ملخص
قُتل شخص في مدينة سوتشي الروسية جراء سقوط حطام طائرة مسيرة أوكرانية، فيما أُصيبت ستة منازل بأضرار. وفي دونيتسك أسفرت هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ عن مقتل شخصين وإصابة 16.
قتل 20 شخصاً في الأقل بضربة روسية على قرية في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، بحسب ما أفاد به الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء، داعياً العالم إلى التحرك.
وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "غارة جوية روسية وحشية بقنبلة جوية على قرية ياروفا في منطقة دونيتسك، استهدفت بصورة مباشرة سكاناً مدنيين عاديين"، مضيفاً أن "المعلومات الأولية تفيد بمقتل أكثر من 20 شخصاً".
وأشار إلى أن الغارة استهدفت القرية بينما كان السكان يتقاضون معاشاتهم التقاعدية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات قوية" ضد روسيا.
ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر جثثاً متناثرة على الأرض قرب شاحنة متضررة بشدة، تستخدمها هيئة البريد العامة في أوكرانيا لتوزيع المعاشات التقاعدية في المناطق الريفية بصورة خاصة.
إرهاب محض
من جانبه، أفاد الحاكم الإقليمي فاديم فيلاشكين بحصيلة "21 قتيلاً في الأقل"، وعدد مماثل من الجرحى.
وفيما أكد أن الهجوم وقع أثناء توزيع المعاشات التقاعدية، أشار إلى أنه "ليس عملاً عسكرياً بل إرهاب محض"، وقال إن "عناصر الإنقاذ والأطباء والشرطة والسلطات المحلية تعمل في المكان".
كذلك، أفاد ماكسيم سوتكوفي، المتحدث باسم البريد العام (Ukrpochta) في منطقة دونيتسك للصحافة الفرنسية، بأن موظفة في البريد أصيبت ونقلت إلى المستشفى.
ويوزع البريد العام المعاشات التقاعدية في أوكرانيا لأكثر من مليوني شخص.
وقد يعنى موظفو البريد بتوزيع هذه المعاشات في المناطق الريفية، بما في ذلك المناطق القريبة من خط المواجهة، إذ اضطرت المؤسسات العامة والمصارف إلى الإقفال في ظل الخطر المستمر.
وقد يجري تنظيم عمليات التوزيع هذه في إطار مجموعات في أحد شوارع القرية، وذلك من أجل الفعالية والسرعة مقارنة بتوزيعها على المنازل.
ووفقاً لصحافيين في الصحافة الفرنسية، فإن وصول ساعي البريد معروف ومنتظر من السكان، خصوصاً أنه ليس حدثاً يومياً.
مناطق سكنية
وإضافة إلى توزيع المعاشات التقاعدية والرسائل والطرود، يقوم موظفو البريد ببيع مواد غذائية أساسية في هذه المناطق، إذ باتت المتاجر نادرة.
وتقع قرية ياروفا على مسافة أقل من 10 كيلومترات من خط المواجهة مع روسيا.
وقبل حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كان عدد سكانها يبلغ 1800 نسمة.
وقال زيلينسكي "هذه الضربات الروسية يجب ألا تبقى من دون رد مناسب من العالم، يستمر الروس في تدمير الأرواح، متجنبين فرض عقوبات جديدة".
وحث الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة الـ20 على التحرك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشهد منطقة دونيتسك الصناعية أشد المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، في وقت تسعى موسكو إلى احتلالها بالكامل بعدما أعلنت ضم جزء منها عام 2022.
وتفيد تقديرات بأن القوات الروسية تسيطر على نحو ثلثي إلى ثلاثة أرباع هذه المنطقة التي تحمل أهمية استراتيجية للدفاع الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية أغسطس (آب) أن "نحو 100 ألف" جندي روسي يتمركزون بالقرب من مدينة بوكروفسك الرئيسة في منطقة دونيتسك، في وقت وصلت المساعي الدولية، التي تقودها واشنطن للتوصل إلى سلام، إلى طريق مسدود.
ويذكر الهجوم على ياروفا بهجوم آخر أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً في قرية غروزا الأوكرانية، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكان الضحايا يحضرون مراسم جنازة في القرية في تلك الأثناء.
وقال حاكم منطقة كراسنودار الروسية فينيامين كوندراتييف اليوم الثلاثاء إن شخصاً لقي حتفه جراء هجوم بطائرات مسيرة شنته أوكرانيا خلال الليل على مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود.
وذكر كوندراتييف على تطبيق "تيليغرام" أن حطام طائرة مسيرة سقط على سيارة كان يقودها الرجل في منطقة أدلر في سوتشي. وأضاف أن ستة منازل تعرضت لأضرار. ولم يتضح حتى الآن النطاق الكامل للهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها دمرت طائرتين مسيرتين فوق منطقة كراسنودار، لكن الوزارة لا تذكر سوى عدد الطائرات المسيرة التي دمرتها قواتها وليس عدد الطائرات التي أطلقتها أوكرانيا.
وفي المجمل ذكرت وزارة الدفاع على "تيليغرام" أن أنظمة الدفاع الروسية دمرت 31 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، بما في ذلك 15 طائرة فوق البحر الأسود.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة هذه التقارير بصورة مستقلة. ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من جانب أوكرانيا. وينفي الجانبان استهداف المدنيين في هجماتهما خلال الحرب.
قتيلان و16 مصاباً في دونيتسك
أعلن دينيس بوشيلين، رئيس الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، والمعين من قبل موسكو، أن القوات الأوكرانية شنت هجمات مكثفة بطائرات مسيرة وصواريخ على مدينتين في المنطقة، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 16.
وكتب بوشيلين على تطبيق "تيليغرام" للرسائل في وقت متأخر أمس الإثنين أن القوات الأوكرانية قصفت أهدافاً في المدينة الرئيسة في المنطقة، والتي تسمى أيضاً دونيتسك، وفي ماكييفكا، وهي مدينة صناعية تقع باتجاه الشمال.
ولم يصدر أي تعليق بعد من المسؤولين الأوكرانيين على الهجمات.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن ما لا يقل عن 20 طائرة مسيرة جرى إطلاقها في الهجومين وتم تفعيل وحدات الدفاع الجوي.وأضافوا أن أصوات انفجارات دوت في أنحاء مدينة دونيتسك وتصاعد دخان كثيف في سمائها.
وذكرت مدونة الحرب الروسية الشهيرة "ريبار" أن انفجارات وقعت أيضاً في يناكييفو، وهي بلدة صناعية أخرى تسيطر عليها روسيا، وقالت إن مبنى سكنياً واحداً في الأقل تعرض للقصف.
وتسيطر القوات الروسية على ما يقرب من 20 في المئة من أراضي أوكرانيا ونحو 75 في المئة من منطقة دونيتسك.
"خطط بوتين التوسعية"
من جانبه حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس الإثنين من أن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسعية "لن تنتهي عند مهاجمة أوكرانيا، بل سيكون ذلك مجرد بداية".
وأكد ميرتس في مؤتمر لسفراء ألمانيا "نشهد يومياً وبكثافة متزايدة هجمات روسية هجينة، بما في ذلك على بنيتنا التحتية"، مشيراً إلى "استفزازات موسكو في بحر الشمال وبحر البلطيق".
وألمانيا ثاني أكبر جهة مزودة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي عام 2022 وعززت إجراءاتها الأمنية في تدبير قالت إنه تحسباً لأي "مؤامرات تخريبية" قد تُدبرها موسكو.
وسعى ميرتس إلى تعزيز القدرات الدفاعية الألمانية في مواجهة تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترمب في القوة المستقبلية للحلف الأطلسي، ويريد أن تمتلك ألمانيا "أقوى جيش تقليدي" في أوروبا.
وقال ميرتس أمس الإثنين "أمامنا مهام تاريخية"، وهي "بناء هيكل أمني جديد ينبغي أن يستمر لعقود قادمة". وأضاف "ما سميناه النظام العالمي الليبرالي يتعرض لضغوط من جهات عديدة، بما في ذلك داخل الغرب السياسي". وتابع "اندلع صراع جديد بين الأنظمة الديمقراطية الليبرالية ومحور الأنظمة الاستبدادية".