Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حداد وطني في البرتغال غداة مصرع 16 شخصاً نتيجة حادثة ترام سياحي

لا تزال الأسباب غير معروفة إلا أن وسائل إعلام أشارت إلى احتمال انقطاع كابل الأمان

شرطيان برتغاليان يعاينان موقع الحادث في لشبونة، الخميس 4 سبتمبر الحالي (أ ب)

ملخص

أعلن رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو اليوم أن 16 شخصاً توفوا نتيجة حادثة خروج ترام يستقله سياح عن سكته في لشبونة، مشيراً إلى وجود خمسة جرحى في حال الخطر.

لزمت البرتغال اليوم الخميس الحداد الوطني غداة حادثة مروعة أدت إلى مصرع 16 شخصاً، حين خرج ترام يستقله سياح عن السكة في لشبونة واصطدم بأحد المباني.
وأعلنت السلطات القضائية فتح تحقيق في الحادثة بعدما اصطدمت عربة الترام المعلق الشهير "غلوريا" الذي يربط بين جادة "ليبرداد" (الحرية) وتلة "ساو بيدرو دي ألكانتارا" المطلة على المدينة، بأحد المباني مساء أمس الأربعاء، بعيد الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (17:00 توقيت غرينتش).
وقالت شاهدة أوردت روايتها وسائل إعلام محلية، إن إحدى العربتين اللتين تتحركان صعوداً ونزولاً في آن على منحدر قوي باستخدام نظام الوزن المعادل، وصلت إلى نهاية مسارها بسرعة غير معتادة وتجاوزت محطتها النهائية بقليل عند أسفل التل، وأثناء محاولة الشاهدة وعدد من الموجودين في المكان مساعدة الركاب الذين لم يصابوا بأذى على مغادرة العربة، لاحظوا العربة الأخرى تنحدر بسرعة شديدة من أعلى التل نحوهم، وعندما بادروا إلى الفرار ظناً أنها ستصطدم بالعربة المتوقفة خرجت عن مسارها عند منعطف صغير واصطدمت بعنف بمبنى مجاور، بحسب روايات شهود.

من هم الضحايا؟

وأعلن رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو الخميس وفاة 16 شخصاً في الحادثة، مشيراً إلى وجود خمسة جرحى في حال الخطر، وقد أشارت أجهزة الإنقاذ صباحاً إلى وجود 21 جريحاً.
والعدد الوارد في الحصيلة يوازي تقريباً القدرة الاستيعابية القصوى للعربة التي تقدر بنحو 40 راكباً، وقد لقي 15 شخصاً (ثمانية رجال وسبع نساء) حتفهم في موقع الحادثة، بينما توفي آخر بعد نقله من المكان.
ومن بين الضحايا عدد كبير من الأجانب نظراً لكون هذه العربة من المحطات السياحية الشهيرة في العاصمة البرتغالية، ومع أن جنسيات جميع الضحايا لم تُعلن بعد لكن فرق الإسعاف أفادت أن من بين المصابين 11 أجنبياً، ألمانيان وإسبانيان وفرنسية وإيطالي وسويسري وكندي وكوري جنوبي ومغربي، ورجل من الرأس الأخضر.
ووفقاً لمصدر في الشرطة نقلاً عن موقع "أوبسيرفادور" الإخباري البرتغالي فإن عائلة ألمانية كانت من بين ضحايا الحادثة، إذ توفي الأب فيما حال الأم حرجة وأصيب طفلهما (ثلاث سنوات) بجروح طفيفة، إذ أكدت مسؤولة في فرق الإسعاف وجود طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بين المصابين، من دون أن تحدد جنسيته.

وضع العربة قبل الحادثة

ولا تزال أسباب الحادثة غير معروفة حتى الآن، إلا أن وسائل إعلام عدة أشارت إلى احتمال أن يكون كابل الأمان انقطع، وطُرحت تساؤلات حول جودة الصيانة التي كانت تسند من مشغل الترام إلى شركة خارجية، ومن باب الاحتياط أعلنت بلدية لشبونة تعليق تشغيل عربات الترام المعلق الثلاث الأخرى في المدينة موقتاً، "للتحقق من ظروف تشغيلها وسلامتها"، بحسب المسؤولة عن الحماية المدنية في العاصمة البرتغالية مارغاريدا كاسترو.
ووفقاً لموقع المعالم الوطنية فقد بُني هذا الترام على يد المهندس الفرنسي - البرتغالي راوول ميسنييه دو بونسار ودشن عام 1885، وبدأ تشغيله بالكهرباء عام 1915.
وأكدت شركة "كاريس" المشغلة لوسائل النقل في لشبونة أن "جميع بروتوكولات الصيانة" طبقت وأنها فتحت تحقيقاً مشتركاً مع السلطات لتحديد أسباب الكارثة.
وعند زيارته موقع الحادثة اعترف رئيس مجلس إدارة "كاريس" بيدرو بوغاس، بأن أعمال الصيانة أوكلت إلى شركة متعاقدة خارجية منذ 14 عاماً من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتعد حوادث عربات الترام من هذا النوع نادرة، وكانت أخطر كارثة مماثلة في أوروبا وقعت في الـ 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2000 عندما اندلع حريق في عربة داخل نفق في مدينة كابرون النمسوية مما أدى إلى وفاة 155 شخصاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حداد وطني في البرتغال

واعتبر رئيس بلدية لشبونة كارلوس مويداس مساء أمس "أنها مأساة لم تشهدها مدينتنا من قبل"، قبل إعلان الحكومة الخميس يوم حداد وطني، وأثارت الحادثة صدمة كبيرة بين سكان لشبونة والسياح على حد سواء، إذ بدا التأثر واضحاً في الشوارع، وواصل المحققون عملهم في الموقع اليوم وهم يرتدون قفازات زرقاء وسترات فسفورية، متفحصين هيكل العربة المحطمة بحثاً عن أية أدلة قد تقود إلى كشف أسباب الكارثة.
من جهته عبّر السائح الإسباني أنطونيو خافيير عن مشاعر مختلطة من الارتياح والقلق، إذ كان يخطط مع عائلته لركوب الترام ذلك اليوم، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "كنا نفكر في استقلال هذه العربة لكن الطوابير كانت طويلة، وفي النهاية لم نصعد".

عرقلة رحلات القطار فائق السرعة في إسبانيا

وفي سياق آخر ذكرت شركة "أديف" الإسبانية لتشغيل البنية التحتية للسكك الحديد في منشور عبر منصة "إكس" أن رحلات القطارات فائقة السرعة المتجهة من وإلى مدريد توقفت أو تأخرت بعد ظهر اليوم الخميس نتيجة عطل في منظومة الكمبيوتر، مضيفة أن نظام الاحتياط يعمل وأن الخدمة تستأنف تدريجاً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات