Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة 400 شخص حصيلة أمطار باكستان ومخاوف من اشتداد غزارتها

مدنيون يبحثون عن أقاربهم المفقودين بأضواء الهواتف وسط الدمار

فتاة تجلس بجوار أنقاض منزل منهار في منطقة بونر المتضررة من الفيضانات في باكستان (أ ف ب) 

ملخص

وحذر رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الجنرال إنعام حيدر خلال تصريح إلى التلفزيون العام من أن "الأمطار الغزيرة ستستمر حتى السبت المقبل".

عمل عناصر الإنقاذ والسكان اليوم الثلاثاء على انتشال عشرات الجثث العالقة تحت الأنقاض في باكستان حيث قضى خلال أسبوع نحو 400 شخص جراء الأمطار الغزيرة التي يتوقع أن تشتد غزارتها.

وحذر رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الجنرال إنعام حيدر خلال تصريح إلى التلفزيون العام من أن "الأمطار الغزيرة ستستمر حتى السبت المقبل"، مضيفاً أنه "يتوقع هطول أمطار إضافية مع نهاية أغسطس (آب) الجاري"، في بلد يواجه سكانه البالغ عددهم 255 مليون نسمة بصورة متزايدة ظواهر جوية متطرفة بسبب التغير المناخي، بحسب المتخصصين.

وفي دالوري، القرية الأكثر تضرراً من الأمطار الغزيرة، تأكد مقتل 19 شخصاً. ووسط الركام والشرفات المنهارة في القرية الجبلية يقوم رجال الإنقاذ والمتطوعون بتوزيع وجبات ساخنة وحلوى والشاي على السكان الذين ما زالوا تحت تأثير الصدمة، وأمضى معظمهم الليل يبحثون بين الأنقاض عن أقاربهم.

وعلى مسافة قريبة، تطفو ملابس وألعاب أطفال وأوانٍ منزلية وسط حطام المنازل المنهارة، لتشهد على شدة السيول أمس الإثنين.

ويؤدي عناصر الإنقاذ دور موظفي السجل المدني، مدونين هويات الذين قضوا والمفقودين على قطعة من الورق المقوى أو حتى على كفهم.

واليوم وصلت الأمطار إلى أقاليم أخرى. وحتى الآن لقي أكثر من 350 شخصاً من أصل 400 حتفهم في إقليم خيبر بختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان وحده، وقضى الآخرون في شمال البلاد. لكن الأمطار طاولت أيضاً بلوشستان والسند على الساحل الجنوبي.

وأعرب مدير الأرصاد الجوية في السند أمير حيدر لاغاري لوكالة الصحافة الفرنسية عن خشيته من حدوث "فيضانات في المدن الكبرى"، بما فيها كراتشي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، "بسبب تردي وضع البنية التحتية".

 

في الواقع، خلال ساعة الذروة بعد ظهر اليوم، حاصرت المياه سائقي الدراجات النارية والسيارات في كراتشي، بعدما ارتفع منسوبها بسبب هطول الأمطار لساعات وتلك التي فاضت من الأنابيب المتهالكة لنظام الصرف الصحي، كما انقطع التيار الكهربائي عن عدد كبير من الأحياء.

وفي بلوشستان المجاورة "تضرر ما بين 40 و50 منزلاً وأغلق الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى السند أمام الشاحنات"، بينما تشهد 15 منطقة أمطاراً متفاوتة الغزارة، على ما أفاد منسق الوكالة المحلية لإدارة الكوارث محمد يونس.

ولقي أكثر من 700 شخص حتفهم جراء الأمطار الموسمية منذ الـ26 من يونيو (حزيران) الماضي، بحسب هيئة إدارة الكوارث، فيما أصيب نحو ألف بجروح.

أقارب بين الأنقاض

بأضواء الهواتف المحمولة، يفتش سكان قرى في شمال باكستان بحثاً عن أقارب لهم بين أنقاض منازلهم التي دمرتها الأمطار الغزيرة المصاحبة للرياح الموسمية، لمحاولة إنقاذهم.

ويحمل بعض منهم مجرفة أو مطرقة، في حين يعول آخرون مثل الطالب صقيب غاني من بلدة دالوري على أياديهم للبحث في الركام، وقد عثر على جثة والده، لكنه يبحث عن أفراد آخرين من عائلته ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، أحياء أو أمواتاً.

وبهدوء ولطف، يبعد مسعفون الشاب المصدوم ويصطحبه جيران ويسقونه ماء في محاولة بائسة للتخفيف من حزنه.

وأمس الإثنين، انقلبت حياة جميع سكان دالوري رأساً على عقب، ودمر 15 منزلاً بالكامل، في حين تعرضت منازل كثيرة أخرى لأضرار جسيمة وأعلن مقتل تسعة أشخاص، فيما لا تزال الأبحاث متواصلة عن المفقودين المقدر عددهم بنحو 20.

وسجلت سيول وحلية وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة في محافظات باتاغرام وبونر المجاورتين إلى الشمال وباجور ولوير دير إلى الغرب.

وصباح الإثنين، "سمع دوي قوي في أعلى الجبل وشوهد دخان أسود"، بحسب ما قال القروي لال خان لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت "سيول جارفة تتدفق من المنحدرات الجبلية"، بحسب ما روى المزارع البالغ 46 سنة الذي لمح يد جارته وسط الأنقاض، وهو علم لاحقاً أنه عثر على جثتها وجثث أطفالها الأربعة، وقال الرجل بأسى "لا حول لنا ولا قوة في وجه هذا المصاب الذي أنزلته بنا الطبيعة".

وروى غول هازير من جانبه أن الأمطار الطوفانية غمرت البلدة من جهتين، وقال "كان الأمر أشبه بأفلام نهاية العالم، وما زلت لا أصدق ما رأيته بأم العين، وليست الأمطار هي التي انهمرت علينا بداية، بل هي الصخور والأحجار التي تساقطت بشدة على منازلنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأحصى الموظف الحكومي عثمان خان الذي أوفدته الإدارة المحلية "11 منطقة متضررة بفعل الأمطار الغزيرة" التي تساقطت في فترة قصيرة جداً على منطقة صغيرة.

وكان من الممكن الحد من الأضرار لو لم يشيد السكان منازلهم في موقع مجرى مائي سابق، ولم يعد للمياه "أي منفذ تخرج منه"، على حد المسؤول الحكومي.

وتعيد كوارث من هذا القبيل مسألة التوسع العمراني العشوائي إلى الواجهة في بلد ينهشه الفقر والفساد.

وفي ما يخص عمليات الإغاثة في بيئة كهذه، "فهي شديدة التعقيد لأنه يتعذر على الرافعات عبور مسارات ضيقة إلى هذه الدرجة".

وترفع جرافات الأنقاض عن الطريق الرئيس والأحجار من قنوات تصريف المياه في محيط البلدة، وباتت المواشي تهيم بلا رعاة في شوارع البلدة وقوائمها في المياه.

وقد دفنت دالوري خمسة من أبنائها على أضواء الهواتف المحمولة التي ستنطفئ قريباً بعد استهلاك بطارياتها بالكامل وتعذر شحنها بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتجلس نساء في حالة حداد في منازل غارقة في الظلمة منذ انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار الغزيرة.

وقالت امرأة "لن أبقى هنا".

والأسبوع الماضي، نظمت دالوري عملية لجمع التبرعات بهدف مساعدة المناطق المجاورة في مواجهة آثار الرياح الموسمية والإعراب عن تضامنها مع المنكوبين، لكن أبناء البلدة "لم يتصوروا أنهم سيصبحون بدورهم في حاجة إلى المساعدة"، على ما قال غول هازير.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار