ملخص
غادر آلاف السكان المدينة الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر خلال الأيام الماضية. وتقدر الأمم المتحدة أن عدد سكان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون.
قالت رئاسة أكبر رابطة من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية حول العالم، اليوم الإثنين، إن الرابطة أقرت قراراً ينص على استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.
غارات مكثفة
في الأثناء، تتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، وتسببت منذ فجر الأحد في مقتل 63 شخصاً، وفق الدفاع المدني في القطاع، 24 منهم سقطوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات.
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمبانٍ في مناطق جباليا البلد وجباليا النزلة وشرق الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بالتزامن مع عمليات نسف أخرى في مناطق شمال خان يونس جنوب القطاع.
ورداً على استفسارات وكالة الصحافة الفرنسية حول القصف أمس، قال الجيش الإسرائيلي إن "التحقيق جارٍ"، مشيراً إلى أن الحصول على معلومات دقيقة صعب للغاية في ظل غياب التوقيت والإحداثيات الدقيقة للوقائع المذكورة. وتصاعدت سحب الدخان الكثيفة فوق شمال القطاع.
ويصعد الجيش الإسرائيلي عملياته حول مدينة غزة تدريجاً على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، وأنهى الجمعة الماضي فترات توقف تكتيكية لإطلاق النار في المنطقة كانت تتيح إيصال المساعدات، واصفاً المدينة بأنها "منطقة قتال خطرة".
وقالت إيمان رجب النازحة في غرب مدينة غزة بعد أن استهدفت ضربة إسرائيلية خياماً في منطقة المقوسي غرب المدينة، "أصبحنا نخاف من حلول الليل والنوم في خيامنا". وأضافت "نأمل من الله أن تتوقف الحرب، تعبنا كثيراً من النزوح والخوف والجوع".
وقال أشرف أبو عمشة في منطقة غرب غزة "استيقظنا على سقوط الصواريخ. الخيام المجاورة لنا كانت تحترق، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى". وأضاف "رعب وخوف ودمار، اندلعت النيران في الخيام. الله وحده هو الذي حمانا ولم تصل إلينا النيران".
وتُقدر الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، اضطروا للنزوح مرة واحدة في الأقل خلال نحو عامين من الحرب هرباً من القصف والموت. وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي المجاعة في غزة حيث يعاني 500 ألف شخص جوعاً بلغ مستوى "كارثياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحت شعار "بينما يبقى العالم صامتاً، نحن نُبحر"، أبحر أمس الأحد من مدينة برشلونة الإسبانية أسطول يحمل مساعدات إنسانية وناشطين في محاولة "لكسر الحصار غير القانوني" الذي تفرضه إسرائيل على غزة، بحسب منظميه.
وغادرت نحو 20 سفينة ترفع أعلاماً فلسطينية وتقل مئات الأشخاص الميناء الكاتالوني بعيد الساعة 15:30 (13:30 بتوقيت غرينتش).
وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أن إخلاء مدينة غزة من السكان "أمر لا مفر منه"، اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن إخلاءً جماعياً للمدينة أمر "مستحيل".
وغادر آلاف السكان المدينة الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر خلال الأيام الماضية. وتقدر الأمم المتحدة أن عدد سكان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون.
الضغوط تتزايد على نتنياهو
قال مسؤولون إسرائيليون أمس الأحد إن الضغوط تتزايد على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمناقشة صفقة الرهائن مجدداً قبل بدء احتلال مدينة غزة، في وقت يعلن فيه نتنياهو تصميمه على الحسم العسكري وعدم إبرام أي اتفاق إلا بشروطه.
ونقلت "القناة 13" الإسرائيلية أن مقربين من نتنياهو أبلغوه بضرورة الرد على عرض حركة "حماس"، وقالوا إنه بعد دخول غزة لن يكون هناك من يمكن الحديث معه.
وأضاف المسؤولون أن رئيس الوزراء غير مستعد لقبول المقترح الذي وافق عليه قبل أسابيع قليلة، كما قالوا إن لديهم انطباعاً أن نية نتنياهو دخول غزة حقيقية.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية أخيراً خطة للسيطرة على مدينة غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ التمهيد لتنفيذ الخطة بمهاجمة أحياء في المدينة.
وأمس الأحد عقد المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اجتماعاً يركز على العملية العسكرية المرتقبة الرامية إلى احتلال مدينة غزة.
ونقلت "القناة 12" عن مصدر إسرائيلي أن الاجتماع لن يبحث الصفقة الجزئية التي وافقت عليها "حماس". وأضاف المصدر أن الخطة الوحيدة المطروحة حالياً هي "إخضاع (حماس)"، وإبرام صفقة شاملة وفق الشروط الخمسة، على حد تعبيره.
ووفقاً للقناة الإسرائيلية فإن قادة الأجهزة الأمنية طالبوا بإجراء نقاش في المجلس الوزاري المصغر في شأن الصفقة الجزئية المطروحة حالياً.