ملخص
تبدأ زيارة الشرع يوم الأحد المقبل، وتشمل سلسلة لقاءات ولا سيما مع ترمب وغوتيريش ورئيس وزراء اليونان ورئيس وزراء قبرص والرئيس التركي وقادة دول عربية وأجنبية، وتشمل زيارته المشاركة في "قمة كونكورديا"، وحواراً في معهد الشرق الأوسط، وخطاباً تاريخياً أمام زعماء العالم
يجري الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس سوري منذ عام 1967، كما تعتبر تتويجاً لحقبة جديدة من العلاقات السورية- الأميركية، إذ تسعى سوريا الجديدة للتحالف مع الولايات المتحدة، والخروج من المعسكر الشرقي إلى المعسكر الغربي.
تبدأ زيارة الشرع، الأحد 21 سبتمبر (أيلول) الجاري، إذ ينطلق من دمشق في طائرة خاصة، في حين سبقه إلى الولايات المتحدة وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية على رأسه الوزير أسعد حسن الشيباني الذي سيجري سلسلة لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي بينهم السيناتور ليندسي غراهام، المعروف بمواقفه المتشددة ضد إيران، وكذلك النائب جو ويلسون، الذي كرر دعوته لرفع كامل العقوبات عن سوريا، وأيضاً عضو مجلس الشيوخ كريس فان هولن، وذلك قبل لقائه وزير الخارجية ماركو روبيو.
الشرع في حفل ترمب الخاص
يصل الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة مساء الأحد، ومن المقرر أن يلتقي في اليوم نفسه وفداً من ممثلي الجالية السورية بالولايات المتحدة الأميركية، وفي اليوم التالي، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ضمن فعاليات حفل رسمي يقيمه الأخير، يشارك فيه أيضاً كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ومدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية قتيبة إدلبي، ومدير المراسم في وزارة الخارجية قتيبة قاديش، والمندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، ومدير المنظمات في وزارة الخارجية سعد بارود، ومسؤولون آخرون.
يستقبل ترمب الشرع الإثنين 22 سبتمبر، لكن ليس من المؤكد حتى لحظة إعداد هذا التقرير ما إذا كان اللقاء سيتضمن توقيع اتفاق مع إسرائيل، وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ "اندبندنت عربية"، فإن "سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقاً هذا الأسبوع، لكن لم يتمّ تحديد التاريخ بعد، وهناك ثلاثة تواريخ مقترحة، الأول يوم الإثنين، والثاني يوم الخميس، والثالث في 29 سبتمبر، لكن لم يتم حتى الآن تحديد التاريخ الدقيق". وأكدت المصادر أنه "لم يبقَ أمام توقيع الاتفاق السوري- الإسرائيلي سوى ترتيبات لوجستية وروتينية".
الخطاب الأول بعد الغياب السوري الطويل
يوم الأربعاء، 24 سبتمبر، يلتقي الشرع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وسيجريان محادثات موسعة حول سوريا، من بينها العلاقة مع إسرائيل، ومواصلة التعاون بين الحكومة السورية والأمم المتحدة، وبعد اللقاء سيتم الإعلان رسمياً عن نقل مكتب الأمم المتحدة الخاص بسوريا من جنيف إلى دمشق للمرة الأولى، وفي اليوم نفسه من المقرر أن يتم تنظيم تجمع من قبل الجالية السورية في الولايات المتحدة، في مسيرة ترحيب بالرئيس الشرع، تنطلق التاسعة صباحاً، بتوقيت نيويورك، من أمام مبنى الأمم المتحدة، وفي اليوم نفسه، يلقي الشرع كلمته أمام زعماء العالم المشاركين بالقمة.
على هامش الزيارة إلى نيويورك المقررة رسمياً من 21 إلى 25 سبتمبر، وربما يتم تمديدها إلى 29 سبتمبر، لأسباب تتعلق بالاتفاق الأمني مع إسرائيل، على هامش هذه الزيارة، سيلتقي الشرع عدداً من قادة الدول العربية والأجنبية، من بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، كما تحدث مصدر سوري عن لقاء قد يجمع الشرع مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لكن لا يوجد تأكيد رسمي حول هذين اللقاءين إلى الآن.
"قمة كونكورديا" على جدول الأعمال
ضمن مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشارك الشرع في "قمة كونكورديا"، وفق ما أعلنت المنصات الرسمية التابعة للقمة، وستعقد القمة فعالياتها لعام 2025 بين 21 و24 سبتمبر الجاري، وتجدر الإشارة إلى أن قمة "كونكورديا" هي منتدى عالمي سنوي يجمع قادة الحكومات والشركات والمنظمات لمناقشة حلول للتحديات العالمية والمحلية، وتقام عادة في مدينة نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2011، وتصف نفسها بأنها الجهة العالمية الرائدة التي تجمع رؤساء الدول والمسؤولين الحكوميين وكبار المديرين التنفيذيين وقادة المنظمات غير الربحية ومراكز الأبحاث والمؤسسات، لإيجاد حلول للتحديات مثل الاقتصاد العالمي، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والتغير المناخي، وغيرها، كذلك هي تعد أكبر منتدى غير حزبي، إلى جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتركز قممها الإقليمية على مجالات عالمية رئيسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ضيافة معهد الشرق الأوسط
يشارك الرئيس السوري أيضاً خلال وجوده في نيويورك، في حوار بمعهد "الشرق الأوسط"، حيث أعلن المعهد في حسابه على منصة "إكس" أنه سيستضيف الشرع "لإجراء حوار مع تشارلز ليستر وهو زميل أول ومدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط"، وبحسب المعهد أيضاً فإن "من المتوقع أن يقدم الشرع رؤية معمقة حول مسار البلاد وعلاقاتها المتطورة مع الولايات المتحدة ودول المنطقة".
يذكر أن معهد الشرق الأوسط، تأسس عام 1946، وهو أقدم مؤسسة في واشنطن مخصصة حصرياً لدراسة الشرق الأوسط، بحسب ما يعرف عن نفسه عبر موقعه الإلكتروني، وهو مركز أبحاث مستقل يقدم تحليلات سياسية متخصصة، وخدمات تعليمية وتطوير مهني، ويعد مركزاً للتفاعل مع فنون وثقافة المنطقة، ويضم مركز السياسات التابع للمعهد 18 برنامجاً بحثياً، ويعمل فيه أكثر من 150 باحثاً، وهو أيضاً "مؤسسة يرتكز عملها على التقاطع بين السياسة والثقافة، كما تعكس مراكزه وبرامجه الالتزام بتعزيز فهم المنطقة بشكل أعمق، ويهدف إلى تعميق معرفة مواطني ومواطنات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط وتعزيز التفاهم بين شعوب المنطقتين".
وتأكيداً لما انفردت بنشره "اندبندنت عربية"، قال الرئيس السوري إن المحادثات الأمنية مع إسرائيل قد تسفر عن نتائج "في الأيام المقبلة"، وأضاف للصحافيين مساء الأربعاء الماضي، أن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل "ضروري"، لضمان احترام إسرائيل للمجال الجوي السوري وسلامة أراضيه. وأشار الرئيس السوري إلى أنه في حال نجاح الاتفاق الأمني فسيكون من الممكن التوصل إلى "اتفاقات إضافية"، لكنه أوضح أن اتفاق السلام أو التطبيع غير مطروحين حالياً، كما نفى أن تكون واشنطن تمارس ضغوطاً للتوصل إلى اتفاق.
وكانت "اندبندنت عربية" نقلت عن مصادر خاصة أن سوريا وإسرائيل تجريان محادثات متقدمة، بهدف توقيع اتفاق أمني خلال الأيام القليلة المقبلة. وأفادت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى بأن "وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في العاصمة البريطانية لندن، بحضور السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا توم براك".
"اللقاء بحث وقف التصعيد بين الطرفين"
وقال مصدر دبلوماسي سوري إن "اللقاء بحث وقف التصعيد بين الطرفين، وطرحنا في اللقاء رؤية لخفض التصعيد ضمن إطار اتفاق عام 1974، إذ تعهد الوفد السوري بضمان أمن الحدود مع الأراضي المحتلة في مقابل وقف التعدي الإسرائيلي". وأضاف "الرؤية السورية تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من الأراضي التي تم احتلالها بعد الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهدف الاتفاق الأمني مع إسرائيل تحقيق أمن جماعي متوازن والالتزام بالقرارات الشرعية الدولية". وأكد المصدر أن "المقترح السوري يشترط إعادة انتشار قوات الأمم المتحدة في المنطقة العازلة، وأوضحنا أن السلام المستدام يتطلب معالجة جذور التوتر بالمنطقة وعلى رأسها الاحتلال، وأن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتجزئة أو المساومة". واستدرك بالتأكيد أن "توقيع اتفاق سلام شامل، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية، وتبادل السفراء والتبادل التجاري، لم يجرِ طرح كل هذه الأمور في المناقشات التي تجرى حالياً، وإنما تم التركيز على الجانب الأمني". وأضاف أن "سوريا تركز في المرحلة الحالية على ضبط الأمن والهدوء، وتحقيق الاستقرار، والتركيز على مسار التنمية، وتحسين الاقتصاد، وبدء مراحل إعادة إعمار البلاد". وأكد أن "سوريا واحدة موحدة تحت علم واحد، ولا نقبل بأية صورة من صور الانفصال أو محاولات تجزئة البلاد، ونتلقى دعماً عربياً وإقليمياً ودولياً، من أجل الحفاظ على وحدة سوريا". وأشارت المصادر ايضاً إلى أن "الشرع لا يزال متردداً بخصوص لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب استمرار الحرب على غزة، إلا أن مسؤولين أميركيين يضغطون على سوريا لعقد اللقاء".