ملخص
يسعى قادة الدول الغربية بقيادة ترمب وستارمر إلى صياغة ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا بعد أي اتفاق سلام مع روسيا، وسط رفض موسكو وتحذيراتها وتصعيد ميداني، بينما يواصل زيلينسكي المطالبة بضمانات قوية تردع العدوان وتؤسس لسلام دائم.
اجتمع قادة العالم في واشنطن الإثنين الماضي في قمة وُصفت بأنها قد تشكل نقطة تحول محتملة في الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، واستضاف دونالد ترمب في المكتب البيضوي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشخصيات أوروبية بارزة لمناقشة شكل الضمانات الأمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والذي برز كأحد أبرز الداعمين للموقف الأوروبي، الاجتماع بأنه تاريخي، كما اجتمع القادة العسكريون في الـ "ناتو" أمس الأربعاء لمناقشة أوكرانيا والمسار المستقبلي.
لكن من جهتها رفضت موسكو الخطط ووصفتها بأنها خطرة، محذرة من أي وجود عسكري غربي في أوكرانيا.
الضمانات الأمنية الأميركية
كان موقف ترمب واضحاً بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات برية إلى أوكرانيا، وجرت مناقشة احتمال التوصل إلى ترتيب يمنح أوكرانيا بعضاً من تأثير الردع الذي يوفره البند الخامس من ميثاق الـ "ناتو"، وهو ما كشف عنه أمينه العام مارك روته.
وقال روته لشبكة "فوكس نيوز" إن "ما نناقشه هنا ليس عضوية الـ 'ناتو' بل ضمانات أمنية على شاكلة المادة الخامسة تُقدم لأوكرانيا، وما ستترتب عليه بالضبط ستتم مناقشته الآن بمزيد من التفصيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما ترغب أوكرانيا في شراء أسلحة أميركية بقيمة 90 مليار دولار (67 مليار جنيه إسترليني)، وتقول إن هذه الصفقة يمكن أن تشكل جزءاً من الضمانات الأمنية، لكن بخلاف ذلك كان ترمب غامضاً في شأن حجم إسهامات الولايات المتحدة.
وفي حديثه من المكتب البيضوي الإثنين الماضي، شدد ترمب على أن الدول الأوروبية ستكون مطالبة بتحمل الجزء الأكبر من العبء، وقال أثناء جلوسه بجانب زيلينسكي إنه "عندما يتعلق الأمر بالأمن فسيكون هناك كثير من الدعم، فهم خط الدفاع الأول لأنهم هناك ولكننا سنساعدهم".
وفي وقت لاحق صرّح بأن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم دعم جوي على رغم أنها لن ترسل قوات برية، وقال ترمب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن "الأوروبيون مستعدون لنشر قوات على الأرض، ونحن مستعدون لمساعدتهم في بعض الأمور وخصوصاً على الأرجح من خلال الجو"، من دون أن يوضح التفاصيل.
الضمانات البريطانية وتحالف الراغبين
وقد اضطلعت المملكة المتحدة بدور قيادي في صياغة المقترحات الأوروبية، وكان رئيس الوزراء كير ستارمر بمثابة رأس الحربة في عملية إنشاء "تحالف الراغبين"، وهو مجموعة من الحلفاء المستعدين لتقديم ما يتجاوز الدعم المالي والعسكري، وبموجب هذه الخطة يمكن نشر قوات طمأنة دولية في أوكرانيا في أعقاب وقف إطلاق النار أو إبرام اتفاق سلام، وذلك للمساعدة على ردع الهجمات الروسية المتجددة وتوفير الطمأنينة بأن كييف لن تُترك وحدها، وقد نوقشت الخطة في اجتماع افتراضي عقد الثلاثاء الماضي وحضره أكثر من 30 زعيماً دولياً.
كما تداول الزعماء في الاجتماع الافتراضي الذي شارك في رئاسته السير كير، فرض عقوبات إضافية محتملة على روسيا من أجل زيادة الضغط على فلاديمير بوتين لكي ينهي الحرب.
ويرى القادة الأوروبيون أن الضمانات الأمنية أساسية لأي اتفاق سلام، غير أنهم يشددون أيضاً على ضرورة إشراك أوكرانيا بصورة مباشرة في صياغة شروطه.
وسيواصل الاتحاد الأوروبي مهمته التدريبية الحالية للقوات الأوكرانية، مما يضمن قدرة كييف على الحفاظ على قواتها المسلحة وتحديثها خلال الأعوام المقبلة.
الرد الروسي
ادعى ترمب بعد اجتماعه الأسبوع الماضي في ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الأخير منفتح على فكرة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكن علناً رفضت موسكو خطط الغرب المتعلقة بالضمانات الأمنية، وقد جددت وزارة الخارجية الروسية هذا الأسبوع معارضتها لنشر قوات تابعة للـ "ناتو" أو مرتبطة به داخل أوكرانيا، محذرة من أن مثل هذه الخطوة ستعتبر تهديداً مباشراً لأمن روسيا.
كما دانت الوزارة التصريحات الأخيرة الصادرة عن المملكة المتحدة التي دعت إلى ضمانات أمنية قوية قائلة إنه "في وقت تبذل فيه جهود حقيقية للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للصراع حول أوكرانيا، بما في ذلك معالجة أسبابه الجذرية، تستمر لندن في إصدار تصريحات لا تتعارض فقط مع جهود موسكو وواشنطن، بل يبدو أنها تهدف إلى تقويضها".
الرد الأوكراني
واصل فولوديمير زيلينسكي المطالبة بضمانات أمنية قوية لأوكرانيا لمنع مزيد من العدوان الروسي، وقال زيلينسكي في منشور عبر "تيليغرام" الأربعاء الماضي، إنه بعد ضربات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة الروسية استهدفت ست مناطق أوكرانية خلال الليل "نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية قوية لضمان سلام حقيقي ودائم".
وقد دعم حلفاء كييف في أوروبا والـ "ناتو" جهودها للحصول على ضمانات أمنية أميركية منذ تولي ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتستمر واشنطن والعواصم الأوروبية بالعمل سوية على تحديد تفاصيل الضمانات الأمنية المحتملة لكييف.
© The Independent