ملخص
يدور حديث في حزب "العمال" الحاكم في شأن استبدال النائبة ديان أبوت التي تلقب بـ"أم البرلمان" بعدما علقت عضويتها للمرة الثانية في 3 أعوام بسبب تصريحات وصفت بالمعادية للسامية، فهل ينوي الحزب الحاكم طرد أبوت النائبة منذ عام 1987؟
كشفت صحيفة "الغارديان" عن توجه داخل حزب العمال الحاكم لتغيير النائبة ديان أبوت بعدما علقت عضويتها في الحزب للمرة الثانية منذ عام 2023 ولذات السبب، مما يجعل الدفاع عنها صعباً للغاية كما نقلت الصحيفة عن أصدقاء لها في الحزب.
توصف أبوت بـ"أم البرلمان" نظراً إلى خدمتها الطويلة منذ عام 1987، حيث دخلت مجلس العموم للمرة الأولى ممثلة لمنطقة "هاكني نورث وستوك نيوينجتون"، هي اليوم معرضة للطرد من صفوف العمال بسبب تصريحات تصنف كمعادة للسامية.
علقت عضوية "أم البرلمان" في حزب العمال خلال يوليو (تموز) الماضي لأنها قالت إن "اليهود حول العالم لم يعانوا ذات الاضطهاد الذي عاشه السود"، ومثل هذا الاعتقاد يؤخذ على سبيل التشكيك في مأساة أبناء الديانة العبرية بأوروبا، وما شهدوه إبان الحقبة النازية لألمانيا ومحارق "الهولوكوست" خلال الحرب العالمية الثانية.
ويبدو أن التشكيك يفهم في السياقين القانوني والسياسي على أنه معاداة للسامية، وهي جرم اتهم به زعيم "العمال" السابق جيرمي كوربين وخسر بسببه منصبه وعضويته في الحزب اليساري، مما اضطره إلى التقدم لانتخابات البرلمان كمستقل.
التاريخ الطويل لكوربين في خدمة سكان منطقته ساعده على الفوز كمستقل بكرسي البرلمان، ويبدو أن أبوت ستواجه الاختبار ذاته إذا قرر "العمال" طردها ورشح من يخلفها أو ينافسها بتعبير أدق، على تمثيل المنطقة خلال انتخابات عام 2029.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المشكلة أن أبوت أدلت بذات التصريح لصحيفة "الأوبزرفر" في خريف 2023، لكنها قالت حينها إن كلامها كان مجرد مسودة وقد أخرج من سياقه، فوجدت بين أعضاء حزب "العمال" وقاعدته الشعبية من يقف معها ويدافع عنها حتى برئت ساحتها.
ثمة مصدر في الحزب الحاكم قال لـ"الغارديان"، إن البحث عن بديل لأبوت سيزيد من التوتر القائم بين الحكومة والقاعدة الشعبية لـ"العمال"، وخصوصاً أن التحقيق معها في تهمة معاداة السامية الموجهة إليها لم ينته بعد ولا يجوز استباق النتائج.
ذات المضمون ردت فيه أبوت على سؤال الإعلام حول معرفتها بخطط إخراجها من صفوف "العمال"، فقالت إن التحقيق معها في شأن التصريح المثير للجدل لا يزال مستمراً، وأي إجراء يستبق النتائج سيخالف اللوائح والقوانين الناظمة لعمل الحز.
رسمياً لم يعلن "العمال" نيته طرد أبوت أو استبدالها، لكن همساً يرتقي إلى حدود النصح من أجل الاستعداد لذلك مستقبلاً جرى بين شخصيات في اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب مع المنافسين المحتملين لـ"أم البرلمان" وسربه مصدر داخلي.
ثمة مصادر تقول إن أبوت تخطط للتنحي واعتزال العمل البرلماني في نهاية الدورة الحالية لمجلس العموم، وهذا يفسر برأيهم حاجة الحزب لإجراء مشاورات مبكرة وترتيب البديل القادرة على ملء الفراغ الكبير الذي ستتركه "أم البرلمان".
لم يصدر شيء في هذا الشأن من النائبة العمالية، ولكن المؤكد أن أصواتاً بدأت ترتفع داخل الحزب الحاكم لحسم قضية أبوت، هناك من يعتقد أن ذلك مفيد لرئيس الوزراء كير ستارمر، بينما ينظر آخرون إلى حساسية المرحلة في ظل استقالة النائبة رازا سلطانة أخيراً وتشكيلها حزباً جديداً مع كوربين يبدو جذاباً شعبياً بالنسبة إلى اليسار البريطاني وربما لنواب من "العمال" لا يرضون عن قيادة ستارمر وحكومته في هذه الوقت.