Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجلس الأمن يدين الضربات في قطر من دون ذكر إسرائيل بالاسم

"حماس": الهجوم "اغتيال لمسار التفاوض برمته" والولايات المتحدة "شريك كامل" فيه

ملخص

دول عربية تعرب عن تضامنها مع قطر، ومسؤول إسرائيلي يقول إن بلاده ستنال من قادة "حماس" المرة المقبلة.

دان مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس الضربات التي تعرضت لها قطر أول من أمس الثلاثاء، في إشارة الى استهداف إسرائيل قادة حركة "حماس" في الدوحة، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل بالاسم.

وضمن البيان الذي يتطلب موافقة كل أعضاء المجلس، بما في ذلك الولايات المتحدة الحليفة الوثيقة لإسرائيل، أعربت الدول الـ15 عن "إدانتها للضربات الأخيرة على الدوحة، وهي أرض وسيط محوري" في جهود التوصل الى هدنة في قطاع غزة، مؤكدة "دعمها سيادة قطر وسلامة أراضيها".

وشدد أعضاء المجلس على "أهمية خفض التصعيد"، معربين عن "تضامنهم مع قطر" ومؤكدين "دورها الحيوي إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في جهود الوساطة في المنطقة".

وأكد المجلس الذي يعقد جلسة علنية حول هذه الضربات اليوم أن "الإفراج عن الرهائن، بمن فيهم أولئك الذين قتلتهم ’حماس‘، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، يجب أن يظلا الأولوية القصوى".

ومنذ هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وما أعقبه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، ظل مجلس الأمن عاجزاً إلى حد كبير عن اتخاذ أي إجراء بسبب الاستخدام المتكرر لحق النقض، بخاصة من جانب الولايات المتحدة.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجه انتقاداً نادراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الغارات الجوية التي استهدفت قادة "حماس" في قطر أول من أمس، فلم يخفِ عدم ارتياحه للضربة.

"حماس": الهجوم الإسرائيلي على قطر يعد "اغتيالاً لمسار التفاوض برمته"

اعتبرت حركة "حماس" اليوم الخميس أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يعد "اغتيالاً لمسار التفاوض برمته"، متهمة الولايات المتحدة بأنها شريك كامل فيه، وذلك بعيد تشييع ضحايا القصف بمشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وكان هجوم إسرائيلي غير مسبوق استهدف أول من أمس الثلاثاء مبنى في قطر يضم الوفد المفاوض لـ"حماس"، مما أسفر عن قتل ستة أشخاص، وهم نجل أحد كبار قادتها وكبير مفاوضيها خليل الحية، ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه، إضافة إلى رجل أمن قطري.

وقال القيادي في الحركة الفلسطينية فوزي برهوم خلال كلمة من الدوحة إن "هذه الجريمة لم تكن مجرد محاولة اغتيال للوفد بل كانت قصفاً واغتيالاً لمسار التفاوض برمته"، مشيراً إلى "إصابة زوجة الحية وزوجة ابنه القتيل وأحفاده" خلال الهجوم، من دون أن يكشف عن مصير قادة الحركة الذين كانوا في اجتماع داخل المبنى.

واتهم برهوم الولايات المتحدة بأنها شريك كامل في الهجوم الإسرائيلي، وصرح بأن "الإدارة الأميركية شريك كامل في هذه الجريمة بتحملها المسؤولية السياسية والأخلاقية عبر توفير الغطاء والدعم المتواصل لعدوان الاحتلال وجرائمه المستمرة ضد شعبنا".

ورفضت قطر اليوم الخميس مزاعم تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي تحدث عن إعادة تقييم الدوحة لشراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، ووصفته بأنه "خاطئ تماماً".

ووفقاً لبيان أصدره مكتب الإعلام الدولي القطري، أكدت الدولة الخليجية أن علاقاتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن "أقوى من أي وقت مضى، وتستمر في النمو".

وجاء النفي القطري بعدما ذكر موقع "أكسيوس" أن رئيس وزراء قطر أبلغ البيت الأبيض أن بلاده ستعيد تقييم شراكتها الأمنية مع واشنطن بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وصفه بـ"الخيانة".

ولم يبدِ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي اعتذار علني، بل ألمح حتى إلى أنه قد يأمر بشن هجوم آخر، بغض النظر عن مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

قمة عربية إسلامية طارئة

أعلنت وكالة الأنباء القطرية اليوم الخميس استضافة العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة يومي الأحد والإثنين المقبلين، لبحث الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الذي استهدف قيادات في حركة "حماس" يوم الثلاثاء.

كذلك شيّعت قطر اليوم بمشاركة أميرها ستة أشخاص قتلوا في القصف الإسرائيلي وسط حراسة أمنية مشددة في مسجد في الدوحة.

وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب على الضحايا وهم خمسة فلسطينيين وعنصر أمن قطري، ولُف نعش الأخير بعلم قطر والخمسة الآخرين بأعلام فلسطين.

وتقدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المصلين والمشيعين وكثير منهم ارتدوا الثوب الأبيض التقليدي فيما حضر آخرون بملابس عادية أو رسمية.

وأغلقت في الدوحة بعض الطرقات، خصوصاً تلك المؤدية إلى محيط المسجد مع انتشار كثيف لقوات الأمن الداخلي (لخويا) الذين قُتل أحد زملائهم في الضربة الإسرائيلية.

وشهدت الشوارع المحيطة بالمسجد ازدحامات سير خانقة، إذ أقيم التشييع في وقت الذروة بالعاصمة مع انتهاء دوامات العمل الرسمية للموظفين والمدارس، وقبل عطلة نهاية الأسبوع.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية القطرية في بيان عبر منصة "إكس" إن صلاة الجنازة ستقام عصر اليوم الخميس الـ11 من سبتمبر (أيلول) في جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وسيوارون الثرى في مقبرة مسيمير.

إلى ذلك استنكرت قطر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن استضافة البلاد مكتب حركة "حماس"، ووصفتها بأنها "متهورة".

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان شديد اللهجة صدر في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، إنها ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو.

وحذر نتنياهو أمس الأربعاء قطر من أنه يتعين عليها إما طرد مسؤولي "حماس" أو تقديمهم للعدالة، وقال "إذا لم تفعلوا ذلك، فسنفعله نحن".

قطر "تعيد تقييم" دورها في محادثات غزة

قال رئيس وزراء قطر أمس الأربعاء إن بلاده تعيد النظر في مشاركتها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، في أعقاب الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على عاصمتها التي استهدفت مسؤولين من حركة "حماس".

وأوضح الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تصريحات نقلت عبر المدونة المباشرة لـ"سي أن أن" عقب مقابلة مع الشبكة الأميركية، "كنت أعيد التفكير، حتى في شأن العملية برمتها خلال الأسابيع الماضية، أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يضيع وقتنا فحسب".

وأضاف أن الدوحة "تعيد تقييم كل شيء" متعلق بدورها في محادثات مستقبلية لوقف إطلاق النار، وتجري "محادثة مفصلة جداً" مع واشنطن حيال كيفية المضي قدماً.

ترمب أبلغ نتنياهو بأن قرار استهداف "حماس" في قطر لم يكن حكيماً

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، أن الرئيس دونالد ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قراره باستهداف حركة "حماس" داخل قطر لم يكن قراراً حكيماً.

أدلى ترمب بهذه التعليقات، خلال ما وصفته الصحيفة باتصال هاتفي حاد يوم الثلاثاء، عقب الهجوم.

ووفقاً للصحيفة، فقد رد نتنياهو بأن الفرصة كانت قصيرة لشن الهجمات وأنه استغلها.

وأضافت الصحيفة أن اتصالاً ثانياً جرى بينهما في وقت لاحق من يوم الثلاثاء وكان ودياً، وسأل ترمب فيه نتنياهو عما إذا كان الهجوم قد نجح.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء إنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، عبر خلالها عن قلقه حيال الوضع في الشرق الأوسط عقب الضربات الإسرائيلية في قطر.

روسيا تندد: انتهاك يقوض جهود السلام

نددت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء بالضربات الإسرائيلية على الدوحة، التي استهدفت الثلاثاء مسؤولين في حركة "حماس"، معتبرة إياها "انتهاكاً صارخاً" للسيادة القطرية والقانون الدولي.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن هذه الضربة "عمل يهدف إلى تقويض الجهود الدولية" للسلام، ويؤدي إلى "تصعيد جديد" في الشرق الأوسط.

ومساء الأربعاء، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفياً مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بحسب ما أعلنت وزارته.

وقالت الوزارة إن لافروف أكد مجدداً "إدانته الشديدة لهذا العمل العدواني"، الذي يعد "اعتداء غير مقبول على سيادة قطر وسلامة أراضيها".

وأضافت أن لافروف ندد بـ"الخطر الجسيم الذي تشكله تصرفات إسرائيل"، التي "تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط".

إسرائيل تتوعد بمواصلة اغتيال قادة "حماس"

قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة إنه إذا تبين أن إسرائيل لم تقتل قادة حركة "حماس" في الغارة الجوية على قطر أول أمس الثلاثاء، فستنجح في المرة المقبلة.

وأثارت الغارة مخاوف من أنها قد تقوض جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال السفير يحيئيل لايتر لبرنامج "سبيشل ريبورت" على قناة "فوكس نيوز" في وقت متأخر من أول أمس الثلاثاء "في الوقت الحالي، قد نتعرض لبعض الانتقادات، لكن المنتقدين سيتخطون الأمر مع مرور الوقت، وإسرائيل تتغير نحو الأفضل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحاولت إسرائيل اغتيال الزعماء السياسيين لحركة "حماس" بهجومها في العاصمة القطرية الدوحة أول أمس الثلاثاء، لتصعد بذلك عملها العسكري في الشرق الأوسط، فيما وصفته الولايات المتحدة بأنه هجوم أحادي ولا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية.

وجاءت الغارة الجوية بعد وقت قصير من إعلان "حماس" مسؤوليتها عن واقعة إطلاق نار يوم الإثنين، أودت بحياة ستة أشخاص عند محطة حافلات على مشارف القدس.

ولاقت عملية الدوحة تنديداً واسع النطاق، وكانت بالغة الحساسية في ضوء استضافة قطر مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة المستعرة منذ نحو عامين.

وقال لايتر "إن لم نكن قد نلنا منهم هذه المرة، فسننال منهم في المرة المقبلة".

وأرجأ مجلس الأمن الدولي اجتماعاً كان مقرراً أمس الأربعاء إلى اليوم الخميس بناء على طلب قطر، ليتمكن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من الحضور.

وقال رئيس الوزراء القطري في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" أمس الأربعاء إنه يبحث حالياً الرد على الهجمات الإسرائيلية مع الشركاء الإقليميين، وإن القادة سيجتمعون في الدوحة قريباً.

وعندما سئل عما إذا كانت الدوحة ستغلق المكتب السياسي لـ"حماس"، قال إن حكومته "تعيد تقييم كل شيء" في شأن الخطوات التالية التي ستتخذها. وأضاف "نجري محادثة مفصلة للغاية مع الحكومة الأميركية، وعلينا أن نفهم ما هو المسار المقبل".

مقتل 5 من أعضاء "حماس" بينهم نجل خليل الحية

قالت "حماس" إن خمسة من أعضائها قتلوا في الهجوم، من بينهم نجل رئيس الحركة في غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية. وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" سهيل الهندي إن القيادة العليا للحركة نجت من الهجوم.

أثار الهجوم الإسرائيلي موجة من الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل إلى قطر، ومن المتوقع أيضاً وصول ولي العهد الأردني الأمير حسين، وكذلك أبلغ مسؤول مطلع "رويترز" بأن من المتوقع أن يصل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى الدوحة اليوم الخميس.

وقال المسؤول إن هذه الزيارات تعبير عن تضامن المنطقة مع قطر، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.

المفوضية الأوروبية تقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المفوضية ستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين، وتعليق الإجراءات التجارية في اتفاق الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.

وتعكس هذه المقترحات تزايد انتقادات الاتحاد الأوروبي لسلوك إسرائيل في الحرب على غزة، وكذلك تزايد الضغوط على الذراع التنفيذية للاتحاد لاتخاذ إجراء.

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أمس إن ألمانيا، إحدى أشد المؤيدين لإسرائيل، تعلم بالمقترحات التي طرحتها رئيسة المفوضية الأوروبية، وإنها ستجري محادثات في شأن التدابير المزمعة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أحدث إجراءات أعلنتها الحكومة الإسبانية ضد إسرائيل، التي تفرض قيوداً على دخول السفن والطائرات التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل إلى الموانئ والمجال الجوي الإسباني، "تثير قلقاً بالغاً".

وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية في الدوحة في أعقاب تحذير إسرائيل للفلسطينيين بمغادرة مدينة غزة، التي كانت تضم قبل الحرب نحو مليون نسمة، في وقت تحاول فيه القضاء على ما تبقى من حركة "حماس".

وعبر السكان هناك عن قلقهم، من أن تؤدي الغارة على الدوحة إلى تقويض فرص وقف إطلاق النار.

وواصلت عائلات، بعضها يحمل أمتعته على مركبات أو عربات يجرها الحمير أو عربات ذات ثلاث عجلات، الخروج جماعات من مدينة غزة على طول الطريق الساحلي تحسباً لهجوم إسرائيلي كبير.

وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 30 شخصاً قتلوا، في أنحاء القطاع أمس الأربعاء.

أميركا عن تأثير الضربة في مفاوضات وقف إطلاق النار: "لا نعلم"

لدى سؤال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي عن تأثير الضربة في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال "الإجابة الصريحة هي أننا لا نعلم، حماس رفضت كل شيء حتى الآن، يرفضون باستمرار كل عرض يطرح على الطاولة".

ويوم السبت قالت حركة "حماس"، التي تدير قطاع غزة منذ نحو عقدين، إنها ستطلق سراح كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها.

ويسعى نتنياهو إلى إبرام اتفاق "كل شيء أو لا شيء"، الذي يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة واستسلام "حماس".

وقتلت إسرائيل عدداً من قيادات "حماس" منذ بدء الحرب في 2023، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي قادته "حماس" على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تسبب في مقتل 1200 من الجنود والمدنيين واحتجاز 251 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع قتلت حتى الآن أكثر من 64 ألفاً، وحولت القطاع إلى أنقاض.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط