Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المعارضة العونية"... حركة سياسية ضد جبران باسيل

هل يترشح قائد الجيش للرئاسة اللبنانية؟

مناصرون للتيار الوطني الحر (أ.ف.ب)

لا يمحى تاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 من الذاكرة اللبنانية، حين دخلت جحافل الجيش السوري إلى مناطق نفوذ العماد ميشال عون، وقُصف قصر الرئاسة اللبنانية الذي اتخذه عون مقراً له منذ توليه رئاسة الحكومة العسكرية.

وخاض الجيش اللبناني حينها معارك عنيفة ضد الجيش السوري لحماية المقر الرئاسي، سقط خلالها عدد كبير من عناصر الجيش، ضباطا وجنودا إضافة إلى مئات المدنيين، وأزيح عون عن السلطة بعد إخراجه من قصر بعبدا بعملية استخباراتية معقدة إلى السفارة الفرنسية في بيروت، ليقضي بعدها أكثر من خمسة عشر عاماً في المنفى الباريسي.

انشقاق رفضاً لسياسة باسيل

هذا التاريخ شكّل لأنصار عون محطة سنوية يستذكرون خلالها الاحتلال السوري للبنان، وعشرات الشهداء العسكريين والضباط الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، كما شكّلت الذكرى على مدار السنوات الماضية مناسبة جامعة للتيار الذي انتقلت رئاسته من الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون إلى صهره وزير الخارجية جبران باسيل.

إلا أن هذا العام لن يكون المشهد كما كان عليه سابقاً، فالمعارضون لنهج وريث التيار، جبران باسيل، اتخذوا هذه المناسبة لإحيائها على طريقتهم وخارج مظلة باسيل، معلنين انطلاق ما بات يعرف بـ"المعارضة العونية". 

تلك المعارضة بدأت ملامحها بالظهور إلى العلن، بعد أيام قليلة على فوز جبران باسيل برئاسة التيار الوطني الحر للمرة الثانية بالتزكية، حيث بدأ "المعارضون" يستنفرون صفوفهم في لقاء كان الأول من نوعه في دارة النائب العميد شامل روكز، وهو الصهر الثاني للرئيس ميشال عون، ما طرح أسئلة عدة حول مستقبل التيار في ظل صراع الأجنحة الذي تشهده الساحة "البرتقالية"، وهو حالياً في صلب المعادلة السياسية والرئاسية.

نواة المعارضة

وفق مصادر مطلعة أشارت إلى أن نحو 70 من الكوادر السابقين في التيار الوطني الحر سيحيون غداً السبت ذكرى 13 أكتوبر (تشرين الأول)، لإطلاق نواة حركة سياسية تستكمل حراكهم المعارض بهدف إعادة تصويب مسار التيار وإبعاده عن مبدأ التوريث وعن تحكّم شخص واحد بقراراته، وترى المصادر أن هذه الحركة ستتبلور في المدى القريب، لتنبثق عنها ورقة سياسية تحدد رؤيتها وتُطرح خلال مؤتمر عام يُعقد خلال أشهر.

وبحسب المصادر فإن المعارضة العونية تعتبر أن نهج رئيس التيار جبران باسيل في قيادة التيار أو في السلطة اللبنانية بعيد كل البعد عن المبادئ التي نشأ عليها التيار، وتحمّل المعارضة أداء التيار الحالي مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والخدماتية في لبنان بشكل غير مسبوق، ما تعتبره نكسة كبيرة وخطرا على مستقبل هذا التيار الذي يفترض أن يكون المحارب الأول للفساد والأحادية في السلطة.  

ومن أبرز القياديين السابقين في التيار الوطني الحر الذين سيشكلون نواة هذه الحركة، ابن شقيق الرئيس عون نعيم عون، والقياديون بسام الهاشم وأنطوان نصر الله وأنطوان مخيبر ورمزي كنج وزياد عبس وكمال آليازجي، والعمداء المتقاعدون أنطوان عبد النور وجورج نادر وأنطوان قصاص وغيرهم.

خوف على مستقبل التيار

وفي هذا السياق، كشف القيادي السابق في التيار الوطني الحر، المحامي أنطوان نصر الله، وهو أحد الوجوه المعارضة لنهج التيار الوطني الحر، أن المناسبة هذا العام ستضمّ معظم ضباط الأركان الذين شاركوا في المعركة عام 1990 ضد الاحتلال السوري، إضافة إلى عدد كبير من المناضلين السياسيين الذين واكبوا العماد عون في نضاله بالمنفى، ما سيبعث برسالة قوية لقيادة التيار، مؤكداً أن "هذا التحرك لن يكون الأخير، لكنه ليس مرتبطا بأي أجندة سياسية، بل بحركة مقاومة معينة"، مشيرا إلى أنه "ليس موجها ضد رئيس الجمهورية، خصوصا أنه رمز لتلك المرحلة"، معتبرا في الوقت نفسه ألا أحد يعرقل هذا العهد بقدر أولئك الذين ينطقون باسمه.

ودعا نصر الله شباب التيار العوني إلى المشاركة في القداس الذي ستحييه "المعارضة العونية"، مشددا على أن "الهدف الوحيد يكمن في منع تحول هذا الخط النضالي إلى نهج للتسويات والتنازلات"، مبديا خوفه إزاء مستقبل التيار، "الذي للأسف لم يعد حزبا، بل تحول إلى مجموعة من الناس يقفون على سلاحهم المعنوي، مقابل شخص واحد لا يمكن أن تمرّ الأمور من دون موافقته".

قائد الجيش مرشح للرئاسة

من جانبه كشف النائب شامل روكز أنّه سيشارك مع رفاقه الضباط المتقاعدين في ذكرى 13 تشرين الأول التي تحييها المعارضة العونية، معتبراً الذكرى "يوماً وجدانياً ومناسبة للتأمل والعودة إلى الذات وليست مناسبة للتحدي"، مشيراً إلى أنه ستكون له كلمة في المناسبة.

وفجّر روكز مفاجأة بإعلانه أنه لا يمانع طرح اسم قائد الجيش الحالي العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، كونه يتمتع بكل المواصفات التي يجب أن يتسم بها أي "رئيس قوي" للجمهورية اللبنانية، معتبراً أن عون يرأس مؤسسة وطنية قدّمت كل التضحيات للبنان وأثبت قدرته من خلال نجاحه في قيادة الجيش رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مضيفاً "من المبكر فتح معركة رئاسة الجمهورية، فلولاية الرئيس عون ثلاث سنوات أخرى".

مصادر التيار ترد بعنف

مصادر قيادية في التيار الوطني الحر رفضت الاعتراف بـ"المعارضة العونية"، معتبرة أن هذا التجمع هو عبارة عن أشخاص تم فصلهم عن التيار لمخالفتهم الأنظمة الداخلية، وآخرين يجمعهم الحقد على رئيس التيار الوزير جبران باسيل، مشيرة إلى أن التيار الوطني الحر سيحيي ذكرى 13 تشرين الأول بشكل رسمي، وكل الدعوات الأخرى هي تشويش من بعض المتضررين.

وعن طرح النائب شامل روكز لاسم قائد الجيش كمرشح لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر إن النائب لا ينتمي إلى التيار الوطني الحر، بل هو فقط عضو في تكتل لبنان القوي وله هامش من الحرية ليتصرف بها، ولم يتجاوز بعد الخطوط الحمراء بالنسبة إلى التيار، مؤكدة تمسك التيار بالترشيح المبدئي لرئيسه جبران باسيل، إلا أنه من المبكر حسم النقاش قبل ثلاث سنوات من نهاية العهد الحالي.

المزيد من العالم العربي