Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تبني مواقف سيارات وملاعب فوق مقابر المسلمين الإيغور 

يأتي ذلك في وقتٍ فرضت فيه الولايات المتحدة حظراً على المسؤولين الصينيين المتورّطين في حملة قمع المسلمين

صورة لمقبرة لأقلية الإيغور الصينية بعدما دمرتها السلطات لتحويلها موقفا للسيارات  سبتمبر 2019 (أ.ف.ب) 

أقدمت الصين على تدمير مجموعة من المقابر التقليدية التي تنتمي إلى المسلمين الإيغور في شمالي غرب مقاطعة شينجيانغ في ما يعتبره المعترضون جزءاً من حملةٍ ممنهجة لمحو الهويّة الثقافية للأقليّة العرقية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي قامت ايرثوايز أليانس Earthwise Alliance بتحليلها ونشرها يوم الأربعاء أرضاً مسطحة ومواقف سياراتٍ أو مرافق موحّدة في الأمكنة التي كانت تشكّل في السابق بقايا عائلات الإيغور التي تعود إلى أجيالٍ وأجيال.

ويأتي ذلك بعد أن أصبحت الإدعاءات ضدّ الصين بقيامها باضطهاد شعب الإيغور تشكّل جانباً أساسياً من الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة وبكين.

وفي وقتٍ متأخر من يوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض حظر سفر على المسؤولين الصينيين بسبب الحملة التي تقودها شينجيانغ قالت فيه إنّها لم تصدر أيّ تأشيرات دخول للأشخاص الذين يثبت تورّطهم في ما أطلق عليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اسم "حملة القمع". ويأتي ذلك عقب إعلانٍ أصدرته وزارة التجارة الأميركية قبل يومٍ وضعت فيه 28 شركة صينية على اللائحة السوداء - معظمها شركات تكنولوجية- ووكالات حكومية على خلفية مسألة الإيغور.

وفي هذا السياق، قال بومبيو: "حماية حقوق الإنسان هو أمر بالغ الأهمية ويتوجّب على كافة الدول أن تحترم التزاماتها في هذا الإطار. ستستمرّ الولايات المتحدة في مراجعة سلطاتها للاستجابة على هذه الانتهاكات."

ويُعتقد أنّ الصين اعتقلت أكثر من مليون شخص غالبيّتهم من الأقليات العرقية المسلمة في شينجيانغ منذ بدء حملة لمكافحة الإرهاب منذ العام 2017 في حين أنّ الذين ما زالوا طليقين يتعرّضون لأعلى درجات التدقيق والمراقبة.

ولكن في حين عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بشأن مصير الإيغور، تصرّ الصين على أنّ استخدامها لما أسمته مراكز التدريب المهني التطوعية في المقاطعة هو تكتيك شرعي لمنع انتشار التطرّف.

غير أنّ الحملة الصينية تذهب أبعد من الاعتقالات وتشمل سياساتٍ تتضمّن هدم المساجد وفصل الأطفال عن ذويهم وصولاً إلى ما وصفه بعض الباحثين بالإبادة الثقافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال صالح هودايار، وهو ويغور يعيش في المنفى لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ المقبرة التي تحتوي رفات أجداده قد دُمّرت واعتبر أنّ تدمير المقابر هو محاولة "لفصلنا عن تاريخنا. يشكّل كلّ ذلك جزءاً من حملة الصين لاستئصال أيّ دليل عمّن نحن فعلاً وذلك لجعلنا كشعب الهان الصيني."

ووصف مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية الذين زاروا بعضاً من المدافن التي تمّ تدميرها أنّهم رأوا عظاماً مكتشفة قال خبراء الطب الشرعي المستقلين إنها بقايا بشرية.

حتّى إنّ مقابر مشاهير الإيغور لم تسلم هي كذلك. إذ اوردت وكالة الصحافة بأنّه تمّ تحويل مقبرة ضخمة دُفن فيها شاعر الإيغور الشهير لطف الله مطلّب إلى "حديقة سعادة" تتضمن بحيرة اصطناعية ومجسّمات لحيوانات الباندا وملعب للأطفال. وقال المسؤولون إنّه في حين تمّ نقل المقابر إلى مرفق "موحد" أكثر ، لم يعرفوا ما الذي وقع لرفاة مطلّب.

وردّت الصين على التدابير الأميركية على شينجيانغ متّبعةً أسلوب العين بالعين، إذ أعلنت يوم الأربعاء عن عزمها فرض قيود على تأشيرة الدخول الخاصة بها على أيّ مواطن أميركي لديه ارتباطات بمجموعاتٍ مناهضة للصين كما تسمّيها.

وقالت مصادر في بكين لوكالة رويترز أنّ من شأن الأنظمة الجديدة أن تتضمن وضع مسودّة بلائحة المؤسسات العسكرية الأميركية وتلك المرتبطة بوكالة المخابرات المركزية والمجموعات الحقوقية وإدراج موظّفيها على لائحة سوداء للتأشيرات.

وسبق للصين أن اتهمت الولايات المتحدة بأنها تستخدم هذا النوع من المنظمات لإثارة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الوطن الرئيسي الصين وكذلك في هونغ كونغ التي شهدت فوضى وعدم استقرار منذ يونيو (حزيران) الماضي.

تجدر الإشارة إلى أنّ التدابير والتدابير المضادة تأتي وسط علاقاتٍ متوترة بين أكبر قوّتين اقتصاديّتين في العالم حتّى مع اعتزامهما استئناف المفاوضات التجارية في واشنطن يوم الخميس.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات