Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرياضات الإلكترونية تصنع النجوم... وجابر اليامي واحد من ألمعهم

قصة سعودية تجمع بين التميز التحليلي والدعم المؤسسي في ساحة تنافسية متسارعة

ملخص

تمثل قصة جابر اليامي نموذجاً لتحول الشغف الفردي إلى مسيرة مهنية متكاملة تعكس الإمكانات الكامنة في الشباب السعودي حين تتاح له البيئة المناسبة والدعم المؤسسي.

في عصر يشهد تقاطعاً لافتاً بين الشغف بالتقنية والطموح المهني استطاع عدد من السعوديين أن يثبتوا حضورهم البارز في ساحة الألعاب الإلكترونية، ليس كلاعبين فحسب، بل أيضاً كمحللين فنيين ومهنيين متخصصين في قطاع يتسارع نموه عالمياً.

"اندبندنت عربية" التقت محلل الألعاب الإلكترونية جابر اليامي على هامش فعاليات النسخة الثانية من منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تشهدها العاصمة الرياض وسط حضور جماهيري صاخب.

بلغت قيمة سوق الألعاب الإلكترونية حول العالم نحو 552.46 مليار دولار أميركي عام 2025، بحسب منصة Exploding Topics، كما يقدر عدد اللاعبين النشطين عالمياً بـ3.32 مليار لاعب، ينتشر معظمهم في تسع دول رئيسة، من بينها السعودية التي تضم 689 ألف لاعب نشط، وفقاً للإحصاءات الحديثة.

ومن قلب هذا المشهد المتطور تبرز قصة جابر اليامي الذي بدأ مشواره كلاعب محترف قبل أن يتحول تدريجاً إلى مدرب، ثم إلى أحد أبرز المحللين الفنيين في ساحة الرياضات الإلكترونية السعودية.

من اللعب إلى التحليل

يقول اليامي "في البداية كنت لاعباً محترفاً، لكنني أردت أن أفهم اللعبة بصورة أعمق". وبالفعل درَّب 41 لاعباً منذ بداياتهم حتى وصولهم إلى مستوى الاحتراف، كما عمل مدرباً في الأكاديمية السعودية للألعاب الإلكترونية، وهي التجربة التي كانت، بحسب تعبيره، بوابة فتحت له آفاقاً تقنية وتحليلية جديدة.

لكن التحول الأهم، كما يروي، جاء بتشجيع من زميله المتخصص في المواهب الإلكترونية نواف البقمي الذي قال له "لديك نظرة فنية وتقنية فريدة، لِمَ لا تجرب مجال التحليل؟". ومن هناك بدأت رحلة جابر الجديدة.

بين الميكروفون والميدان

بصفته محللاً لم تعد مهمته تقتصر على قراءة الأداء اللحظي، بل امتدت إلى شرح التفاصيل الدقيقة وقراءة ما بين السطور، وحلل أكثر من 18 بطولة محلية و3 بطولات عالمية، إضافة إلى بطولات خليجية وعربية. وسرعان ما برز اسمه في الوسط ليرشح بعد عام واحد فقط لجائزة "أفضل موهبة صاعدة في التحليل" ضمن جوائز الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لعام 2024.

تجربة عالمية ونقلة احترافية

أما لحظة التحول الكبرى فكانت مشاركته كمحلل في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024، حيث مثلت أول تجربة تحليلية له على المستوى الدولي، وخلقت لديه إحساساً جديداً بالمسؤولية المهنية. وقال "كانت لحظة فارقة في مسيرتي وتحفيزاً كبيراً للتقدم نحو مستويات أعلى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ما وراء التحليل

يشرح اليامي طبيعة عمله التحليلي قائلاً "نركز على الجاهزية الذهنية والأداء الدفاعي والهجومي والحضور الذهني للاعبين. أحياناً يخسر اللاعب الموهوب أمام لاعب أقل مهارة، لكنه أكثر تركيزاً". ويضيف "التحليل ليس مجرد كلام على الهواء، بل عمل جماعي يبدأ بالملاحظة الدقيقة، يمر بالتدريب المستمر، وينتهي بتحليل الأداء أمام الجمهور. أحياناً تكون التحضيرات دقيقة، لكن مستوى اللاعب يتغير فجأة خلال المباراة، ويجب أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات".

يرى اليامي أن الألعاب لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت "بيئة تعليمية واستثمارية تنتج عقلاً ناقداً وتفتح آفاقاً جديدة في مجالات متعددة كصناعة المحتوى والبرمجة وريادة الأعمال".

تطلعات المستقبل

حين سُئل عن مستقبل الرياضات الإلكترونية في السعودية أجاب بثقة "نحن أمام مستقبل مشرق بفضل الدعم غير المحدود من القيادة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وبقيادة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية وجهود الأمير فيصل بن بندر وتركي الفوزان سنصنع قصص نجاح عالمية نفتخر بها".

نحو بطولة عالمية جديدة

يتأهب اليامي حالياً للمشاركة في النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تقام هذا العام في بوليفارد سيتي بالرياض، والتي أصبحت الوجهة الأهم للفعاليات الإلكترونية في السعودية، بمساحة تقدر بـ34 ألف متر مربع، وتستوعب أكثر من 8000 شخص موزعين على خمس صالات متطورة.

تمثل قصة جابر اليامي نموذجاً لتحول الشغف الفردي إلى مسيرة مهنية متكاملة تعكس الإمكانات الكامنة في الشباب السعودي حين تتاح له البيئة المناسبة والدعم المؤسسي.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة