Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذا السبب لم ينس الملك تشارلز علاقته المميزة بابنة الرئيس نيكسون

في العام نفسه الذي التُقطت فيه صورة لأمير ويلز في مباراة بولو إلى جانب كاميلا الشابة المفتونة، ظهرت شقراء أخرى في المشهد- هي تريشا نيكسون، ابنة الرئيس الأميركي السابق. فلماذا لم تتطور تلك 'العلاقة المميزة' إلى علاقة حقيقية؟

الرئيس نيكسون وزوجته يستقبلان الأمير تشارلز والأميرة آن على شرفة الرواق الجنوبي للبيت الأبيض (أرشيف بيتمان/غيتي)

ملخص

اللقاءات الملكية الأميركية، من علاقة تشارلز بتريشا نيكسون إلى زواج هاري من عروس أميركية، تكشف التداخل بين العائلة المالكة والسياسة الأميركية، وتوضح كيف أصبح الانقسام داخل العائلة الملكية أداة دبلوماسية، بينما تبقى وسائل الإعلام والدبلوماسية الهادئة وراء الكواليس مؤثرة في إدارة هذه العلاقات الخاصة.

خلال المأدبة الرسمية التي أقيمت ليلة الأربعاء الماضية، خرج كلام ترمب من القلب مباشرة- فاستفاض في إشادته بالعلاقة "الثمينة والأبدية" بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مؤكداً أن الملك "صديقه" فيما اختار كلاماً منمقاً عن "التاريخ والمصير والحب واللغة" ليصف العلاقة الخاصة بين البلدين. لكن الملك الذي ظل وفياً لخطابه المكتوب، هو من تعمق في الكلام عما كان ليشكل "علاقة خاصة" فعلاً، بإشارته إلى تلك اللحظة الغابرة حين "كان من المحتمل أن أصاهر أسرة نيكسون!" وفق اعتراف تشارلز نفسه.

قابل الحضور هذا الكلام بضحكات خجولة، من دون أن يفهم معظمهم عما يتكلم عنه الملك العجوز. لكن لا شك في أن الملكة، تحت تاجها المرصع بالياقوت، كانت تفهم تلميح تشارلز تماماً. ففي ذلك الصيف المصيري نفسه من عام 1970، حين التقى أمير ويلز الخجول آنذاك لأول مرة بكاميلا الواثقة بشدة من نفسها والإنجليزية حتى النخاع في مباراة بولو، ظهرت امرأة أخرى في الصورة.

حين سافر الأمير الشاب، الذي لم يتجاوز الـ21 من عمره وكان ساذجاً، قليل الخبرة، ووصف بأنه "لا يمكن اعتباره رمزاً للجاذبية"، من كندا إلى أميركا في زيارة قصيرة استمرت يومين، توجهت كل الأنظار إلى الأمير وابنة الرئيس نيكسون البكر، تريشا الهيفاء وقصيرة القامة. كانت الفتاة الشقراء تشع ثقة بالنفس والأهم من ذلك أنها تكبُر تشارلز بقليل، وبمثابة نسخة من كاميلا في الجانب الثاني من المحيط الأطلسي: شابة تتمتع بسحر ناعم وهادئ وتتحدر من عائلة سياسية رفيعة المستوى. فلا عجب إذن في أن يبدو الأمير مرعوباً في جميع اللقطات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الصيف، ركز الرئيس نيكسون على الفرصة السانحة؛ إذ كان غارقاً حتى أذنيه في مستنقع حرب فيتنام ومتأثراً كعادته بتشكيل صورته العامة، وتشير كل الروايات إلى أنه "أظهر حماساً فوق العادة للأسرة المالكة" وقد استضاف برنامجاً من الفعاليات التي جمعت الأمير بتريشا في كل الأوقات. وشملت هذه الفعاليات مباراة بيسبول لفريق واشنطن سيناتورز في ملعب روبرت كينيدي حيث جلس الثنائي جنباً إلى جنب وانغمسا في الحديث والضحك، إضافة إلى حفل عشاء راقص في البيت الأبيض، حضره 700 مدعو.

خلال فصل الصيف نفسه، اصطحبت تريشا كاميرات المحطات التلفزيونية الأميركية في جولة في الطابق العلوي من البيت الأبيض. وقفت الشابة على شرفة هارولد ترومان مرتدية فستاناً قصيراً ومذهلاً من الدانتيل الأبيض لتجري مقابلة أظهرت فيها بعض الغنج في الوقت الذي بدت فيه أيضاً واثقة ورزينة، ويذكر أسلوبها بمدى تأثر النظام الرئاسي الأميركي بالنظام الملكي الدستوري البريطاني. وفي الواقع، غالباً ما يشار إلى النظام الأميركي على أنه ملكية انتخابية، وقد يصح القول إن المكون السحري الوحيد الذي تفتقر إليه الولايات المتحدة هو بريق مبدأ الوراثة. كانت هذه العلاقة لتكون طريقة لجمع أفضل ما في العالمين.

بعد عقود من الزمن، وبعد زواج تريشا بمحامٍ من خريجي هارفارد، اعترف تشارلز "كان ذلك الأمر مضحكاً للغاية... حاولوا تزويجي بتريشا نيكسون". لكن في ذلك الوقت في أميركا، لم يكن هناك شك في أن هذه العلاقة الخاصة يمكن أن تنتهي بزواج حقيقي. وقد كتب أحد المعلقين أن "نيكسون كان مفتوناً" لأنه "يفتقر إلى ما كان تشارلز وآن يتمتعان به بوفرة". ويواصل المقال سخريته من الرئيس الحديث بالسلطة والنعمة ومن "سعيه الحثيث والعقيم في آن واحد وراء السحر الذي كان الأمير... يبثه بكل تلقائية". وقد يكون هذا الكلام أحد الطرق لوصف مشية تشارلز غير الواثقة وشعره الأسود غير المرتب.

في النهاية، وصفت وسائل الإعلام تلك الحكاية بأنها "الخطبة التي لم تتم"، فيما لم يكن اندهاش نيكسون البريء أمام الجاذبية الراسخة للملكية أمراً جديداً. فرغم كل التهجم على الملوك إبّان الثورة الأميركية (وهو ما أُشير إليه بمهارة في مأدبة الدولة الملكية)، اعترف توماس جيفرسون عام 1789 بأن "بعضنا لم يتخلَ عن عبادة الأصنام تلك". وفي الولايات المتحدة، تزامنت الطفرة الاقتصادية في القرن التاسع عشر مع تزايد شعبية الملكية البريطانية في عهد الملكة فيكتوريا.

الطبقة الثرية الفاحشة في أميركا كانت مهووسة بعائلاتنا وألقابنا القديمة، في زمن أصبح فيه الزواج من نبلاء إنجليز مفلسين أمراً مألوفاً، كما حدث مع الدوق التاسع لمارلبورو وزوجته الأميركية التعيسة كونسيلو فاندربيلت-بالسان. أما جيني جيروم، التي أصبحت لاحقاً السيدة راندولف تشرشل، فكانت قصة أكثر نجاحاً (ولو أقل ثراء). ويحمل كشف كير ستارمر عن أرشيف تشرشل في تشيكيرز أكثر من دلالة وعلى عدة مستويات. فيما يذكرنا الرئيس ترمب على دوام "من منظور أميركي، كلمة ’خاصة‘ لا تكفي لوصف العلاقة بين بلدينا".

ربما ذلك صحيح، لكن إن كانت بريطانيا مستعدة في عام 2025 لاستعراض كامل مجدها التقليدي (بما في ذلك كيت "الجميلة جداً" التي ارتدت معطفاً ذهبي اللون ووُضعت بشكل استراتيجي إلى جانب دونالد المتباهي) على أمل عقيم بالحصول على شروط تجارية أفضل، فلا يسعنا إلا أن نتساءل إلى أين كان سيوصلنا وجود فرد من عائلة نيكسون في قصر باكنغهام.

يمكننا الافتراض بأن تريشا، بصفتها آنسة من العائلة الأولى في أميركا، كانت لتُجنب الانتقادات اللاذعة والغطرسة التي عانت منها واليس سيمبسون (مع أن فضيحة ووترغيت ربما كانت لتخرب على عائلة وندسور ادعاءها الحياد السياسي). أما السيدة سيمبسون التي تتحدر من بالتيمور وسبق لها أن تزوجت مرتين قبل أن تأسر قلب إدوارد الثامن، فلم تملك أي أمل بكسب تأييد الجمهور البريطاني المتكبر. كانت الرقصة التي أداها جون ترافولتا مع الأميرة ديانا عام 1985 أقرب بكثير إلى الهدف المنشود- إذ كانت عابرة بالشكل الكافي، واستعراضية على طريقة هوليوود بحيث شعرت جميع الأطراف أنها فائزة (فيما كان الزمن قد طوى مكانة تشارلز كالنجم الأبرز في مؤسسة ويندسور).

بعد قرابة قرن على زواج السيدة سيمبسون، يثبت زواج ميغان بالأمير هاري أن بريطانيا لم تفقد قدرتها على السخرية المبطنة. وفي هذه الأثناء، في كاليفورنيا، لم يفلح التصاق ميغان الشديد بقلب "الدوقة" في تهدئة المخاوف البريطانية من الاستغلال.

أما بالنسبة إلى ترمب، الرجل الذي لا ينقصه شيء سوى التاج، فأميركا كما يراها لا تعترف بمثيلات ميغان ماركل في هذا العالم. فمن الواضح أن الرئيس الـ74 للولايات المتحدة المتحدر من أصل إسكتلندي بروتستانتي الذي وُلد لأب يناصر الملكية، يشعر بالقرب من العائلة البريطانية المالكة أكثر بكثير منه إلى أميرة مختلطة العرق من بلاده. وقد كال كل ذلك المديح بالتالي لجهة واحدة فيما أصر بكل وضوح على أن الملك قد أنشأ "ابناً رائعاً، صاحب السمو الملكي أمير ويلز" الذي كما أكد لنا ترمب سيحقق "نجاحاً منقطع النظير في المستقبل".

وبالفعل كان طيف الأمير هاري وعروسته الأميركية الموضوع الأكبر الذي تجنبه الحاضرون تذكير بأن نصف الأميركيين فقط يؤيدون هذا الرئيس المثير للجدل، بينما تبدو بريطانيا بقيادة ستارمر وكأنها وضعت ترمب على أعلى منصة تقدير. ويعكس هذا الانقسام العميق عالماً متفرقاً كما لم يحدث من قبل، يقوده دونالد ترمب الذي يفاقم الانقسامات، وفي المقابل، أصبح الانقسام داخل العائلة الملكية البريطانية مفيدًا بشكل غير متوقع على الصعيد الدبلوماسي خلال هذه الزيارة الرسمية الثانية الاستثنائية.

أما في ما يتعلق بالملكة كاميلا، وبالسؤال عما إذا استحسنت تذكيرها بمنافستها الشقراء منذ 50 عاماً، فقد يتطلب الأمر بعض الدبلوماسية خلف الأبواب الموصدة...

تيسا دانلوب مؤلفة كتاب "إليزابيث وفيليب، قصة حب شاب وزواج وملكية"

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير