Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نبع السلام"... هل وقعت تركيا في الفخ الأميركي؟

أنقرة ستواجه "داعش" وجهاً لوجه... وأردوغان حاصر بلاده بكماشة ستدفعه إلى عزلة سياسية وعسكرية

"انتهى الكلام. نحن مجبرون على القيام بهذه الحركة. قمنا بوضع خططنا وأعطينا الأوامر اللازمة. سنسقي تلك المنطقة بـ "نبع السلام". ربما غداً وربما أقرب من الغد"، كانت هذه الجملة التي صاغها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع التشاور والتقييم رقم 29 لحزب العدالة والتنمية، الذي عُقِد في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وفي الحقيقة تحدَّث أردوغان قبل ذلك بخصوص المنطقة الآمنة خلال جلسة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي في أكتوبر (تشرين الأول) بقوله: "نحن ندفع إمكانات العمل مع الولايات المتحدة الأميركية حتى النهاية. لكن في حال لم يكن هذا ممكناً فسنفتح طريقنا بأنفسنا"، ويبدو أن تركيا ستسلك طريقاً بمفردها في عملية "ينابيع السلام".

وبينما كان الجميع يتساءل: هل ستصدر خطوة من الولايات المتحدة الأميركية لعرقلة العملية في آخر لحظة أم لا؟ جاء تصريحان منفصلان من واشنطن، حيث ظهر أولاً المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون "شون روبرتسون" مصرحاً بأن "أي عمل عسكري من جانب واحد في شمال سوريا سيكون محل قلق بالغ وغير مقبول بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية".

 

ثم جاء تصريح مختلف بعد ذلك من البيت الأبيض، وبناء على هذا تكون الولايات المتحدة الأميركية أعطت "الضوء الأخضر من أجل عملية "نبع السلام"، التي ستنفذها تركيا شرق الفرات، لكنها من جهة أخرى تقول "تركيا ستبدأ العملية، لكن نحن لن نكون فيها".

ناقشت "اندبندنت تركية" مسألة الموقف الأميركي والتأثيرات المحتملة للعملية، ومسألة مدة بقاء تركيا في تلك المنطقة مع عسكريين متقاعدين وخبراء ومحللين استراتيجيين ومختصين بالعلاقات الدولية.

الولايات المتحدة الأميركية تلقي بجميع المسؤوليات على عاتق تركيا
يقول رئيس الاستخبارات العسكرية الفريق المتقاعد إسماعيل حقي بكين، "الولايات المتحدة الأميركية تقول لتركيا إذا كنتم ستقومون بالعملية فيجب عليكم التعامل مع التهديدات الموجودة في المنطقة، أنا لن أتدخل بشيء، سوف أترك تركيا بمفردها".

ويشير بكين إلى أن احتمال بقاء تركيا وجهاً لوجه مع تنظيم داعش عند دخولها إلى تلك المنطقة "قوي جداً".

 

ويضيف "أميركا تلقي بجميع المسؤوليات في تلك المنطقة على عاتق تركيا. أعتقد أن أنقرة أو واشنطن في تلك المفاوضات تحدثا عن منطقة آمنة على طول الحدود بعمق 20 - 30 كيلومتراً. أنا على قناعة بأنه من المحتمل أن الولايات المتحدة الأميركية قالت لتركيا (سيطروا على تلك الساحة، ولا تتدخلوا فيما تحت تلك الساحة)، لهذا ستنتقل قوات PKK-PYD إلى جنوب تلك المنطقة. أميركا لا تقول لتركيا هيا لنقم بالعملية معاً بسبب الوعود التي قطعتها لـPKK-PYD".

أمَّا خبير السياسات الأمنية وضابط الاستخبارات العقيد المتقاعد جوشكون باشبوغ فيرى أنه "لا وجود لإمكانية تحرك تركيا بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن أسباب وجود واشنطن وأنقرة في هذه المنطقة متناقضة تماماً".

يقول باشبوغ، "هدف الولايات المتحدة الأميركية من وجودها في المنطقة هو الاحتلال وخلق دولة مصطنعة، أما هدف تركيا فهو الوصول إلى خارطة طريق مستندة إلى وحدة الأراضي السورية".

 

ويضيف، "أعتقد أن تركيا ستواجه مقاومة. وإن وجدت أرى أنها ستقضي عليها بالعمليات الجوية. وستتدخل المدفعية في بعض الأماكن".

أمَّا الاختلاف الأساسي في وجهات النظر بين العسكريين المتقاعدين فهو متعلق بكيفية سير العملية ومن سيقودها، إذ يرى الفريق المتقاعد إسماعيل حقي بكين أن الجيش السوري الحر سيدخل إلى المنطقة تحت تحكم القوات التركية المسلحة، حيث يقول: "سيدخل الجيش السوري الحر من البر تحت قيادة القوات التركية المسلحة. وستدخل وحدات مدرعة بين الحين والآخر، قوات الكوماندوز وحدها لن تكون كافية. وأرى أن القوات التركية المسلحة مجبرة على قيادة هذه العملية".

ويرى خبير الحرب النفسية جوشكون باشبوغ أن القيادة "ستكون مشكَّلة من الجيش السوري الحر، تدخل خطة يكون فيها الجيش السوري الحر في المقدمة والجيش التركي في الخلف حيز التنفيذ. لقد أدى الجيش السوري الحر دور المتدرب في عملية درع الفرات والمساعد في عملية غصن الزيتون، وسيدخل هنا مرحلة الخبير".

أمَّا الخبير الأمني وخبير مكافحة الإرهاب عبد الله آغار فيلفت الأنظار إلى وجود PKK-PYD على الأرض، ويقول "الولايات المتحدة الأميركية قامت باستعدادات قوية حتى هذه اللحظة، درَّبت وسلَّحت وحمت وراقبت. وكانت لها محاولات كثيرة في هذا الموضوع وحتى لتعريض القوات التركية المسلحة للهزيمة. رأينا هذا في جبال الجنوب الشرقي ودرع الفرات وحركة غصن الزيتون، والآن توجد صورة سيتم اختبارها بواسطة قوة الإرهاب التقليدي".

وجود تركيا في المنطقة قد يستمر 7 - 8 سنوات
ويرى الفريق المتقاعد إسماعيل حقي بكين أن المشكلة الأساسية ستبدأ بعد العملية العسكرية ويقول: "المشكلة الأساسية متعلقة بما ستفعله تركيا بعد الدخول إلى المنطقة. القضية ليس قضية إرسال قوات إلى هناك وحسب. لن تكون هناك مقاومة كبيرة بعد الآن، لكن تركيا ستقوم بعد ذلك بتحديد مناطق قواعد. نهدف للسيطرة على المنطقة باستخدام مناطق القواعد. نريد تفتيت البنية السياسية المشكلة هناك. ينبغي علينا تجهيز  مناطق معينة، المناطق التي سنحضر اللاجئين إليها. وهذا لن يتحقق في فترة قصيرة. سيستمر طويلاً، يستغرق فترة 7 - 8 سنوات. حتى إن مجرد تجهيز تلك المنطقة ليست قضية شهر واحد. وستبدأ العمليات الإرهابية أو حرب العصابات ضدنا بعد السيطرة على تلك المنطقة. هذا يمكن أن تقوم به PYD أو داعش. وستكون هناك حركات مشابهة داخل تركيا مصدرها تنظيم بي كي كي وتنظيم داعش أيضاً. تركيا تتحضر لعمل كبير. الولايات المتحدة الأميركية تلقي بجميع المسؤوليات في تلك المنطقة على عاتق تركيا. أعتقد أن تركيا أو الولايات المتحدة الأميركية في تلك المفاوضات قد تحدثا عن منطقة آمنة على طول الحدود بعمق 20 - 30 كيلومتراً".

 

أمَّا عميدة كلية العلوم الاقتصادية والإدارية والاجتماعية في جامعة "بهجة شهير قبرص" البروفيسورة نورشين أتيش أوغلو فتقرأ انسحاب القوات الأميركية كخطوة للخلف، وتقول "تركيا وقفت ضد الضغوطات المقبلة من شمال سوريا. وفي النقطة التي تم الوصول إليها فإن سحب الولايات المتحدة الأميركية جنودها إلى نقاط محددة على الرغم من قولها إننا لن نتحرك سويا يعني عدم رغبتها بحصول مواجهة بين القوات الأميركية وتركيا في العملية التي ستقوم تركيا بها في هذه المنطقة. لا سيما أن التصريحات المقبلة من PKK-PYD تحمل صفة الإثبات لهذا. أقوالهم بأنهم قد تركوا وأنهم سيقاومون العملية التركية تثبت هذا".

وعلقت البروفيسورة نورشين، على صدور تصريحات مختلفة من البنتاغون والبيت الأبيض حول الموضوع نفسه على الشكل التالي، "نابعة من الانقسام الموجود داخل الولايات المتحدة الأميركية. هذه حقيقة. ويمكننا قراءة انسحاب القوات الأميركية هذا الصباح، بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها ترمب مع أردوغان على الرغم من كون إدارة ترمب عالقة، مؤشراً على أن البنتاغون لم يتخل عن سياسته طويلة الأمد، لكنه أيضاً لا يرغب بخسارة تركيا. الخلاف الداخلي مستمر بكل تأكيد".

ويدور الحديث في الأخبار المنتشرة في الإعلام الأميركي أن ترمب والبيت الأبيض قد تجاوزا البنتاغون مجدداً، وقاما بالإدلاء بتصريحات مكتوبة.

ماذا ستقول الأمم المتحدة والمجتمع الدولي؟
يقول الخبير في العلاقات الدولية البروفيسور حسن كوني، "إن ترك تركيا في مواجهة تنظيم داعش ليست قضية، حيث إن لا تنظيم داعش ولا PKK-PYD يستطيعان الصمود أمام الجيوش النظامية لدول كتركيا وسوريا والعراق وإيران".

 

ويرى البروفيسور حسن كوني أن القضية هي المعادلات الدولية التي ستخلقها العملية، "سوريا تقول إنها ستفعل ما بوسعها لحماية وحدة أراضيها. السؤال الأول هو هل ستسمح لها روسيا باستخدام منظومة أس 300 ضد تركيا أم لا؟ لا سيما أن بوتين يؤكد دائماً أهمية وحدة أراضي سوريا. والسؤال الثاني هو كم كيلومتراً من العمق ستدخل فيه تركيا هل ستكون 10 - 15 كيلومتراً؟ انسحبت قوات  PKK-PYD التي تزعجنا إلى الخلف مسافة 40 كيلومتراً. ويجرى تشكيل بنية مستقلة مجدداً هناك. وجودكم على على ذلك الخط ليس مهماً كثيراً. لهذا السبب مواجهة تركيا وPYD ليست سهلة جداً. والثالث يمكن أن تستغل روسيا وسوريا هذه الفرصة للتحرك في إدلب. والسؤال الرابع متعلق بالفترة التي ستبقى فيها تركيا بعد دخولها، وماذا ستقول الأمم المتحدة حول هذا العمل؟ دخلت وضربت فهل أنت خارج أم لست بخارج؟ ستظهر هذه الأسئلة على الأجندات. على سبيل المثال روسيا تقول لتركيا أخرجوا من عفرين لقد قمتم بتطهير تنظيم بي كي كي فسلموها لأصحابها. ثم ستبدأ قرارات الأمم المتحدة بالدخول في مجريات الأمور. السؤال السادس هو مع من تتركنا الولايات المتحدة الأميركية؟ تبدأ القوات المرتبطة بإيران بالتحرك بهدف دعم سوريا. والسابع ماذا ستفعل إسرائيل؟ لأن تكامل سوريا قد يكون موضع الحديث. هذه لعبة ذات معادلات كثيرة. وينبغي القول إن أحداً لن يقوم بتقديم مساعدات اقتصادية لنا. أمَّا القضية من ناحية الحكومة فيمكننا القول إنها رفع قوة وطنية إلى الأعلى واكتساب المشروعية".

أهمية العملية ومخاطرها
هل هناك أي مخاطر في العملية؟ يرى إسماعيل حقي بكين مخاطر تحف هذه العملية، يقول "إن قيام تركيا بمثل هذه العملية يعني أنها تأخذ مخاطر الأعمال الإرهابية التي قد يقوم بها حزب الاتحاد الديموقراطي أو تنظيم داعش بالاعتبار. فهذه ليست عملية دخول وخروج".

ويعتقد بكين أن "تركيا في كماشة سياسية"، مشيراً إلى "ضرورة متابعة التطورات غرب الفرات، أي ما ستفعله روسيا، تسحب الولايات المتحدة قواتها الرابضة شرقي الفرات إلى العمق قليلاً، تاركة كامل المسؤولية في أحضان تركيا وتعلنها للعالم كله، وفي كل الأحوال ستحارب تركيا كل التنظيمات بما في ذلك داعش، وكذلك تفعل روسيا في غرب الفرات، إذ تحاول دفع تركيا إلى محاربة داعش والنصرة في إدلب، وبهذا يمكننا أن نقول إن تركيا وضعت في كماشة سياسية وتدفع إلى العزلة السياسية والعسكرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن جهته يؤكد الخبير الأمني عبد الله أغار، أنه قد "تتضمن المرحلة الأولى إبعاد العناصر الكردية من الحدود، ومن ثمّ تجريد حزب العمال الكردستاني من أسلحته"، مشيراً إلى أن "عملية ينابيع السلام لن تكون عملية حماسية"، يقول "نحن الآن في عشية عملية طويلة وشاملة لمنع حزب العمال الكردستاني من التسلل إلى البلدان المجاورة وبالأخص العراق، إنها ليست بعملية حماسية، إذ إن تحقيق المرحلة الأولى من العملية على شرق الفرات تساوي 4 أو 5 أضعاف عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات إذا ما تمت مقارنتها مع عملية درع الفرات، حيث إننا أمام قوة إرهابية تقليدية لا تقل عن 65 ألف عنصر مزودون بأسلحة متطورة، من بإمكانه أن يزعم سهولة هذه العملية؟".

وتابع أغار "الولايات المتحدة الأميركية رأت المخاطر المحتملة في المنطقة ورسمت نماذج مختلفة، ودعت تركيا إلى التحدي".

مسؤولية تركيا بخصوص داعش
توجد قضية أخرى ملفتة، ألا وهي تحمّل تركيا مسؤولية نحو 10 آلاف سجين داعشي مع عائلاتهم في سجون شرقي الفرات. فقد لفت ستيفاني جريشام المتحدث الصحافي في البيت الأبيض الانتباه إلى هذا الخصوص في تصريح إعلامي بقوله "ضغطت أميركا على كل من الحكومة الفرنسية والألمانية ودول أوربية أخرى لأجل أن تستعيد هذه الدول مواطنيها ممن انخرطوا في صفوف داعش لكنهم رفضوا ذلك".

 

وقال أردوغان، قبيل زيارته صربيا، "الأرقام المذكورة مبالغ فيها"، مضيفاً "توجد عناصر  من داعش من ألمانيا وفرنسا، عليهم أن يجروا دراسات حول ماهية الخطوات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد، وبدوري وجهت تعليماتي في هذا الخصوص، علينا تدارس الخطوات التي يمكن اتخاذها بشأن عناصر داعش في السجون هنا، واعتقالهم على وجه السرعة".

ماذا يعني دخول المعتقلين من داعش تحت مسؤولية تركيا؟
ذهب عبد الله أغار للإجابة عن هذا السؤال فقال، "يوجد في قبضة حزب الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني على حد علمنا نحو 35 ألف طفل من أبناء داعش و35 ألف امرأة داعشية، ونحو 10 آلاف من الجهاديين الأجانب، يهدد حزب العمال الكردستاني الولايات المتحدة الأميركية بإخلاء سبيل المعتقلين من عناصر داعش، إذا ما قامت تركيا بعملياتها العسكرية شرقي الفرات. هددت الولايات المتحدة الأميركية الاتحاد الأوربي لإجبارهم على سحب رعاياهم ممن انخرطوا في صفوف داعش، لم يتفاعل الاتحاد الأوربي بالقرار، والآن يهددون تركيا بإطلاق سراحهم إن هي أقدمت على أي عملية في المنطقة ويحملونها المسؤولية في ذلك. طبعاً إذا لم يتحقق أي اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا".

 

ويرى إسماعيل حقي في هذا الأمر مشكلة كبيرة، "إنها بلا شك مشكلة كبيرة، ذلك أنه إن تم إطلاق سراح من في المخيم ستضطر تركيا إلى فرض سيطرتها على المخيم أيضاً. وربما يخلون سبيلهم قبل وصول تركيا إليهم بهدف توريطها، وهذا احتمال قوي، وهناك معضلة أخرى ألا وهي ضبط نزلاء المخيم".

من أين يمكن انطلاق العملية؟
توجد وجهات نظر مختلفة لدى خبراء الاستراتيجيات الأمنية حول هذه المسألة. يرى جوشكون باشبوغ أن "التوغل الرئيس سيكون من منطقة عين العرب على حدود منبج مباشرة، وقد سُميت العملية بـ(نبع السلام)، ولم تأت هذه التسمية عبثاً، إذ كلمة العين تعني في الكردية النبع"، ويعتقد جوشكون بأن "الرسالة كانت هادفة".

 

أمَّا إسماعيل حقي بكين فقد أشار إلى أن تركيا قد تهدف "إلى التوغل بعمق 30 كم بغرض توطين اللاجئين فيها، وأنها ربما أدرجت في أولوياتها تشكيل حزام عربي على حدودها".

وتابع، "لا أعتقد أن العملية ستكون معقدة وصعبة، قد تتوجه بداية إلى مقام سليمان شاه بشكل رمزي، ومن ثم تدخل إلى تل أبيض، ولا يمكن لتركيا أن تتوغل من كل النقاط، هل ستتوغل من تل أبيض إلى الرقة أم أنها ستبقى في الأعلى ننتظر لنرى ذلك، لكنها بالتأكيد ستشكل قاعدة في المنطقة، ولا يمكنها التوغل من جميع النقاط الحدودية".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات