ملخص
ارتفعت الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الهندية الواردة إلى الولايات المتحدة من 25 إلى 50 في المئة بقرار اتخذه دونالد ترمب رداً على مواصلة شراء الهند النفط الروسي
صعدت الهند من نبرة رفضها للرسوم الجمركية الأميركية، إذ أكد وزير التجارة الهندي بييوش غويال بعد بدء سريان رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على منتجات بلده المصدرة إلى الولايات المتحدة، أن الهند "لن ترضخ"، وهي ستركز على "غزو أسواق جديدة".
وقال غويال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة نيودلهي "لن نرضخ ولن نظهر ضعفاً، وسنواصل التقدم معاً ونغزو أسواقاً جديدة. نحن دائماً على استعداد لإبرام اتفاقات تجارة حرة".
والأربعاء الماضي ارتفعت الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الهندية الواردة إلى الولايات المتحدة من 25 إلى 50 في المئة بقرار اتخذه دونالد ترمب رداً على مواصلة شراء الهند النفط الروسي.
"مجحف وغير مبرّر وغير منطقي"
ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الهندية على بدء سريان هذا التدبير، علماً أنها وصفته في السابق بأنه "مجحف وغير مبرر وغير منطقي".
وتعد الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الهند من الأعلى التي أقرها دونالد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وعلى رغم القلق في شأن آفاق الاقتصاد الهندي، ارتفع إجمال الناتج المحلي الهندي بنسبة 7.8 في المئة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بالفترة الربعية عينها من العام الماضي، وفق بيانات رسمية نشرت أمس الجمعة.
ويُعزى هذا الارتفاع بجزء منه إلى زيادة النفقات العامة ونمو قطاع التصنيع وتحسن ثقة المستهلكين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبين أبريل ويوليو (تموز) الماضي تواصلت الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة بجزء كبير منها لأن المصدرين قدموا تواريخ بعض الشحنات خصوصاً، لكن الخبراء يتوقعون أن تنخفض بدرجة كبيرة مع بدء سريان الزيادات الجمركية الجديدة. وفي عام 2024 كانت الولايات المتحدة أكبر مستورد للمنتجات الهندية مع سلع بلغت قيمتها الإجمالية 87.3 مليار دولار.
وأعلنت وزارة التجارة الهندية عن نية الحكومة اتخاذ تدابير في الأيام المقبلة لدعم القطاعات وتحفيز الاقتصاد.
تحفيز استهلاك الأسر
وقال غويال إن في وسعه "التأكيد بوضوح أن الصادرات الهندية ستتخطى هذه السنة الأرقام المسجلة في 2024-2025".
وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في منتصف أغسطس (آب) الجاري عن نيته تحفيز استهلاك الأسر من خلال خفض الضرائب، متعهداً تعزيز الاعتماد على الذات والدفاع عن مصالح بلاده.
وشدد ترمب ضغوطه على الهند لاستيرادها مصادر الطاقة من موسكو، والتي تشكل عائداتها مصدر تمويل أساساً للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.
ويتوقع أن تضغط الحزمة الجديدة من الرسوم على العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، مما قد يوفر للأخيرة حافزاً إضافياً لتحسين العلاقات مع جارتها الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
ويحذر محللون من أن رسوماً جمركية نسبتها 50 في المئة هي أشبه بحظر تجاري، ويرجح أن تضر بالشركات الصغيرة.
وأكدت وزارة الخارجية الهندية في وقت سابق أن نيودلهي بدأت استيراد النفط من روسيا بعدما تحولت الإمدادات التقليدية إلى أوروبا لتعويض توقف الأخيرة عن استيراد الخام من موسكو رداً على حربها على أوكرانيا. وأشارت إلى أن واشنطن شجعت على مثل هذه الواردات في حينه لتعزيز الاستقرار في السوق العالمية للطاقة.