ملخص
بدأت "منظمة غزة الإنسانية" عملها في القطاع في أواخر مايو، فيما خففت تل أبيب بصورة طفيفة الحصار المطبق الذي كانت فرضته شهرين على دخول المساعدات وأثار تحذيرات من انتشار المجاعة في غزة. ومنذ ذلك الحين تتكرر بصورة شبه يومية التقارير عن سقوط قتلى بنيران إسرائيلية قرب مراكز التوزيع.
قالت وزارة الصحة في غزة ومستشفى ناصر في خان يونس إن 32 شخصاً في الأقل قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية، بينما كانوا في طريقهم إلى موقع لتوزيع المساعدات في القطاع فجر اليوم السبت.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق أعيرة نارية تحذيرية على مشتبه فيهم اقتربوا من قواته بعدما لم يستجيبوا لنداءات التوقف، على بعد نحو كيلومتر واحد من موقع لتوزيع المساعدات لم يكن يعمل في ذلك الوقت.
وقال محمد الخالدي، وهو من سكان غزة، إنه كان ضمن المجموعة التي اقتربت من الموقع ولم يسمع أي تحذيرات قبل بدء إطلاق النار. وأضاف "أخرجوا لنا الدبابات، اعتقدنا أنها تريد تنظيمنا لنكتشف أن الآليات العسكرية طلعت من جهة، والدبابات من جهة أخرى وبدأت بإطلاق النار علينا، ليس بقصد التخويف بل القتل العمد".
ونفت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وتدير موقع المساعدات، حدوث أي وقائع أو وفيات هناك اليوم السبت، وقالت إنها حذرت السكان مراراً من التوجه إلى نقاط التوزيع التابعة لها في الظلام. وأضافت أن "نشاط الجيش الإسرائيلي الذي تم الإبلاغ عنه وأدى إلى وقوع وفيات حدث قبل ساعات من فتح مواقعنا وبحسب علمنا وقعت معظم الإصابات على بعد كيلومترات عدة من أقرب موقع لمؤسسة غزة الإنسانية". وقال الجيش الإسرائيلي إنه يراجع الواقعة.
تصريح الدفاع المدني
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن في وقت سابق السبت متحدثاً عن الحادثة ذاتها، أن 26 فلسطينياً بينهم عدد من الأطفال قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركزين لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع اليوم السبت. وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل إن مسعفين نقلوا صباح اليوم 26 قتيلاً بينهم عدد من الأطفال وسيدة، وأكثر من 100 إصابة، بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركزي توزيع المساعدات في غرب خان يونس ورفح بجنوب القطاع. وأوضح أن 22 قتيلاً نقلوا من منطقة الطينة قرب مركز توزيع المساعدات جنوب غربي خان يونس، وأربعة آخرين في منطقة الشاكوش قرب مركز التوزيع شمال غربي مدينة رفح، ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى "ناصر" في خان يونس، بحسب بصل.
تجمع مئات الفلسطينيين
وذكر شهود عيان أنه مع تجمع مئات الفلسطينيين في محيط مركز توزيع المساعدات التابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، قرب خان يونس، أطلق جنود إسرائيليون النار.
وقال عبدالعزيز عابد (37 سنة) إنه توجه مع خمسة من أقاربه قبل شروق الشمس إلى منطقة الطينة للحصول على مساعدات، وإن الجنود "الإسرائيليين فتحوا النار بكثافة على الناس وقتلوا وأصابوا كثيراً منهم"، وأضاف "لم أتمكن أنا وأقاربي من الحصول على شيء. كل يوم أذهب إلى هناك ولا نجني إلا الرصاص والتعب بدلاً من الطعام"، متابعاً "ارحموا أهل غزة". كذلك أفيد عن سقوط ثلاثة قتلى في قصف إسرائيلي استهدف حي الزيتون شرق مدينة غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إثارة "فوضى"
من جهتها، أقرت المؤسسة بأن 20 شخصاً قضوا في حادثة الأربعاء، قرب مركز توزيع في جنوب غزة، لكنها اتهمت أفراداً "مسلحين ومرتبطين بـ’حماس‘" بإثارة "فوضى" وإطلاق النار.
والثلاثاء، أبلغت الأمم المتحدة أنها أحصت سقوط 875 قتيلاً من منتظري المساعدات منذ أواخر مايو، بمن فيهم 674 "قرب مراكز لمؤسسة غزة الإنسانية".
هجوم مباغت
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين.
وترد إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمرة قتل فيها 58667 فلسطينياً في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها "حماس"، وتعدها الأمم المتحدة موثوقة.