللواتي يعانين الألم على تجنب هذا الدواء و"التحمل"، لكنه لم يقدم سوى إجابات قليلة في شأن ما يجب عليهن فعله في حالة الإصابة بالحمى التي قد تضرهن أو تضر أطفالهن.

وفيما عاد لموضوع اللقاحات، أكد ترمب نظرياته.

وشدد على أنه يجب ألا يلقح الأطفال ضد التهاب الكبد الوبائي "ب" حتى سن الـ12، بدلاً من تطعيمهم بعد الولادة مباشرة. وقال "ينتقل التهاب الكبد الوبائي ’ب‘ عن طريق الاتصال الجنسي، لا يوجد سبب لإعطاء طفل حديث الولادة تقريباً" اللقاح.

وأضاف أن الأطفال يجري تزويدهم "بكميات كبيرة من السوائل"، أثناء تطعيمهم ضد أمراض قد تكون قاتلة.

فقد أشار إلى أنهم "يضخون كثيراً من المواد في هؤلاء الأطفال الصغار الجميلين، إنه لأمر مخز، يبدو الأمر كما لو أنهم يضخون في حصان".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة