ملخص
دشن الرئيس السوري أحمد الشرع سلسلة مشاريع في مدينة حمص، وأعلنت المحافظة أن المدينة ستشهد خلال الأعوام الخمسة المقبلة نهضة عمرانية فريدة، وسيُبدأ في تنفيذ مشروع "بولفار النصر" مطلع سبتمبر المقبل.
بعد أيام من انطلاق عملية "ردع العدوان" التي أطاحت نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وبعد السيطرة على حلب ثاني أهم المدن السورية، وصلت المعارك إلى أبواب مدينة حماة وسط البلاد، فشهد جبل زين العابدين في ريف حماة أشد المعارك ضمن عملية "ردع العدوان"، واستمرت المواجهات ثلاثة أيام منتهية بسيطرة قوات "ردع العدوان" على المدينة. وعلى قمة جبل زين العابدين كان يدير المعارك قائد العمليات العسكرية آنذاك أحمد الشرع. وبعد مضي نحو تسعة أشهر على هذه المعارك، يزور الشرع جبل زين العابدين بصفته رئيساً للجمهورية.
زيارة الشرع إلى وسط البلاد لم تكن مخصصة لجبل زين العابدين، بل شملت مدن حمص وحماة وسراقب ومعرة النعمان وإدلب، حيث بنى الشرع قواته وهيأها لتولي زمام أمور البلاد.
من حمص إلى حماة وإدلب
بدأت جولة الشرع على المدن السورية بزيارة مدينة حمص حيث دشن مشاريع عدة أهمها مشروع "بولفار النصر"، وأُطلق اسم "مدينة السلام" على المشاريع التي دشنها الشرع داخل حمص.
ومن هناك اتجه الرئيس السوري إلى مدينة حماة، إذ كان في استقباله أهالي المدينة في ساحة العاصي وسط المدينة، ثم عقد اجتماعات مع وجهاء وأعيان المحافظة، مؤكداً "حرص الدولة على التواصل المباشر مع مختلف شرائح المجتمع، والاستماع إلى تطلعاتهم وحاجاتهم"، ثم اتجه إلى جبل زين العابدين على مدخل محافظة حماة الشمالي.
بعد الانتهاء من زيارة حماة، توجه الرئيس الشرع إلى مدينة معرة النعمان، التي تعد واحدة من أكثر المدن السورية التي شهدت تدميراً جراء قصف نظام الأسد طوال الأعوام الماضية، ثم زار الشرع مدينة سراقب التي تشكل محطة اتصال مهمة على مفترق طريقي "إم 4" و"إم 5" الدوليين، قبل أن يختتم زيارته بمدينة إدلب التي بنى فيها قواته خلال الأعوام التسعة الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سلسلة مشاريع "دار السلام"
في مدينة حمص، دشن الرئيس السوري سلسلة مشاريع "دار السلام"، والتي تشمل مشاريع تنموية عديدة في المدينة ضمن مرحلة بدء إعادة الإعمار، ومن ضمنها مشروع "بولفار النصر" الذي سيبدأ العمل على تنفيذه مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، ويقام المشروع على مساحة تصل إلى 350 ألف متر مربع، ويبدأ في منطقتي المصابغ وسوق الهال داخل مدينة حمص، وكان مقرراً أن يشمل المشروع حي القرابيص في المدينة، إلا أن اعتراضات الأهالي أدت إلى تأجيل ضم الحي إلى حين الاتفاق مع السكان.
بحسب محافظة حمص عبدالرحمن الأعمى، تركز المشاريع التي دشنها الشرع على "إنشاء مجمعات سكنية عصرية متكاملة الخدمات، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية الأساس إضافة إلى إقامة مناطق تجارية، مما من شأنه أن يخلق آلاف فرص العمل لأبناء المدينة"، وقدرت محافظة حمص كلفة هذه المشاريع بنحو مليار دولار أميركي لكل مشروع، على أن يبدأ التنفيذ مطلع الشهر المقبل.
فكرة مشروع "بولفار النصر" طرحت، للمرة الأولى، خلال يونيو (حزيران) الماضي، ويتضمن إنشاء 3000 شقة سكنية إلى جانب الخدمات المرفقة، ويشمل إعادة تأهيل حديقة النصر، وكذلك إنشاء سوق تجارية.
السعودية حاضرة في حمص
إضافة إلى مشروع "بولفار النصر" وقعت شركة "بيت الإباء" السعودية اتفاق شراكة مع شركة "الحاكمي" السورية لتطوير مشروع عقاري ضخم داخل منطقة كرم الشامي في حمص، سيُبنى على مساحة 270 ألف كيلومتر مربع، وهو مشروع عقاري غير ربحي ستُوجه عوائده إلى صندوق "آي بي سي" للنفط لدعم الفئات المتضررة، وتشرف على تصميم المشروع شركة بريطانية متخصصة، وفق ما أفادت محافظة حمص ضمن تصريحات إعلامية، موضحة أن مدينة حمص ستشهد خلال الأعوام الخمسة المقبلة نهضة عمرانية نوعية.
خلال وقت تعلن فيه سوريا الجديدة عن مشاريع ضخمة، يشكك بعض المراقبين بمدى جديتها، لتأتي زيارة الشرع إلى وسط وشمال البلاد وتدشينه سلسلة مشاريع، إضافة إلى الإعلان عن قرب بدء التنفيذ، رداً على الشكوك حول جدية مشاريع التعافي، لكن في المقابل، لا تزال البلاد تشهد تحديات أمنية خصوصاً في الجنوب، وفي شمال شرقي سوريا، ومع ذلك يرى محللون أن كل مشاريع إعادة الإعمار الحقيقية يمكن فعلياً البدء بها في حال توافر توافق عربي وإقليمي ودولي على ذلك، إلا أن الثابت الوحيد هو أن حكومة الشرع تقود البلاد في مرحلة مفصلية من تاريخها، تحيطها الأخطار من كل جانب.