Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا نحو عمق خاركيف وأوكرانيا تواصل استهداف مواقع النفط

كييف تستعجل "الدفاع الجوي" من الحلفاء بعد هجوم بمسيرات أسفر عن مقتل شخصين والدفاع الروسية تسقط 69 مسيرة منها 12 استهدفت العاصمة

جندي أوكراني على خط المواجهة في منطقة خاركيف (رويترز)

ملخص

يعد اجتماع أمس الإثنين في الأمم المتحدة الأول الذي تطلبه إستونيا منذ 34 عاماً من عضويتها في الأمم المتحدة، وهي أيضاً عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وداعم قوي لأوكرانيا. وأكد ترمب أول من أمس الأحد أن الولايات المتحدة ستشارك في الدفاع عن بولندا ودول البلطيق إذا كثفت روسيا نشاطها العسكري في المنطقة.

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنها سيطرت على جزء كبير من مدينة كوبيانسك في شمال شرقي أوكرانيا، وأكدت نيتها التقدم أكثر في عمق منطقة خاركيف.

وقال الجيش الروسي في بيان إن "السيطرة على كوبيانسك ستسمح بمزيد من التقدم في عمق منطقة خاركيف، بما في ذلك باتجاه إيزيوم وتشوهويف".

ولا تعد خاركيف من بين المناطق الخمس في أوكرانيا التي أعلنت روسيا ضمها، إذ طردت قواتها من المنطقة في هجوم مضاد ناجح شنته قوات كييف عام 2022.

ويظهر البيان الروسي الأخير أن موسكو لم تتخل عن أطماعها في المنطقة.

وأعلن الجيش الروسي سيطرته على أكثر من 65 في المئة من المباني في كوبيانسك.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة هذا الخبر.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحافيين الأسبوع الماضي أن كييف لا تزال تقاتل من أجل السيطرة على المدينة.

وقال "في منطقة كوبيانسك، تجري عمليات مكثفة، وهناك قوات مؤهلة".

استولت القوات الروسية على كوبيانسك في الأشهر الأولى من الهجوم، قبل أن تستعيدها أوكرانيا، وهي مركز نقل مهم استراتيجياً.

وتقول روسيا إن السيطرة على المدينة ستساعدها في التقدم في منطقة دونيتسك المجاورة.

أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الجيش قصف منشأتين لتوزيع النفط الروسي في منطقتي بريانسك وسامارا خلال الليل.

وأضافت هيئة الأركان عبر "تيليغرام" أن الجيش استهدف محطة في منطقة سامارا تخلط النفط الروسي، لإنتاج خام الأورال الرئيس المخصص للتصدير.

وفي بريانسك، ذكرت هيئة الأركان أن الجيش استهدف محطة على خط أنابيب حيوي لإمدادات الجيش الروسي.

وأضافت "يجري تحديد مدى الضرر".

وجددت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية حملة الهجمات بعيدة المدى بالطائرات المسيرة على مواقع إنتاج النفط الروسية، مستهدفة بصورة منهجية منشآت رئيسة، في محاولة لتقليل عائدات التصدير والإمدادات المخصصة لخطوط الجبهة الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية على "تيليغرام" إن وحداتها دمرت مسيرات أوكرانية فوق بريانسك وسامارا، ولم يصدر بعد أي تعليق علني من روسيا.

وذكرت هيئة الأركان العامة أيضاً أن القوات الأوكرانية قصفت مطاراً عسكرياً في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

ذكر متعاملون وموزعون أن روسيا تشهد نقصاً في بعض أنواع الوقود نتيجة لهجمات شنتها أوكرانيا بطائرات مسيرة أدت إلى تقليص تشغيل المصافي، بينما يمنع ارتفاع تكاليف الاقتراض محطات الوقود الخاصة من تخزين كميات كافية من الوقود.

وكثفت أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، إذ استهدفت مصافي التكرير ومحطات التصدير، بهدف تقليص عائدات موسكو من التصدير وإثارة السخط المحلي ودفع الكرملين إلى محادثات السلام.

وأدت الهجمات إلى خفض قدرة تكرير النفط الروسي بنحو الخمس في بعض الأيام، وتسببت أيضاً في خفض الصادرات من الموانئ الرئيسة، مما دفع موسكو إلى الاقتراب من خفض إنتاجها النفطي.

وكانت منطقة الشرق الأقصى في روسيا وشبه جزيرة القرم من أوائل المناطق التي شهدت نقصاً في البنزين في أغسطس (آب).

وأظهرت مصادر أن مشكلات مماثلة ظهرت في منطقة نهر الفولجا، وكذلك في جنوب ووسط روسيا. وتحدثت "رويترز" مع خمسة متعاملين وموزعين في سوق الوقود الروسية، وطلبوا عدم نشر هويتهم نظراً إلى حساسية الموضوع.

وقال جليب نيكيتين حاكم منطقة نيجني نوفغورود عبر تطبيق "تيليغرام" أمس الإثنين إن الانقطاعات "الموقتة" في محطات الضخ مرتبطة بسلاسل الإمدادات في المنطقة.

وأضاف "من المفترض أن يعود كل شيء لطبيعته في الأيام المقبلة".

وقالت المصادر إن محطات الوقود المملوكة لشركات النفط الكبرى لا تزال تعمل بصورة طبيعية على نطاق واسع.

وقالت موظفة في محطة وقود في منطقة بيلغورود بغرب البلاد "قرر المدير إغلاق محطة البنزين موقتاً بسبب نفاد البنزين".

وأضافت "محطة الوقود في القرية المجاورة أغلقت أبوابها أيضاً، فيما نفد البنزين من محطات أخرى".

وصمد الاقتصاد الروسي حتى الآن في وجه سلسلة من العقوبات الغربية، لكنه يتباطأ حالياً.

قتيلان

أسفرت هجمات روسية على أوكرانيا عن مقتل شخصين خلال الليل، بحسب ما أفاد مسؤولون أوكرانيون، في وقت ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مسيرات أوكرانية استهدفت العاصمة موسكو.

وتأتي الهجمات في وقت توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب أيضاً.

وأعرب ترمب عن إحباطه المتزايد إزاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية حرب أوكرانيا، في حين وصلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام إلى طريق مسدود.

وأطلقت روسيا ثلاثة صواريخ و115 مسيرة على أوكرانيا خلال الليل، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني، في أحدث سلسلة من الهجمات اليومية.

واعترض سلاح الجو غالبية المسيرات، غير أن مسؤولين قالوا إن مدنياً قتل في منطقة زابوريجيا الجنوبية، ولقي آخر حتفه في منطقة أوديسا الساحلية.

وقالت رئيسة الحكومة الأوكرانية يوليا سفيرديدينكو على وسائل التواصل الاجتماعي "واصلت روسيا إرهابها ضد شعب أوكرانيا، مستهدفة السكان المدنيين في مناطق عدة من البلاد".

وجددت دعوتها حلفاء كييف إلى إرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وقالت إن "كل تأخير في تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني يعني خسارة مزيد من الأرواح"، وصعدت كييف هجماتها الانتقامية الطويلة المدى على روسيا، التي تنفذها باستخدام طائرات مسيرة.

وفي السياق قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 69 مسيرة أوكرانية فوق أراضيها، من دون أن تشير إلى أضرار.

وأفاد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه تم استهداف العاصمة بأكثر من 12 مسيرة.

هجمات "ممنهجة"

وقال الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديد الحكومية في أوكرانيا لـ"رويتز"، إن روسيا شنت موجة كبيرة من الهجمات على السكك الحديد منذ الصيف، مستخدمة تكتيكات جديدة لضرب نقاط رئيسة بطائرات مسيرة بعيدة المدى، لكن الشبكة صامدة حتى الآن.

وقال أولكسندر بيرتسوفسكي في مقابلة داخل عربة قطار بمحطة السكك الحديد المركزية في العاصمة كييف "هدفهم الأول بث الذعر بين الركاب، وهدفهم الثاني ضرب الاقتصاد".

وليس هناك تركيز بصورة خاصة على ما يبدو على استهداف الشحنات العسكرية، وقال المسؤول "هذه كلها في جوهرها ضربات على البنية التحتية المدنية".

ويبلغ عدد العاملين في شركة "أوكرزاليزنيتسا"، وهي شركة السكك الحديد الضخمة المملوكة للدولة، 170 ألف موظف، وشكلت هدفاً للهجمات الروسية منذ بداية الهجوم الروسي قبل ثلاثة أعوام ونصف العام، لكن الهجمات تكثفت مما تسبب في تأخيرات متكررة.

وقال بيرتسوفسكي إن الهجمات، التي ضربت عشرات المحطات الفرعية، مرتبطة بالزيادة الكبيرة في الطائرات المسيرة البعيدة المدى التي ينتجها مجمع الصناعات العسكرية الروسي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ناقش مع المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ شراء أسلحة من الولايات المتحدة سبق أن طلبتها كييف. وأضاف زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، "أطلعته على الوضع في الجبهة ونتائج العملية الهجومية المضادة قرب مدينتي دوبروبيليا وبوكروفسك، كما تطرقنا إلى تطور التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة".

وكان مصدران مطلعان لفتا إلى أن الحزمة الأولى من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا في عهد الرئيس دونالد ترمب نالت الموافقة، وأصبح من الممكن شحنها قريباً بعد استئناف واشنطن إرسال الأسلحة إلى كييف، لكن هذه المرة ستكون بموجب اتفاقية مالية جديدة مع الحلفاء.

وهذا هو أول استخدام لآلية جديدة وضعتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتزويد أوكرانيا بأسلحة من المخزونات الأميركية بتمويل من دول أعضاء بحلف شمال الأطلسي.

وذكرا المصدران أن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي وافق على ما يصل إلى شحنتين بقيمة 500 مليون دولار بموجب الآلية الجديدة المسماة "قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية".

15 طائرة مسيرة

في الأثناء، قال مسؤولون إن وحدات روسية مضادة للطائرات أسقطت في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين عدداً من الطائرات الأوكرانية المسيرة كانت متجهة إلى موسكو، إضافة إلى مزيد منها في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا ومناطق روسية أخرى.

وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في منشورات على تطبيق "تيليغرام" إن 15 طائرة مسيرة دمرت وهي في طريقها إلى المدينة على مدى أقل من أربع ساعات بقليل.

وقال حاكم منطقة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم، موطن الأسطول الروسي في البحر الأسود، ميخائيل رازفوجاييف، إن وحدات مضادات الطائرات دمرت ما لا يقل عن ست طائرات مسيرة بالقرب من الميناء. 

وقد أدى سقوط الحطام إلى نشوب حريق على أرض مكشوفة، ولكن تسنى إخماده.

وقال حاكم منطقة تولا في وسط روسيا ديمتري ميلياييف إن ثلاث طائرات مسيرة أسقطت من دون وقوع خسائر مادية أو بشرية.

الدفاع عن "كل شبر من أراضي" الأطلسي

تعهدت الولايات المتحدة أمس الإثنين الدفاع عن "كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي"، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي دعت إليه إستونيا بعد توغل طائرة روسية في مجالها الجوي، في ثالث حادثة من نوعها تستهدف جيران روسيا خلال 10 أيام.

وقال السفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة مايك والتز "بينما يسعى الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب والولايات المتحدة إلى إنهاء هذه الحرب الوحشية بين روسيا وأوكرانيا، نتوقع من روسيا أن تسعى إلى إيجاد سبل لتهدئة الوضع، لا أن تخاطر بتوسيع نطاق الصراع". وأضاف "على روسيا أن تضع حداً عاجلاً لهذا السلوك الخطر".

وقبيل انعقاد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بدعوة من تالين تلا وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا بياناً أيدته نحو 50 دولة حليفة طالب فيه موسكو أيضاً بإنهاء "الاستفزازات والتهديدات" ضد جيرانها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال إن "تصرفات روسيا غير المسؤولة لا تشكل انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل تمثل أيضاً تصعيداً مزعزعاً للاستقرار، يقرب المنطقة من الصراع أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة".

وكانت ثلاث طائرات حربية روسية دخلت الجمعة المجال الجوي الإستوني وبقيت فيه لمدة 12 دقيقة. ونفت موسكو أي انتهاك.

تأتي هذه الحادثة بعد أيام قليلة من تحليق نحو 20 مسيرة روسية فوق المجال الجوي البولندي، أسقطت ثلاث منها. كما تحدثت رومانيا عن تحليق مسيرة روسية فوق أراضيها.

وقال نائب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جاي دارمادهيكاري إن "هذه المرة الثالثة خلال 10 أيام تنتهك فيها روسيا المجال الجوي للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. هذا التوغل الأخير لا يترك مجالاً للشك: روسيا تختار التصعيد والاستفزاز".

"هستيريا معادية لروسيا"

دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ميروسلاف جينكا "جميع الأطراف المعنيين إلى التصرف بمسؤولية واستخدام كل القنوات المتاحة واتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوترات ومنع مزيد من الأخطار على الأمن الإقليمي".

وخلال الحادثة التي وقعت في المجال الجوي الإستوني أرسلت مقاتلات إيطالية من طراز "أف-35" تابعة لبعثة دعم الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بحر البلطيق، إلى جانب طائرات سويدية وفنلندية لاعتراض الطائرة الروسية.

وفي مواجهة الأدلة التي جمعتها إستونيا وحلفاؤها أكد نائب السفير الروسي دميتري بوليانسكي أنه "كما الحال دائماً، لا يوجد دليل سوى الهستيريا المعادية لروسيا الصادرة من تالين". وأكد أن "الطائرة الروسية لم تنحرف عن المسار المتفق عليه ولم تدخل المجال الجوي الإستوني. لقد حلقت فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق".

الأول منذ 34 عاماً

يعد اجتماع أمس الإثنين في الأمم المتحدة الأول الذي تطلبه إستونيا منذ 34 عاماً من عضويتها في الأمم المتحدة، وهي أيضاً عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وداعم قوي لأوكرانيا.

وأكد ترمب أول من أمس الأحد أن الولايات المتحدة ستشارك في الدفاع عن بولندا ودول البلطيق إذا كثفت روسيا نشاطها العسكري في المنطقة.

يبدو أن العلاقات التي كانت ودية أحياناً بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد تدهورت، إذ يواصل الأخير هجومه على أوكرانيا رغم جهود الرئيس الأميركي من أجل السلام.

عقب زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة الخميس الماضي قال ترمب إن بوتين "خذله حقاً" بمواصلته الحرب التي دخلت عامها الرابع.

المزيد من الأخبار