Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب 1965... بداية الدعم الصيني لباكستان ضد نيودلهي

يعتقد وزير الدفاع الهندي السابق أن تهديد بكين للهند بالدخول في الحرب كان لمساعدة باكستان فقط

متطوعون باكستانيون شاركوا في حرب 1965 (اندبندنت أوردو)

ملخص

أكدت وزارة الخارجية الأميركية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في وثائق سرية لهما أن الصين حذرت الهند رسمياً في الـ16 من سبتمبر 1965، عندما كانت الحرب بين الهند وباكستان في ذروتها، بأنها إذا لم تزل مواقعها والمنشآت العسكرية الأخرى على حدود سيكيم في غضون ثلاثة أيام فستكون هناك عواقب وخيمة.

الدعم العسكري من الصين لباكستان خلال مواجهتها العسكرية مع نيودلهي في مايو (أيار) الماضي لعب دوراً رئيساً في تحديد موازين القوى بين الجارتين، لكن الأمر الذي يسبب إحراجاً للهند هو تكرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الادعاء في تصريحاته بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلب منه التدخل لوقف إطلاق النار (نيودلهي تنفي هذا الادعاء).
ربما لا يعرف كثيرون أنه حتى في الحرب الهندية - الباكستانية في عام 1965، طلبت الهند وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة، والأمر الأكثر إثارة للاستغراب هو أن الصين قدمت دعماً كبيراً لإسلام آباد آنذاك أيضاً، بل هددت بكين الهند بالدخول المباشر في الحرب، مما دفع نيودلهي إلى اللجوء فوراً إلى الأمم المتحدة لوقف الحرب، واعترف بذلك وزير الدفاع الهندي آنذاك واي بي تشافان، في مذكراته التي نشرت تحت عنوان "حرب 1965: القصة من الداخل".
يقدم هذا الكتاب الرواية الهندية عن حرب سبتمبر 1965، لكنه يحتوي أيضاً على عدد من الأحداث التاريخية. أحدها هو أنه أثناء الحرب الصينية - الهندية (قبل حرب سبتمبر/ أيلول بثلاثة أعوام) قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا سلاحاً للهند، لكنهما حذرتاها من استخدام تلك الأسلحة ضد باكستان تحت أي ظرف من الظروف. يقول وزير الدفاع الهندي السابق في مذكراته عن الـ17 من سبتمبر 1965: "عندما استيقظت عند الساعة السادسة صباحاً، أخبرت بأن الصين هددت الهند بأنها ستواجه عواقب وخيمة في حال عدم إخلائها المناطق الحدودية بينهما في منطقة سكيم. ونقل هذا التهديد الإعلام الصيني أيضاً خلال الساعات اللاحقة، مما دفعنا إلى طلب اجتماع طارئ في مقر رئيس الوزراء". ويضيف تشافان "قررنا في الاجتماع التباحث مع الصين وإخبارها بأننا مستعدون لدفع مخاوف الصين، هكذا كان قرار الاجتماع، لكن جميعنا كنا نعلم أن الصينيين لن يوافقوا على هذا العرض. التهديد الصيني كان في الواقع تكتيكاً لمساعدة باكستان، حتى لا توافق إسلام آباد على وقف إطلاق النار تحت الضغوط الأميركية والروسية، كما أن هذا التهديد سيخفف الضغط على الجيش الباكستاني على خط السيطرة".


ويكتب واي بي تشافان، "حذر رئيس الوزراء الهندي برلمان بلاده في ظهر ذلك اليوم من أن الجيش الصيني على وشك الهجوم، وربما تتعرض حدود توتينغ وسيكيم وبوتان للهجوم أيضاً. ولاحقاً، أجرى رئيس الوزراء الهندي نقاشاً مفصلاً مع قائد الجيش حول الوضع المحتمل في حال وقوع هجوم صيني، واعتبر رئيس الوزراء الهندي شاستري هذا التهديد خطراً، معرباً عن اعتقاده بأن الصينيين قد لا يقدمون على شن هجوم كبير كما حدث عام 1962، وأن الباكستانيين لن يغضبوا الولايات المتحدة باللجوء إلى الصين".
عندما تعهدت الهند بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، رفضت باكستان قبوله فاقترح الأمين العام للأمم المتحدة على الهند قبوله من جانب واحد حتى لو رفضته باكستان، لكن تشافان رفض هذا الاقتراح.
وكان مجلس الحرب الهندي قد عقد اجتماعه بعد رفض باكستان مقترح وقف إطلاق النار، عندما أبلغ وزير الخارجية الباكستاني ذو الفقار علي بوتو مجلس الأمن في اللحظة الأخيرة بأن الرئيس أيوب خان أعرب عن استعداده لقبول وقف إطلاق النار مراعاة للسلام العالمي.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية في وثائق سرية لهما أن الصين حذرت الهند رسمياً في الـ16 من سبتمبر، عندما كانت الحرب بين الهند وباكستان في ذروتها، بأنها إذا لم تزل مواقعها والمنشآت العسكرية الأخرى على حدود سيكيم في غضون ثلاثة أيام فستكون هناك عواقب وخيمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت الصين اتخذت موقفاً بعدما أقامت الهند منشآت عسكرية في 18 موقعاً حساساً على الحدود الهندية - الصينية في أكتوبر (تشرين الأول) 1964، 11 منها كانت في الأراضي الصينية التي زادتها الهند إلى 50 موقعاً بحلول الـ18 من يناير (كانون الثاني) 1965.
رفضت الهند من جانبها الاتهامات الصينية رفضاً قاطعاً، قائلة إن بكين أرادت استغلال الوضع الراهن لمهاجمة أراضيها. وكان لهذا التهديد الصيني تأثير بالغ في الهند، إذ كان بإمكان الصين تطويق القوات الهندية عبر وادي تشامبي ومحاصرتها في آسام.
هذا السيناريو يشكل خطراً على القوات الهندية بالفعل في حرب مع باكستان على حدودها الغربية ويصعب عليها الدفاع عن الحدود الشرقية لبلادها، بل كان من الممكن أيضاً أن يؤدي التدخل الصيني إلى تأجيج الحركات الانفصالية في تلك المناطق.
وبحسب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن بيان الصين كان مجرد تهديد ومن غير المرجح أن يترجم إلى عمل فعلي، لكن الهند شعرت بالخوف من هذه التهديدات وسعت على الفور إلى الحصول على المساعدة من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا لدعمها إذا هاجمتها الصين.
وصرح القائد الأعلى للقيادة الشرقية للجيش الهندي الجنرال سام مانيكشا، في الـ19 من سبتمبر 1965، بأن أية عمليات نقل عسكرية صينية لم تشاهد على حدود شمال سيكيم، إلا أن مجموعة صغيرة من القوات الصينية شوهدت تقترب من الحدود الهندية في وادي تشامبي في اليوم التالي.
واصلت بكين تقدمها العسكري على حدودها مع الهند، حتى بعد وقف إطلاق النار بين باكستان والهند. وتشير وثائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية إلى أنه في الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1965، أبلغ وزير الخارجية الهندي الولايات المتحدة بمقتل جندي هندي في سيكيم جراء إطلاق نار صيني، وأن الجيش الصيني توغل 20 كيلومتراً في المنطقة، وهي منطقة منزوعة السلاح بموجب "اتفاق كولومبو".
وبحسب الهند، فإن الانتهاكات الحدودية الصينية استمرت حتى بعد ذلك في مناطق لاداخ وتاشكور ودولت بيك، وكان الهدف منها منع الهند من أي عدوان آخر على باكستان.
وبحسب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، حذرت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، الصين من مغبة المشاركة في المواجهة بين الهند وباكستان بأية صورة من الصور، وإذا فعلت ذلك فقد تنتشر الحرب.

نقلاً عن اندبندنت أوردو

اقرأ المزيد

المزيد من كتب