ملخص
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عدة مساء الأربعاء في جنوب لبنان، مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وتدمير بعض المنشآت.
قتل خمسة أشخاص في الأقل في جنوب لبنان الأربعاء بغارات إسرائيلية، بحسب ما أعلنت بيروت، بينما نددت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) بإلقاء مسيرات إسرائيلية قنابل قرب عناصرها، في هجوم وصفته "من بين الأخطر" ضد قواتها، منذ وقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله".
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل أربعة أشخاص في غارات إسرائيلية طاولت أنحاء متفرقة من جنوب لبنان الأربعاء، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية مساء الأربعاء أن شخصاً خامساً قتل وأصيب 10 آخرون بجروح، بينهم ثلاثة أطفال، في سلسلة غارات إسرائيلية طاولت بلدة أنصارية في جنوب لبنان.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في الحال على كل هذه الغارات، لكنه قال إنه قتل العنصر في "حزب الله" عبدالمنعم موسى سويدان في غارة على بلدة ياطر، وأضاف الجيش الإسرائيلي لاحقاً أنه أغار على موقع للحزب في بلدة أنصارية "جرى استخدامه لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار التنظيم والدفع بمخططات إرهابية"، مشيراً إلى أنه هاجم أيضاً "منصة صاروخية لـ'حزب الله' في منطقة الجبين".
#عاجل جيش الدفاع هاجم أهدافًا إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان
أغار جيش الدفاع قبل قليل على موقع لحزب الله الإرهابي في قرية أنصارية في جنوب لبنان تم استخدامه لتخزين آليات هندسية مخصصة لاعادة اعمار التنظيم والدفع بمخططات إرهابية.
كما هاجم جيش الدفاع منصة صاروخية لحزب الله…— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 3, 2025
"اليونيفيل" تندد
وأتت هذه الغارات بعدما أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) الأربعاء أن مسيرات إسرائيلية ألقت أربع قنابل قرب عناصرها، في هجوم وصفته "من بين الأخطر" ضد قواتها منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق النار "لم يكن متعمداً".
وقالت القوة إن الجيش الإسرائيلي ألقى صباح الثلاثاء، "أربع قنابل قرب قوات اليونيفيل لحفظ السلام الذين كانوا يعملون على إزالة حواجز طرقية تعوق الوصول إلى موقع تابع للأمم المتحدة" في جنوب لبنان قرب الحدود مع الدولة العبرية، وأضافت أن "إحدى القنابل سقطت على بعد 20 متراً، فيما سقطت ثلاث على بعد 100 متر تقريباً عن عناصر ومركبات الأمم المتحدة".
وشددت على أن "هذه من بين الهجمات الأكثر خطورة على عناصر اليونيفيل وأصولها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في نوفمبر الماضي"، الذي وضع حداً لمواجهات استمرت أكثر من عام بين إسرائيل و"حزب الله".
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان "لم يجر إطلاق النار بصورة متعمدة نحو قوات اليونيفيل"، مضيفاً أن قواته في جنوب لبنان رصدت الثلاثاء "مشتبهاً به" في المنطقة وألقت قنابل صوتية بهدف التشويش وإزالة التهديد من دون وقوع إصابات.
وذكرت القوة الأممية في بيانها أن الجيش الإسرائيلي كان على علم مسبق بخططها القيام بالأعمال الطرقية "قرب الخط الأزرق"، وهو بمثابة خط الحدود مع إسرائيل، جنوب شرقي قرية مروحين.
وأكدت "اليونيفيل" أن تعريض حياة قوات حفظ السلام للخطر يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر عام 2006، الذي شكل أساساً لوقف إطلاق النار العام الماضي.
وتابعت أن "أية خطوات تعرض قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام وأصولها إلى الخطر، والتدخل في المهمات الموكلة إليها، غير مقبولة وتشكل انتهاكاً خطراً للقرار 1701 والقانون الدولي".
تنديد لبناني رسمي
من جهته، ندد الرئيس اللبناني اليوم الخميس بقصف إسرائيلي طال عناصر قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) قبل يومين، بينما دعا رئيس الحكومة إلى "إلزام" إسرائيل وقف "اعتداءاتها" غداة غارات واسعة أسفرت عن قتلى وجرحى جنوب لبنان.
وأتى تنديد لبنان والغارات الإسرائيلية قبيل عقد الحكومة غداً الجمعة جلسة للبحث في خطة كلفت الجيش بوضعها قبل نحو شهر، بهدف تجريد "حزب الله" من سلاحه بعد أشهر من وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً مدمرة مع إسرائيل.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية ضمن بيان اليوم أن الرئيس جوزاف عون أجرى اتصالاً بقائد "اليونيفيل" ديوداتو ابانيارا، أبلغه فيه "إدانة لبنان هذا الاعتداء الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي".
وقال عون ضمن بيانه إن "مثل هذه الاعتداءات تؤكد مرة جديدة أن إسرائيل ماضية في تحدي إرادة المجتمع الدولي، الذي نادى قبل أيام معدودة بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي تحتلها في الجنوب، وإعادة الأسرى اللبنانيين وتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء نواف سلام أن على المجتمع الدولي التحرك فوراً "لإلزام إسرائيل" وقف هذه "الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية" على لبنان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"ضمان حماية"
وطالبت فرنسا بـ"ضمان حماية قوات حفظ السلام وأمن عناصر الأمم المتحدة ومعداتها ومقارها"، في بيان للخارجية تعليقاً على الهجوم الإسرائيلي.
ودانت قطر من جهتها استهداف إسرائيل لقوة "اليونيفيل"، معتبرة ذلك "انتهاكاً خطراً لقواعد القانون الإنساني الدولي".
وصوت مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي لتمديد مهمة قوة "اليونيفيل" لمرة أخيرة حتى نهاية العام المقبل، تمهيداً لانسحابها عام 2027 بعد نحو 50 عاماً من انتشارها في جنوب لبنان.
ورحب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بهذا القرار، متهماً اليونيفيل بالفشل في منع "حزب الله" من "السيطرة على المنطقة".
ويأتي ذلك بينما التزمت السلطات اللبنانية تجريد "حزب الله" من سلاحه قبل نهاية العام في إطار تطبيق وقف إطلاق النار، على وقع ضغوط أميركية، وتخوف من أن تنفذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية جديدة ما لم يجر نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.
ومن المقرر أن تعقد الحكومة اللبنانية الجمعة جلسة "لعرض ومناقشة خطة حصر السلاح"، التي كلفت الجيش بوضعها في أغسطس (آب) الماضي.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية، على ابتعاد "حزب الله" من الحدود، وعلى حصر السلاح في لبنان بيد القوى الرسمية اللبنانية، وانسحاب إسرائيل من نقاط توغلت إليها خلال النزاع، إلا أن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية، وتواصل شن ضربات بصورة شبه يومية على مناطق مختلفة في لبنان، مشيرة إلى أنها تستهدف مستودعات أسلحة لـ"حزب الله" وقياديين فيه.
اشتباكات "برج البراجنة"
في الموازاة، اندلعت مساء الأربعاء اشتباكات مسلحة في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع في إحدى الضواحي الجنوبية لبيروت قرب مطار رفيق الحريري الدولي، حيث سمعت أصوات إطلاق قذائف، بينما انتشر الجيش اللبناني على أطراف المخيم.
وأوضح مصدر من داخل مخيم برج البراجنة لقناة "العربية"، أن الاشتباكات نشبت بين عائلتين، بينهما خلافات قديمة وعادت وتجددت اليوم.
وأتت هذه الاحتجاجات بعد أيام قليلة من تسلم الجيش اللبناني يوم الجمعة الماضي دفعة ثانية من الأسلحة الثقيلة من مخيم برج البراجنة، بعدما تسلم في الأسبوع الماضي الدفعة الأولى من هذا السلاح.
وفي الـ29 من أغسطس (آب) الماضي، أصدرت القيادة العامة للجيش اللبناني بياناً أكدت فيه استكمال عملية تسلم السلاح من المخيمات الفلسطينية في المرحلة الثانية، وأوضحت أن قواتها تسلمت كمية من السلاح الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية، كما شملت عملية التسلم أنواعاً مختلفة من الأسلحة والقذائف والذخائر الحربية، مشيرة إلى أن الوحدات العسكرية المختصة تسلمت الأسلحة للكشف عليها وإجراء اللازم في شأنها.