ملخص
اتهمت إيران الأوروبيين بسوء النية و"ابتزازها" بالحديث عن مهلة الـ30 يوماً. وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة للصحافيين بعد اجتماع مجلس الأمن إن "مجموعة الثلاث قدمت خطة تمديد مليئة بشروط غير واقعية، وهذه خطوة تنطوي على نفاق".
أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس الجمعة استعدادها لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا عالجت المخاوف في شأن برنامجها النووي خلال الشهر المقبل، لكن طهران نددت بالعرض ووصفته بأنه غير صادق.
وفعلت الدول الثلاث (الترويكا الأوروبية) أول من أمس الخميس الآلية المعروفة باسم "آلية الزناد" التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بموجب اتفاق 2015 حول البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، علماً أن إمكان إعادة تفعيل العقوبات تنتهي في أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد إلى جانب نظيريها الألماني والفرنسي قبيل اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول هذه القضية إنه في يوليو (تموز)، "عرضنا على إيران تمديد آلية الزناد في حال اتخذت خطوات محددة لمعالجة أكثر مخاوفنا إلحاحاً"، لا سيما احترام الالتزامات تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسألة مخزونات اليورانيوم المخصب.
وأضافت أن "إيران لم تُبدِ حتى الآن أي رغبة في الاستجابة" لمطالب مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، لكنها شددت على أن تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات "لا يعني نهاية الدبلوماسية. عرضنا للتمديد ما زال مطروحاً".
فرصة للدبلوماسية
في زيارة لكوبنهاغن قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن مهلة الـ30 يوماً قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ توفر "فرصة" للدبلوماسية. وأضافت "أمامنا 30 يوماً لحل المسألة".
تم التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وينص على تخفيف العقوبات على إيران مقابل وضع قيود صارمة على أنشطتها النووية.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنهى الاتفاق فعلياً خلال ولايته الأولى عندما سحب الولايات المتحدة منه أحادياً وأعاد فرض عقوبات أميركية شديدة تطاول الدول التي تشتري النفط الإيراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتبنى ترمب نهجاً دبلوماسياً في بداية ولايته الثانية، لكن إسرائيل أطلقت في يونيو (حزيران) الماضي حملة قصف واسعة على إيران، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية.
"شروط غير واقعية"
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أول من أمس الخميس إن الولايات المتحدة منفتحة أيضاً على إجراء محادثات مباشرة مع إيران.
من جهتها اتهمت إيران الأوروبيين بسوء النية و"ابتزازها" بالحديث عن مهلة الـ30 يوماً.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني للصحافيين بعد اجتماع مجلس الأمن إن "مجموعة الثلاث قدمت خطة تمديد مليئة بشروط غير واقعية، وهذه خطوة تنطوي على نفاق". وأضاف أنها "تطالب بشروط ينبغي أن تكون نتيجة للمفاوضات، وليس نقطة البداية، وهم يعلمون أن هذه المطالب لا يمكن تلبيتها".
تمديد القرار
بدوره حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من "التأثيرات السلبية الكبيرة" للقرار الأوروبي، بما في ذلك على علاقة إيران بمفتشي الأمم المتحدة النوويين الذين سُمح لهم هذا الأسبوع بالعودة لمراقبة محطة بوشهر.
واقترحت روسيا والصين تمديد القرار الأممي المتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015 لمدة ستة أشهر إضافية، علماً أنهما طرفان في الاتفاق.
وقالت روسيا إن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره الإيراني مسعود بزشكيان الإثنين المقبل على هامش قمة في الصين.
وحضت وزارة الخارجية الروسية الأوروبيين على مراجعة قرار إعادة فرض العقوبات، محذرة من أنه قد يؤدي إلى "عواقب لا يمكن إصلاحها".
وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران وتدافع عن حقها في برنامج نووي لأغراض مدنية.