Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السمنة في مصر... دهون وشحوم راكمتها ثقافة الأكل وكلفته

باتت الأسر تعطي أولوية قصوى للشعور بالشبع على حساب تلبية الحاجات الغذائية وانتقلت من الرز والخضراوات والبقوليات إلى الأطباق الغنية بالكربوهيدرات والمتخمة بالسكر

أصبحت الوجبات الوحيدة المتاحة في حدود موازنة معظم المصريين عبارة عن دهون وكربوهيدرات فقط لا غير (أ ف ب)

ملخص

السمنة لم تعد رفاهية اجتماعية في مصر، بل تحولت إلى أزمة صحية واقتصادية متفاقمة، تغذيها عادات غذائية غير صحية، وغلاء المعيشة، وانعدام البنية التحتية لممارسة الرياضة، ما يهدد صحة المصريين ويعكس اختلالات مجتمعية عميقة.

المسألة لم تعد "صفائح الزبدة السايحة"، أو "براميل القشدة النايحة" التي أشار إليها على سبيل الغزل شبه العفيف الراحل عبد الفتاح القصري في فيلمه "لو كنت غني". ولا يمكن أبداً الاستمرار في اعتبارها علامة على الغنى، أو دليلاً على الرخاء، بل يمكن القول إن العكس هو الصحيح.

مضى زمن اعتبار ثقل القدود واستدارة القوام وبروز الكروش من علامات الثراء والرقي والخير الوفير في مصر، وحلّ زمن اعتبار كل ما سبق مرضاً وآفة وخطراً ينبغي استنفار الهمم واستحضار العزائم لمواجهتها، وحبذا وأدها عبر إجهاض مشروع "حلة المحشي" المتخمة بالسعرات، ووأد مخطط تجهيز الكشري والفتة والممبار والعجائن والفطائر والمعكرونات، قبل أن تتحوّل إلى شحوم زائدة ودهون غائرة وكيلوغرامات شائكة.

القوام أمر محفوف بالأخطار

الحديث عن القوام في مصر أمر محفوف بالأخطار. من جهة، كيف تطلب من سيدة دخل أسرتها الشهري المكونة من خمسة أشخاص ثلاثة آلاف جنيه (نحو 62 دولاراً أميركياً) أن تراعي حسابات السعرات الحرارية، وعددها في كل غرام من البروتين والكربوهيدرات والدهون، بينما الوجبات الوحيدة المتاحة في حدود الموازنة عبارة عن دهون وكربوهيدرات فقط لا غير؟

من جهة أخرى، حين تنتقد قوام شابة عشرينية من أسرة مقتدرة تتيح لها الانتقاء الصحي في تناول الغذاء واختيار نمط حياة صحي، فأنت معرض لتتهم بالتنمر أو قلة الذوق أو انعدام اللياقة والكياسة أو كل ما سبق. كذلك فإن وصف الصديق الذي يطلب مشروب مياه غازية "زيرو" وشاياً بسكر "دايت" بعد التهام "محشي كومبو" ونصف صينية "بسبوسة" بأنه محلق في عوالم من الخيال الكاذب، أو غارق في الهروب من الحقائق قد يعرض الصداقة برمتها للاختلال.

رؤى العين في مصر تشير إلى جنوح مصري نحو السمنة. كثير من الكروش والقدود ممتلئة والأذرع المكتنزة والأرجل الضخمة والخدود المستديرة. ما لا تراه رؤى العين هو ارتفاع نسب الإصابة بأمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول وأمراض الكبد وغيرها كثير.

تقرير التغذية العالمي يشير إلى أن 44.7 في المئة من النساء البالغات (أكثر من 18 سنة) و25.9 في المئة من الرجال يعانون السمنة. معدل انتشار السمنة في مصر أعلى من المعدل الإقليمي وهو 20.8 في المئة للنساء و9.2 في المئة للرجال. في الوقت نفسه، يصيب السكري وثيق الصلة بالسمنة 23.4 في المئة من المصريات البالغات، و18.8 في المئة من المصريين البالغين.

بلغة الطب، وبحسب منظمة الصحة العالمية، زيادة الوزن على المعدل الطبيعي تعني زيادة الرواسب الدهنية بشكل مفرط في الجسم. تبدو الكلمات بسيطة، لكن السمنة أمر بالغ التعقيد. هي مرض مزمن تحدده الرواسب الدهنية المفرطة في الجسم، التي تتسبب في أضرار صحية عديدة. السمنة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النمط 2، وأمراض القلب، وتؤثر في صحة العظام وتجدّدها، وتزيد من احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان. كما أنها تؤثر سلباً في نوعية الحياة، مثل النوم أو الحركة.

السمنة مرض واقتصاد

السمنة بشكل عام، وليس في مصر تحديداً، مرض متعدد العوامل، ناجم عن بيئات مسبّبة للسمنة، وعوامل نفسية واجتماعية ومتغيرات جينية. البيئة المسبّبة للسمنة هي تلك التي تزيد احتمال معاناة الأفراد أو فئة من السكان من السمنة. ترتبط بعوامل هيكلية تحد من توافر الغذاء الصحي بشكل مستدام وبأسعار معقولة محلياً، وتتسبب في انعدام التنقل البدني الآمن والسهل في الحياة اليومية، وغياب الإطار القانوني والتنظيمي المناسب. وتتفاقم مشكلة المعاناة من السمنة بفعل انعدام استجابة النظام الصحي بفعالية، لتحديد الزيادة المفرطة في الوزن، وترسب الأنسجة الدهنية داخل الجسم في مراحل مبكرة.

ماذا يحدث في مصر؟ يحدث كل ما سبق، مع لمسات ثقافية واجتماعية، إضافة إلى ثقل اقتصادي متصاعد يهدد بمزيد من السمنة والأمراض المرتبطة بها. إذ حققت مصر نمواً في ناتجها المحلي الإجمالي بمعدل 4.77 في المئة خلال الربع الثالث من العام المالي 2024 - 2025، وهو أعلى معدل نمو ربع سنوي منذ ثلاث سنوات، لكن ينال من هذا الإنجاز نسب الديون المرتفعة، وذلك على المستويين المحلي والخارجي. وهذا يؤثر سلباً في الموازنات المخصصة للتنمية الشاملة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية. وحيث إن السمنة مشكلة صحية، فإن التعامل معها بشكل جذري في ظل أوضاع اقتصادية أمر بالغ الصعوبة، وذلك على المستويين الرسمي والفردي.

رسمياً، لا تقصّر وزارة الصحة والسكان في التنبيه والتحذير من أضرار السمنة. كذلك لا تبخل على المواطنين والمواطنات بنشر سُبل الوقاية من السمنة، سواء بالابتعاد عن المشروبات الغازية والمحلاة وشرب الماء بديلاً لها، أو بتناول الوجبات الرئيسة بانتظام وحتمية أن تكون غنية بالألياف، والتقليل من تناول الأطعمة المليئة بالدهون غير الصحية، والحرص على ممارسة النشاط البدني بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، والنوم فترات كافية، ومتابعة الوزن مرة في الأسبوع.

كما دشنت الوزارة عيادات مخصصة لعلاج السمنة في عدد من المحافظات، إضافة إلى المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" التي انطلقت قبل سنوات بهدف تقديم الخدمات الصحية والكشف المبكر عن الأمراض، ورفع الوعي الصحي، وغيرها، بينها الكشف عن السمنة، وتقديم النصيحة الطبية لمواجهتها.

وعلى رغم ذلك، تبقى السمنة معضلة كبيرة في مصر على مستوى الأفراد. فإذا كانت الحكومة ممثلة في وزارة الصحة والسكان وبعض الهيئات الأخرى تقدم ما يمكن تقديمه في ضوء الموازنات المتاحة للتوعية الخاصة بالسمنة، وتقديم الخدمات الطبية في بعض العيادات، يبقى الثقل الأكبر ملقى على عاتق الأفراد، وهو ما يعيد طرح الأوضاع الاقتصادية مجدداً.

تجاوزنا الأزمة

قبل أيام قليلة، أثارت تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي حول تجاوز مصر الأزمة الاقتصادية كثيراً من التساؤلات في الشارع المصري. لسان الحال الكثيرين تمثل في "كيف تجاوزنا الأزمة الاقتصادية في ظل هذا الغلاء غير المسبوق، وتدني قيمة الدخل بشكل واضح، وغلاء الأسعار الذي لا يهدأ أو يفتر؟".

تحليل الخبراء مال إلى تفسير تصريحات مدبولي في ضوء ما جاء في تقرير حديث صدر عن صندوق النقد الدولي عنوانه "آفاق الاقتصاد العالمي"، الذي تحدث عن "تفاؤل حذر بخصوص تعافي الاقتصاد المصري، مع استمرار التحديات التي يواجهها الاقتصاد، إذ تظل معدلات التضخم مرتفعة (20.4 في المئة عام 2024 - 2025). وبين المحللين من رأى في التصريح الرسمي نوعاً من تهدئة الرأي العام وتقليل المخاوف الاقتصادية، لا سيما في ظل أوضاع إقليمية تهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى ملقية بظلال أثقل على مصر، تحديداً من بوابتها الشرقية.

كل ما سبق يشكّل توليفة متشابكة الأطراف معقدة التفاصيل في جعبة القاعدة العريضة من المصريين. انخفاض القدرة الشرائية للدخول (على رغم ارتفاعها)، وانكماش بنود الإنفاق على غير الضروريات، وضبابية المستقبل الاقتصادي القريب جعلت أغلب فئات وطبقات المصريين تعيد ترتيب الأولويات الإنفاقية، مع حذف مستمر لبنود، وإعادة هيكلة لأخرى، ومزيد من اعتبار السمنة "قضاء وقدر".

قضاء السمنة والتحول الغذائي

قضاء السمنة يضع مصر في المرتبة الـ 33 بين أكثر دول العالم معاناة من السمنة، وذلك بحسب موقع "السمنة في العالم" المتخصص في رصد معدلات وأسباب السمنة في العالم. وعلى رغم اختلاف الترتيب من منظمة أو جهة أخرى، فإن مصر تظل محتفظة بمكانة متقدمة.

تعتبر ورقة عنوانها "اقتصاد غير صحي، أجسام غير صحية: وباء السمنة في مصر" (2024) المنشورة في "هارفارد إنترناشوال ريفيو" للكاتبة ليا غاليندو، مصر مثالاً على ظاهرة "التحول الغذائي"، التي تحدث حين تجبر العوامل الاقتصادية والديموغرافية المجتمع على تغيير نظامه الغذائي التقليدي.

تقول غاليندو إن تضخم أسعار الغذاء، الذي تجاوز بعضه 60 في المئة أجبر أغلب الطبقات والفئات الاقتصادية والاجتماعية على التكيف مع الوضع الجديد، إذ باتت الأسر تعطي أولوية قصوى للشعور بالشبع على حساب تلبية الحاجات الغذائية. وأصبح كثيرون يختارون وجبات منخفضة الكلفة، وعالية السعرات الحرارية، وانتقلت الأنظمة الغذائية من الرز والخضراوات والبقوليات إلى الأطباق الغنية بالكربوهيدرات والمتخمة بالسكر. وتشير إلى أن محلات الوجبات السريعة في مصر أصبحت تمعن أكثر في تقديم أكلات غير صحية بكلفة أقل من قرينتها الصحية.

وعلى رغم أن الورقة تشير إلى أن "اختيار" الدولة دعم المواد الغذائية "غير الصحية" مثل الخبز والسكر والزيت والمعكرونة ضمن أخرى بدلاً من مواد غذائية أخرى صحية، فإنه يصعب اعتبار هذا "الاختيار" المسؤول الأول عن ارتفاع معدلات السمنة، إضافة إلى أن مطالبة الحكومة دعم المواد الغذائية الصحية أمر غير واقعي وغير قابل للتنفيذ في ظل الأوضاع الراهنة.

موقع "السمنة العالمي" يدرج العوامل التالية باعتبارها الأكثر مساهمة في ارتفاع معدلات السمنة بين المصريين: ارتفاع معدلات استهلاك المياه الغازية والوجبات السريعة واللحوم المصنعة منخفضة السعر مقارنة باللحوم العادية، وانخفاض تناول الخضراوات والفواكه الطازجة، وقلة ممارسة الرياضة أو النشاط البدني بشكل عام.

وعلى رغم كل ما سبق فإن درجة الوعي بأخطار السمنة زادت في مصر بشكل كبير وبين كل الطبقات والفئات في السنوات القليلة الماضية. المسألة لم تعد حكراً على الإناث من دون الرجال، أو الفئات العمرية الأصغر أكثر من الأكبر، أو الطبقات الميسورة لا البسيطة. الجميع بات واعياً بالآثار السلبية للسمنة. والجميع أصبح أكثر اهتماماً بتناسق القوام، ومتمنياً خسارة الوزن الزائد، لكن ما نيل مطلب القوام المثالي بالأماني، لكن تؤخذ الغاية نظاماً غذائياً صحياً.

لكن غلاء الأسعار بالمرصاد، وممارسة رياضة أو نشاط بدني معتبر، لكن ممارسة الرياضة تعني في الأغلب حملاً مادياً إضافياً، والمشي في الشارع بغرض التريض رابع المستحيلات في الأغلب، لا سيما في ظل غياب الأرصفة وشح إشارات المرور التي تسمح للمارة بعبور الطرق التي جرت توسعتها بشكل مبالغ فيه، دون شرط الموت في عرض الطريق. أما الطرق التي لم تجدد وتطور بعد، فالجانب الأكبر منها غير صالح للمشي إلا لأصحاب اللياقة البدنية الفائقة والقدرة على القفز، حيث ارتفاعات أرصفة بعضها غير مناسب للمشي الآدمي، والبعض الآخر اختفت معالمه بفعل إشغالات المحلات وغزو المقاهي وتكسير لم يعقبه ترميم.

شحوم ودهون

هذه الشحوم المتراكمة والدهون المتكاتفة، والشكوى من كرش متنام، أو فخذ متعاظم، أو ذراع متعملق أو ذقن إضافية تظهر أسفل الأصلية فتمحو آثار الرقبة وتلحم الوجه في الصدر، أمور أصبحت تزعج الكثيرين. من وجهة نظر سلبية، هي دليل على أن السمنة منتشرة، ومن وجهة نظر إيجابية تعكس وعياً صحياً وثقافة متطورة.

ويضاف إلى ذلك، عبارات مثل "لم أعد أسبّك (أي الإمعان في تحمير الطعام بالمواد الدهنية أثناء الطهي). أكلنا كله نيء في نيء"، أو "السمن (أو الزبد) لم تدخل بيتنا منذ عشر سنوات"، أو "قللت السكر تماماً أو منعته" وغيرها تتردد دائماً، وهو ما يعني وعياً متنامياً ورغبة متصاعدة في التصالح مع الجسد والقوام والوزن المثالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"عبير" (48 سنة) عاملة منزلية تعاني السمنة. وعلى رغم أنها سمنة غير مرضية، وغير مفرطة، فإنها تجد هذه الكيلوغرامات الزائدة مصدراً لعديد من المشكلات المادية والنفسية. مادياً، تحاول بكل السبل العثور على فرص عمل يومية إضافية لتعينها على الإنفاق على أسرة قوامها خمسة أفراد وهي عائلها الوحيد. تقول إن وزنها الزائد، وحركتها البطيئة، وصوت نفسها العالي جراء الوزن كثيراً ما تعرقل فرصة التحاقها بعمل يومي، إذ تفضّل الأسر العاملة الأخف وزناً والأسرع حركة. وتضيف بكثير من الضيق: "يبدو أيضاً أن هناك تخوفاً من أن يكون أصحاب الأوزان الثقيلة من هواة الأكل بشراهة وبكميات زائدة، وهو ما يقلق أصحاب العمل".

عبير تسكن في حي المطرية الشعبي، حيث الحديث عن رياضة تمارس في الشارع ولو كانت المشي أقرب ما يكون إلى الحديث الهزلي. فلا رصيف مهيأ للمشي، أو أجواء شعبية واجتماعية مرحبة به، لا سيما للنساء. ليس هذا فقط، بل إن محاولات المشي التي تبذلها لا تخلو يوماً من سخرية تارة، وعبارات تنمر تارة أخرى. إنها دائرة السمنة المفرغة. تقول: "أمشي، اتعرّض لمضايقات وتعليقات سخيفة من الناس، وأشعر باكتئاب وحزن شديدين. أمتنع عن المشي، وزني يزيد، ويزيد حزني واكتئابي، وكذلك مصاعبي المادية".

الـ"سوشيال ميديا" تدلو بدلوها

بقيت الإشارة إلى عامل جديد ينضم إلى ملف السمنة في مصر، ألا وهو الـ"سوشيال ميديا". من جهة، تتكاثر فيديوهات طبخ "المحمّر والمشمّر" واستخدام كل المكونات الضارة بالصحة والشرايين من دهون وشحوم وزيوت وسكريات ومقليات ومحمرات وغيرها، وفي الجانب الآخر فيديوهات إعداد الوجبات والمشروبات الصحية المعتمدة على مكونات مثل الحليب منزوع الدسم والماتشا والأفوكادو والغريب فروت والرز البني والسلمون وزيت الزيتون والرز البني ومعكرونة السبانخ، وجميعها يمكن إدراجه تحت مسمى "الأغذية الاستفزازية" لجيب القاعدة العريضة من المصريين.

وفي المقابل، يبزغ اتجاه مضاد تماماً، يمزج بين الواقعية والحداثة وتجديد القديم، ولكم من بوابة قبول الأمر الواقع. في الغرب، يسمونه "تقدير الجسد" أو "قبول واحترام صورة الجسم" أو "الشغف بصورة الجسم الإيجابية"، وقبلها راجت شعارات مثل "الكبير (مقاس الجسم الكبير) جميل".

المصريون حالياً في منطقة وسط، وذلك بين واقع الأحجام الكبيرة الحائرة بين قبول الأمر الواقع، أو اعتناق مبدأ "الكبير جميل" كما كان في عهد مضى، وبين مطاردة حلم النحافة والتخلص من السمنة، سواء بدوافع صحية أو استجابة لرغبات الجمال والرشاقة ومطابقة المواصفات المحددة من قبل "مجهولين" لمواصفات الجسد المثالي.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات