ملخص
تخطط الدول الأوروبية للتواصل مع إيران في الأيام والأسابيع المقبلة، برسالة مفادها بأن بإمكان طهران تفادي العقوبات إذا اتخذت خطوات تطمئن العالم في شأن برنامجها النووي.
اعتبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأربعاء، أن الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الشهر الماضي، التي استمرت 12 يوماً، كان هدفها إضعاف نظام الجمهورية وإثارة اضطرابات لإطاحته.
وقال خامنئي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، إن "حسابات وخطة المعتدين تمثلت في إضعاف النظام عبر استهداف شخصيات معينة ومراكز حساسة في إيران". وأفاد بأن الخطوة هدفت إلى إثارة "الاضطرابات ودفع الناس للنزول إلى الشارع لإطاحة النظام".
وأكد خامنئي في تعليقات نقلها التلفزيون الرسمي اليوم الأربعاء، أن إيران مستعدة للرد على أي هجوم عسكري جديد.
وأضاف أن طهران قادرة على توجيه ضربة أقوى لخصومها من تلك التي وجهتها خلال حربها مع إسرائيل الشهر الماضي. متابعاً "إسرائيل ورم سرطاني، وأميركا شريكة في جرائمها".
العقوبات واردة
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأربعاء، إن دول الترويكا الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ربما تعيد فرض العقوبات على إيران إذا لم يتم حل الخلاف المتعلق بالملف النووي خلال الصيف.
وأضاف المتحدث لـ"رويترز"، "هناك حاجة لحل دبلوماسي مستدام وقابل للتحقق يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية للمجتمع الدولي. إذا لم يتم التوصل لمثل هذا الحل خلال الصيف، فآلية العودة السريعة لتطبيق العقوبات هي خيار مطروح أمام الترويكا".
وتعيد آلية العودة السريعة للعقوبات فرض كل العقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي على إيران تلقائياً، وهي عقوبات رفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم الأربعاء، عن بيان من البرلمان الإيراني، قوله إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ينبغي ألا تبدأ قبل استيفاء شروط مسبقة.
ولم يذكر التقرير ما هي تلك الشروط، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال أمس الثلاثاء إن إيران تأمل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه ليس في عجلة من أمره للتحدث معها.
في المقابل، أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الإيراني اليوم الأربعاء بأن الصين ستواصل دعم إيران لحماية سيادتها الوطنية وكرامتها، وفي "مقاومة سياسات الهيمنة والاستقواء".
وقال وانغ، وفقا لبيان صادر عن وزارته "تولي الصين أهمية لالتزام إيران بعدم تطوير أسلحة نووية، وتحترم حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".
وأكد وانغ استعداد بكين لمواصلة الاضطلاع بدور بناء في تعزيز تسوية القضية النووية الإيرانية والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفاً أن الصين تقدر جهود طهران لتحقيق السلام عبر الدبلوماسية.
وكان ترمب قال للصحافيين بعد وصوله إلى واشنطن أمس الثلاثاء قادماً من بيتسبرغ، "يريدون التحدث، لست في عجلة من أمري للتحدث لأننا دمرنا مواقعهم"، في إشارة إلى القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي.
في الأثناء، ذكر موقع "أكسيوس" نقلاً عن ثلاثة مصادر أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اتفقوا في اتصال هاتفي الإثنين على تحديد نهاية أغسطس (آب)، موعداً نهائياً لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي.
"آلية الزناد"
ذكر الموقع أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد النهائي، فإن القوى الأوروبية الثلاث تعتزم تفعيل "آلية الزناد" التي تعيد فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي التي رفعت بموجب الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015.
تستغرق عملية تفعيل هذه الآلية 30 يوماً، وترغب الدول الأوروبية في إتمامها قبل أن تتولى روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في أكتوبر (تشرين الأول).
ويرى المسؤولون الأميركيون والأوروبيون أن "آلية الزناد" تمثل أداة ضغط تفاوضية على طهران، وكذلك خياراً بديلاً إذا فشلت الدبلوماسية.
لكن الإيرانيين يجادلون بعدم وجود أساس قانوني لإعادة فرض العقوبات، وهددوا بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية رداً على ذلك.
خطوات لطمأنة العالم
وفقاً لمصدرين، تخطط الدول الأوروبية للتواصل مع إيران في الأيام والأسابيع المقبلة برسالة مفادها بأن بإمكان طهران تفادي العقوبات إذا اتخذت خطوات تطمئن العالم في شأن برنامجها النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد تشمل هذه الخطوات استئناف عمليات المراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي كانت إيران أوقفتها بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتها النووية.
وذكر مصدر أن خطوة أخرى قد تكون إخراج نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، من مواقع داخل إيران.
ومنذ نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران، تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب استئناف المفاوضات في شأن اتفاق نووي جديد.
وأعرب بعض المسؤولين في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل عن قلقهم من أن تضغط إدارة ترمب على الدول الأوروبية لعدم تفعيل "آلية الزناد"، حتى لا تعرقل مفاوضات محتملة.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار هذه المسألة خلال زيارته للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، في اجتماعه مع ترمب وروبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
وطلب نتنياهو من ترمب عدم عرقلة تفعيل الآلية، وأبلغ ويتكوف بأن على الولايات المتحدة أن توضح للإيرانيين أن أمامهم وقتاً محدوداً للتوصل إلى اتفاق وتفادي إعادة فرض العقوبات، وقال مسؤول أميركي رفيع إن إدارة ترمب تدعم تفعيل "آلية الزناد"، وتعتبرها وسيلة ضغط في المفاوضات مع إيران.
وأشار المسؤول إلى أن ترمب محبط بشدة، من عدم عودة الإيرانيين لطاولة المفاوضات حتى الآن.
وأوضح أن ويتكوف أوصل للإيرانيين رسالة مفادها بأن أية مفاوضات مستقبلية يجب أن تكون مباشرة من دون وسطاء، لتفادي سوء الفهم وتسريع العملية.