ملخص
صرح القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي في مقابلة مع "اندبندنت عربية"، بأن "العرض المصري- القطري المشترك المبني على مقترحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والذي وافقت عليه حركة 'حماس'، لوقف الحرب أيّدته معظم الدول العربية ورحب به العالم". وتابع أن "ويتكوف الذي صمت في العلن، وافق على ذلك المقترح خلال المحادثات، إضافة إلى موافقة المؤسسة الأمنية والجيش في إسرائيل، باستثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
اعتبر القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "يُمكن أن يشكّل مدخلاً للمفاوضات لكنه لا يحقق وحده الأهداف الأساسية المتمثلة بوقف كامل للحرب وانسحاب كامل للجش الإسرائيلي من القطاع".
ويقوم مقترح ترمب على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول من الهدنة، ثم محادثات لإنهاء الحرب خلال 60 يوماً.
قبل دقائق من هجوم الدوحة
وأشار مرداوي في مقابلة مع "اندبندنت عربية" أجريت قبل دقائق من الهجوم الإسرائيلي على قادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة "إن ما عرضه ترمب مجرد أفكار غير مكتملة، ونحاول من خلال التواصل المستمر مع الوسطاء القطريين إنضاجها حتى تحقق ما كنا وافقنا عليه في الـ18 من شهر أغسطس/ آب الماضي".
وأوضح أن "أفكار ترمب الأخيرة وصلت إلى القيادة عبر الوسيط القطري"، نافياً وجود "أي ضغوط قطرية على 'حماس' للقبول بها". وأكد "منذ بدء المفاوضات لم يحدث ولا مرة واحدة أن تعرضنا للضغوط من الوسيطَين المصري والقطري".
وعن مقترح ترمب أشار مرداوي إلى أنه "يفتقر إلى المزامنة لضمان تنفيذ الاتفاق، فخلال الاتفاقات السابقة، كنا نقوم بما علينا، فيما تماطل إسرائيل في تنفيذ التزاماتها، في ظل عجز الوسطاء، عدا واشنطن، عن إلزامها بتنفيذ تعهداتها".
وبحسب القيادي في "حماس" فإن أي "اتفاق مع إسرائيل يجب أن يكون واضحاً وملزماً بإنهاء الحرب بضمانات أميركية عربية وبخرائط محددة".
وفي ما يبدو أنه رفض لأفكار ترمب، تساءل مرداوي، "من الذي سُيلزم العدو بفعل ما عليه في حال سلمنا جميع الأسرى الأحياء والأموات؟ وذلك على رغم صعوبة تسليم جثث الأموات لأنها تحت الأنقاض".
وكان ترمب اعتبر أن عرضه يُعد "تحذيراً أخيراً لـ'حماس'"، وحذرها من عواقب رفض شروطه لإنهاء الحرب، وقال "هذا هو تحذيري الأخير... لن يكون هناك تحذير آخر".
أفكار غابت
لكن مرداوي أشار إلى أن "أفكار ترمب التي وردت ليست بأهمية الأفكار التي غابت عن مجمل عرض ترمب، لأنها لم تتضمن وقفاً لإطلاق النار، ولا انسحاباً واضحاً مضبوطاً بتواقيت وبخرائط محددة".
وكشف عن أن تلك "الأفكار نصت على تشكيل حكومة فلسطينية تحظى بقبول إسرائيلي قبل الانسحاب من قطاع غزة"، قائلاً إن "نتنياهو يرفض حتى استلام السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، حكم القطاع".
وبحسب القيادي في "حماس" فإن "العرض المصري- القطري المشترك المبني على مقترحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والذي وافقت عليه حركة 'حماس'، أيّدته معظم الدول العربية ورحب به العالم".
وتابع أن "ويتكوف الذي صمت في العلن، وافق على ذلك المقترح خلال المحادثات، إضافة إلى موافقة المؤسسة الأمنية والجيش في إسرائيل، باستثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
منع سقوط حكومة نتنياهو
وتابع مرداوي أنه "بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أسابيع في الدوحة، أشاد ويتكوف بنتائجها عندما عُرضت عليه من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وقال إنها ممتازة، وإنه يرى في نهاية النفق وقفاً للحرب".
"لكن تل أبيب ما لبثت أن أجبرت واشنطن على الانخراط في دعاية ضد 'حماس' تتهمها بالمماطلة، حيث اختاروا مهاجمة الحركة على سقوط حكومة نتنياهو، على افتراض أن تلك المفاضلة صحيحة"، وفق مرداوي.
وحول تلك المبادرة قال المتحدث ذاته إنها "تتضمن التزاماً في تنفيذ الاتفاق، وبرتوكول يضبط كل شيء، من الكميات التي ستدخل والمعدات في كل أنحاء قطاع غزة التي سيعود الأهالي إليها".
وأشار إلى أن تلك المبادرة تنص على "بقاء عشرة أسرى إسرائيليين لدى 'حماس' حتى الاتفاق خلال فترة الستين يوماً على إنهاء الحرب، والانسحاب من القطاع على مراحل، والتوقيع على الاتفاق النهائي في ظل ضمانات أميركية".
إلا أن القيادي الحمساوي شدد على أن الحركة "سبقت الجميع بإعلانها أنها لن تكون في الحكم، حيث وافقت على تشكيل لجنة إدارية لحكم القطاع، اختارت مصر أعضاءها من الخبراء ورجال الأعمال".
وبحسب مرداوي فإن "حماس" وافقت على "طلب السلطة الفلسطينية بأن يكون رئيس اللجنة وزيراً في الحكومة الفلسطينية، وذلك بعدما تراوحت مواقف السلطة من تلك اللجنة بين التردد والتريث والرفض".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
موقف واحد مع السلطة
وفي موقف يتلاقى مع موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فإن "حماس" وفق مرداوي "تريد بقاء التواصل الجغرافي بين غزة والضفة الغربية، وبأن تكون الولاية السياسية للرئاسة الفلسطينية على القطاع، في ظل حكومة واحدة، وقانون واحد، ومؤسسة أمنية واحدة".
ورفض القيادي الانتقادات التي وُجِّهت إلى لجوء "حماس" لهجوم الـ7 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قائلاً إن "كل الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال قاتلت بكل الوسائل المتاحة لإجبار الاحتلال على القبول بمطالبه، فالبيانات الصحافية لا تحقق تلك المطالب. من حق الشعب الفلسطيني أن يضغط على الاحتلال للحصول على حقوقه، وهناك تضحيات كبيرة مؤلمة، لكن لا يمكن استعادة الحقوق، والدفاع عن المقدسات دون هذه الضريبة". وأضاف أن "كل طرح على الطاولة يجب أن يُقاس ويُقدّر. هل يوقف أم يسهّل عملية الطرد والتهجير؟ وأي مسار يجب أن يخضع للفحص هل يحقق الأهداف أم يبعدها؟".
مطلب حصر السلاح
وعن طلب عباس من "حماس" تسليم سلاحها للسلطة، ردّ مرداوي، "عندما تقام الدولة نتفق على ذلك، لكن ليس قبل ذلك".
وفي شأن الدعوات إلى سحب الذرائع من إسرائيل لعدم استكمال الحرب، أشار مرداوي إلى أن "حركة فتح رفضت قبل أيام دعوة للمشاركة في اجتماع وطني شاركت فيه الفصائل الوطنية كافة ورجال أعمال وكتّاب، حيث رحّب الجميع بموقف 'حماس' بعد توضيح الأمور أمامهم".
وقال مرداوي "إن على الرئيس عباس وقف ما يجري في الضفة الغربية التي تتعرض لهجمات المستوطنين ومحاولات الضم، فلتقل لنا السلطة الفلسطينية كيف تنوي منع ذلك، لنكرره في قطاع غزة".
وتابع أن حركة "حماس" "حريصة على وقف المخطط الإجرامي"، مشيراً إلى أن ذلك المخطط "غير مرتبط بأي سلوك فلسطيني".
وأشار مرداوي إلى أن "ما يجري في قطاع غزة يُقربنا من حقوقنا، فهناك 15 دولة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وجعلت القضية الفلسطينية محط الأنظار، وذلك لم يأتِ إلا عبر إصرار الفلسطينيين على نيل حقوقهم".
ووفق مرداوي فإن السلطة الفلسطينية "لم يكن أحد يسأل عنها، ولو لم يقدم الشعب الفلسطيني ما قدم، ما كان العالم يلتفت لنا، وتكون القضية الفلسطينية محل اهتمام العالم كله". وأضاف أنه "لولا ما يحدث في قطاع غزة ما كانت واشنطن ستمنع الرئيس الفلسطيني من زيارة نيويورك، بل كانت لتتركه يذهب لأن ذهابه وعدمه سيان". وأوضح أن "ذهاب الرئيس عباس إلى نيويورك معناه تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض".
وحول مطالبة الرئيس الفلسطيني "حماس" بالموافقة على التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، طالب مرداوي الرئيس عباس بـ"الاقرار بخطأ الاعتراف بإسرائيل مقابل اعترافها بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وليس بفلسطين".