Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع أوروبي لدعم أوكرانيا وروسيا تهدد بضم أراض جديدة

ترمب يسعى إلى جولة محادثات ويلوح بالعقوبات والناتو: قرار نشر القوات لا يعود لموسكو

ماكرون متحدثاً لدى استقباله زيلينسكي في قصر الإليزيه، في الثالث من سبتمبر الجاري (رويترز)

ملخص

يشعر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالإحباط بسبب عدم تمكنه من وقف الحرب التي اندلعت بعد أن شنت روسيا هجوماً شاملاً على أوكرانيا في فبراير 2022، إذ كان يتوقع في البداية أنه سيستطيع وقفها بسرعة عند توليه منصبه في يناير الماضي.

تجتمع الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا اليوم الخميس في باريس لتظهر عزمها على تقديم ضمانات أمنية لها والطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديد مساهمة بلاده فيها، ما أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار.

في مطلع القمة التي يشارك فيها نحو 35 من قادة الدول بينهم من حضر شخصيا إلى قصر الإليزيه فيما البعض الآخر يشارك عبر الانترنت، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اللقاء "سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا". ويرأس ماكرون مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "تحالف الراغبين".

وسيؤكد الأوروبيون أنهم "جاهزون" لمنح هذه الضمانات وأنهم باتوا ينتظرون بادرات ملموسة من الأميركيين في هذا الخصوص.

ويمثل الولايات المتحدة في اجتماع باريس ستيف ويتكوف موفد دونالد ترامب. وسيجري الرئيس الأميركي محادثات عبر الانترنت مع نظرائه في ختام القمة عند الساعة 14,00 (الساعة 12,00 ت غ).

ويعقد ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي حضر إلى باريس، مؤتمرا صحافيا عند الساعة 15.00 (الساعة 13.00 ت غ).

وحذر ترمب الذي قال إن "ظنه خاب جدا" بنظيره الروسي فلاديمير بوتين من "أن شيئا ما سيحصل" ما لم يستجب موسكو لتطلعات السلام.

وقال زيلينسكي إن الأوروبيين سيطلبون من ترمب مرة جديدة زيادة الضغط على روسيا التي لا تبدي "أي مؤشر" على أنها تريد وقف القتال، من خلال فرض عقوبات جديدة.

وإلى جانب زيلينسكي، يشارك في القمة سبعة من القادة الأوروبيين حضر من بينهم إلى باريس البولندي دونالد توسك والدنماركية ميتي فيما يشارك البريطاني كير ستارمر والألماني فريدريش ميرتس والإيطالية جورجيا ميلوني عن بعد.

ويضم "تحالف الراغبين" داعمي أوكرانيا على الصعيد العسكري وغالبيتهم أوروبيون، فضلا عن كندا وأستراليا واليابان.

وهذا التحالف مستعد للمساهمة في تعزيز الجيش الأوكراني، بل إن بعض الدول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مستعدة لنشر قوات على الأرض ما إن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لردع روسيا عن القيام بهجوم جديد.

إلا ان بعض الحلفاء أبدوا ترددا بانتظار المساهمة الأميركية التي يعتبرها بعض الأوروبيين أساسية قبل أي التزام من جانبهم.

وتريد ألمانيا خصوصا المساهمة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتجهيزات سلاح البر على ما قالت مصادر لوكالة الصحافة.

الناتو لا يكترث لموقف روسيا

اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته اليوم الخميس أن القرار في شأن نشر دول غربية قوات داخل أوكرانيا، لا يعود لروسيا التي ترفض خطوة كهذه.

وقال روته ضمن كلمة خلال مؤتمر في شأن الدفاع ببراغ "لماذا نكترث لموقف روسيا من مسألة القوات في أوكرانيا؟ هذا بلد مستقل، القرار بذلك لا يعود لهم"، في إشارة إلى الروس.

وأعلنت روسيا الخميس أنها ترفض مناقشة أي "تدخل أجنبي" في أوكرانيا "أياً كان شكله"، في وقت تبدي فيه دول أوروبية استعدادها لنشر قوات في هذا البلد في إطار تسوية للنزاع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي إن "روسيا ليست لديها أية نية لمناقشة تدخل أجنبي في أوكرانيا"، محذرة من أن تدخلاً كهذا "أياً كان شكله أو صيغته، سيكون غير مقبول بتاتاً وسيقوض أية صورة من صور الأمن". 

ونددت روسيا بالضمانات الأمنية التي يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار أية تسوية للنزاع في بلاده، معتبرة إياها "ضمانات خطر على القارة الأوروبية".

وقالت زاخاروفا إن موسكو تعتبر هذه المطالب "غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفة أن "هذه ليست ضمانات أمنية لأوكرانيا، بل هي ضمانات خطر على القارة الأوروبية".

المزيد من الأراضي الأوكرانية

قال مسؤول روسي بارز اليوم إن روسيا ستستولي على مزيد من الأراضي الأوكرانية وستصادر ممتلكات بريطانية، بعدما قالت لندن إنها أنفقت نحو 1.3 مليار دولار من الأموال التي جمعتها من أصول روسية مجمدة على شراء أسلحة لأوكرانيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن أكثر من مليار جنيه استرليني من الدعم العسكري لأوكرانيا دفعت من أصول روسية مجمدة.

وكتب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على "تيليغرام"، قائلاً "نظراً إلى أنه لا يمكن استرداد هذه الأموال عبر القضاء لأسباب واضحة، لم يتبق أمام بلدنا سوى طريقة واحدة لاستعادة هذه الممتلكات، استعادتها بالمثل. أي (أراض أوكرانية) وغيرها من الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الواقعة عليها".

واقترح ميدفيديف أيضاً أن روسيا سترد على "أية مصادرة غير قانونية للأموال أو الأرباح الروسية المجمدة" من خلال مصادرة "الممتلكات الثمينة المملوكة للتاج البريطاني"، بما في ذلك الممتلكات البريطانية في روسيا.

ترمب لجولة محادثات جديدة

من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء إنه يعتزم إجراء محادثات في شأن الحرب في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، وذلك بعدما لم تسفر القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في أغسطس (آب) الماضي عن تحقيق انفراجة.

ويشعر ترمب بالإحباط بسبب عدم تمكنه من وقف القتال الذي اندلع بعد أن شنت روسيا هجوماً شاملاً على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ كان يتوقع في البداية أنه سيستطيع وقف الحرب بسرعة عند توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وذكر ترمب أنه سيجري محادثات خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يجري ترمب اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس.

وذكرت الرئاسة الفرنسية في وقت سابق الأربعاء أن عدداً من الزعماء الأوروبيين، من بينهم زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيجرون اتصالاً بترمب بعد ظهر الخميس.

وكان من المتوقع أن تأتي هذه الدعوة عقب اجتماع عبر الفيديو عقد يوم الخميس الماضي استضافته فرنسا بمشاركة نحو 30 دولة لبحث أحدث الجهود لتوفير الدعم الأمني لأوكرانيا حال إبرام اتفاق سلام مع روسيا، وكان من المتوقع أيضاً أن يندد قادة أوروبيون بإحجام موسكو عن التفاوض.

ولم يبد بوتين اهتماماً كبيراً بإنهاء الحرب، بعد أن عبر هو وترمب عن التفاؤل في شأن إحراز تقدم خلال اجتماعهما في الـ15 من أغسطس.

ترمب: ليس لدي أية رسالة أوجهها لبوتين

وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، خلال اجتماعه مع الرئيس البولندي كارول نافروتسكي، "ليس لدي أية رسالة أوجهها لبوتين". وأضاف "إنه (بوتين) يعرف موقفي، وسيتخذ قراراً بطريقة أو بأخرى. مهما كان قراره، إما أن نكون راضين عنه أو غير ذلك، وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون ما سيحدث".
ولم يوضح ترمب ما يعنيه، لكنه تحدث عن احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وأشار ترمب أيضاً إلى أن الحرب ستحل "بطريقة أو بأخرى"، لكنه لم يكن يدرك أن إنهاءها سيكون بهذه الصعوبة، وقال ترمب "كنت أعتقد أن وقف الحرب سيكون أسهل بكثير، أحياناً لا يمكنك التنبؤ بالحرب".

ضمانات أمنية أوروبية

 من جهته أكد ماكرون الأربعاء لدى استقباله زيلينسكي أن أوروبا مستعدة لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق سلام ينهي الحرب، وقال ماكرون عشية استضافة قمة لقادة الاتحاد الأوروبي الخميس، "نحن الأوروبيون مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا والأوكرانيين فور توقيع (اتفاق) سلام"، مضيفاً أن تفاصيل الضمانات "سرية جداً"، لكن "التحضيرات استكملت" في اجتماع لوزراء الدفاع عقد في وقت سابق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رسالة بوتين لكييف

في المقابل أبلغ بوتين كييف الأربعاء بأن هناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق المفاوضات "إذا ساد المنطق السليم"، وهو خيار يفضله، لكنه مستعد لإنهاء الحرب بالقوة إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد.

وفي حديثه في ختام زيارة إلى الصين، قال بوتين إنه يرى "ضوءاً ما في نهاية النفق"، نظراً إلى ما قال إنها "جهود مخلصة" من الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية لأكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف للصحافيين في بكين "يبدو لي أنه إذا ساد المنطق السليم، فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع، هذا هو ما أعتقد به".

وأردف قائلاً "لا سيما أننا نرى رغبة الإدارة الأميركية الحالية في عهد الرئيس (دونالد) ترمب، لا نرى تصريحاتهم فقط، بل نرى رغبتهم الصادقة في إيجاد هذا الحل".

وتابع "أعتقد أن هناك ضوءاً ما في نهاية النفق، دعونا نرى كيف سيتطور الوضع. وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين علينا إنهاء جميع المهمات أمامنا بقوة السلاح".

ومع ذلك، لم يشر الرئيس الروسي إلى أي استعداد للتخفيف من مطالبه القديمة بتخلي أوكرانيا عن أي أفكار للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أو التراجع عما وصفته موسكو بالتمييز ضد الناطقين بالروسية.

وقال بوتين إنه مستعد لعقد محادثات مع زيلينسكي إذا جاء إلى موسكو، لكنه أضاف أنه ليس واضحاً ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجدياً.

ويسعى زيلينسكي إلى لقاء بوتين لبحث شروط اتفاق محتمل على رغم أن الجانبين ما زالا متباعدين، وحث واشنطن على فرض عقوبات على موسكو مرة أخرى إذا لم يوافق بوتين.

وصرح بوتين للصحافيين أنه كان دائماً منفتحاً على اللقاء مع زيلينسكي، لكنه أكد موقف الكرملين المتمثل في أن مثل هذا اللقاء يتعين الإعداد له جيداً بصورة مسبقة، وأن يفضي إلى نتائج ملموسة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات