ملخص
قال سكان بمدينة غزة إن الجيش دمر منازل ومخيمات كانت تؤوي فلسطينيين نزحوا بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وذكر مسؤولون في مجال الصحة بالقطاع أن الجيش الإسرائيلي قتل اليوم ما لا يقل عن 24 فلسطينياً، بعضهم أطفال، في أنحاء القطاع، ومعظمهم في مدينة غزة.
أكدت حركة "حماس"، في بيان، اليوم الأربعاء، استعدادها للتوصل إلى "صفقة شاملة" يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن مقابل عدد متفق عليه من المحتجزين الفلسطينيين في إطار اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وأضافت "تجدد الحركة التأكيد على موافقتها لتشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزه كافة وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات".
ويأتي بيان حماس بعد فترة وجيزة من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحركة إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقيين وعددهم 20.
وكان الرئيس الأميركي جدد دعوته لحركة "حماس" لإطلاق سراح جميع الرهائن، مشيراً إلى أن حرب إسرائيل على غزة ستنتهي إذا نفذت ذلك الأمر. وقال في منشور على منصة "تروث سوشيال" "أبلغوا حماس بأن تعيد جميع الرهائن الـ 20 فوراً (وليس إثنين أو خمسة أو سبعة!)، والأمور ستتغير سريعاً. ستنتهي (الحرب)!".
نزوح مليون فلسطيني
إسرائيلياً، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن تل أبيب تتوقع أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة الى نزوح مليون فلسطيني، متحدثاً عن التخطيط لإقامة "منطقة إنسانية" جديدة لهم.
وقال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" إن "الأيام الأخيرة شهدت حركة نزوح من الشمال إلى الجنوب"، وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدث للصحافيين شرط عدم كشف هويته "حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع"، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية تتوقع أن "ينزح مليون شخص" نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطاراً زمنياً لذلك.
عمق مدينة غزة
ميدانياً، توغلت القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء أكثر في عمق مدينة غزة، حيث اقتحم الجنود والدبابات حي الشيخ رضوان، أحد أكبر أحياء وسط المدينة وأكثرها ازدحاماً.
وتقدمت القوات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية عبر أطراف مدينة غزة، ولا تبعد الآن إلا بضعة كيلومترات عن وسط المدينة على رغم الدعوات الدولية لوقف الهجوم.
وقال سكان بمدينة غزة إن الجيش دمر منازل ومخيمات كانت تؤوي فلسطينيين نزحوا بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وذكر مسؤولون في مجال الصحة بالقطاع أن الجيش الإسرائيلي قتل اليوم ما لا يقل عن 24 فلسطينياً، بعضهم أطفال، في أنحاء القطاع، ومعظمهم في مدينة غزة.
وقالت زكية سامي، وهي أم لخمسة أولاد وتبلغ من العمر 60 سنة "الشيخ رضوان تُحرق عن آخرها والاحتلال دمر البيوت وحرق الخيام، والرسائل الصوتية تأمر الناس أن تنزح من المنطقة".
وأضافت لـ"رويترز"، "إذا لم يتم وقف أخذ مدينة غزة والسيطرة يمكن أن نموت، لن نسامح أحداً بخاصة من يشاهدون التطورات ولا يمنعون قتلنا".
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي ألقى قنابل يدوية على ثلاث مدارس في حي الشيخ رضوان كانت تُستخدم لإيواء نازحين فلسطينيين، مما أشعل النيران في الخيام، مشيرين إلى أن النازحين فروا قبل القصف.
وأفاد شهود بأن الجيش فجر عربات مدرعة محملة بالمتفجرات لتدمير المنازل في شرق الشيخ رضوان وقصف عيادة طبية مما دمر سيارتي إسعاف.
"إزالة أي تهديد"
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إنه سيواصل العمل ضد "المنظمات الإرهابية" في غزة و"إزالة أي تهديد" تشكله على إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الجيش بالسيطرة على المدينة التي يصفها بأنها آخر معقل لحركة "حماس"، التي أشعل هجومها على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فتيل هذه الحرب.
ويصر نتنياهو على ضرورة هزيمة "حماس"، التي حكمت غزة لما يقرب من عقدين ولكنها الآن لا تسيطر إلا على أجزاء من القطاع، إذا لم تلق سلاحها وتستسلم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إن الجيش الإسرائيلي حث الساسة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بدلاً من ذلك، محذراً من أن الهجوم سيعرض الرهائن المحتجزين في غزة والجنود الذين ينفذونه للخطر.
ويؤيد الرأي العام في إسرائيل إلى حد بعيد إنهاء الحرب عبر اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وفي القدس اعتلى متظاهرون اليوم سطح المكتبة الوطنية الإسرائيلية ورفعوا لافتة كتب عليها "لقد تخليتم وقتلتم أيضاً".
نزوح جماعي
قال رافيد فيكسلباوم (50 سنة) من تل أبيب "يجب أن يعود جنودنا إلى الوطن، لا بد من عودة رهائننا إلى ديارهم الآن، لقد مضى وقت طويل على بقائهم هناك، أوقفوا الحرب على الفور".
والتحق عشرات الآلاف من جنود الاحتياط بالخدمة أمس الثلاثاء لدعم الهجوم، وهي قوات قال مسؤول عسكري للصحافيين الشهر الماضي إنه من المتوقع أن تتولى على الأرجح أدواراً غير قتالية، مثل المراقبة والاستطلاع أو أن تحل محل الجنود المقاتلين في أماكن مثل الضفة الغربية الذين يمكن نشرهم بعد ذلك في غزة.
وينذر الهجوم على مدينة غزة بتشريد مليون فلسطيني، أي ما يقرب من نصف سكان القطاع، وطلب الجيش الإسرائيلي في الأسابيع القليلة الماضية من السكان المدنيين مغادرة منازلهم، إلا أن تقارير تفيد بأن عدداً من العائلات التي سبق لها النزوح ترفض ذلك.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 63 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وتسببت الحرب في أزمة إنسانية بأنحاء القطاع، حيث أفاد المسؤولون المحليون بأن 367 شخصاً، من بينهم 131 طفلاً، لقوا حتفهم حتى الآن بسبب سوء التغذية والجوع الناجمين عن النقص الحاد في الغذاء.
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون بوجود جوع في أجزاء من غزة لكنهم يرفضون التأكيدات بوجود مجاعة.
وبدأت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023 عندما هاجم مسلحون بقيادة "حماس" تجمعات سكانية بجنوب إسرائيل بالقرب من الحدود، مما تسبب في مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 رهينة، من بينهم أطفال، واقتيادهم إلى غزة، ولا يزال هناك 48 رهينة محتجزين في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وعرضت "حماس" الإفراج عن بعض الرهائن، من الأحياء ورفات قتلى، مقابل وقف موقت لإطلاق النار لكن إسرائيل لم ترد رسمياً بعد، كما عرضت الحركة إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل وقف فوري للحرب وانسحاب الجنود الإسرائيليين لكنها رفضت إلقاء السلاح.