ملخص
قال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني "لا توجد استراتيجية لتدمير غزة"، وأضاف أن هدف الجيش هو تدمير "حماس" واستعادة الرهائن.
ونفت حركة "حماس" استخدام الأبراج السكنية لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
على مدى عقد من الزمن، ظل الفلسطيني شادي سلامة الريس الموظف بأحد البنوك يسدد قرضاً عقارياً بقيمة 93 ألف دولار لشقته في مبنى حديث شاهق الارتفاع بأحد الأحياء الراقية في مدينة غزة، والآن يعيش هو وأسرته في فقر مدقع بعد فرارهم من ضربة إسرائيلية هدمت المبنى في غمضة عين ليتحول إلى كومة أنقاض وسط سحابة من الدخان والغبار.
حملة هدم مكثفة
ويمثل الهجوم الذي وقع في الخامس من سبتمبر (أيلول) الجاري على برج مشتهى المكون من 16 طابقاً بداية حملة هدم مكثفة نفذها الجيش الإسرائيلي مستهدفاً المباني الشاهقة قبل الهجوم البري على قلب المدينة المكتظة بالسكان، الذي بدأ الأسبوع الماضي.
قبل الحرب
قبل الحرب اشتهر برج مشتهى بين طبقة المؤهلات المهنية والطلاب في مدينة غزة بإطلالته على البحر وموقعه الملائم القريب من حديقة عامة وجامعتين.
وقال الريس إن البرج كان يؤوي في الأصل نحو 50 عائلة، لكن هذا العدد ارتفع لثلاثة أمثال خلال الأشهر القليلة الماضية بعدما استقبل سكانه أقاربهم النازحين من أجزاء أخرى من غزة.
وانتشرت عشرات الخيام التي تؤوي مزيداً من العائلات النازحة حول قاعدة البرج، ولحقت أضرار بالطوابق العليا من المبنى جراء غارات سابقة.
ويظهر مقطع فيديو صورته "رويترز" ما حدث بعد ذلك، إذ سقطت قذيفتان من الجو وانفجرتا في وقت واحد تقريباً بقاعدة البرج لينهار في نحو ست ثوان، وتصاعد الغبار والدخان وتناثر الحطام في الشوارع وفوق خيام النازحين، الذين تفرقوا وهم يركضون ويصرخون.
ورداً على سؤال من "رويترز" قال الجيش الإسرائيلي إنه كان لدى "حماس" "بنية تحتية تحت الأرض" أسفل برج مشتهى، استخدمتها لمهاجمة القوات الإسرائيلية، ولم يستجب الجيش لطلب تقديم أدلة.
وفي رد على "رويترز" قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أيضاً أدلة تثبت أن الأبنية الأخرى التي وصفها بأنها بنية تحتية إرهابية كانت أهدافاً عسكرية مشروعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
20 برجاً سكنياً
على مدى الأسبوعين الماضيين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هدم ما يصل إلى 20 برجاً سكنياً في مدينة غزة قائلاً إن حركة "حماس" تستخدمها، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن 50 "برجاً للإرهابيين" جرى هدمها.
تسبب هذه الحملة في تشريد المئات، وفي الإطار الزمني نفسه سوت القوات الإسرائيلية مناطق بالأرض في أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية والشيخ الرضوان وغيرها. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية الدمار الذي لحق بعشرات المباني في الشيخ الرضوان منذ أغسطس (آب) الماضي.
تهجير سكان مدينة غزة
ويخشى الريس أن يكون التدمير هدفه تهجير سكان مدينة غزة بصورة دائمة، وهو رأي تتفق معه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وقال المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان، في بيان، إن مثل هذه الحملة المتعمدة لنقل السكان تعد تطهيراً عرقياً.
وأنذرت إسرائيل جميع السكان المدنيين في مدينة غزة مطالبة إياهم بالإخلاء في أثناء الهجوم. وفي الأسبوع الماضي أغلقت معبراً إلى شمال غزة وهو ما حد من الإمدادات الغذائية الضئيلة للمنطقة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني "لا توجد استراتيجية لتدمير غزة"، وأضاف أن هدف الجيش هو تدمير "حماس" واستعادة الرهائن، وأضاف أن "حماس" استخدمت المباني الشاهقة لمراقبة القوات الإسرائيلية ومهاجمتها، لافتاً إلى أن الحركة استخدمت المدنيين دروعاً بشرية وزرعت ألغاماً في المباني، وكثيراً ما يلقى جنود إسرائيليون حتفهم بعبوات ناسفة في غزة.
ونفت حركة "حماس" استخدام الأبراج السكنية لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
إبادة جماعية
وقال مصدران أمنيان إسرائيليان إن أهداف الجيش والسياسيين في إسرائيل ليست متوافقة دائماً، وأشار أحدهما إلى أن أفكاراً مثل إخلاء مناطق في غزة من الفلسطينيين لإعادة إعمارها مستقبلاً تتعارض مع الأهداف العسكرية، ولم يرد مكتب نتنياهو بعد على طلب للتعليق.
والأسبوع الماضي، خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ووصفت إسرائيل هذا الاستنتاج بأنه منحاز و"شائن"، ويقول متخصصو الأمم المتحدة إن تدمير المساكن والبنية التحتية المدنية يعد جريمة حرب.